وتظنّهُ هينًا .. وهو عند الله عظيم ._________
دخل البيت وبخطوات سريعه تجاوز الخدَم ، تسارعت أنفاسه وسط سيره بخطواته المتعثره ، لما وصل الباب الخشبي العتيق الكبير .. أخذ نفس يهدئ فيه أعصابه ثُم دخل بدون مايطرق الباب
وماكلف نفسه عناء التحيه
وهتف أول مافتح الباب :
" أبوي ! "تنهد جابر بإنزعاج لدخول مشعل الهمجي والي قاطع ساعة راحته مع بنته
وتأمل الكرسي أمامه الي تجلس فيه .. صِبا ، كانت هيفاء قد رحلت منذ وقت طويل ، ودخلت عليه صِبا وبصُحبتها تهاليل المسرّه على قلبه ..يحبها ويحب مجلسها ، ويهوى النظر لملامحها الجميلة والمُميزة .. ضحكتها الي تبان فيها غمازتها ، وترتفع شامتها الي أعلى خدها
إستقام من مقعده وهتف بإنزعاج :
" ربيتك في هالبيت ثلاثين سنه
ماتعلمت تطرق الباب ! "شّد مشعل الأوراق الي بيده وقال بترجي :
" لولا الحاجه ماجيت وأنت أخبر فيني "كان عنده علم مُسبق بالصعوبات الي يعانيها مشعل في عمله ، وناظر صِبا بأسف :
" والله يابنتي ودي الجلسه معك تطول ، لكن السموحه .. أخوك يحتاجني "وفي نظرته .. إبتسمت صِبا وحبّت راسه وطلعت .. ورفع حاجبه يرمق مشعل بإستنكار :
" بعد عن الباب خل أختك تطلع "نظر مشعل له بنظرة غريبه وإبتعد وهو يتأمل الكرسي الي يُقابل جابر ، .. وصّر على أسنانه لأنه مو وقت أبوه أبدًا..
كان واقف جنب الباب ومُفسح الطريق لفتره طويله ، وتعجب جابر من حال إبنه ، معقوله فقد صوابه ؟
وقال بإنتقاد :
" علامك ياولدي لك سنه مفسح الطريق .. أختك طلعت وخلصت"كتم مشعل الغيظ الي بجوفه ، وتوجه لمكتب أبوه يرمي الأوراق ويهتف بأسى :
" أبوي أنا خسران .. خسران ! "تهند جابر وقال :
" صل على النبي .. مافيه خسارة ماتنحل وأنا أبوك "جلس مشعل على الكرسي ، و وضع وجهه بين يده بحسره .. وأشفق قلب جابر على إبنه ، لكن تفكير مشعل كان في شيء آخر تمامًا ونبس بخوف :
" أبوي .. أنا فيه شيء ماعلمتك عنه "بعد تفكير طويل قرر يعلم أبوه بسر كبير .. كان مُضطر يعلمه ولو في حالته العادية ما طق له خَبر بسبب تكتُم مشعل عليه .. محد يدري من العائله ، ولازم يعلم أبوه قبل يعرف من فم شخص آخر
لو عرف بدون مايعلمه مشعل .. ياكبر خوفهم من غضب الجابر .عقد جابر حواجبه لتعابير مشعل المُتردده ، وقال وهو يقلب الأوراق :
" وش هو ؟ إخلص علينا كل ماعرفنا أبكر
حلّينا المُشكلة أسرع "
أنت تقرأ
اللّيالي الوَضح
General Fiction" رواية سعودية " في اللّيالي الوضَح وفي العتِم الصبح .. وفي مرايا السُحب و في ثيابك يا ألف ليله.. وفي الهبُوب .. انثنينا يا هبوب النُعاس والحلم .. ألف غصن من اليباس فَز لأجلك و إنثَنى .. إكسري الاوهام كاس وإن عَشقتيني انا .. ما أبي من الناس ناس...