فصل خاص

12 0 0
                                    

ذكريات حمراء
.

فتحت عيناها فردوس بعد وقتاً طويل من النوم بالمستشفى ولم تتعرف على المكان لوهله ظنت انها عادت للعالم الأخر حتى سمعت صوت أبيها وهو يقرأ القران .....
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)الأعراف

شعرت بالأمان والاطمئنان بوجوده وبتلاوة القران ، نظر أبيها لها فنهض فرحاً
عبدالحكيم: فردوس! الحمد لله على سلامتك عزيزتي ، كم مرة فقدت الأمل بعودتك !! ان الله قادر على كل شي الحمد لله
ابتسمت فردوس ونهضت لتحضن ابيها بشوق وتسأله: اين امي
عم الصمت لثواني معدودة ثم قالت : اعني أيه
ابتسم عبدالحكيم بحرقة: أيه بخير ويوسف كذلك
ثم قالت فردوس متسرعه : و أمي ؟
فعم الصمت ثم قالت : اعني .. انت
عبدالحكيم : بخير والفضل يعود لله
فردوس : هل نعود ؟ للمنزل
عبدالحكيم : الحقيقه اريد ان اتركك عند أيه لبضع ايام اريد ان اسافر
فردوس : الى اين ؟
عبدالحكيم : اريد العوده الى منزلنا القديم
فردوس : السنا فيه ؟
تنهد عبدالحكيم : عزيزتي لقد تركنا منزلنا ومدينتنا وذهبنا الى هنا لأجل أيه
فردوس ابتسمت بضيقه : اجل لقد نسيت لا اعلم ماحل بس انسى كثيراً
قال عبدالحكيم مع نفسه : نسيتي كل شي الا هم .
خرجت فردوس من المستشفى وعادت للمنزل لتأخذ ماتحتاجه لبضع ايام للمكوث عند أيه ، وأثناء وضع احتياجاتها وجدت كتابها على سريرها ملقى
مسكته وقالت : مالذي ينسيني اياك ؟
تركته بمكانه وخرجت
استقبلتها أيه بكل حب وود بمنزلها فشعرت فردوس بعودة الحياه لطبيعتها .
قالت فردوس لأيه : ازدتي جمالا أيتي
خجلت أيه وضحكت لها ، وبقيا يأخذان بالحديث لساعات طويلة ، وعلى قرابة الليل أتى ( أنس ) زوج أيه فزعت أيه بقدومه وذهبت له مسرعه قبل أن يعلم بوجود فردوس
أيه : عزيزي ؟؟ مالذي أتى بك ألا تريد السفر مع أبي لتلتقي بأهلك ؟
أنس : قال عمي أنه لن يرى أحداً وسيعود مسرعاً
كان يريد ان يدخل فمنعته أيه لكي لا يرى فردوس بصالة المنزل
أنس : مابك ؟ أريد الدخول لأرتاح !
أيه بتوتر : لدي ضيف
أنس : من هو ؟ يوسف أم جارتنا ؟
أيه : لا ... صديقة قديمه لي أنت اذهب للغرفه ولا تنظر لها حسناً ؟
ذهب أنس للغرفة دون أن يعير لأيه او من هو الضيف أي اهتمام ، استلقى على سريره ليرتاح وأتاه إتصال من عمه (عبدالحكيم)
أنس : اهلاً عمي ؟
عبدالحكيم : أريد أن اوصيك على ابنتي
أنس بضحك: كل مرة تسافر لا توصيني هكذا عنها هل هذه المره ازدادت حباً بقلبك
عبدالحكيم: أعني فردوس
نهض أنس بصدمه : أين هي !!
عبدالحكيم : ستكون تحت أمانتكم حتى أعود ، وداعاً
رمى أنس الهاتف وذهب مسرعاً ليرى فردوس ، نزل من الدرج بتهور ورأها أمام عيناه تريد الصعود لتنام ،وعيناه بعينها
"كم من السنين مضت على حبي لك ، كم من السنين مضت على شوقي لك ، كم من السنين عانيت لأنساك ، حرمت نفسي من الأطفال لأجل هذه اللحظه ، حرمت أختك حقها لأجل وفاء حبي لك ، والأن انتي لي ! "
قاطعت أيه حبل افكار أنس بسحبها لفردوس بعيداً عن نظره .
أنس : أنتظري ! أيه !!
غضبت أيه بشده واغلقت باب المطبخ على فردوس وعادت لأنس
أيه : لماذا ؟ هي لاتحل لك لما تريد أن تراها !
أنس بهدوء و وغصب منها : أيه أرجوك دعيني أراها
أيه بحرقة : أرجوك ! أرجوك يا أنس! لأول مرة بحياتي أسمعها منك تقول لي أنا أيه ارجوك !!
أنس يمسح برأسه يحاول التفكير بوسيلة ليرى بها فردوس: لاتغضبينني ! أريد رؤيتها !
أيه والدموع تملأ عينها : لن اسامحك يا أنس !! أعلم انك لم تراني يوماً واحداً ! اعلم انك لم تسمعني ابداً ، لو نظرت لي علمت آنك تراها لا تراني ، اذهب لها ولن اعود لك مجدداً ومثل ماكنت تتجاهلني ..سأتجاهلك

رواية  شتاء جلنار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن