الفصل الاول

2.3K 99 10
                                    

بسم الله نبدأ تلك القصه المأخوذة من احداث حقيقية لكن هذا لم يمنع من تدخل خيال الكاتبة خاصه مع عدم معرفه نهايه القصه الحقيقيه ... اتمنى ان تنال اعجابكم

للقدر دائمًا رأي أخر
(( الفصل الاول ))

" للقدر دائمًا رأي أخر"
لماذا أراكَ على كل شيء
كأنكَ في الأرض كل البشر
كأنكَ دربٌ بغير أنتهاء
وأني خلقت لهذا السفر
إذا كنت أهرب منكَ ..إليكَ
فقول لي بربكَ .. أين المفر ؟!(( فاروق جويدة))
تلك هي الكلمه التي كتبتها في مذكراتها بعد عودتها من العمل تركت القلم فوق المذكرات وهي تتذكر كل ما حدث قديما وما استيقظ الان في ذاكرتها وكأنه حدث بالامس
منذ اكثر من عشر سنوات توفت اختها التي تكبرها بعشر سنوات في ذلك الحين كانت على وشك الزواج لكن القدر كان له رأي اخر فخطفها الموت من بينهم وقتل فرحه خطيبها الذي كان يذوب بها عشقًا
"سليم" ذلك الشاب الذي بذل كل ما يستطيع حتى تصبح له ... لكن الان يقف في احدى جوانب المنزل يبكي وهو ينظر الي صورتها المعلقة على الحائط
في ذلك الحين شعرت "نادين" بوحدة قاتلة وخوف لا تستطيع وصفه
لقد فقدت أختها التي كانت صديقتها ومثلها الأعلى.. ترى حزن امها وتهدل اكتاف ابيها ... دموع صديقاتها وكل من كان يعرفها ... لكن الاكثر من كل ذلك هو انه من الان ليس هناك أحد سواها ... فكيف تستطيع ان تواسي والدايها كانت افكارها رغم صغر سنها كبيرة كبر حبها وصدمتها
انتهت ايام العذاء ولم يكن "سليم" يغادر منزلهم لكن في اليوم الثالث أقترب من مكان جلوس والدها وقال والالم يقطر من كلماته كما نظراته ودموعة:
- من ساعه ما دخلت بيتكم وخطبت دينا وانا اعتبرت نفسي ابنكم وفرد من عيلتكم واتمنى انكم كمان تعتبروني كده .. ولو احتجتم اي حاجه انا في خدمتكم.
ربت عثمان على ساقه وقال بود يغلفه حزن شديد والم لا يستطيع احد وصفه:
- طبعًا يا ابني ده انت حبيب الغاليه.
لتقول سامية بدموعها التي تغرق وجهها:
- خلاص هي راحت ومش هترجع .... ربنا يهون علينا فراقها
وضمت نادين الي صدرها بقوه وأكملت قائلة
- ربنا يرحمك يا "دينا" ... ربنا يرحمك يا بنت قلبي.
في ذلك الوقت وعلى قدر سنها شعرت ان "دينا" هي الاهم والاغلى لدى اهلها ... لكنها الان تعلم جيدًا ان حبهم لها لا يقل ولو قليلا عن حبهم لدينا رحمها الله
ولمده عامان لم يتوقف "سليم" عن السؤال عن والدي دينا ... ولم يتوقف عن الزيارة وأيضًا تلبيه بعض احتياجاتهم
ولكن بعدها لم تعد تراه ولم تشغل بالها بهذا الأمر كثيرًا .. جعلت كل تركيزها في دراستها حتى تسعد والدايها بنجاحها كما كانت تفعل "دينا" دائما
واليوم أنتهت امتحاناتها في سنتها الاخيرة بالجامعة وأصبحت مهندسة كما كانت تحلم وكما كانت "دينا" تحلم أيضًا ولذلك قررت ان تذهب أليها ... تخبرها بذلك الخبر .. وتطمئنها على أمها وأبيها
لكن حين وصلت الي هناك صدمت بمن يقف أمام القبر ... شاب طويل يرتدي قميص أسود وكذلك البنطال ويضع نظارة سوداء ومن هاتفه الذي يمسكه بيده يصدح صوت القرآن
شعرت بالخوف من الاقتراب منه فهي بمفردها لكن هيئته كانت تجعلها تشعر بالفضول.. أقتربت بهدوء وحين وقفت خلفه مباشرة قالت:
- أنت مين؟
التفت ينظر اليها .. ثم خلع نظارته وظل ينظر اليها ببعض التركيز ثم قال بشك:
- أنتِ نادين؟
أومأت بنعم ليقول بأبتسامة صغيرة:
- متغيرتيش لسه زي ما أنت.
لم تجيب بشيء لكنها ابتعدت خطوه ليقول موضحًا حتى يطمئنها:
- انا "سليم" خطيب دينا ... الله يرحمها
شهقت بصدمه فكم تغير شكله .. أصبح مفتول العضلات وبلحيه مميزة وشارب رجولي جذاب ... اكمل كلماته:
- ليكي حق متعرفنيش .. انا فعلا شكلي أتغير اوي
- ازيك؟
لم تجد شيء تقوله غير تلك الكلمه .. ليبتسم إبتسامة صغيرة وقال بعد ان نظر الي القبر:
- لسه عايش
شعرت بالحزن من أجله ... فمازال يتذكر "دينا" لكن كيف هذا وبعد كل تلك السنوات .. إنتبهت من أفكارها حين قال:
- بابا وماما عاملين ايه؟ ياريت تقوليلهم اني عايز اجي أزورهم
أومأت مره اخرى بنعم ليخرج محفظة نقوده اخرج منها كارت ومد يده لها قائلا:
- ده الكارت بتاعي .. لو سمحوا لي بالزيارة كلميني
أومأت مره أخرى بنعم ليبتسم أبتسامة صغيرة وعاد ينظر الي القبر ثم أقترب منه ووضع يديه عليه وقال شيء لم تسمعه وتحرك ليغادر لكنه وقف مره أخرى وهو يقول:
- تحبي أوصلك؟!
حركت رأسها بلا .. ليبتسم نفس الابتسامة وغادر... أقتربت من قبر أختها وجلست على تلك الصخره الصغيرة وقالت بعد ان تجاوزت صدمة رؤيتها له:
- وحشتيني يا دينا ... ومن الواضح انك واحشه ناس كتير غيري
قصت عليها ما حدث معها طوال سنوات وسنوات رغم انها تزورها في موعد محدد لكن الحديث معها يشعرها ببعض الراحه وفي بعض الأحيان تشعر بها تجلس جوارها تربت على كتفيها بتشجيع أو ببعض المواساه
عادت الي المنزل ومباشرة دلفت الي المطبخ حيث مكان والدتها المفضل
قصت عليها ما حدث ... لتصدم بها تقول:
- ييتصل بيا بانتظام ... ولسه متجوزش لكن ماشاء الله بقى عنده شركه هندسة كبيرة
- طيب انت موافقه يجي يزورنا
سألتها وهي متأكدة من إجابتها .. بالفعل قالت:
- طبعًا ده واحشني جدًا
ولم يختلف رأي والدها عن رأي والدتها ... دلفت الي غرفتها واخرجت الكارت الخاص به وأتصلت به ... ثوان قليله ووصلها صوته وهو يقول:
- السلام عليكم ... مين؟
- انا نادين
أجابته بصوت مرتعش ... ليقول بهدوء
- اهلا نادين رجعتي البيت ولا لسه؟!
- رجعت وبابا وماما مستنينك في اي وقت انت فاضي فيه.
اجابتة بهدوء في محاوله اظهار عدم الاهتمام لكنه صدمها حين قال:
- هكون عندكم بعد المغرب
لم تستطع الرد او التعقيب ... سكن الصمت لسانها وسيطر على افكارها ليسأل ببعض الشك:
- نادين أنتِ لسه معايا؟!
- ايوه ... حاضر هبلغهم ... تنور في اي وقت
اجابته بصوت مختنق بالبكاء ... ثم اغلقت الهاتف ... لقد اشتاقت لأختها ... أشتاقت اليها بشدة.
مرت ساعات اليوم بين شرود وتفكير ... وبين بعض المرح التي تحاول ان يغلف حياتهم فأبتسامة ابيها وصوت ضحكات امها هو هدفها في تلك الحياه كما ان تصبح مهندسة ... وحتى الان حققتهم
بعد أذان المغرب بنصف ساعة كان هناك طرقات على باب منزلهم ... وقفت خلف باب غرفتها تنظر اليه وماذا سيفعل ... انحدرت دموعها حين رأته ينحني يقبل يد والدها ويبكي بين ذراعيه ... وكذلك مع امها انحنى يقبل يديها وهو يعتذر عن غيابه وسفره الطويل
توجهت الي المطبخ حتى تحضر بعض العصير وخرجت لتقدمه لهم ... في ذلك الوقت كان عثمان يقول:
- نادين بقت مهندسة ... هي صحيح لسه مستنيه النتيجة لكن هي ديما بتنجح بتفوق
رفع "سليم" عينيه لها وقال بتشجيع:
- والوظيفه جاهزة اول ما النتيجة تظهر طالما انت مهندسة شاطرة انا اولى بيكي ... ولا ايه يا عمي؟!
وجه اخر كلماته لعثمان الذي كان يبتسم بتشجيع ... لتبتسم بسعادة و هي تنظر الي ابيها تنتظر موافقته والذي قال :
- طالما معاك يا ابني فانا هكون مطمن عليها .
رفع أذان العشاء وذهب "عثمان" و"سليم" لاداء الصلاه بالمسجد وصلت هي مع والدتها في غرفه دينا كمًا أعتادوا منذ وافاتها... أصبحت غرفتها مصلى لهم ... والمكان الذي يقصدوه وقت قرأة القرآن ... عاد ابيها وسليم واكملوا الجلسة بين اطمئنان على صحتهم ... وبين أخبارة وما وصل اليه.
مرت ايام وأيام وظهرت نتيجتها وحصلت على درجات مرتفعه بالفعل ... لكنها لم تذهب الي شركة "سليم" ربما بعض الخجل، او انها لم تكن متأكدة من عرضه ... لذلك بدأت مرحله البحث عن وظيفه ... حتى ذلك اليوم الذي كنت تجلس فيه في احدى الشركات تنتظر دورها ... ليعلوا صوت هاتفها وأسم "سليم" يتوسط شاشته ... شعرت بالصدمة والاندهاش ... وبعض القلق أيضًا ... لكنها أجابت سريعا:
- السلام عليكم
- وعليكم السلام .. هو انت مش عايزة تشتغلي معايا ولا ايه؟ ليه بدوري على شغل هو مش انا قولتلك ان شغلك موجود.
صدمت من هجومه وصوته العصبي... فأجابته بصوت مرتعش:
- في الحقيقة مكنتش متأكدة من جديه عرضك .. ومحبتش احرجك.
سمعت صوت انفاسة الغاضبة ... وبعد ثوان قال:
- انا منتظرك ... (..... ) ده عنوان الشركة ... نص ساعة وتكوني قدامي يا نادين ... سلام
رفعت الهاتف عن أذنها تنظر إليه بصدمه هل أغلق الهاتف في وجهها؟ ... بدايه مبشرة
غادرت الشركة وهي تفكر ... لماذا هو غاضب؟ ... ولما هذا الإصرار على عملها معه؟ ... كل هذا من أجل "دينا " رحمها الله .. ظل عقلها يدور في دوائر الحيرة والأفكار حتى وصلت الي العنوان المطلوب
مبنى متوسط الحجم زجاجي الواجهة ... يقف عند بابه حارسان بملابس رسميه ... و في منتصف ذلك المبنى لوحه معدنيه كبيرة كتب في منتصفها (( DS للهندسة والعمارة ))
ظلت عيونها معلقه بتلك اللوحة وتجمعت الدموع في عيونها لكنها اخذت نفس عميق وتوجهت الي الباب ليوقفها أحد الحراس وهو يقول:
- حضرتك رايحه فين؟
- عندي معاد مع باشمهندس سليم
أجابته بهدوء وثقه لا تعلم مصدرها لينظر الي صديقه الذي قال بأستفهام:
- أنت الباشمهندسة نادين؟
أومأت بنعم ليبتعدوا عن الباب وقال الحارس الأول بأدب:
- اتفضلي ... احنى أسفين ... حضرتك اطلعي الدور الرابع
ابتسمت له بود وأومأت بنعم .... لم تكن تتوقع ان تكون الشركة بتلك الفخامه والرقي ... طلبت المصعد وخلال ثوان كانت تقف في الدور المطلوب
لتجد الكثير من الغرف ... والمكاتب و الكثير من الأشخاص يسيرون في كل أتجاه ... وبين يديهم ملفات او لوحات كبيرة
كانت عيونها تتابع كل من يمر امامها حتى يصل الي وجهته لا تعلم ماذا عليها ان تفعل الان حتى وقعت عينيها على فتاه رقيقه تجلس على مكتب يشبه الاستقبال في المستشفيات الاستثمارية الكبيرة .... أقتربت منها وقبل آن تقول اي شيء قالت الفتاه بلهفه:
- آنسة نادين؟! باشمهندس سليم مستني حضرتك.
وخرجت من مكانها واشارات اليها آن تسير خلفها حتى وقفت امام باب خشبي كبير ... طرقه واحده على الباب وفتحته ودلفت وهي تقول:
- آنسة نادين يا باشمهندس
ثم أشارت لها بالدخول ... دلفت لتجده يجلس خلف مكتبه الكبير دارت عيونها في ارجاء الغرفه مميزة وراقيه ... تتسم بالفخامة أنتبهت من تأملها للغرفه على صوته وهو يقول:
- هو أنتِ على طول مش بتسمعي الكلام كده؟
- لا خالص .. انا مطيعة جدا بس كمان مش بحب أفرض نفسي على حد
أجابته بهدوء خاصه وهو لم ينظر لها حتى الآن... رفع عينيه ينظر اليها وقال باندهاش:
- اتفضلي اقعدي واقفة ليه؟
أقتربت بخطوات ثابته وجلست على إحدى الكراسي
- حضرتك مطلبتش مني آني أقعد
رفع حاجبه بصدمة وقال ببعض الاندهاش:
- واضح اني هتعب معاكي جدًا
ترك القلم من يده وغادر كرسيه واكمل كلماته:
- لكن على العموم اهلا بيكي معانا في شركتنا المتواضعة ... وأتمنى ان وجودك معانا يكون أضافه ليكِ ولينا
مع نهايه حديثه كان قد وقف امامها ومد يده بترحيب ... وقفت سريعًا ووضعت يدها في يده وقالت بعملية:
- أتمنى فعلا اني أكون إضافة للمكان يا باشمهندس
أومأ بنعم وهو يعود الي مكتبه من جديد ورفع سماعة هاتفه ثم قال:
- ابعتيلي المهندس عبدالعظيم
وأغلق الهاتف وجلس في مكانه من جديد ... حين سمعوا طرقًا على الباب ودخول رجل في اوخر الاربعينات قال بتهذيب:
- حضرتك طلبتني يا باشمهندس
ليومأ "سليم" بنعم وأشار تجاهها وقال:
- أعرفك المهندسة نادين ... عضو جديد أنضم لشركتنا وبالتحديد قسم الهندسة
نظر اليها الرجل بأبتسامة ترحيب فوقفت وهي تقول:
- اهلا بحضرتك يا باشمهندس
بادلها الترحيب وهو يقول:
- اهلا بيكِ معانا ... أتفضلي علشان اعرفك على باقي زملائك واوريكي مكتبك.
نظرت الي "سليم" وقالت بدون تعابير واضحة:
- بعد إذن حضرتك
وتحركت خلف المهندس عبدالعظيم ... وحين غادرت المكتب اغلقت الباب خلفها ... ظل ينظر الي الباب ثم نظر الي الصورة الموضوعة امامه وارتسم الحزن على كل ملامحة
~~~~~~~~~
كانت تسير خلف عبدالعظيم وهو يشرح لها كل قسم في الشركة ... ويوضح لها سياسه العمل .. حتى وصلوا امام قسم الهندسة
وقف امامها وقال:
- لازم تعرفي ان هنا مفيش واسطة ... ولا في قرابه .. شغلك هو اللي هيسبت رجلك في الشركة او هو اللي هيكون سبب في انك .....
ولم يكمل كلماته لانها قالت ببعض الغضب:
- انا مش جايه بواسطه يا باشمهندس ... ولو للحظه حسيت ان وجودي في الشركة ملوش اثر وزيه زي عدمه انا اللي همشي من نفسي
ورفعت رأسها ببعض الثقه وأكملت:
- صحيح انا لسه خريجه جديدة لكن ده مش معناه ان حضرتك تبقى شايفني بالشكل ده .
كاد ان يقول شيء ... لكنها أكملت:
- حضرتك هتوريني مكتبي ولا من الاساس غير مرحب بيا هنا.
اشار لها ان تدلف الي المكتب فخطت بثقه واهية ... لينظر اليها جميع من بالقسم والدي لم يكن عددهم هين بالمره .... قال عبدالعظيم موضحًا:
- الباشمهندسة نادين عضو جديد معانا هنا .
ثم أشار لمكتب شاغر وأكمل:
- ده مكتبك .. و السادة المهندسين هيعرفوكي بنفسهم.
وتوجه الي مكتبه كذلك هي ... ليقول احد المهندسين... وكان شاب في الثلاثين من عمره:
- انا عماد
وأشار الي من يجاوره وأكمل:
- وده ياسر .. واللي جمبه دي خطيبته الباشمهندسة نور
وابتسم وهو يكمل بمرح
- والثلاثي المرح دول فرح ومرح وليلى
واشار الي اخر فرد في القسم والذي لم يرفع راسه عن اللوحه التي امامه وقال
- وده بقى رئيس قسم الكئابه والنكد الباشمهندس عيسى
ضحك الجميع على كلمات عماد الا هي لم تضحك ... لكن عيونها كانت تنظر اليه بتركيز شديد فهو حتى لم يلتفت لكلمات عماد لكنه نظر في اتجاهها وحرك راسه بتحيه بسيطة وعاد يهتم بعملة
مر اليوم بين حديث مرح من عماد والثلاثي المرح وعلى نهايه اليوم كانت قد صادقتهم ... وبين بعض المشاريع الذي طلب منها عبدالعظيم مراجعتها ودراستها.
حين حان موعد مغادرة العمل ... خرج الجميع وهم يتحدثون عن بعض الأخبار او الإشاعات التي تنتشر عن الوسط الفني .. وخرج ياسر وهو يمسك يد نور يتحدثون بحب وهيام
أقتربت من الباشمهندس عبدالعظيم واعادت اليه الأوراق وهي تقول:
- شكرًا لحضرتك .. مع السلامة
أوقفها وهو يقول:
- ثانيه واحدة يا باشمهندسة
وقفت تنظر الية ليقترب منها وقال:
- انا بعتذر منك لو اسلوبي معاكي ضايقك بس انا كنت فاكر انك قريبه باشمهندس سليم وخفت انك تفتكري ده ...
- فاهمة قصد حضرتك .. واعتقد ان سوء التفاهم ده خلص
قاطعت كلماته بكلماتها الجادة ليومأ بنعم لتبتسم ابتسامة صغيره وتحركت لتغادر حين وصلها صوت عبدالعظيم من جديد وهو يقول
- ايه يا باشمهندس عيسى مش ناوي تروح
- لسه مخلصتش يا باشمهندس
اجابه بهدوء ودون ان يرفع عينه عن اوراقة لتشعر بالاندهاش لكنها لم تتوقف كثيرا وغادرت .... حين عادت الي البيت كانت تقص عليهم ما حدث معها وهي تبتسم لتقول سامية موضحه:
- ما هو اتصل بيا يسأل نتيجتك ظهرت ولا لسه قولتله اه وانك في مقابله شغل
لتضحك نادين وهي تقول
- تقريبًا كده دينا كانت مديناه بحاجه وعايز يسد الدين ده
ثم وقفت على قدميها وهي تكمل:
- انا هقوم بقى اغير هدومي .... جعانه يا سوسو.
لتتوجه سامية للمطبخ ونظر عثمان لصوره ابنته التي تتوسط احدى الحوائط وقال بحزن:
- الله يرحمك يا بنتي ... موتك ساب اثر في الكل وحياتنا اختلفت كتير بعدك
على طاولة الطعام قالت سامية بأبتسامة مرتعشة:
- مها كلمتني النهاردة
لترفع نادين عيونها عن صحنها ونظرت الي والدتها ببعض القلق ... لتكمل سامية كلماتها
- في عريس ك..
لم تكمل كلماتها بسبب سقوط ملعقة نادين في صحنها ووقفت وهي تقول ببعض الغضب المكتوم:
- انا مش هتجوز ... مش هتجوز هو إيه اللي في كلامي مش مفهوم إيه اللي في جملة مش هتجوز مش مفهوم يا ماما ... انا مش هتجوز.
وغادرت طاوله الطعام لينظر كل من عثمان وسامية لبعضهم بحزن والم ... وإحساس بالعجز.

للقدر دائمًا رأي أخر " قصة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن