١١

39 12 4
                                    


ارتميت على السرير الواسع
هل كان واسعًا هكذا دائمًا؟
أم لأن ظهر أحدهم كان يحجب رؤية باقي الغرفة
أحيانًا تعمينا أشياء بسيطة، لا ندرك حتى بأنها تعمينا
عن رؤية مدى وسع هذا العالم أمامنا
والبيت مهما كانت علاقة من فيه
يضيق بوجودهم.
إما يضيق لضيق صدرك، وإما يضيق لضيق نظرك،
فلا تحمل نفسك لرؤية أحد غيرهم.
والأسوأ أنه بعد يوم طويل تأتي لترتمي على سرير يطل على المناظر الطبيعية،
الأسوأ أن ظهرًا ما غير موجود، والسرير يمتد بالطول والعرض لأقصى ما تصله عيناي،
وأنني أعرف جيدًا أن الشخص الذي فات هنا
استأثر لنفسه المشهد الطبيعي رغمًا عني.

لا أعرف ماذا أقول في الإشتياق،
لستُ ممن يعبرون عن أحزانهم بكلمات منمقة،
ويضبطون الفتح والضم والكسر،
ويوجزون في كلمتين - ما أراه أنا بخلًا-،
لستُ منهم وليس لي من الصبر ما لهم.

ولستُ ممن يصفون حزنهم في سبع ورقات،
بالوجه والظهر،
لا أستطيع أن أصفني كزبد ساح في يونيو لإهمال صاحبه،
ولا كمعجون أسنان اقتص من المنتصف ومُسح نهائيًا حتى قد يخدع اللمعان صاحبه أنه جديد.

بل أنا من النوع الذي يشعر بالندم لأنه لا يشعر بالحزن.

٢٣٠٣١٠

كيف ترملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن