الفصل الرابع والعشرون

141 10 0
                                    


بعد وصول ليلى الى منزل والديها حزينة من تجاهل أدهم الشديد لها وبعدما فتحت الباب وجدت والدتها ملقاه على الأرض أمامها وبجانبها العكازات التى ترتكز عليها في اثناء المشي ؛؛ لتركض اليها ليلى مزعورة من رؤيتها لوالدتها ممدة على هذا الحال .

ليلى بقلق شديد تهز والدتها: ماما ماما انتى كويسة ردى عليا انتى مش بتردى عليه ليه فوقى يا ماما .

لتتصل بأدهم شاعرة بالعجز تسيطر عليها نوبة بكاء هستيرية والدموع تنهمر منها بغزارة دون توقف ليرد عليها أدهم من الجانب الآخر: خير يا ليلى عايزة ايه؟؟

ليلى بصوت متحشرج عبر الهاتف ودموع: الحقنى يا ادهم انا رجعت البيت ولقيت ماما نايمة على الأرض مبتتحركش انا مش عارفة اتصرف يا ادهم انا خايفة على ماما اوى انا .....

ليقاطعها ادهم بقوله: ليلى انا مش عايزك تخافى انا جايلك فورا متخافيش ماما هتكون كويسة أن شاء الله .

ليغلق ادهم الهاتف ويتصل بالاسعاف ويشرح لهم عنوان المنزل ليذهب مسرعا الى المنزل مره اخرى ويجد ليلى بجوار والدتها تبكي بكاءا شديدا ليطمئنها ويبث فيها عدم القلق وانها ستكون بخير باذن الله ؛ ليقترب من والدتها ويقرب اذنيه من قلبها ولا يجد اى نفس او حتى القليل من النبض ولكنه عزا ذلك ان تكون في غيبوبه ، وصل المسعفين والطبيب الخاص بعائله ادهم الى المنزل ؛ ليقترب الطبيب من أذن ادهم ويخبره بوفاه منى والده ليلى بتعرضها لسكتة قلبية مفاجئة لا يدري سببها بعد ، لا يدري ماذا يقول لليلى وكيف سيخبرها لقد شعر بالحزن الشديد على هذه السيده فقد احبها كثيرا واعدها كوالدته وحزن اكثر لنظرات ليلى المعلقه على والدتها وارتباكها الشديد وقلقها ؛؛ وفي غمرة تفكيره نهضت ليلى وتقدمت اليه تشده من اسفل جاكت البدله وتنظر اليه نظرات تمزق له قلبها وقد رأى الرغرغه في عينيها: ادهم هما المسعفين بيعملوا ايه ليه بيغطوا وش ماما هه رد عليا يا ادهم ليه بيغطوها .. ادهم قولي ماما كويسه مش كده؟؟

ينظر اليها ادهم ويرى معالم الضعف والاصفرار على وجهها وقد كانت مشاغبه ومليئه بالحيويه قبل قليل بجلوسها معه ومع نرمين والدته .

ادهم محاولا الكذب لكي لا يؤذيها: طنط كويسه يا ليلى ما تقلقيش الدكتور أشرف بيقول انها دخلت في غيبوبة وهتفوق ان شاء الله .

نظرت ليلى إليه وعرفت من نظراته ان والدتها لم تعد معها في هذا العالم وانها انتقلت الى الرفيق الاعلى لتزداد شهقاتها وتضع يديها على فمها وتقول: ماما ماتت يا ادهم مش كدة ؟؟

لم تجد ردا منه لتنظر اليه طويلا ثم تسقط أمامه مغشياً عليها ؛ ليحملها سريعا فى حالة قلق عليها ، وبعد قليل يطمأنه الطبيب عليها وعلى الجنين وانها تعرضت لصدمة وتحتاج الراحة الشديدة والحالة النفسية مهمة جدا لصحتها ؛ ليذهب الطبيب ويظل أدهم بجوار ليلى ، اقترب منها وطبع قبلة على جبينها ، وقام بفك حجابها لمساعدتها على النوم أكثر والراحة ، اتصل بإيمان وصديقه عمرو وأخبرهم بوفاة والده ليلى ليقرروا النزول إلى القاهرة .

ضغائن امرأة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن