ريا وسكينة الفصل الثالث والعشرون
النهاردة هنتكلم عن بديعة وعلشان متتفاجئوش الفصل صعب جدًا أنا شخصيًا بكيت وأنا بحضره.
لكم أن تتخيلوا طفلة صغيرة اتربت بين بيوت الدعا رة والخمارات والمحاشش ممكن تطلع عاملة إزاي؟
بديعة بالرغم من إنها كانت طفلة صغيرة مكملتش ١٠ سنين إلا إنها كانت حادة الذكاء وقالت عليها سكينة:
- هي صغيرة آه بس شيطانة وواعية وعارفة كل حاجة.
بديعة كانت همزة الوصل الوحيدة بين حسب الله وريا وبسببها استمرت الجوازة دي يمكن علشان كدا حسب الله كان بيعاملها وحش علشان كان حاسس إنها عبئ عليه وهي السبب في استمراره مع واحدة عمرها أكتر من ضعف عمره.
بعد القبض على ريا بديعة فضلت معاها يومين في تخشيبة القسم في خلال اليومين دول فضلت أمها تحفظها الكلام اللي تقوله لو حد سألها عن حاجة وإنها لازم تنكر كل حاجة علشان أمها متروحش في داهية بس لما ريا اترحلت على سجن الحضرة بديعة راحت الملجأ العباسي هتقولولي جدتها وخالها مخدوهاش ليه؟ هقولكم هما أصلا مكانوش لاقيين ياكلوا علشان ياخدوها على الأقل في الملجأ هتلاقى تاكل وزينب أم ريا لما اتقبض عليها يوم القبض على ريا لو فاكرين لما جت من السفر لقت ريا اتقبض عليها وراحتلها القسم ومسكوها هناك بس محمد حافظ ملقاش حاجة ضدها فخرجها وهي مكانش معاها فلوس تقعد في إسكندرية فرجعت كفر الزيات تاني وبناتها معاهم ربنا بقى.
نرجع لبديعة، بديعة كانت طفلة مزعورة عاشت طفولة صعبة جدًا واتربت في بيئة مخيفة عاشت أحداث مرعبة سواء اللي حصل معاها أو اللي شافته بيحصل لغيرها.
لما سليمان عزت درس القضية من كل الجوانب قدر يفهم إن مفتاح اللغز عند بديعة وهي اللي في إيدها تكشف المستخبي.
أمر الناس في الملجأ يعاملوها كويس ويحسسوها بالأمان اللي هي مفتقداه وبالحنان اللي عمرها ما حست بيه خصوصا مع أبوها.
بديعة كانت ذكية ذكاء خارق يعني لو كانوا سابولها قيادة العصابة وربنا ما كان حد قدر يمسكهم لحد دلوقتي.
❈-❈-❈❈-❈-❈
يوم ٢٨ نوفمبر ١٩٢٠م يعني بعد أسبوعين من القبض على العصابة جابها سليمان عزت القسم وعمل معاها ٣ جلسات سمع فيهم حكايتها.
أول ما شافته قالتله:
- أني خايفة
قالها:
- خايفة من إيه؟قالتله:
- من أمي وجوز أمي وسكينة وأهلي كلهم.
( كانت تقصد حسب الله بجوز أمي من قسوته عليها مكانتش بتحس إنه أبوها)قالت:
- كانوا كل ما يقعدوا ياكلوا يدوني لقمة حاف ولما أطلب غموس كانوا يضر بوني ويشتموني ويقولولي اطلعي برا يا بنت الشر**** كنت أخاف وأجر نفسي زي الكلبة وأطلع الحارة أتفرج على الزار وألعب مع العيال وبالليل يقفلوا عليا الباب بالمفتاح ويسيبوني في الضلمة وكنت بخاف وأخ*ري على روحي ومرة لما فتحوا عليا الباب الصبح كنت عايزة أهرب وأروح أتشعبط في الوابور وأروح كفر الزيات عند خالي بس معرفتش، أني منحبوش حد من أهلي غير أمي لأنها بتصرف عليا، وأبويا لما كنت أبص عليهم من الشباك وهما بياكلوا ويغمسوا كان بيطلعلي الخرزانة من الشباك ويهزها كنت أطلع أجري وأجر روحي زي الكلبة وأش* على روحى تاني ولما اطلب منه عشرين فضة كان يلعن أبويا، وسكينة ديما سكرانة كنت ساعات أخش بيتها أزعق عليها وأرمي بابها بالطوب وأجري وكنت لما أطلب منها حتة سمكة أغمس بيها ولا قرش تقولي سبينا في حالنا هو احنا لاقيين نفطر وتخبي الفلوس من أمي علشان متسلفهاش، وكان نفسى أشتري مدورة ألبسها على راسي زي البنات محدش منهم رضي يشتريهالي وسكينة كانت عايزة تديني مدورة بتاعة واحدة من النسوان اللي قتلوهم لكن أنا مرضيتش وفضلت بالمدورة بتاعتي المقطعة القديمة خوفت لحسن حد يشوفها عليا ويعرف إنها بتاعة واحدة من المقتولين وأروح في داهية، وأمي كانت ديما تقولي مالكيش دعوة بيهم دول قشلانين ومش لاقيين ياكلوا لما تعوزى حاجة قوليلي وأني أجيبهالك من تحت الأرض وتشتريلي بقرش ولا بقرشين برتقال وكانت تقولي هاخدك ونسافر ونمشي ونسيبهم بس مسافرناش، وأم أحمد النص دي كانت صاحبة أمي وحبيبتها كنا بنقولولها يا خالتي وكنت أقعد في دكان الطبخ بتاع ستوتة أختها ولما كان واحد يجي يشتري كانت تقوله هات قرش للبنت الغلبانة دي تشتري بيه صحن طبيخ وتعطيني الصحن أروح بيه على أمي وناكلوه مع بعض.
أنت تقرأ
خبايا وأسرار ريا وسكينة
Ficção Históricaسنتحدث عن أشهر سفاحتان في القرن العشرين "ريا وسكينة" سنرى معا ما هي قصتهم الحقيقية وهل هما مجرمتان بالفعل أم أن ما حدث لهما هو محض افتراء ولا يمت للحقيقة بصلة