باب العدو

34 3 2
                                    


مرحباً ثاري .... ، الساعة الثالثة فجراً أيقظني ثاري من عمق نومي لألتقي به ، لا زلت أكره على مافعل بي وعلى كذبة ، لا أطيق رؤية ، كلما بدأ بالحديث ذهبت الى أسرع مخرج لكي لا اطيل معه أصبحت أراه حجة فقط لألتقي بدنهم وأعرف اخبار ( نجم ) .
مابالك اليوم ؟.. ثاري يسأل
فردوس : انا هكذا دائماً
ثاري : لم تكوني هكذا من قبل
تقلب عيناها فردوس تريد ان تقول لإنها ظنةُ ( نجم ) لكن لاتريد أن تبدأ بمشكلة جديدة
قالت له : الأيام تغيرنا
ثاري وهو ينهض : حسناً .. سأرحل مبكراً اليوم لن أطيل البقى أكثر.... لايهم صحيح
إقترب اليها وقال : لكن لن يأخذ احداً مكاني ولن تكون عشيقة لأحد غيري
رجعت فردوس الى الخلف قليلاً وقالت: حسناً
بقيت حتى رحل ثاري عنها ، وكالعادة يتأخر دنهم بالحاق بهم ليبقى معها
فردوس بشغف : هاه ! مامن أخبار جيده ؟
دنهم : لم أسأل لان الأسئلة تثير الشك خصوصاً بأحد بهذا الأسم ، لكني حاولت أن أظهره من لساني ، لكن لم أجد من أثاره الشك
يعني اني قلت عندما كنا نتناول الطعام بدون وجود ثاري طبعاً ، يانجم .. اوبس أسف لم أقصد الاسم .. أعطني كاساً من عندك
ولم أجد شكوكاً من أحد
فردوس: هل تأكلون الطعام مثلنا ؟
دنهم : هل هذا يهم الآن ؟
فردوس: اوه اجل ... اكمل ؟
دنهم : انتهيت !
فردوس : سنجده بإذن الله
دنهم : بإذ... آجل سنجده !
فردوس: كنت ستقولها !!
دنهم : لاني رددتها خلفك !
فردوس: تؤمن بالله ؟
دنهم : ليس لك شأن بحياتي و بعالمي ، انا هنا لأجد لك عشيقك فقط
رحل دنهم من عندها وفردوس متعجبه منه مالذي فعلته لكي يتفاعل هكذا ؟
عادت فردوس للمنزل تنتظر صلاة الفجر لان لم يتبقى الا القليل ويحين موعدها ، بعد ان أدت صلاة الفجر ذهبت لتنام نوم عميق جداً لم تستيقظ منه الا بسكب كوب مياه عليها من قبل ولدتها : فردوس!!
استيقظت فردوس وهي مبلله منزعجة من سكب الماء عليها ، ذهبت لتصلي وبعد انتهاءها عادت لتكمل نومها ولم تسمح لها ولدتها بذلك ، فردوس لم تتجرأ بحياتها أن ترد على ولدتها في إي سوء او انها تنام ووالدتها قد منعتها من المستحيل عند قاموس فردوس ان تعق ولو عائق صغير بولديها ، كان النوم في عينها لكن ولدتها أصرت أنها لا تنام جلست في صالة الجلوس و استلقت فيها ولم تشعر بنفسها الا وهي نائمه ، استيقظت بسرعه تنظر يمين يسار الليل ! لقيت حل الليل اين امي !
الغريب ان ولدتي لم تفيقني ؟ ذهبت لتصلي وهو اهم شي تفعله قبل ان تبحث عن عائلتها ثم بحثت بكل مكان ولم تجد أحداً بالمنزل
ذهبت لتبحث عن هاتفها وعندما وجدته اسفل وسادتها فتحت لتتصل على ولدتها
-أمي ؟
اهلاً ابنتي استيقظتي
فردوس:اين انتي لما لم تُقضينني ؟
ولدتها : حاولت لكن يبدو انك نائمة متأخر بالأمس لذا تركتك
-لم تكن النومه مريحه ! اين انتم اذاً ؟
ولدتها : تعرفين صديقتي القديمه ؟ انا عندها
-يالله اني بعيده جداً !
ولدتها : امم حقاً بعيده ، ماذا تريدين الان ؟
-من معك ؟
ولدتها : كلنا الا انتي
-متى تأتون ؟
ولدتها : سنتأخر لا تنتظرينا  
-هل يوجد اكل
ولدتها : لا اكن اتصلي على المطعم
-لا اريد وداعاً استمتعي
كانت الساعه التاسعة مساءً وفي ذلك الوقت كان مبكراً ان يعودا اهلها للمنزل
لا تعرف شيئاً عن الطبخ فردوس كانت ولدتها تتولى ذلك دائماً كانت (روح) ولدتها تعلم اختها الكبرى ( أيه ) لإنها كانت تحب ذلك اما فردوس لم تهتم لإنها لم تتوقع أن يوماً ستحتاج لتعلم ، خرجت تنتظر ثاري وهي جائعة فهي لم تأكل منذ ليلتها مع ثاري الماضيه ، أتى ووقف أمامها نظرت إليه هذا ليس ثاري ؟ دنهم ! كيف انيت بدونه ؟!
دنهم: ارسلني لأخبرك آنه لن يأتي الليلة لإنه مشغول .
فردوس: بماذا؟ غريبة منه
دنهم : أجل ، لكن هذا جيد لنأخذ وقتاً اطول
-الا تظن بأنه سيشعر بأنك تأخرت ؟
دنهم: لا لاتقلقي بهذا الوقت أكون بعملي
-عملي ؟ أي عمل
دنهم: أنا أسف فردوس لا أستطيع الجواب
-لما ؟ خائف
دنهم : لاتعلمين عن شي حتى لو أخبرتك لن تفهمي
-من قال لك أنني حمقاء!
دنهم: ليس كذلك .. حسناً انا معاهد على أن لا أخبر احداً عني وعن ثاري حسناً ؟
-فهمت
انظر الي ..
دنهم: ليس مهم
-تتحدث معي دون أن تنظر الي وانت جني
دنهم توتر قليلاً : لا... لإنك عشيقة سيدي
كان يكذب ليس هذا السبب ، انه يهرب
-لا يهم ، أخبريني عن نجم ؟
دنهم : حسناً ، وسعت نطاق بحثي بحثت حتى هنا وسافرت ايضاً ولكن لا جواب
-ماذا يعني ذلك
دنهم : لا نجم الا الذي بالسماء
وضعت فردوس يداها على وجهها وهي تمسحه وتتنهد فيها التعب والارهاق والجوع
قالت : اتعلم ... لا أريد نجم ولا البحث عنه
لاتتعب نفسك معي وعد لعالمك
دنهم: هذا اليوم الثاني ! لما الاستسلام!
-جني يخبرني عن الاستسلام (بضحك)
دنهم: و مابهم الجن ! نعيش نأكل تنكلم نمشي مثلكم ! كلنا خلق إله واحد !
شعرت فردوس بغضبه توترت لم تعرف كيف تسيطر على الوضع ، خائفه ان يفعل مثل ثاري
فردوس: أعلم حقاً !
دنهم بإحباط : لا، أنتي جاهله
اصبح المكان هدوء لدقائق حتى تدخلت معدة فردوس جوعاً
دنهم: ماهذا ؟
خجلت فردوس جداً وقالت : لقد حركت الكرسي...
دنهم : لا صوت معدك ، ماهذا اقصد ماهذا الجوع الشديد
بدأت تقلب عيناها خجلاً وقالت : لم أكل
دنهم : ولما ؟ دايت ؟ لايوجد بك لحم وشحم!
فردوس: لا ! انا ... امي رحـ.. انا
دنهم: تكلمي لا بأس
فردوس بكلام سريع : امي ذهبت لصديقتها ولا احد بالمنزل وانا وحيده و جائعه لإنني لم أتعلم الطبخ لإنني ظننت إني لن أحتاجه يوم !
دنهم : تنفسي ! الطبخ سهل ليش بذلك الصعوبه
-هل ..
قاطعها دنهم : نعم نطبخ
مسكت رأسها عندما أستوعبت سؤالها
دنهم : اذهبي كلي شيئاً ... او ادخل معك؟
-لا بأس اذ كنت سأكل
دخل معها دنهم المنزل وبدأ يملي عليها المقادير لصنع شوربا
فردوس: من علمك صنعها
دنهم : اذا كنت ساخبرك لن يخرج من فمك لأحد ؟
فردوس: لاتقلق
دنهم: كان لدي أخت اصغر مني كانت مريضه ولم يجيد أحد الإعتناء بها أمي وأبي دائماً مشغولان عنها ، وهي منذ ولدتها مريضة
تعلمت من طباخة القـ... •سكت دنهم قليلاً•
البشر ! أجل وأخذت الوصفة وبدأت صنعها لها
-واين هي اختك الان
دنهم : ماتت
شهقت فردوس: ماذا
دنهم : أجل لم تتحمل فماتت
فردوس هل أطلب منك شيئاً .. لن اخبر احد
دنهم : ليس هذا أقصد ان انوار المنزل عالية
فردوس: هناك"تأشر على زر اللمبه "اغلقها
ذهب دنهم محاولاً اغلاقها ، استصعب جداً فعلها حتى استطاع
فردوس: اجل ان هذا الزر قوي جداً
دنهم مبتسم: لابأس
-طعم الشوربا غريب ؟
دنهم : تظنين ذلك لانك اول مرة تذوقها بعالمك
-هل هي وصف الجن فقط
دنهم : تقريباً
بعد تناولها الشوربا جميعها شبعت كثيراً وشعرت بالسعاده
-اشعر ان مذاقها كمذاق شوربة الذره
دنهم : كنتي تستطيعين وضعها
-حقاً ! لابأس هكذا هيَ لذيذه شكراً سأحفظ الوصفه .. اذا استطعت
دنهم: لاتحتاجين الى استطاع سهله
ابتسمت فردوس له بإبتسامه محبطه
-بالنسبة لي علي حفظها ومراجعتها اسبوع واكثر
دنهم متعجب : ! لما ليست صعبه تبالغين
-ليتني ، لا اعلم ماذا اقول ، انا اعاني من نسيان يجب ان ادون الاشياء اللحظية لكِ لا انساها
و بمذاكرتي على اعادة الحفظ والمراجع اكثر من مئة مره لأتجنب نسيانها
دنهم: شيء غريب ؟ انتي صغيره
-لا اعلم هل هو وراثي ام نفسي
دنهم : هل راجعتي عنه ؟
-لا كنت اشعر بأن لا احتاج
دنهم : اظنك تحتاجين مثلاً طبيب نفسي
-لا اعلم لا اعلم حقاً ماذا احتاج لايهم هل ستبقى اكثر من هكذا ؟
دنهم: هل انا اطرد ؟
-لا (بضحك) قصدك ثاري
دنهم : لو اذهب بهذا الوقت سيوف اصدمه
-الساعه العاشره والأربعين ؟
دنهم:لا عليك الحاديه عشر سأذهب
-لاعلي فعلاً
دنهم: لنعد الى نجم ، اين وجدته ؟
-في صحراء
دنهم: يالهُ من وصف
-اسمه ( بر )
دنهم: احكي لي كل شي والمكان
-حسناً
حكت له فردوس عن شي يخص تلك الليله حتى عودتها لتلتقي به
دنهم: سأرحل اخذت مايكفي ، وسأعود لأخبرك مع سيدي
-تستطيع ان تقول ثاري
دنهم: وداعاً
-هل اتعوذ ؟ (وهي تضحك)
دنهم يبتسم : وداعاً

مالذي حدث عند غيابنا ؟ولدت فردوس تسأل
فردوس: لاتذهبِ من دوني أمي
ولدتها: لم اتوقع انك تريدين الذهاب

حقاً ياروح فردوس لاتريد الذهاب كانت تجامل

رواية  شتاء جلنار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن