|٧| صّد

180 6 6
                                    


تلدّين وتزين التعاليل ، تصدّين وتصد المسرّه
- ياسر التويجري
_______

تكتّفت ورفعت ذقنها .. بنبرة صارمه نطقت :
" أُستاذ فيصل أعتقد أن هذي شركة تقنية فيها أجود أنواع الأجهزة ، ومليئه بالمهندسين الي ممكن يساعدونك في هذي المشكلة .. "

وأردفت وهي تشدد على الحروف :
" وخصوصًا كونها ثالث مره هذي الأسبوع "

أخفى فيصل إبتسامته خلف تعابير هادئه وتجاهل آخر كلمه ، وتأملها بنظرات غريبه .. كانت مجد تشعُر بنظرته وصّدت
وما أعجبه صدّها
وقال بهدوء مُخيف :
" يعني تتنازلين عن مسؤوليتك بصفتك إحدى موظفين التقنية بهذي الشركة ؟ "

كلمة ' مسؤوليتك ' جعلت داخلها ينفجر ، كونه يحملها شيء لا يُعد حتى من مسؤوليتها
إرتفعت نبرة صوتها بعناد :
" كوني أحد موظفين هذي الشركة في قسم التقنية ، وأنت يا من عرضت علي العرض .. إقتصر الأمر على تدريب موظفينك وتطوير قسم التقنية في شركتك ، عُطل في جهازك مايخصني "

عدل جلسته في مقعده بإسترخاء ، وناظرها بمكر :
" ليش تعتقدين أنه عطل بالجهاز نفسه ؟ يمكن شيء أبسط "

ضغطت على شفايفها بقوة تُخفي إنفعالها
ولو كان بودها تصرُخ أنها مُدركه أنه شيء أبسط !

وكالعاده تُخفي إنفعالاتها تحت وجه بارد وتتكلم برسميه :
" أيًا كان .. مو إختصاصي "

إتكأ فيصل على يده ، وحرك يده الثانيه للكمبيوتر وضغط على زر التشغيل الي تحت الشاشه ، وسُرعان ما إشتغل الجهاز
ثم رفع حواجبه بسُخريه لـ مجد :
" شيء تافه زي كذا يا مجد .. ماتعرفينه ؟ "

إحمّر وجه مجد بإحراج .. كان مُصر يحرجها ويخليها تقع بموقف يفشل ، بحركات تافهه وإستدعاءات سخيفه كل عدة أيام وكأنه يستنقص من مهاراتها .. وما راق لها الموضوع أبدًا .

وأردف وهو يتأمل تعابيرها المُنزعجه :
" المره الجايه لا تتعجلين كذا "

وأشر على الباب بإبتسامه :
" الآن تفضلي "

كانت هذي الحركة الي إستفزت مجد حتى آخر رمق ، ورُغم إنّه نجح بإستفزازها إلا أنها ما أبدت أي ردّة فعل تُذكر

إبتسمت وأومأت برأسها .. وقبل لا تخرج قالت :
" بالمُناسبه .. أنت إستدعيتني عشان أشغل لك الشاشه ؟ "

رفَع حاجبه بإستغراب حتى أردفت بنبرة مُستنكره :
" رئيس شركة تقنية يستدعي موظفة عشان تشغل له شاشه ، أتسائل وش ردة فعل الموظفين ياترى ؟ "

بطرف عينها ناظرته .. وضحكت بسُخريه :
" أكيد محد رح يصدق "

وخرجت مُباشره بعد كلماتها، تاركته وسط حيره قويه وصدمه .. خلال شهر ونص كانت أول مره ترد عليه .. وتحرجه بهذا الشكل

اللّيالي الوَضح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن