تلدّين وتزين التعاليل ، تصدّين وتصد المسرّه
- ياسر التويجري
_______تكتّفت ورفعت ذقنها .. بنبرة صارمه نطقت :
" أُستاذ فيصل أعتقد أن هذي شركة تقنية فيها أجود أنواع الأجهزة ، ومليئه بالمهندسين الي ممكن يساعدونك في هذي المشكلة .. "وأردفت وهي تشدد على الحروف :
" وخصوصًا كونها ثالث مره هذي الأسبوع "أخفى فيصل إبتسامته خلف تعابير هادئه وتجاهل آخر كلمه ، وتأملها بنظرات غريبه .. كانت مجد تشعُر بنظرته وصّدت
وما أعجبه صدّها
وقال بهدوء مُخيف :
" يعني تتنازلين عن مسؤوليتك بصفتك إحدى موظفين التقنية بهذي الشركة ؟ "كلمة ' مسؤوليتك ' جعلت داخلها ينفجر ، كونه يحملها شيء لا يُعد حتى من مسؤوليتها
إرتفعت نبرة صوتها بعناد :
" كوني أحد موظفين هذي الشركة في قسم التقنية ، وأنت يا من عرضت علي العرض .. إقتصر الأمر على تدريب موظفينك وتطوير قسم التقنية في شركتك ، عُطل في جهازك مايخصني "عدل جلسته في مقعده بإسترخاء ، وناظرها بمكر :
" ليش تعتقدين أنه عطل بالجهاز نفسه ؟ يمكن شيء أبسط "ضغطت على شفايفها بقوة تُخفي إنفعالها
ولو كان بودها تصرُخ أنها مُدركه أنه شيء أبسط !وكالعاده تُخفي إنفعالاتها تحت وجه بارد وتتكلم برسميه :
" أيًا كان .. مو إختصاصي "إتكأ فيصل على يده ، وحرك يده الثانيه للكمبيوتر وضغط على زر التشغيل الي تحت الشاشه ، وسُرعان ما إشتغل الجهاز
ثم رفع حواجبه بسُخريه لـ مجد :
" شيء تافه زي كذا يا مجد .. ماتعرفينه ؟ "إحمّر وجه مجد بإحراج .. كان مُصر يحرجها ويخليها تقع بموقف يفشل ، بحركات تافهه وإستدعاءات سخيفه كل عدة أيام وكأنه يستنقص من مهاراتها .. وما راق لها الموضوع أبدًا .
وأردف وهو يتأمل تعابيرها المُنزعجه :
" المره الجايه لا تتعجلين كذا "وأشر على الباب بإبتسامه :
" الآن تفضلي "كانت هذي الحركة الي إستفزت مجد حتى آخر رمق ، ورُغم إنّه نجح بإستفزازها إلا أنها ما أبدت أي ردّة فعل تُذكر
إبتسمت وأومأت برأسها .. وقبل لا تخرج قالت :
" بالمُناسبه .. أنت إستدعيتني عشان أشغل لك الشاشه ؟ "رفَع حاجبه بإستغراب حتى أردفت بنبرة مُستنكره :
" رئيس شركة تقنية يستدعي موظفة عشان تشغل له شاشه ، أتسائل وش ردة فعل الموظفين ياترى ؟ "بطرف عينها ناظرته .. وضحكت بسُخريه :
" أكيد محد رح يصدق "وخرجت مُباشره بعد كلماتها، تاركته وسط حيره قويه وصدمه .. خلال شهر ونص كانت أول مره ترد عليه .. وتحرجه بهذا الشكل
أنت تقرأ
اللّيالي الوَضح
General Fiction" رواية سعودية " في اللّيالي الوضَح وفي العتِم الصبح .. وفي مرايا السُحب و في ثيابك يا ألف ليله.. وفي الهبُوب .. انثنينا يا هبوب النُعاس والحلم .. ألف غصن من اليباس فَز لأجلك و إنثَنى .. إكسري الاوهام كاس وإن عَشقتيني انا .. ما أبي من الناس ناس...