|١٢| عطف

111 6 0
                                    


" دع العطفَ والشكوى إليّ فإنّها ..
جموعٌ من الحاجاتِ يُرجى نوالُها "
- الفرزدق

_________

تأملت هند ظهر عبدالعزيز الي كان يسير أمامها ، وتُخالجها مشاعر الإمتنان إتجاهه .. وسط نظرات المُعلمين الفضوليه توجهت هي وعبدالعزيز لمكتب المُدير ..

كان باب المكتب مفتوح رُغم ذلك قرع عبدالعزيزعليه كـ إشاره لحضورهم ، رفع المُدير المُسن رأسه بإنتباه لعبدالعزيز وأشار له بالإنتظار ..

تقدمت هند بفضول ، وطاحت عيونها على طفل صغير وجهه مُغطى بالكدمات .. ويمسح دموعه بصمت ، كان في عُمر شقيقها يزيد ، وتعابيره حزينه بشكل لا يوصف ..

زفر المُدير بقلة صبر .. وقال بأسلوب لا يخلو من الحنيه :
" يا إبني لك ساعه هنا نتأمل بعضنا .. تكلم خلنا نساعدك "

هز الولد رأسه برفض ، وقال بنبره باكيه :
" أبي أُمي .. كلم أُمي تجي تاخذني مابي أدرس "

تمتم المُدير بأسى وقلة حيله :
" مايصير كذا مايصير .. "

وأشار لهند وعبدالعزيز بالدخول وهتف بإعتذار :
" أعذرونا أخرناكم .. تفضلوا "

دلفت هند أولًا .. متوجهه للطفل الصغير القابع على الكنبه الجلدية البُنيه ، يضُم يده لصدره بخوف .. وعيونه مُثبته على الأرضيه

وضعت يدها على كتفه بهدوء .. ولمحت ذُعره من لمستها ، ونظرته المصدومه لوجودها
لولا أنها إبتسمت .. وإنفرجت أساريره .. وهدأت تعابيره الخائفه ، نظر لها المُدير بتعجُب وكاد ينطق حرف لولا أن عبدالعزيز حرك يده يأمُره بعدم التدخل

وقال له بهدوء :
" هي تعرف شغلها .. "

مدّت هند يدها من كتفه لذراعه بلُطف .. تربت عليها ، وقالت له :
" أنا هند .. وأنت وش أسمك ؟ "

صمت الطفل ، وما أعطاها إجابه .. كان أسمه مُعلق بالكرت الي على قميصه ' رامي ' ، لفتها أيضًا أنه كان يرتاد نفس شُعبة يزيد

لذالك أستكملت حديثها :
" رامي ! .. هذا أسمك؟ "

جلست بقُربه مما جعله يتفاجأ .. ويبعد عنها بمسافه قصيره ، ما شالت يدها عن ذراعه وإنما حطتها على كفه ، ما كان الطفل خائف منها .. كانت مُبتسمه ويدها دافئه ، لكن مذعور من كونها شخص بالغ يقدر يؤذيه

قالت له بهدوء تُكرر سؤالها :
" أسمك رامي ؟ "

ما كانت تبي تضغط عليه بكلمات مثل 'جاوبني ' 'علمني ' ، الولد واضح مُرتبك من قُربها المُفاجئ .. وتبي منه لو حركه بسيطه ، أومأ لها بالإيجاب بتردُد ..

اللّيالي الوَضح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن