الفصل الرابع

673 68 3
                                    

مفيش فصل بكرة لاسباب تقنيه
بعتذر جدا

للقدر دائما رأي أخر
(( الفصل الرابع))

ظل عيسى واقف في مكانه جسدة كله متحفز لكلمات سليم وعيونه تطلق شرارات الغضب التي تكاد تقتل الجالس امامة خاصة مع ابتسامة سليم الباردة المتسليه لكنه وقف امامة وقال بجديه
- انت عايز ايه من نادين يا عيسى؟
ليشعر عيسى بالغباء لعده ثوان ... ماذا يقصد سليم بهذا السؤال هل اخبرته نادين بطلبه ... لكن سليم قطع افكارك وهو يقول
- نادين ماقلتش حاجه انا اللي سمعتك وانت بتطلب رقم والدها ... واديني جاوبت على سؤالك اللي منقطتوش ممكن بقى تجاوب على السؤال اللي انا سألته.
اخذ عيسى نفس عميق وعاد ليجلس مكانه من جديد وقال
- لما كنت في الكليه كنت بحب بنت زميلتي ... الكليه كلها كانت بتضرب بينا المثل في الحب ... كنت شايفها دنيا اتمنى اعيش فيها ... حياه ... وهي كان اسمها حياه ... اجمل حياه لحد ما اكتشفت خيانتها
قال اخر كلماته بتقزز وغضب يكاد يحطم كل ما حولة لكنه اكمل قائلا
- الخيانه مش ليا انا بس لا الخيانه كانت كمان لابن عمها اللي كاتب كتابه عليها يعني مراته ... مكنتش قادر استوعب اللي حصل ... كرهت الحياه والستات حتى كنت بخرج غضبي ده في اختي لما كانت مخطوبه كنت كل ما شوفها بتكلم اي حد اتخانق معاها وقولها عمل ايه خطيبك علشان تخونيه لدرجه ان ابويا الله يرحمه طردني من البيت علشان تصرفاتي الغلط وكلامي اللي كان بيجرح اختي وامي وان لو حد سمع كلامي ده هتبقى فضيحه كبيرة ومحدش هيصدق ان انا اللي مريض مش ان اختي فعلا بتخون خطيبها
شعر بالشفقه عليه ... هو كان زميله في الكليه وكان يعلم بقصه حبه لحياه ... وعلم أيضًا ان القصه انتهت بطريقه سيئه ومؤلمة لكن في اقصى خياله لم يتخيل ان تكون حقيقه الامر بتلك البشاعة والقذارة
ليكمل عيسى كلماته التي تحمل الكثير من الالم
- فضلت سنين بحاول اتوازن ... فضلت سنين اعتذر لاختي ولوالدي ووالدتي ... فضلت سنين بحاول اداوي الجرح الي بينزف جوه قلبي وروحي ... وقفلت قلبي بمليون قفل ... وحاوطت نفسي بالجمود واخدت قرار ان عمري ما هقع تاني في وحل الحب و كذب النساء
- وايه اللي غير رأيك وخلاك تطلب رقم والد نادين؟
ساله سليم ببعض الاستفهام والحيره يريد ان يفهم كل شيء يطمئن قلبه ويقنع عقله
نظر اليه عيسى وتنهد كأنه كان يحمل حمل ثقيل فوق كتفيه وتخلص منه اخيرا ... ثم قال:
- اول يوم ليها هنا كنت خارج من المكتب وكانت واقفه مع باشمهندس عبدالعظيم بيتهمها انها جايه واسطه وبيحاول يفهمها ان ده غير مقبول بالنسبه ليه ... ردها عليه صدمني آنا شخصيًا وهي بتنفي بكبرياء التهمه عنها وبتتعامل معاه بثقه وقوه ... تراجعت عن الخروج من المكتب ورجعت لمكاني منتظر لحظه دخولها عايز اشوف مين البنت القويه دي اللي واقفه قدام مديرها المباشر بالقوة دي لاقيت طفله صغيرة عينيها كلها خوف وقلق ... فكرتني ببنت اختي اول يوم مدرسة وهي بتبص لأمها وهي ماشيه برجاء وتوسل انها متسبهاش وتاخدها معاها
ابتسم وهو يتنهد مره اخرى ثم رفع عيويه الي سليم الذي كان يبتسم ابتسامة جانبيه يستمع لما يقال بصمت ليكمل عيسى كلماته
- جديتها في العمل لفتت انتباهي ... رغم رعشه اديها الا انها كانت عايزة تثبت نفسها ... كمان طريقه تعاملها مع كل الزملاء خصوصًا عماد
ليقطب سليم حاجبيه بعدم فهم ليقول عيسى بتوضيح
- انت عارف عماد ظريف حبتين وكان فاكر انه هيقدر يصاحبها ويهزر براحته معاها لكن هي وبكل ثبات وقفت قدامه وقالت (( - العلاقه بين الزملاء ليها حدود يا باشمهندس ... وانا ليا خطوط حمرا ممنوع ان حد يتخطاها ))
اعتدل ليجلس ببعض الراحه وكأنه يجلس في منزله مع صديق مقرب وأكمل قائلا
- كنت هشك في تصرفها لو كان في حد معهاهم في المكتب لكن كانت هي وهو بس يعني محدش شايفهم غير ربنا وضميرها وأخلاقها
تهند للمره الثالثه وقال بصدق
- انا منستش اللي حصل ... ولا خفيت من الشك ... لكن عندي إحساس ان نادين تستحق اني احارب حتى نفسي ومخاوفي ... وأشباح الماضي وكل عقدي
ليضرب سليم بيديه على ساقة وهو يقول
- ما جمع الا اما وفق استاذ معقد وانسه اكثر تعقيدًا
ليقطب عيسى حاجبيه باندهاش ليقول سليم بتوضيح
- موت دينا سبب عقدة عند نادين خلاها شايفه الحب والارتباط هو سبب موت اختها .. احيانا بحس انها بتبص عليا باندهاش واني ازاي لحد دلوقتي عايش على ذكراها ومفيش واحده دخلت حياتي بعدها ... وساعات تانيه بحس انها مش طيقاني وكأنها عايزه تقولي ليه أنت عايش وهي اللي ماتت.
كان يستمع لكلمات سليم بتركيز شديد خاصه حين وقف وهو يقول
- انا هديلك فرصه تقرب منها وتحاول انك تغير لها فكرتها ... لكن انا مراقبكم ومش هسمح بإي تجاوز ولو حسيت باي خطر على نادين هتتدخل فورًا ومش هعمل حساب لسنوات العشرة في الكليه والشغل ... تمام
قال اخر كلماته بتهديد واضح خاصه مع نظراته الحاده التي جعلت عيسى يبتسم رغمًا عنه ... لكنه وقف امام سليم وقال بصدق شعر به الاخير
- ارجوك تعمل كده ... انا تعبت من نفسي يا سليم ... وبجد انا محتاج اخف واعيش حياتي ... صحيح انا اكبر منها يمكن باكثر من ١٤ سنه بس انا من جوايا محتاج ارجع تاني عيسى بتاع زمان
ليربت سليم على كتفه بتشجيع وهو يقول
- تقدر ترجع يا عيسى ... هتقدر ونادين امانه حافظ عليها لانك مش هتلاقي زيها
قال كلماته بصدق رغم انه يشعر بالم حاد في قلبه ... وكأن نصل حاد اخترق صدرة ومزق نياط قلبه بلا رحمه ... هو أنسان ... إنسان ضعيف رغم كل شيء ... وقلبه الذي يشتاق لدينا والذي يراها بكل حالاتها في نادين يجعله يتمنى ان ينفذ ما قاله له والدها ويخطفها يتزوجها ويشبع سنوات حرمانه من دينا ويطفىء نيران الشوق داخل قلبه ... لكن ضميره وثقه دينا به تمنعه من ان يفعل ذلك الخطأ الكبير بحقها .. وليضع نفسه اخر اختياراتها او الحلول
~~~~~~~~~~~
عاد عيسى الي مكتبه بروح جديده تتلبسه كلمات سليم جعلته يشعر ببعض السعادة ... والقوه
حين دلف من باب المكتب وجدها على حالها ... تنظر الي الاوراق امهامها وتخط يديها بعض الخطوط على ورقة بيضاء ... غير مهتمه لكل ما يحدث من حولها ... كلمات عماد المرحه ودلال فرح عليه ... وكلمات ليلى ومرح التي تشير الي علاقه بينهم ... ولا حتى مغازله ياسر لنور حتى عندما يتحدث احدهم بصوت عالي لا ترفع راسها بالنظر ولو من باب الفضول لسبب ذلك الصوت العالي
عاد يجلس مكانه وبداخله روح جديدة ... او قديمة وتريد كسر تلك القيود التي حاوطتها طوال سنوات .. وجد نفسه يقول
- يا جماعة انا عازمكم النهاردة على الغدا وقت البريك محدش ينزل المطعم تحت هطلب بيتزا
هلل الجميع بسعادة ... لكن أيضًا بدأ الهمهمات عن سر ذلك التحول الجزري ... فقال عماد بصدمة
- هو انت سخن يا عيسى .. ولا تكون ناوي تحط لينا سم في البيتزا وتخلص مننا
ليبتسم عيسى ابتسامة جانبيه فهو كان يعلم جيدا ما سيحدث حين يترك المساحه لشخصيته الحقيقه في الظهور من جديد ... لكن كل شيء يهون من اجل تلك الفتاه صاحبه الرأس اليابس التي لم تهتم لحديثه او تصدر اي رد فعل على كلماته العجيبه ... ليكمل ياسر حديث عماد قائلا
- مالك يا عيسى ... أنت كويس يا بابا؟
ليضحك عيسى بصوت عالي جعل عيونها ترتفع وأخيرًا عن اوراقها لينظر لها بسعادة وهو يقول
- انا كويس جدا عمري ما كنت كويس قد النهاردة ... وبما ان في نوبه كرم وسعادة انا عايشها النهاردة كمان هجيب ليكم حاجه حلوه بس على ذوق الباشمهندسه نادين بما انها اجدد عضو في مجموعة المهندسين.
شعرت بالارتباك وكادت ان تعتذر لكنه قال بجديه
- تحبي نطلب ايه حلو ... ودي فرصه اوعي تضيعيها ولا كل اللي قدامك دول هيفضلوا يحسبنوا عليكي لاخر الشهر
ليضحك الجميع على كلماته وبدأت التعليقات المصدومة والمندهشه وايضا التوسل لنادين ان تطلب الحلوى فقالت بهدوء
- انا بحب الاتشيز كيك كارمل
لتصفق الفتايات بسعادة وتهليل ليقول عيسى بطريقه شعرت بسببها بالخجل
- يبقى الحلو تشيز كيك كارمل هو في احلى من الكارمل.
لتتلون وجنتيها بخجل والجميع يهمم بكلمات تشعر بها جيدًا لكنها تجاهلت كل ذلك وعادت الي اوراقها من جديد
حين دلف سليم الي المكتب وهو يقول
- السلام عليكم ايه الاخبار يا باشمهندسين؟
ليقف عبد العظيم وهو يقول بأبتسامة بعمليه
- كله تمام يا باشمهندس
ليومىء سليم بنعم ثم قال
- طيب يا جماعة في مشروع مهم جدا وكبير واصحابة طالبين عيسى فيه بالاسم لكن المشروع محتاج اكتر من مهندس علشان كده انا أخترت نادين علشان افكارها مبتكرة وجديدة ... والنهاردة في اجتماع مع اصحاب المشروع وكمان علشان نوضح الصورة بشكل اكبر
كانت تشعر بالصدمة لكنها لم تعلق بشيء حين قال عماد ببعض الغضب الطفولي
- يعني نادين عندها افكار بمبتكرة وجديدة واحنى مهندسين من العصر الجحري ... شكرًا يا هندسة مكنش العشم
ليضحك الجميع حتى هي ابتسمت إبتسامة صغيرة ليقول سليم بمرح مشابه
- انا مدير الشركة وانا اللي بحدد المهام يا باشمهندس ولا عندك اعتراض
ليرفع عماد يديه باستسلام وقال بسرعة
- انا مش معترض ... يمكن ياسر هو اللي معترض
وأشار على ياسر الذي لم ينطق بكلمه طوال اليوم لينظر اليه بصدمة وهو يقول
- يا ابني هو انا اتكلمت
ليضحك سليم بصوت عالي وقال وهو يغادر الغرفه
- تقريبًا انا دخلت حضانه الرحمة مش مكتب المهندسين في شركتي المحترمة
ليضحك الجميع بمرح حتى هي ... ليقول عيسى بصوت عالي نسبيا
- والله الواحد نفسه اتفتحت على الشغل
كثرت الهمهمات والنظرات التي تحمل معان كثيره لكنها لم تهتم وكذلك هو لكنه لم يترك الامر يمر مرور الكرام فبعد عده دقائق وحين هدء الجميع وعادوا الي العمل غادر هو مكتبه وتوجه اليها وقف امام مكتبها وظل صامت ينتظر ان ترفع عيونها التي يستمتع بقرأتها وهي لم تبخل عليه بتلك النظرة التي جعلت قلبه ينتفض من جديد داخل صدرة ورغبه عارمة في ان يخطفها من مكانها ويذهب بها الي مكان بعيد ... لا يوجد به احد سواهم ... أنحنى قليلًا وقال بصوت منخفض:
- أتمنى يكون في كيميا بينا في الشغل ... علشان انا طول عمري بحب الكيمياء.
قطبت جبينها بعدم فهم ليعتدل في وقفته وهو يقول
- استعدي علشان الاجتماع
وطرق على المكتب بأطراف أصابعه وعاد الي مكتبه لكنه تركها في حيرة واندهاش
~~~~~~~~~~~~
في غرفة الاجتماعات كانت تجلس صامته تنظر الي هاتفها بتركيز تاركة سليم وعيسى يتحدثون حول المشروع وهم في انتظار اصحابه
وعيونهم تتابع حراكتها الخجولة وابتسامة رقيقة ترتسم على ملامح عيسى وابتسامة صغيرة لا تنم على اي شيء فوق شفاه سليم الذي يشعر بألم داخل قلبه ولا يعلم سببه
طرقات على باب غرفة الاجتماعات ودخول موظفه الاستقبال وخلفها أصحاب المشروع الذين كانوا متحمسين جدا للأفكار التي قالتها نادين والذي كان سعيد بها سليم جدا
كذلك عيسى الذي ترك لها المجال بالكامل وبداخله فخر بها فهي حقًا تعشق الهندسة ولديها أفكار خلاقه ومبتكرة بالفعل
حين انتهى الاجتماع ورحل أصحاب المشروع وقف سليم امامهم وقال
- الأفكار الأولية عجبتهم واعتقد ان التصمايم كمان هتعجبهم ... عايزكم ترفعوا راسي
ليقول عيسى وهو ينظر لها بإعجاب
- وأضح ان حضرتك كان معاك حق ... باشمهندسة نادين افكارها كلها مبتكرة وانا مقتنع بكل افكارها وهنبدأ ننفذ فورًا
اخفضت عيونها أرضًا وقالت ببعض الحزن
- كنت ديما بسمع دينا وهي بتتكلم عن التصميمات اللي بتحلم تعملها ... كانت ديما بتقول ان اي تصميم بتعمله بيكون في جزء من أحلامها ... جزء من روحها وعلشان كده ديما تصميماتها فيها شيء مختلف ومميز .. وده اللي بحس بيه وبعمله مع كل تصميم
تنهد سليم بشوق وابتسامة مشتاقة ارتسمت على ملامحه وهو يتذكر كلماتها وشغفها بالتصميم ... وبصدق احساسه ان نادين تشبه دينا كثيرًا في تصرفاتها وشخصيتها وأيضًا افكارها
وكان عيسى يشعر بالسعادة وهو يستمع لحديثها عن نفسها واختها .. ويشعر انه يتقرب منها شيء ف شيء وذلك جيد جدا بالنسبه له
~~~~~~~~
حين عادت الي المنزل كانت سعيدة بما قدمته في هذا الاجتماع وأيضًا تشعر بالفخر ان انتباهها وتتبعها لدينا طوال فتره حياتها جعلها نسخه مصغره منها ... في الأفكار والإبداع
لكن ما صدمها حين وصلت الي البيت كانت كسره جديدة يرتعد لها قلبها خوفًا في انتظارها... لكنها حدثت وعليها مواجهتها لكنها حقًا لم تعد تحتمل

للقدر دائمًا رأي أخر " قصة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن