في تلك الأيام التي تقضيها جلنار بعالم الجن كانت ولدتها تنام لياليها بالمستشفى متألمه جداً من فقدان أبنتها الصغرى وكأن بمنزلهم عزاء ،
ذهب يوسف الى غرفة فردوس ووجد أيه أخته الكبرى على الارض جالسه تفكر جلس بجانبها وفي قلوبهم الكمد يفكران آين قد تكون أختهم بادر يوسف بالحديث
يوسف : هل تظنين بإنها هربت ؟
أيه : ولما تظن ذلك ؟!
يوسف : لا أعلم فردوس غامضة نوعاً ما
أيه : لا أعلم منك أنت وأمي ! بماذا غامضه اخبرني!! ولما تهرب وكيف زرعت أمي فكره المرض بها ! أنتم تثيرون غضبي حقاً ! كيف تفكرون هكذا بها فردوس هادئه ليست غامضة وهي دائماً معنا تأكل تشرب وتأخذ وتعطي معنا !! أنتم من لا يراها هي دائماً موجوده بيننا !
يوسف : اهدئي أيه ، لنكن على حق فردوس غريبة الأطوار بعض الأحيان أنتي تعلمين ذلك لما لا تريد أن يكون لها هاتف ؟ ولما لديها ذلك الكم من الكتب ولما تنسى أشياء الطفل لا ينساها ! ولما أمي خائفه هكذا وأبي ايضاً ، أشعر أن فردوس ...
أيه : لا شي بها ، اذا تمتلك كتب مالذي تحتاجه بالهواتف ؟ ليست مشكله الهاتف انما تفكيركم .
يوسف : أيه ! من لا يمتلك هاتف بهذا العالم !
أيه : ولما ! لماذا تريدانها أن تمتلك الهاتف !
يوسف : أنظري نحوه ، لم تفكر حتى بفتحه ، الحقيقه ، لاطالما تمنيت أن أكون فردوس ، أنظري كم من هاتف جلبت لها أمي دون أن تقول لها شيء مثل أن تغضب عليها ، تكسيرها للهاتف فعل غير مقبول لكن رغم ذلك لم يمسها والداي بضر
أيه : أهذا وقت الغيره ؟
يوسف : حقاً أحسدها ... تعيش بعالمها الخاص أنظري الى الكتب التي بحوزتها ، أنظري الى عدم اهتمامها بالهواتف ولا المواقع ، تعتمد على الكتب فقط وانظري أيضاً الى غرفتها ، فراش رمادي اللون ، أثاث قليل كلما رأيت ممتلكاتها أشعر أنني تافه من الذي أمتلك.
أبتسمت أيه وقالت : يوسف لم أتوقع هذا منك
ما رأيك أن نبحث بها قد نجد شيئاً ؟بحثت أيه مع يوسف بغرفة فردوس ليتمكنا من إيجاد شيء يوصلهما اليها ، وجدت يوسف مذكره لونها أبيض ومكتوب بها ( النسيان )
يوسف : أيه انظري ! مارايك نقرأها ؟
نظرت لها أيه وهي تفكر : وهل ستغضب؟
يوسف : لن نخبرها
أيه : لا لانستطيع يبدو أنه خاصاً لها
يوسف : أيه ! لن نخبرها وهي ايضاً ليست هنا !قد تكون مفتاح إجادها
فتح يوسف المذكره وبدأ يقلب بالصفحات لكنه لم يجد بها شي فقال : يبدو أنها نست ماتريد كتابته
ضحكت أيه بضحك هستيري وضحك معها حتى أدمعت اعينهم من الضحك الشديد ، أعداها الى مكانها ، عادت أيه الى مكتب فردوس اخذت كتاب من كتبها الدراسية ووجدت أسفله ورقه مرسوماً عليها ، كان الذي عليها نجم لكن أيه ويوسف لا يعرفان من هو
أيه : يوسف انظر ! ماهذا !
يوسف: وحش ؟ مخيف نوعاً ما
أيه : لا يبدو وحشاً ، حقاً من هذا ؟
يوسف : يبدو كأنه من افلام الرعب
أيه : لو كانت فردوس تشاهدها لصدقت ذلك.
ثم نظرت الى الجانب الاخر من الورقه فوجدت عليها مكتوب ( نجم الخيالي )
يوسف : نعم علمت أنه شخصيه خياليه
أيه : هل تظن ذلك ؟ أم أنه يأتيها بحلمها ؟ ....
سأحتفظ بها لوقت الحاجه .
لم يعد ثاري منذ رحيلة ولا أحد يعلم أين هو
أستغلت جلنار ذلك الوقت للبحث عن نجم مع دنهم ، بحثا بكل مكان في المدينه لكن لا أثر او شبهه به .
دنهم : ما رأيك أن نذهب الى ساويه ؟
جلنار : من هي ساويه ؟
دنهم : ليس أسم فتاة ، أسم مدينتي التي أحتلت
جلنار : حقاً نستطيع !
دنهم : أجل لدي تصريح بدخول القصر ايضاً
كان حماس جلنار بقدر توترها لذهاب بعيداً عن مدينة ثاري ، لكنها قد ذهبت معه ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لذهاب تبعد بضع ساعات فقط ، وجدت جلنار على يمينها نار وأصوات معازف قويه ومن الجن يرقصون ويعلون أصواتهم ، أستمر الصوت حتى خرجوا من المنطقه ، وعلى أمامها كان هناك قصراً كبيراً وجميل المنظر لونه اسود يحوط به الغربان ، تسالت جلنار تساؤل الشك
جلنار : دنهم ، هل تلك الغربان هي جن ؟
دنهم : أجل كيف علمتي ؟
جلنار : انا مهمته بأمور الجن
دنهم : كيف ؟ لم تذكري ذلك من قبل ؟
جلنار : أنا اقرا كتب كثيرة تتمحور عن الجن والشعوذة لكن لا اعلم الكثير الكثير عنهم
دنهم محبط: عنهم ؟ الست جني أنا أيضاً ؟
جلنار : لم أراك جني أمر مضحك صحيح اسفه لا أشعر أنك مثلهم فالجن أشرار
دنهم : يجب أن نقضي وقتاً طويلاً معاً لنتحدث عن هذي النقطه ، لكن الآن أنظري الى قصري أو قصري سابقاً
جلنار: أنه جميل وكبير أتسأل كم من الوقت مضى على بنيانه
دنهم : لاتفكري كثيراً ولندخل
دخلت جلنار مع دنهم للقصر كان باهر الجمال ذلك القصر لم يكن قصراً عادياً حتى أنه لم يقارن بقصر ثاري .
دنهم : ماذا تريدين أن ندخل ؟
جلنار: أممم لأفكر .... غرفتك !
دنهم : الحقيقه لقد قام سيدي بإعادة كل شي هنا ، لم أعد أملك شي يخصني بالقصر
جلنار : ولما تقول ذلك
دنهم : لأريك مكاني المفضل في صغري. انه اعلى القصر .
ذهبا الى أعلى القصر حيث لا يوجد أحد ولا أثاث ولا شي فقط الهدوء والتأمل
جلنار : مكان جميل لتأمل النجوم
دنهم : كلما شعرت بالملل أو الضجر أتيت هنا أو عندما كنت ..
جلنار : سيحل الليل بعد قليل عل نبقى مارايك ؟
دنهم : لنبقى قليلًا فقط لأن هذه الفرصه لن تعود مستقبلاً
حل الليل وظهرت نجوم العالم الاخر لم تكن تماماً كالنجوم عالم الأنس كانت شديدة الوضوح وكأنها تعم بالفضاء كان مشهد يتمنى أن يراه كل إنسان على وجه الأرض
جلنار: نجم .. أتظن بأنني سأجد نجم
دنهم : لا اعلم لكن اذ كنتي تفكرين بالاستسلام فأنا معك واذا لا تفكرين به فأنا معك أيضاً
جلنار : لا تجعلني في حيرة
دنهم : أريد المساعده فقط
رفعت يدها جلنار تأشر الى النجوم وتعدهم واحدة تلو الاخرى متسائله : هل تحب ؟
دنهم : من انا ؟
جلنار : أجل أنت ، الم تعجب بفتاة قط ؟
دنهم : منذ وقتاً طويل عندما كنت أنا وسيدي رفقا كانت في مدينتهم تسكن فتاة جميله ولطيفة جداً منذ مرتي الأولى التي رأيتها بها وقلبي تمسك بها كانت مميزه بعيني
جلنار وهي تستمع لدنهم : كانت
دنهم : أجل كانت ، أخبرت سيدي عنها ثم أخبرني أنها معجبة به كانت تلك أقسى ماسمعت يقول سيدي أنها مغرمة به تعشقه كثيراً لكنه لم يعيرها أهتماماً الا بعد أن علم أنني معجباً بها ، أصبح يضايقني بها كثيراً بعدها عَلِمت عنهُ وتركته وألان بعد الحرب لانعلم عن بعضنا شي ، لكني لا أخفي أنني بحثت عنها فوجت أن والداها لقيا حتفهما بالحرب وبقيت هي تسكن وحدها بمدينة سيدي
جلنار : حقاً أكره ذلك الرجل ، الجني ، الشيطان ، هو على أية حال
دنهم يضحك: لا تقلقي حيال ذلك قفط ناديه بأسمه ، لكن الستِ قلقه على عائلتك ؟
جلنار : دائماً أفكر بهم لكن لا اعلم ، اشعر بإنهم لم يشعرو بي
دنهم : جلنار ؟ كيف تقولين هكذا ؟
جلنار : لا تسأل حقاً ، لا أشعر أن هناك من يهتم لأمري ، ولا يبدو ذلك
دنهم : عائلتك جلنار عائلتك! كيف تقولين ذلك
جلنار : أحبهم ! أشتاق لهم ! لكني أفكر أيضاً هكذا ! أنا متألمه بداخلي دنهم !! لم أصلي منذ وصولي ! لم أقرأ او أسمع حتى قران ! لم أستحم ! استيقظت ثقيله متألمه عاريه دون علمي بالسبب ! واذا سالتك تمتنع عن الجواب لما لأنني كثيره الاسئله بنظرك !!دنهم : جلنار لم أتوقع ذلك انا اسف لكن ..
جلنار : لكن ماذا ! اين الحقيقه دنهم قول لي الحقيقه! أنا ابلغ فوق العشرون الا يكفي !
دنهم : حسناً ، لأتحدث مع شخصاً بالغ ، جلنار الحقيقه حول استيقاظك عاريه هو ...
جلنار : هو ماذا ! لماذا أنت متردد !
دنهم : كان يحاول أن بيع روحك لأبليس
جلنار بملامح بارده : ماذا ؟
تمسح على وجهها وخدها بقوة نتيجة توترها
دنهم : اسف انا سيء جداً في قول تلك الأمور لا اعلم كيف اتصرف
جلنار: السيء هو صمتك دنهم ! هل باعها ؟ هل ذهبت روحي ؟
دنهم : لا اتعلمين لماذا
جلنار : لا اخبرني !
دنهم : حسناً لا تغضبي ، لم ينجح سيدي ذلك لإنك قويه
جلنار : انا قويه ؟
دنهم : دينياً أجل ، ذكر سيدي أن الحاجب الذي لم يسمح بنجاح تلك الطقوس هو ايمانك القوي وسورة البقره ، وايضاً ترديدك للذكر الله بكثره وذكر أنك تذكرين ذكر قوي لا اعلم ما هو لكنه هو من منعه من النظر إليك
جلنار : ذلك ؟ حقاً ! يعني روحي لم تذهب !!
دنهم : لو انها ذهبت لما كنتي هنا ، البيع هو الموت لكنك اغضبتِ العفاريت لأنك قوية الإيمان
جلنار : لاني لم أكن اصلي كنت اردد بعض السور بقلبي ليكون بيني وبين ربي صلة على الاقل لكن ذلك جيد لقد أنقذني الله
دنهم : لأجل ذلك أنتي بخير
جلنار : وثاري ؟
دنهم : يبدو أنه يتعذب من أجلك ، أشعر بإنه يحبك فعلاً ، لقد كان يفعل ذلك مع الكثير من إناث الأنس الا أنتي لم تنجح معه رغم ذلك لم يفعل بك شيء
جلنار : دنهم ، عدني أنك ساقول لي كل شي مهم لحياتي !
دنهم : قد أواجه صعوبة لكن سأحاول
جلنار : كان ذلك الوقح طوال الوقت يستغل إناث الأنس لأجل بيعهن ولما قد يفعل ذلك
دنهم : تلك أمور شيطانيه لتزيد من قوة ، هيا لنذهب تأخر الوقت
مسك دنهم كتف جلنار ونظر لها ثم أبعد يداه بخجل وقال : حاولي أن تكبحي نفسك عند سيدي ، لا أريده أن يعلم أنني أخبرتك بذلك
جلنار : لا تقلق ، اليوم سأنام على سورة البقره كلها
دنهم يضحك : لاتنسي أنك بعالم أخر
عادت جلنار و دنهم لقصر ثاري وعند وصولهم استوقفتهم أمراه رفيعه متخفيه وقفت أمام جلنار ، نظرت لها جلنار متوتره
فقالت الامرأة : من أنتي ؟
نظرت جلنار الى دنهم تنتظره يتكلم لكن دنهم لم يعيرها إهتمام نظرت لها وقالت : جلنار
ردت الامرأة : مالذي يعنيه جلنار ؟
بدأت تفكر جلنار حول جواباً لها
فقالت الامرأة : أها يعني زهرة الرمان ومالجميل بها
جلنار : لم أقول أنها زهرة الرمان كيف علمتي
الامرأة : لا يجود أحداً أجمل مني هنا لا تغضبني !
رفعت يدها محاولة صفع جلنار فمسك يدها دنهم وقال : أنها عشيقة سيدي
الامرأة : ألم تسمع !
دنهم : جلنار لا تعلم حول ذلك
الامراة : ولما لا !
ثم نظرت الى جلنار واكملت حديثها : هو من أسماك صحيح أنت ! ذلك المهووس القذر الا تعلم عن مكانتك !!
جلنار : دنهم عن من تتحدث ؟
دنهم : لا شيء يبدو انها ثمله نوعاً ما
الامرأة : لا يبدو عليك أسم جلنار أنتي كاذبه لما لا يتطابق أسمك معه !
جلنار بهلع : لا اعلم عن ماذا تتحدثين حقاً !
أخذ دنهم يد جلنار وأكمل سيرهم حتى دخلا القصر ووجدو زمدا وازيرا واقفان أمام الباب ثم أكملا سيرهما فوجدا أمامهم ثاري ينتظرهما
ثاري : لم أتوقع أن تصل لتلك الحدود دنهم
![](https://img.wattpad.com/cover/330245120-288-k35597.jpg)
أنت تقرأ
رواية شتاء جلنار
Fantasíaفي أحد اليالي بوسط الصحراء تجد فتاة رجلاً يدعي أنهُ نجم ،نجم الرجل الذي لاطالما حلمت به ولأنها لم تراه بعد ذلك القاء ذهبت بحثاً عنه الى ان وجدت نفسها وسط معاشر الجن ، كيف ستخرج بسلام من الجن ، هل ستجد نجم ؟