كيف ترمل

٤

عائلة (أليكس) لا تنطبق عليها مقولة
" نتقابل في الأفراح والجنازات"
فهم لا يتقابلون في الأفراح، فقط في الجنازات.
لأن الأفراح لا يتم توزيع المال بها احتفالًا بموت أحدهم.

كان التوتر يأكل (جون) المحامي المسكين هذه المرة
يأكله حيًا بمعنى الكلمة،

وكأن لعابه يسيل على جسده المتعرق
تشبع الورق الذي يمسكه بالماء حتى تمزق،
أفهم هذا الشعور رغم أني أعمل جاهدة ألا يبدو علي هذا
أنا أيضًا متوترة،
لكنني التحفت معطفًا منزليًا،
على فستاني الأسود بالطبع،
للحفاظ على الوقار للميت،
لا أريد أن يتهمني أحد من العائلة الكريمة بقلة الحزن على زوجي
فيسلبني الإرث بتلك التهمة..
ودفنتُ نفسي في عمق الكرسي
أضم رجلاي لذقني حتى لا أبدأ بهزها.

أتساءل إن كانوا جميعًا يشعرون بنفس مقدار الحزن الذي يبدونه
أم أنهم مثلي،
يبدون مقدار الحزن الذي يظنون بأنه يجب عليهم الشعور به.
أنا لا أشعر بالحزن، بل أشعر بالفراغ.

وإن كانوا لا يشعرون هم بالحزن فأنا حقًا.. حقًا أشعر بالأسف على (أليكس)
ألا يوجد أحد يشعر بالحزن لفقدانه؟

٢٣٠٢١٤