الفصل الثلاثون

283 14 5
                                    

الفصل الثلاثون

بعد انتهاء اليوم الأول والتاني من المحاكمة والإستماع لشهود الإثبات وشهود النفى ومرافعة سليمان عزت الرهيبة ومحامي المدعي بالحق المدني ومحاميين الدفاع عن ريا وسكينة وحسب الله وعبد العال وعرابي بكدا مفضلش غير محاميين الدفاع عن عبد الرازق وسلامة وأم أحمد النص وجوزها وعلي الصايغ ودول اللي هيترافعوا في اليوم التالت والأخير من الجلسة.

اليوم الثالث: وصل المتهمين العشرة لقاعة الجلسة الساعة ٩ صباحا ودخلوا القفص وكان طبعا باين عليهم الإجهاد والتوتر عكس اليومين اللي فاتوا طبعا مرافعة سليمان  عزت كانت عاملة مفعولها خلتهم مرعوبين من اللي هيحصل.

قعد العشر متهمين في القفص نازل عليهم سهم الله ومفيش ليهم أي رد فعلا ولا بينطقوا بكلمة مفيش غير سكينة اللي كانت كالعادة كتيرة الحركة والكلام وبتتكلم بصوت عالي ولما حد من اللي حاضرين الجلسة قالها هس علشان تسكت ردت عليه بصوت عالي وقالتله:

- هس إيه؟ الواحدة رايحة المشنقة، خلونا نتكلموا على كيفنا.

ريا بقى اللي كان واضح عليها إنها اتفاجئت بمرافعة سليمان عزت وإنه طالب بإعد امها هي وأختها، ولما شافته رايح ناحية كاتب الجلسة علشان يتأكد إن كل حاجة تمام قبل إنعقادها قالتله:

- برضو كدا؟

وانفتحت ريا في العياط لأول مرة من بداية المحاكمة
( هى حاجة من إتنين يا إما كانت متوقعة إنها تاخد حكم مخفف بحكم إنها ست ومشتركتش في القتل.
يا إما هو وعدها بحكم مخفف لو تعترفت باللي حصل علشان كدا اتفاجئت)

عياط ريا أثر في باقي المتهمين خصوصًا عبد الرازق اللي أول ما شافها بتعيط إنهار هو كمان ومقدرش يمسك نفسه وغطى وشه بإيده علشان محدش يشوفه وهو بيعيط خصوصًا أهله اللي كانوا حاضرين الجلسة بس الناس عرفت إنه بيعيط من اهتزاز جسمه وصوت عياطه وشحتفته اللي بدأ يعلى ويسمع الكل، وكان عامل زي الغريق اللي بيتعلق بقشاية كان عنده أمل إن الشهود الجديدة اللي قدروا أهله يجيبوهم النهاردة يحسنوا موقفه قدام المحكمة ويطلع براءة.

بدأ محامي عبد الرازق بالمرافعة وطلب شهادة الإتنين الشهود اللي جم جداد طبعا علشان الشهود التانيين طلعوا فشنك وفعلا سمح القاضي بحضور الشهود وكانوا إتنين شغالين في شركة شحن وتفريغ في ميناء إسكندرية وشهدوا إن عبد الرازق كان بيشتغل تحت إشرافهم كملاحظ على عربجية الكارو طول الفترة ما بين شهر يوليو ١٩٢٠م ل ١٨ نوفمبر ١٩٢٠م وكان بيشتغل من ٧ صباحا ل ٨ مساءا وكان أجره ٣٠ قرش يوميا وقالوا إنهم ملاحظوش إنه كان بيتغيب عن العمل خلال الفترة دي بس لما سألهم سليمان عزت:

- إنتوا متأكدين إنه عمره ما غادر محل عمله طول الفترة دى يعني مخدش أجازة ولا يوم ولا حتى تسلل لفترة قليلة ورجع تانى؟
(زوغ يعنى من الآخر)

خبايا وأسرار ريا وسكينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن