ALGUR BIRD-p1

1.2K 90 578
                                    


"جَنتي".

"الحبلُ الذي لُفَ على مِعصمي كانَ نارًا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"الحبلُ الذي لُفَ على مِعصمي كانَ نارًا.

القماشُ الذي وُضعَ على عينيَّ، كانَ ليلاً.

أما عن الكُرسي الذي أجلسُ عليه الآن..

أوه.. كان رجلاً .. نعم! رجُل".

...

تراهُ يكبر أمام عينيها كما لو أنهُ زهرة الثالوث وهي الطبيعة التي ترعاه، كم إنتظرت قدومه، هي لا تعرف كم من الوقت مضى قبل أن يأتي لكنها تعتقد أنه جاء بعد تسعة أشهر
لكي تسرقه الحياة من مهده.

وسرعان ما شُلت حركتها حيث كانت الآن تتكئ بكوعها على الطاولة تاركةً خدها الذابل يغرق في باطن كَفها الذي أصبح رطبًا لشدة قلقها وتوترها.

من يدري ما يُخفيه عنا القدر؟ ومع هذا هي تستنجد بطاقة صبرها لكي تجاري أفكارها التي تجعلها قلقة لهذهِ الدرجة.

وما التفكير الزائد إلا بعضَ الهواجس تراودنا بعد أن صنعنا قصة مليئة بالرعب في داخلنا، هي كذلك الآن، تفكر هل سيعود أم أنه كسائر أمنياتها البعيدة سوف يسلكُ طريقاً آخرَ ويتركها وحيدة.

"أُما.. أُماه !".

رغم شرودها الطويل إلا أنها تمكنت من تمييز صوت الجنة كما تسميه"جَنتي".لقد خرَجَ هذا اللقب من شفتيها بعد أن إستدارت خلفها وإذا به واقفٌ في بداية الباب ولم يدخل بعد إلى المنزل.

وهي تعلم أنها من ترك الباب مفتوحًا لكيلا يضطر صغيرها أن يطرقه وينتظر طويلاً فوق العتبة الرطبة التي تبللت بماء المطر، هذا بعدَ أن توقف عن الهطول قبل قليل.

"أين كُنتَ؟ لقد تأخرت!".كانت غاضبة، ليس منه لكنها أم وهذا ليس إلا القلق الذي نبتَ بعد أن زرعتْ هي تلك القصص المخيفة في مخيلتها،"آسف أماه، لقد لعبت مع حيواناتي وأن.. وإنتظرنا قليلاً حتى يتوقف المطر".وضحَ طفلها الملقب بالجنة حتى تلاشى من أمام عينيها ليصبح ذكرى من الماضي مثلهُ مثلَ جميع الذكريات في عقلها المليء بالأشجان كما لو أنها أغصان حديقة قديمة.

  ALGUR BIRDحيث تعيش القصص. اكتشف الآن