الفصل السابع

537 65 12
                                    


للقدر دائما رأي أخر
((الفصل السابع ))

دلف عثمان الي الغرفه بمفرده رغم عدم صبر نادين ان تدخل اليها وتضمها .. تعود لتستنشق عبيرها الذي يشعرها بالامان مثل الأطفال الصغار ... لا يشعرون بالامان الا في احضان أمهاتهم
لكن عثمان قال لها بتوسل
- سبتك دخلتي ليها امبارح الرعايه وانا مدخلتش ... سبيني معاها بس دقايق
وعلى مضض تركته يدلف بمفرده وظلت واقفه بالخارج تنتظر كما سليم الذي لم يتحدث رغم شوقه ان يدخل ويراها ويطمئن عليها بنفسه ويستمع الي صوتها الحاني
~~~~~~~~~
حين دخل الي الغرفه واغلق الباب نظرت اليه بابتسامة صغيره ليقول من مكانه خلف الباب
- انا اسف يا ساميه
لتختفي الابتسامة عن وجهها وظهر محلها القلق وعدم الفهم ... ليقترب خطوه وقال من جديد
- الواحد طول ما هو متعود على وجود النعمه في حياته مش بيفكر انه ممكن في لحظه .. النعمه دي تختفي ومتبقاش موجوده
أقترب خطوه آخرى وأكمل قائلا
- بس لما ربنا يديله فرصه .. ويوضح له انه ممكن يخسر النعمه دي لو محمدش ربنا عليها كويس ... وحافظ عليها واهتم بيها يبقا غبي لو معملش كده وانا مش غبي
- انا مش فاهمه حاجة يا عثمان ... في ايه؟ ايه اللي حصل؟
سألته بوهن ... لكن الحيره وحالته اشعرتها بالخوف ... ليقطع المسافه الفاصله بينهم ... وجلس على السرير أمامها ... يضم يديها بيديه ناظرًا في عمق عينيها وقال
- انا بحبك يا ساميه ... بحبك اوي
لتجحظ عيناها بصدمة واندهاش لكنه اكمل قائلا
- ايوه بحبك ... يمكن طول عمري مكنتش بقولها ليكِ بس ده شعوري الحقيقي ... اني بحبك ... ومحبتش حد قبلك ولا بعدك وان حياتي من غيرك لا ليها معنى ولا طعم ... لمستك في كل حاجه تخصني ليها معنى وإحساس مختلف
صمت لثوان عيونه تنظر الي يدها الموجودة داخل حضن يديه وأكمل قائلا
- انا أكتشفت اني مش بعمل اي حاجه لنفسي .. أنتِ اللي بتعمليلي كل حاجه .. اكلي، هدومي، دوايا ... كل حاجه يا سامية ... انا من غيرك أضيع زي الاطفال الصغيرة من غير أمهم
كانت الدموع تسيل فوق وجنتيها لكنها دموع السعادة والفرح ... ليكمل كلماته
- متخوفنيش عليكي تاني يا سامية .. ومتسبنيش لوحدي انا مقدرش اعيش من غيرك أنتِ حبيبتي وكل دنيتي
قطع تلك اللحظة صوت نادين التي ظهر وجهها من جانب الباب وهي تقول
- يا شاب عثمان عايزين نطمن احنا كمان عليها لو سمحت
ليبتسم وهو يبتعد قليلا لتدلف هي لكنها قطعت المسافه من الباب الي السرير في خطوات سريعة واحتضنت والدتها بقوه وهي تقول
- حمدالله على السلامة يا ماما ... خوفتيني عليكي اوى ... كده تخضيني عليكي وهو انت مش عارفه اننا ملناش غيرك وولا حاجه من غير وجودك في وسطتنا ... انا بحبك يا يا امي ومليش غير حضنك وحنانك
لتربت ساميه على يد ابنتها وقالت ببعض الإجهاد
- حقكم عليا ... بس ده حاجه كويسة خالص تعبت علشان أشوف الحب والاهتمام واحس بغلاوتي عندكم
- حضرتك غاليه علينا كلنا ومنقدرش نستغنى عنك ابدا
قال سليم الذي كان يقف عند الباب ينظر لكل ما يحدث أمامه بعيون دامعة لتقول سامية بحب
- ربنا يياركلي فيك يا ابني
مر اليوم بين اهتمام عثمان ونادين ب سامية ومرور الطبيب عليها اكثر من مره وكل هذا ولم يغادر سليم المستشفى رغم انه لا يجلس معهم بالغرفه
كل ذلك كان تحت مراقبه عيسى الذي بدء يفقد اعصابه من قله النوم والضغط العصبي فقرر العوده الي البيت لكنه توجه الي مكتب الطبيب اولا يسأله حن حاله والده نادين حتي يطمئن لمعاد خروجها ... وحين فهم كل شيء رحل ... لكن شياطين عقله ونفسه لا يتوقفون عن رسم أسوء المواقف والخيالات
~~~~~~~~~~~~~~
في المساء قرر الطبيب ان يكتب اوراق خروج ساميه بعد ان تأكد من حالتها الصحيه وأخبرهم بكل التعليمات التي تعهدوا بتنفيذها كما قال
حين عادوا الي البيت كان سليم يجلس معهم في جو عائلي أفتقده طوال سنوات خاصه وهو يرى دلال عثمان لزوجته التي لا تصدق ما تراه وما تسمعه بعد سنوات من الرتابه في الحياه ... حتى كادت ان تصل لفقد الثقه في نفسها وفقد الامل في ان يحدث تغير وكل ذلك ذكره بوالديه وما كان يفعله والده لوالدته والحب والأمان الذي كان يحاوط جدران منزلهم وقلوبهم ... عاد من أفكاره حين أقتربت نادين تضع كوب القهوة على الطاوله وهي تقول
- أنت تعبت معانا اوي اليومين دول ... ومش عارفه أشكرك ازاي على وقفتك معانا .. وكنت عايزه اعرف مصاريف المستشفى كانت كام
تجاهل كلماتها تمامًا وكأنها لم تقل شيء وقال ببعض المرح
- يا عمي كفايه بقى راعي السناجل
ليقول عثمان وعينيه ثابته على ابنته
- يلا اتجدعنوا وقلدونا أنت أخطب وهي كمان توافق على اي عريس من العرسان اللي بيتقدموا لها وخلونا نفرح بيكم
تلونت وجنتي نادين بخجل ونظرت الي والدها شذرًا لكنه كان يقصد كل كلمه قالها
وكان سليم يفكر في الامر بجديه خاصه بعد ما حدث من عيسى ... ولكن المشكله الاساسيه تقع في نادين وأفكارها ومخاوفها أيضًا
لكن عليه ان يتصرف قبل ان يحدث اي موقف غير محسوب من عيسى
ترك كوب القهوة ونظر اليها بعد ان وقف أمامها وقال
- حساب المستشفى ده بيني وبين عمي عثمان مش بيني وبينك يا نادين .
لتتلون وجنتيها بالاحمر القاني من قربه منها فأبتعدت خطوتان للخلف ليبتعد هو عنها خطوه وقال لعثمان
- انا هروح بقا يا عمي ... ولو حصل اي حاجه اتصلوا بيا على طول
ليقترب منه عثمان وربت على كتفه وقال بمحبه كبيرة
- ربنا يبارك فيك يا ابني تعبناك معانا ... بس كنت ونعم الابن ووقفتك معانا شالت عننا حمل تقيل .. بس احنا كمان محتاجين نتكلم
اومىء سليم بنعم ولكنه قال ببعض اللوم
- حضرتك بتقول كلام وعكسه طالما انا ابنك يبقا باقي الكلام ده كله ملوش لزمه ولا ايه؟
أبتسم عثمان وأومأ بنعم ليغادر سليم وحين اغلق عثمان الباب نظر الي ابنته وقال
- طيب اوي سليم وراجل ... راجل حقيقي ونعم الأخلاق.
وقالت والدتها وكأنها فهمت ما يرمي اليه عثمان
- وأبن حلال يا بخت اللي هتتجوزه
لتقطب جبينها بحيره من كلمات والدها وتلميح والدتها وسببها لكنها اقتربت من والدتها وجلست جوارها تضمها بقوه حانيه ... و ظلت سامية تربت على خصلاتها بحنان
لتقول نادين براحه
- نورتي بيتك يا ماما .. ربنا يبارك لنا في عمرك وصحتك
~~~~~~~~~~~~~
كان يقف اسفل البنايه يراقب ما يحدث بعد ان عاد الي المستشفى ووجدهم قد غادروا حتى انه صعد الي الطبيب وحاول ضربه لكنه أستدعى ألأمن واخرجوه من المستشفى
كانت الدماء تغلي في عروقه هو الان موقن ان هناك شيء بينهم والخيانة قائمة بالفعل ... وعليه الان ان يضع خطه للأنتقام لشرفه ورجولته ولن يرحم سليم ذلك الديوث الذي يعشق فتاه ويعرضها على شخص اخر ويساعده في الوصول اليها و لا احد يعرف ماذا كان سيحدث اكثر من ذلك .. فهو قد اتخذ قراره نادين سوف تصبح له مهما كان الثمن

للقدر دائمًا رأي أخر " قصة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن