|٢| إبتسامه خلفها أسرار

390 10 5
                                    


مايهدك كِثر الحنين؟ والشوق اللي يهزنّي
مايهزك وتجين؟

_____

مشت على أطراف اصابعها بهدوء متوجهه نحو الدولاب الصغير الي بجانب آلة القهوة .. الي ريحتها تعُم غرفته مُختلطه بالعود الي مايمر يوم بدون مايتبخر فيه

فتحت الدولاب وسرقت كيسة البُن بسُرعه
وما إن سكرته وتنفست الصعداء حتى أرعبها صوته الهادي :
" خذي الأصفر "

ارتجفت يدها بتوتر إنه كشف سرقتها الخفيّه وقالت بخوف :
" أنت صاحي؟ "

وتأملته من بعيد شعره مُبعثر من النوم وعيونه ناعسه بالكاد يفتحها
ويناظرها بكسل يطغى على نبرته :
" تاخذين الأزرق أكسر يدك .. رجعيه "

كشرت بإنزعاج ورجعت البُن الأزرق وأخذت الأصفر وقالت بحزن :
" بخيل "

وطلعت وسط نظراته المُستصغره  لها
قام من عز نومه كان يستمتع فيها بسبب إخته السراقه .. وبكل بجاحه تقول بخيل

______

كان صوت الطاحنه يعُم بالمكان
و وسط تمتمتها الخفيه بإنزعاج تشتمه لأنه ما أعطاها البُن الي تبيه

جت إختها الي أصغر منها بعامين ' سديم '  من خلفها تسألها بفضول :
" شفيك أنتِ معصبه ؟ "

لفت الهنوف للآله تسوي قهوة وقالت بنرفزه : " يعني ما أفهم يحنط القهوة هو؟ ما أفهم ليش مايعطيني "

مدت لها سديم الكوب تملأه لها وقالت بهدوء : " يشتريهم بفلوسه وتبينه يعطيك زي السلام عليكم ..؟ اشتريها بنفسك "

رفعت الهنوف حواجبها بتهديد تناظر الكوب بمعنى ' مارح أسوي لك '
وغمضت سديم عيونها بزفير :
" طيب أنتِ صح "

إبتسمت الهنوف برضى وأخذت الكوب

ثم توجهت سديم نحو الصاله وجلست جنب أبوها ' سعود ' الي كان يقلب قنوات التلفاز
وأول ما شافها نطق بحُب :
" حّي بنتي "
ومد لها كتفه تتوسد حضنه

لمّت أبوها بشوق بعد عودته من سفره إستغرقت شهور طويله منه ، وقالت بإبتسامه : " الحمدالله على سلامتك "

ضحك وهو يبادلها الحضن :
" الله يسلمك يابنتي .. وينك ما أشوفك من اليوم ؟ مخليتني أقابل هالمُزعجة "

سمعتهم الهنوف المقصودة بكلمة ' مُزعجة '
و بيدها طبق يحوي فناجيل القهوة ، وأعطت أبوها نظره حاده :
" شكلك ماتبي قهوة "

قال بضحكه يسترجع كلامه  : " يابنتي أمزح معك ماتوصل .. بعدين القهوة ماتصير قهوة إلا من إيدك "

اللّيالي الوَضح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن