|١١ | مُبارزه

134 6 4
                                    


شاغِلتني نظرة العين الفتُون حيَّرتني بالتوعُّد والوعَد
- خالد الفيصل

__________

خرجوا من مكتب العميد ، وأغلقوا الباب خلفهم .. بتعابير خائبه تغطي ملامحهم ، وفي يد كل وحده ورقه موقع عليها إنذار
همست سديم بقهر :
" ساقها علينا "

مررت ريم يدها على جبينها بحُنق وتمتمت :
" ما أفهم وش الحقد هذا !
حتى بعد مارجعنا إستقعد لنا ..  "

شالت سديم شنطتها ومشت بخطوات غاضبه لجهه أُخرى متجاهله نداءات ريم ، تمشى عائده للمبنى الي كانت فيه عكس ريم الي كانت بترحل وتسحب على المُحاضره الي بتبدأ بعد عشر دقائق فقط ..

إستذكرت تعابير فهد الجادّة وهو يحادثهم بطلب العميد لهُم ، ونظراته الساخره الي استدركتها الآن .. وتمتمت في داخلها :
" الناقه "

___________

في أحد النوادي الكبيره الي تضم عدد من الرياضات المُختلفه ، وفي إحدى قاعاتها الواسِعه الي تحمل طابع التصاميم الفكتوريه .. وعلى السجادة الحمراء الي تُغطيها .. وتماثيل الأسود القابعه في زوايا القاعه ، كان مكان مُهيب لكل شخص يدلف إليه ..

خطواته الي تخطوا بدقه مرتين للأمام ومره للخلف ، يحرك يده بخفه ملوح بالسيف الرقيق  .. مُرتديًا بذله بيضاء تُغطي سائر جيده وخوذة تماثلُها في اللون ، قفاز أسود لحماية يده ..

كان يُمارس واحده من هواياته المُفضله ، وهي المبارزه .

بأعيُن حاده تتصيد أخطاء خصمه ، وجه سيفه نحو معدة الشخص الي يُجابهه في حركه سريعه ما إنتبه لها خصمه ..

زفر الشخص الي أمامه بخيبة أمل ورفع الخوذه من أعلى رأسه وبعثر شعره .. ثم رسم إبتسامه مُستسلمه وقال :
" شوي شوي علينا .. يا سيف "

بالمثل رفع سيف خوذته ، وأعاد شعره الأسود للخلف .. وعلامات التعب ما تتجرأ تبان على تعابيره ، بملامح حاده بالفطره .. وحاجب كثيف معقود ، وأعيُن بُنيه تنظر لخصمه بسُخريه ..
رد عليه بإستهزاء :
" هذا وأنت توك بالعشرين يا يوسف"

قلب يوسف عيونه بملل وقال :
" لا تحسسني أنك شايب .. صح بيننا عشر سنين ،
بس مو كبير ذاك الزود  "

ناول سيف الخوذه للرجُل الي من طاقم عمل النادي وكان واقف بقُربه 
وسخر بينما يخلع قفازاته :
" أربعه وثلاثون عامًا ومو شايب ؟ بعد كم سنة أدخل الأربعين .. "

وضع القُفازات في يد الرجل الي يحمل الخوذه والسيف ، بترتيب وتهذيب يخلو من العشوائية ، تأمل الرجُل أدب سيف في وضع الأدوات بقُرب بعض .. عكس يوسف الي كان كسائر أعضاء النادي يرمونها بأهمال في أيديهم ..

اللّيالي الوَضح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن