|٨| خذلان

148 6 1
                                    



وتظنّهُ هينًا .. وهو عند الله عظيم .

_________

دخل البيت وبخطوات سريعه تجاوز الخدَم ،  تسارعت أنفاسه وسط سيره بخطواته المتعثره ، لما وصل الباب الخشبي العتيق الكبير .. أخذ نفس يهدئ فيه أعصابه ثُم دخل بدون مايطرق الباب
وماكلف نفسه عناء التحيه
وهتف أول مافتح الباب :
" أبوي ! "

تنهد جابر بإنزعاج لدخول مشعل الهمجي والي قاطع ساعة راحته مع بنته
وتأمل الكرسي أمامه الي تجلس فيه .. صِبا ، كانت هيفاء قد رحلت منذ وقت طويل ، ودخلت عليه صِبا وبصُحبتها تهاليل المسرّه على قلبه ..

يحبها ويحب مجلسها ، ويهوى النظر لملامحها الجميلة والمُميزة .. ضحكتها الي تبان فيها غمازتها ، وترتفع شامتها الي أعلى خدها

إستقام من مقعده وهتف بإنزعاج :
" ربيتك في هالبيت ثلاثين سنه
ماتعلمت تطرق الباب ! "

شّد مشعل الأوراق الي بيده وقال بترجي :
" لولا الحاجه ماجيت وأنت أخبر فيني "

كان عنده علم مُسبق بالصعوبات الي يعانيها مشعل في عمله ، وناظر صِبا بأسف :
" والله يابنتي ودي الجلسه معك تطول ، لكن السموحه .. أخوك يحتاجني "

وفي نظرته .. إبتسمت صِبا وحبّت راسه وطلعت .. ورفع حاجبه يرمق مشعل بإستنكار :
" بعد عن الباب خل أختك تطلع "

نظر مشعل له بنظرة غريبه وإبتعد وهو يتأمل الكرسي الي يُقابل جابر ، .. وصّر على أسنانه لأنه مو وقت أبوه أبدًا..

كان واقف جنب الباب ومُفسح الطريق لفتره طويله ، وتعجب جابر من حال إبنه ، معقوله فقد صوابه ؟
وقال بإنتقاد :
" علامك ياولدي لك سنه مفسح الطريق .. أختك طلعت وخلصت"

كتم مشعل الغيظ الي بجوفه ، وتوجه لمكتب أبوه يرمي الأوراق ويهتف بأسى :
" أبوي أنا خسران .. خسران ! "

تهند جابر وقال :
" صل على النبي  .. مافيه خسارة ماتنحل وأنا أبوك "

جلس مشعل على الكرسي ، و وضع وجهه بين يده بحسره .. وأشفق قلب جابر على إبنه ، لكن تفكير مشعل كان في شيء آخر تمامًا ونبس بخوف :
" أبوي .. أنا فيه شيء ماعلمتك عنه "

بعد تفكير طويل قرر يعلم أبوه بسر كبير .. كان مُضطر يعلمه ولو في حالته العادية ما طق له خَبر بسبب تكتُم مشعل عليه .. محد يدري من العائله ، ولازم يعلم أبوه قبل يعرف من فم شخص آخر
لو عرف بدون مايعلمه مشعل .. ياكبر خوفهم من غضب الجابر .

عقد جابر حواجبه لتعابير مشعل المُتردده ، وقال وهو يقلب الأوراق :
" وش هو ؟ إخلص علينا كل ماعرفنا أبكر
حلّينا المُشكلة أسرع "

اللّيالي الوَضح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن