" وإذا ظلمتُ فإنّ ظُلمي باسلٌ
مرٌ مذاقتهُ كطعمِ العُلقمِ "
- عنتره بن شداد_________
تسارعت خطواته حتى وصل للطابق .. وكان فيه فصل أمامه بالضبط وبابه مفتوح ، دخل مُباشره فور سمع الصُراخ يتزايد .. وما كان صُراخ لطفل غريب عليه
إتسعت عيونه لما لمح يزيد على الأرض ، وركبته تنزف دم .. و وجهه مُغطى بالكدمات ويعتليه فتى ضخم البنيه ، يضربه وكأنه فاقد لصوابه
بينما بقُرب الفتى الضخم فتى آخر أصغر منه بقليل
ويهتف بصوت عالي :
" لا تضربه هنا ياغبي ! الوجه لا ! "تجمد بصدمه .. كان المنظر مألوف جدًا لعبدالعزيز في ثنايا عقله .. في يوم من الأيام كان في مكان يزيد ، يتعرض للضرب والتنمُر يوميًا ..
حتى في يوم قال له شخص عزيز عليه ..
' الي يضربك أضربه ولو إنجلدت .. خلك مرفوع الهَامَه '
أعتز بنصيحتها الثمينه ، وصار يمد يده حتى لو خسر المعركه ، أهم شيء ما يخضع للطرف الآخر ..
لكن يزيد كان طفل خجول في بيئه مُشتته ، ما كان عنده الشجاعه يعترف أو حتى يطلُب النصيحهلأول مره من سنين طويله ، تتسارع خفقات قلبه بغضب شديد .. وتعابيره الهادِئه تلاشت ، تعالى صوت خطواته وسط أنظار الطُلاب المُتفرقين .. مصدومه من وجوده ..
إلتف له الطالب الضخم بإدراك لحضوره .. وبقُربه الفتى الآخر الي تمتم للمُتنمر بتردد :
" من هذا .. ؟ "دفع عبدالعزيز الفتى بقوة جعلته يسقط ويتأوه بألم ويصرخ :
" خير أنت !!! والله لأعلم عليك "نظر له عبدالعزيز بنظره أخرسته وجعلته يزحف للخلف بخوف ..
ورفع نظرته الحانِقه يوجِهُها للفتى الضخم أمامه الي ينظُر له بتوجس ويتراجع بخطواته خوفًا
من عبدالعزيز الي هيئته .. ماتُبشر بالخير أبدًاإنحشر الفتى بزاوية الفصل ، وقال عبدالعزيز بنبرة هادئه مُخيفه زلزلت أوصاله :
" وش أسمك .. ؟ "إرتجف الولد .. فـ طول عبدالعزيز الشاهق وبنيته القوية ، وتعابيره الغاضبة جعلته يرتاب من موقفه
وأجاب والكلمات بالكاد تخرُج من حلقه :
" مـ محمد "مسك عبدالعزيز ياقة قميص محمد ورفعه من أعلى الأرض وهو يهسهس :
" والحين يا محمد .. ليش كنت تضرب ولد عمي ؟ "كان مصدوم أن الرجُل الي أمامه والولد الي كان يتنمر عليه طول الشهور الماضية أقارب .. ونظراته تجول بينهم برُعب وصدمه ..
هزّه عبدالعزيز بعُنف لما ماسمع إجابه منه ، وإرتجف محمد مثل الورقه في يده وصار يحرك أقدامه يحاول ينزل .. بإدراك لقوة عبدالعزيز الي رفعه بقبضه واحده رُغم ثقل وزنه
أنت تقرأ
اللّيالي الوَضح
General Fiction" رواية سعودية " في اللّيالي الوضَح وفي العتِم الصبح .. وفي مرايا السُحب و في ثيابك يا ألف ليله.. وفي الهبُوب .. انثنينا يا هبوب النُعاس والحلم .. ألف غصن من اليباس فَز لأجلك و إنثَنى .. إكسري الاوهام كاس وإن عَشقتيني انا .. ما أبي من الناس ناس...