الفصل التاسع

531 68 2
                                    

انا خايفه من الفصل اللي جاي يا جماعة اوى اوى والله ادعولي
للقدر دائما رأي أخر
(( الفصل التاسع))

مرت أيام وأيام ولم يحدث اي جديد حتى ان عمر شعر ان سليم كان يهول الامر من كثره خوفه على نادين
ولكن ما لم يستطع فهمه سبب ذلك الخوف وهذا الموقف الغريب هل كل هذا الخوف بسبب ان نادين اخت دينا رحمها الله ام ان هناك شيء ما هو لا يعلمه ولم يخبره به سليم او بمعنى أدق يعترف به ... لكن في حقيقه الامر ... هو لن يترك تلك القضيه ... فهو مدين لصديقه بها على الأقل من باب حسه الامني يشعر ان هناك شيء غير مريح ... وذلك الصمت دليل على ذلك
ومع كل هذا لم  يكن عمر يضع في حسباته افكار عيسى المريضه .. رغم شكه ان  غيابه لم يكن سوا تراجع تكتيكي حتى يرتب جميع اوراقه ويستطيع تنفيذ خطته
والتي وللعلم ستحقق له انتصاره الكبير الذي يحلم به
~~~~~~~~~~
كانت تضع كل تركيزها في مراجعه التصميمات النهائيه لذلك المشروع التي تحملته بمفردها بعد استقاله عيسى كما تعلم هي .. واليوم تسليم تلك التصميمات
كانت طوال الاسبوع تعمل عليهم بجهد كبير  وتتمنى ان يكلل تعبها بالتوفيق والنجاح .. وان تحقق ذلك النجاح الكبير وتثبت للجميع انها مهندسة مميزة ولها فكرها الخاص ورؤيتها
مر بعض الوقت وعلا صوت الهاتف الداخلي للمكتب  ... ليجيب عبدالعظيم وحين اغلق الهاتف قال
- نادين باشمهندس سليم منتظرك في غرفه الاجتماعات.
لملمت أوراقها وعدلت حجابها وتوجهت الي غرفه الاجتماعات ولسانها لا يتوقف عن ذكر الله ورجائها ان يوفقها
دلف الي الغرفه لتجد الجميع هناك ليقول سليم مباشرة
- تعالي يا نادين ... وخلونا نبدء على طول
وبالفعل وضعت امامهم نادين كل الرسومات وبدأت في الشرح والتوضيح ... ثم أشارات اليهم ان يتوجهوا الي احدى جوانب الغرفه التي يوضع بها المجسم ... الذي ابهر الجميع ونال استحسانهم وتم التعاقد على التنفيذ وتم توقيع العقود ... كانت عيونها تلمع بسعادة خاصه وهي تستمع لكلمات المدح والشكر في عملها واجتهادها وأفكارها المبتكره
وكان سليم ينظر اليها بفخر حقيقي وسعادة وكأنه يرى دينا امامه.
~~~~~~~~
كان ياسر يجلس على استاند الرسم يصمم احد المشاريع المكلف بها حين رن هاتفه وظهر اسم عيسى
ليبتسم بسعادة وهو يجيبه لكن باغته عيسى قائلا
- متقولش اسمي ومش عايز حد يعرف اني بكلمك
قطب ياسر حاجبيه باندهاش ولكنه قال وعيونه تنظر لكل الوجه حوله بتوتر وقلق
- يا ابني مش سامعك مفيش شبكه استنى هخرج من المكتب
وغادر المكتب ووقف في احدى الاماكن الهادئه وقال
- ايه يا ابني شغل المخابرات ده في ايه ؟
استمع لكلمات عيسى الذي لم يفهم منه شيء  ... لكنه ظل يستمع لكلماته
- بص يا ياسر انا عايز اطلب منك طلب ... وارجوك يبقا بنا مش عايز حد خالص يعرفه
- اكيد يا ابني ... خير في ايه؟
اجابه ياسر بتأكيد ... ليقول عيسى ما يريد وياسر يستمع له بتركيز وحين انتهى قال
- خلاص ماشي وبجد فرحتني جدا ... وأخيرًا جت رجلك ووقعت في الحب .... ربنا يتمم لك على خير ... اعتمد عليها  وهتصل  بيك أعرفك لو حصل اي حاجه
اغلق الهاتف بعد ان سمع رد عيسى وعاد الي المكتب وهو يحاول ترتيب افكاره حتى يساعد صديقه ... يكفي انه اتصل به هو دون عن باقي المهندسين واختاره هو في العمل معه في شركته الجديدة وبراتب اكبر بكثير مما يأخذه الان في شركة سليم ... وأيضًا انه يحب وياسر اكثر من يعشق قصص الحب ... ويسعد كثيرًا بالتطورات التي تحدث فيها والقفزات.
~~~~~~~~~~~
دلفت خلفه الي المكتب الخاص به بعد ان انتهى الاجتماع ... وحين جلس خلف مكتبه قال
- بجد أنتِ النهاردة عملتي نقله مهمه جدا للشركة .. وحقيقي تستاهلي مكافئة كبيره
ابتسمت بسعادة وفخر وقالت ببهجه
- انا كنت حاطه أيدي على قلبي للأفكار متعجبهمش  ... وبعدين مفيش داعي للمكافأة انا كنت بعمل شغلي
- دول انبهروا وانا كمان بصراحة ... حقيقه أفكارك مبتكرة ومختلفه وده شيء مميز ومبشر ... وبالنسبه للمكافأة ف دي حقك على المجهود والنجاح
قال كلماته بفخر حقيقي ثم رفع سماعة الهاتف وقال
- ابعتيلي استاذ حسنين مدير الحسابات
اغلق الهاتف وهو يقول
- انتِ تستاهلي مكافئه تشجيعيه كبيرة .. وكمان علشان تبقي داخله على باقي الشغل بحماس أكبر
طرقات على باب المكتب لم تدعها تقول اي من عبارات الشكر ... ودلف الاستاذ حسنين وقال بابتسامة عمليه
- حضرتك طلبتي يا باشمهندس
- ايوة استاذ حسنين .. لو سمحت تصرف (.. ) مكافئة للمهندسة نادين وتسلتهم النهاردة قبل ما تروح
أومأ حسنين بنعم وقال 
- تحت أمرك يا باشمهندس إي أوامر تانيه
شكره سليم وسمح له بالعودة الي عمله .. ثم نظر الي نادين وقال
- عايز كل المسودات ونسخه من الاوراق والتصاميم
ثم اخرج ملف كبير من درج مكتبه ووضعه أمامها وقال
- وده مشروع جديد .. في الحقيقة كنت بفكر انا اللي اصممه علشان ارجع اشغل ايدي ودماغي بس انا عايز تصورك أنتِ في المشروع ده
أخذت الاوراق ووقفت وهي تقول
- ده شرف كبير يا باشمهندس.. وان شاء الله هكون عند حُسن ظنك
غادرت مكتب سليم وتوجهت الي مكتبها وحين دلفت قالت فرح ببعض من المرح
- ها هنشرب حاجه ساقعة ولا هيفضل ريقنا ناشف
لتبتسم نادين وهي تقول
- لا هتشربي حاجه ساقعة
ليهلل الثلاثي المرح بسعادة وتلقت التهاني من باقي الفريق ... ثم  طلبت بالفعل للجميع مشروب بارد وجلست هي تقرأ الأوراق التي سلمها لها سليم ... دون ان تنتبه لمن يكتب بعض كلمات على احدى مواقع الدردشة يخبر محدثه بما حدث بالتفصيل
~~~~~~~~~~~~
ارتدى عثمان ملابسة ... ثم توجه الي المطبخ حيث تقبع سامية من أكثر من ثلاث ساعات لا يعلم ماذا تفعل كل هذا الوقت ... لكنه قال سؤاله بصوت عالي
- بتعملي ايه كل الوقت ده في المطبخ يا سامية؟
التفتت إليه وابتسمت وهي تعد على يديها كالأطفال
- عملت الغدا .. وصنيه كيكه علشان العشا ... وعملت كمان كريم كرامل وكاستر ... والعصير اللي انت بتحبه و..
ليقاطعها وهو يمسك يديها يقبلها بحب وقال
- تسلم ايدك وتسلم وقفتك بس الدكتور قال متتعبيش نفسك .. وبعدين الجبنه والعيش من أيدك يبقا طعمهم زي الشهد
تلونت وجنتيها بخجل وكأنها فتاه في العشرين من عمرها ... ليكمل كلماته
- يلا البسي علشان ننزل نتمشى زي ما الدكتور كمان قال ... وكمان في موضوع عايز أكلمك فيه.
أومأت بنعم وغادرت المطبخ بعد ان تأكد من كل شيء
وبعد عده دقائق كانت تسير بجانبه وهو يضم ذراعها بذراعه ويقربها من قلبه .. يتحدث معها في أمور الحياه والظروف السائدة حتى وصلوا لحديقه عامة ... بها الكثير من الكراسي الرخامية ... فجلسوا على أحدهم  لتقول هي بأستفهام
- آيه بقى الموضوع اللي كنت عايز تتكلم فيه معايا
- انا طلبت من سليم يتجوز نادين
قال كلماتها سريعًا وكأنه يلقيها من فوق كتفيه ..  لتشهق بصدمة وعدم تصديق ثم قالت
- ازاي يا عثمان وليه عملت كده؟
ظل صامت وهو ينظر أرضًا بحزن ... ثم قال موضحًا
- موت دينا سبب عقدة لنادين ... وسليم حياته وقفت قولت يمكن الاتنين ينقذوا بعض من المصير المؤلم ده
اخذ نفس عميق وحرك يده في الهواء وكأنه يشرح شيء ما
- وبعدين سليم راجل حقيقي... واي اب يتمناه لبنته ... هو ابننا من اول مره دخل بيتنا فيها ... واحنا ملناش غيره هو ونادين.
ظلت صامته تفكر في كلماته هي تعلم صدق كلماته ... وتؤيده الرأي في كل ما قاله ... لكن ان يطلبها هو من سليم ان يتزوج نادين امر غريب لم تتوقعه او يتصوره عقلها
اكمل عثمان كلماته موضحًا
- انا عايز اطمن عليها يا سامية .. احنى مش عايشين ليها العمر كله ... ده غير اللي حصل لدينا لا كان ذنب سليم ولا ذنب الحب والجواز ... ده عمرها ومهما اتكلمت او وضحت او شرحت هي قافله دماغها وقولت كمان يمكن سليم محروج يتجوز أرفع من عليه الحرج ونفرح بيه وبيها
ربتت على كتفه وقالت
- انا فاهمة كل كلامك ... و والله أتمنى ان سليم يتجوز نادين هو راجل حقيقي هيصونها ويشليها جوه عنيه
ظلوا يتحدثون لبعض الوقت ثم تحركوا ليعودوا الي البيت فموعد عوده نادين الي البيت قد حان
~~~~~~~~~~
لقد قرر اليوم أن يذهب بنفسه الي الشركة ... يقف امامها يراقب ما يحدث ... حتى يتأكد بنفسة ان كل الأمور بخير  وينهي الامر مع سليم ... فهو لن يشغل عقله بالامر اكثر من ذلك ...
وقف على الرصيف المقابل للشركة ... بجانب احدى الأعمدة ... و بدء يعبث في هاتفه يمر من حوله المارة دون ان يلتفت له أحد
يستمع لضحكات الفتايات ... ومرح بعض الاولاد ... وبعض المواضيع الجادة الذي يتحدث بها الشباب اليافع ... حتى وصل له صوت رجولي يقول
- ياسر ركز معايا عايز اعرف حركات نادين اول بأول .. هتقف في ظاهري ياصاحبي مش كده انا بحبها اوى يا ياسر ... هتساعدني
صمت الصوت لكن حواس عمر بأكملها توقعت ما سيحدث ... ليعود الصوت من الجديد
- اول ما تخلص شغلها اديني رنه ماشي انا قدام الشركة أصلًا
صمت لثوان ثم قال من جديد
- شكرًا يا ياسر
وعاد الصمت من جديد ليلتفت عمر الي الخلف بشكل طلقائي فلمح عيسى ... نفس الشاب في تلك الصورة التي حفظ تفاصيلها وحفظ ملامح وجهه
عقله العسكري بدء يعمل بسرعة كبيرة ... وعليه ان يتصرف لكنه لا يعلم ما هو موعد انصرافها .. ولا يعلم كم من الوقت باقي له
فعليه ان يتصرف بسرعة ودقه ... ظل يربت بقدمة على الأرض حتى لمعت الفكرة برأسه
وتحرك لينفذ ومن فوره دون تأخير
~~~~~~~~~~~
غادرت الشركه بعد أن اخذت مكافئتها سوف تحضر هدايا لوالديها ... انهم يستحقون ان تسعدهم وتدخل السرور الي قلوبهم وتجعلهم يفخرون بها وبنجاحها
اخرجت هاتفها تتصل بوالده تخبره انها ستتأخر قليلا ... حتى لا يقلقون عليها وحين اجابها قالت بمرح
- بابا حبيبي عامل ايه؟ واخبار سوسو النهاردة ايه؟
صمت لثوان تستمع لكلمات والدها ... لتتسع ابتسامتها وهي تقول بمرح
- بتنفذ كلام الدكتور انت بحذافيره يا عثمان جاي الكلام على مزاجك مش كده
وقبل ان تكمل كلماتها سقط هاتفها أرضًا وصرخه صغيره سمعها والدها لينادي عليها عدة مرات دون ان تجيب وظل صوت والدها يصرخ بأسمها دون ان يجيبه أحد ليسقط قلب والدها أرضًا بخوف وعيونه امتلئت بالدموع وهو يقول
- بنتي

للقدر دائمًا رأي أخر " قصة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن