-٦-
*عذاب بلا نهاية*أبتسم " يونس " أبتسامة هادئة وهتف قائلًا:- أنا متشكر مرة تانية يا أنسة.
أبتسمت لهُ بخفة بينما هتف " يوسف " وهو يفرد ذراعه ليصافحها قائلًا بنبرة طفولية لطيفة:- أنا أسمي " يوسف "، أتشرفت بمعرفتك.
أتسعت أبتسامة الفتاة وأجابته قائلة بنبرة رقيقة صافية:- وأنا سعيدة أكتر بمعرفتك يا " يوسف " وأنا أسمي " ورد ".
عبث " يونس " بشعر صغيره بلطافة قائلًا:- يلا بينا بقا يا بطل عشان منعطلش طنط أكتر من كدة.
هتفت " ورد " قائلة بأبتسامة صغيرة:- لا مفيش عطلة ولا حاجة.
هتف الصغير قائلًا بحماس:- ينفع أشوفک تاني في النادي، أنا بكون موجود كل أسبوع مع بابي.
أنحنت قليلًا حتى أصبحت في مستواه وهمست قائلة بنبرة هادئة:- للأسف مش هينفع لإني مش عضوة في النادي.
رمش الصغير بأهدابه الصغيرة الكثيفة قائلًا بعفوية:- أمال إنتِ كنتِ بتعملي إيه هنا!
صاح " يونس " قائلًا:- " يوسف " عيب كدة، قولنا منتدخلش في حاجة متخصناش.
" يوسف " ببراءة:- سوري يا بابي.
أعتدلت " ورد " بوقفتها قائلة ببساطة محببة إلى القلب:- مفيش داعي للأعتذار، أنا يا أستاذ " يوسف " كنت جوة بقدم على شغل بس للأسف مأخدتش الوظيفة بس كدة.
نظر الصغير إليها بحزن بينما عقد " يونس " حاجبيه قائلًا بتساؤل:- حضرتك كنتِ جاية تشتغلي هنا في النادي، كنتِ ناوية تقدمي على إيه!
رفعت كتفيها وأنزلتهما قائلة بنبرة خافتة:- على أي حاجة.
شعر " يونس " بمدى معاناة هذه الفتاة للحصول على عمل دون جدوى، صمت قليلًا ولم يعرف بما يجيب، في تلك الأثناء قامت " ورد " بتوديع " يوسف " ثُم هتفت قائلة بأبتسامة لطيفة:- أنا همشي يا " يوسف " وأتبسطت إني شوفتك.
أومأت إلى " يونس " بحركة تحية وألتفتت لترحل، سارت عدة خطوات وبداخلها تبتسم بخبثٍ لتحقيق أول خطوة بخطتها، تذكرت عندما كانت بداخل النادي قبل قليل وأستمعت إلى مكالمة " يونس " مع شقيقته وعرفت أنهُ يبحث عن جليسة أطفال لطفله، حينها نسجت خيوط خطتها برأسها وعلى الفور هاتفت " رشاد " وأخبرته بخطتها التي قامت بتنفيذها على أكمل، قامت بألهاء " يونس " حتى تُتيح للطفل فرصة الأبتعاد عن والده وهُنا أتى دور السيارة التي تقدمت بسرعة مجنونة لتظهر هي بلحظة وتقوم بأنقاذ الطفل مما يجعلها تظهر أمامهما بمظهر المُنقذة البريئة، وقبل أن تبتعد وتختفي من أمامهما سمعت صوت أقدام تقترب منها وصوته يهتف قائلًا:- من فضلك يا أنسة " ورد " أستني دقيقة.
عادت ملامحها إلى البراءة وهي تلتفت إليه قائلة بنبرة هادئة:- أتفضل يا أستاذ اااا..
توقفت عن الحديث وكأنها لا تعلم أسمه ليتولى هو دفة الحديث قائلة بأبتسامة لطيفة:- " يونس " أسمي " يونس ".
نظرت إليه بنظرات هادئة تحثه على الحديث فهتف هو قائلًا بجدية:- أنا بقالي فترة بدوار على جليسة أطفال لابني، أنا بكون في شغلي أغلب الوقت وهو أحيانًا كتير بيكون لوحده، لو مش هيكون عندك مانع وتحبي تقبلي بالوظيفة أكون ممنون طبعًا.
أبتسامة أنتصار أتسعت بداخلها لكنها لم تظهر لهُ ذلك، عقدت حاجبيها قائلة بحيرة مصطنعة:- حضرتك تقصد مُربية يعني!
أومأ لها قائلًا:- مش بالظبط، أنا بس كل اللي عايزه واحدة تكون مع " يوسف " طول مانا في الشغل.
غامت عينيها بتعبيرًا غامضٍ ثُم همست قائلة:- طلب غريب بالنسبة إنك لسة شايفني من دقايق.
أبتسم " يونس " بهدوء قائلًا:- قصدك يعني إزاي وثقت فيکِ لدرجة أأمنک على ابني، أتطمني ياستي أنا أكيد هاخد أحتياطاتي وكمان أختي هتكون موجودة معاكم أول فترة لغاية ما تطمن ليکِ وتطمني لينا.
هتفت قائلة بتساؤل:- أمال فين مامته؟!
لعنت نفسها لأنها تطرقت لهذا الأمر بعد ذلك التعبير الذي ظهر على وجهه، تجمدت ملامحه بلحظة، غامت نظراته بتعبيرًا حزين، مُتألم، لا تعلم هل ظهر على ملامحه العجز والقهر أم أنها تتوهم لكنها أصبحت متأكدة إن هذا الرجل الذي أمامها منهارًا داخليًا ويتألم بشدة، أنتبهت إليه وهو يهمس قائلًا بنبرة شاردة بعيدة:- متوفية.
أطرقت برأسها قليلًا قائلة بأسف حقيقي:- البقاء لله.
هز رأسه بلا معنى ثُم هتف قائلًا:- لو تحبي تاخدي وقتك وتفكري أنا معنديش مانع.
رفعت رأسها إليه وأبتسمت لهُ أبتسامة جذابة قائلة:- مفيش داعي، أنا فعلًا محتاجة شغل جدًا وموافقة.
هتف " يونس " قائلًا وهو يقرب كفه منها:- على بركة الله، هقولك العنوان اللي هتيجي عليه بإذن الله من بكرة ومش هنختلف على المرتب.
صافحته هي الأخرى لتشعر برعشة تشبه الكهرباء تسري بجميع خلاياها بمجرد أن لمسته، تجاهلت ما تشعر بهِ وهمست قائلة بأبتسامتها اللطيفة:- أتفقنا....
أنت تقرأ
عالمان
Romance" الشيطان يمتلك الكثير من الأيادي كــالأخطبوط، إذا قُمت بقطع واحدة تجد أخرى تلتف من حولک، احذر تلك اليد الخبيثة التي تمسک بک، قد تكون نجاتک أو هلاکک.. "