الفصل السابع عشر
خلاص قتلنا ودفنا وتعدينا على حرمة الموتى وعملنا نفسنا قضاة على ناس أبرياء مالهومش ذنب، خلاص بقى جه وقت الحساب ومن زرع حصد.
بداية النهاية بدأت من بيت الجمال أو البيت رقم ٥ من حارة ماكوريس طبعا اتكلمنا قبل كدا عن أصحاب البيت والشيخ أحمد مرسي، البيت أصلًا كان بتاع جدته أم أمه اللي عملت البيت وقف لبناتها وللشيخ أحمد علشان كان نظره ضعيف جدا يكاد يكون كفيف علشان كدا كانوا بيسموه الشيخ أحمد العاجز زي ما قولت قبل كدا.
جدته بقى عينت والدته زينب الجمال ناظرة على الوقف باعتبارها هي وابنها أصحاب أكبر نصيب في البيت.
علشان الشيخ أحمد يثبت لنفسه وللناس إنه مش عاجز ولا حاجة قرر يتولى مسؤولية البيت علشان يثبت إنه قادر على حمايته من الواغش اللي فيه وفعلا نجح إنه يطرد السكان يوم ٣٠ أكتوبر ١٩٢٠م.
بعد طرد السكان علق الشيخ أحمد يافطة على البيت إنه معروض للإيجار وكلف سمسمار إنه يشوفله مستأجر كويس يفضل إنها تكون عيلة أجنبية محترمة علشان ميكررش غلطهم تاني ويرجع البيت مرة تانية ويبقى وكر للأعمال المخلة ومرتع لمرتكبي الفواحش والقو ادين واللصوص.
قعد بقى الشيخ أحمد يحرس البيت علشان محدش يدخل فيه وهو مقفول يعمله وكر للأعمال المشبوهة ولا حرامي يدخل يسرق الأبواب والشبابيك.
كان بيقعد طول النهار على قهوة زكية جعفر علشان يحرس البيت ويتفاوض مع اللي عايزين يأجروه ويقولهم شروطه.
كل اللي كانوا في الدور الأرضى راحوا سكنوا في بيوت قريبة من بيت الجمال ما عدا محمد السمني اللي سافر مصر اشتغل سايس خيول عند الخواجة ميخالي بناني، وابنه لقى شغل على باخرة مسافرة مارسيليا، أما بقى سيدة مراته فراحت سكنت مع أختها مباركة ورا مقام سيدي عماد.
سليمان شاكير رجع قعد في بيته تاني في جنينة العيوني.
صالح العدني خد أوضة في لوكندة في شارع انسطاسي.
سكينة هي الوحيدة اللي فضلت في نفس الشارع يادوب اتنقلت من البيت رقم ٥ للبيت رقم ٦ في حارة ماكوريس وده اللي قولنا عليه الفصل اللي فات واللي كان معروف ببيت أبو المجد.
القهوة بتاعة زكية جعفر اللى كان بيقعد عليها الشيخ أحمد كانت لازقة في بيت أبو المجد اللي ساكنة فيه سكينة اللي كانت بقى في الرايحة والجاية تقعد تغلس عليه وتقوله:
- ما تأجرلي الدور الأرضى يا شيخ أحمد بدل ماهو مقفول كدا والعفاريت بتلعب فيه هيهييييه.
طبعا هو مكانش يعرف إنها بتتكلم عن عفاريت المراحيم كان فاكرها بتتكلم عن عفاريت الإنس وإن ممكن حد يدخل الببت من وراه علشان كدا قرر يعمل حراسة ليلية علشان البيت ميبقاش فاضي بس بدل ما يعين غفير علشان يحرس البيت و ياخد فلوس ولا يدي رشوة لعسكري الدرج اللي مكلف بحراسة المنطقة علشان ياخد باله من البيت فكر إنه يضر ب عصفورين بحجر واحد يجيب حد يحرس البيت من غير ما ياخد ولا مليم وكمان يكسب ثواب.
أنت تقرأ
خبايا وأسرار ريا وسكينة
Ficción históricaسنتحدث عن أشهر سفاحتان في القرن العشرين "ريا وسكينة" سنرى معا ما هي قصتهم الحقيقية وهل هما مجرمتان بالفعل أم أن ما حدث لهما هو محض افتراء ولا يمت للحقيقة بصلة