الفصل الاخير

982 79 23
                                    

للقدر دائمًا رأي أخر
(( الفصل الاخير ))

يجلس خلف مكتبه يراجع بعض التصاميم حين فتح الباب ودخل عمر وهو يقول بقلق واضح:
- محتاجين نروح بيت نادين حالا
- انت فسخت خطوبتك من فيروز ولا ايه؟
سأله سليم بشك لينظر اليه عمر بلوم وقال بضيق
- بعد الشر ... مش هتبطل ظنون وحشه بقا يا سليم ... على العموم لا يا سيدي في موضوع مهم يخص عيسى ولازم يعرفوه
وقف سليم ودار حول مكتبه وهو يقول بأعتذار
- انا اسف يا عمر ... معرفش انا قولت كده ليه اصلا ... بس خير ايه اللي حصل
- مفيش وقت اتصل بيهم عرفهم وهقولك كل حاجه في الطريق
قال عمر وهو يدفعه ليسير أمامة ... وخلال الطريق كان التوتر سيد الموقف ... خاصه سليم بعد ان اخبره عمر بكل شيء كان يفكر ... كيف نسي امر المحاكمه هل انشغاله بقصه أمينة أنساه عائلة دينا؟ ام ان حرمانه طوال تلك السنوات من وجود الحب بحياته ... جعله يتمسك بذلك الخيط الضعيف الذي يشبه الحياه التي حرم منها
عليه ان يتحدث لفيروز قبل الجلسه الجماعية ... حتى يستطيع تحديد مشاعره وتوضيحها بالشكل الذي يجعله مرتاح
كان عمر يلاحظ وجوم صديقه لكنه لم يعلق على الامر ... فهو منشغل بكيفيه إبلاغ نادين ووالديها بحكم المحكمة
وصلوا امام بيتها وترجلوا من السيارة في نفس الوقت التي كانت هي تغادر تلك السيارة التي اصبحت تذهب وتعود فيها حتى يكون والدها مطمئن عليها
وقفت تنظر اليهم بحيره ليقول عمر بهدوء
- اتفضلي اسبقينا وعرفيهم اننا طالعين وراكي
أومأت بنعم ودلفت الي البيت وبعد عده لحظات دخلوا هم ... استقبلهم عثمان بترحيب كبير وجلسوا جميعًا في ترقب ليقول عمر بشكل مباشر حتى ينتهي من ذلك الموقف السخيف:
- النهاردة كانت محاكمه عيسى
ظل الصمت سيد الموقف لكن العيون جميعها توجهت الي نادين الذي أمتقع وجهها بذكرى ذلك اليوم
ليكمل عمر كلماته موضحًا كل شيء:
- اثناء التحقيقات ظهرت تصرفات غريبه على عيسى ... وعلشان كده تم تحويله لمستشفى الأمراض النفسيه والعصبيه وخلال الفتره اللي فاتت كلها كان بيتم الكشف عليه وملاحظته علشان يطلع التقرير الطبي قبل المحاكمة اللي كانت النهاردة
صمت لثوان يتابع تعابير وجه الجميع التي تظهر التوتر وبعض القلق والخوف ... ليكمل كلماته شارحًا ببعض الحرج:
- في حالات الاغتصاب او هتك العرض والقضيه هنا هي من النوع الثاني ... بيكون فيها الأحكام من ٣ سنين ل ٧ سنين ولو ثبتت القضيه عليه او في صله قرابه او ولايه ... او حتى حد من ناس بيشتغلوا عند اهل المجني عليها ممكن توصل ل ١٥ سنه
كانت الكلمات ثقيله على الجميع ... والكل يشعر باختناق وكأن الهواء من حولهم قد اختفى ... ليكمل عمر كلماته:
- من الاخر عيسى اتحكم عليه ب ٣ سنين سجن ... لكن هيقضيها في مستشفى الأمراض النفسيه والعصبيه ... وده في محاولة انهم يجعلوه سوي التفكير ... لكن لو حالته فضلت زي ما هي ولان الحكم كان معتمد بشكل كبير على تقرير المستشفى النفسي ... فأكيد انه مش هيخرج منها ابدا الا لو كان خف تمامًا وأصبح إنسان سوي
اغمض عثمان عينيه ببعض الراحه رغم رغبته في ان يكون العقاب اكثر شده من ذلك ... ان يكون القصاص رادع له ولأمثاله ... لكن الحمدلله على كل حال
وكانت نادين تفكر ... لو لم يكن عمر خلف تلك القضيه لما حدث كل هذا ... كان عيسى إستطاع ان يؤذيها وأيضًا لم يكن التحقيقات انتهت بتلك السرعة والفضل في ذلك يعود لسليم الذي لجىء لعمر من البدايه ... لذلك هي من داخلها سعيدة جدا بما حدث وراضيه تماما وشاكره أيضًا لهم من كل قلبها لذلك وقفت وهي تقول
- تشربوا عصير
ليشعر الجميع براحه ... وسعادة حقيقيه والجميع يقرر ان يكون ما حدث مجرد صفحه قد انطوت وانتهى الأمر
~~~~~~~~~~~~~~~
وصل في الموعد المحدد وهو يشعر بتوتر كبير ... اليوم مختلف وكل ما سيحدث مختلف أيضًا ... سوف يستمع الي قصتها وتستمع الي قصته ... وقبل ان يتحدث معها في اي شيء خاص ... هل سيساعده هذا في تحديد مشاعره؟ ويجعل كل الأشياء الغريبه التي تدور داخل عقله وروحه تتضح ويفهمها جيدا وأيضًا يعرف رأيها في شخصه وكل ما حدث معه.
حين دلف الي الغرفه كانت هي بالداخل تجلس بخجل ... ان وجنتيها شديده الحمره تجعله يشعر بدفىء في قلبه ... وعقله يصور له نفسه يقترب منها يقبل تلك الوجنه بحب ويقطف من عليها ذلك التفاح الشهي
حياهم بهدوء وجلس على الكرسي الفارغ في تلك الحلقه الصغيرة لتقول فيروز بهدوء وبابتسامتها الهادئة التي تجعل من يراها يشعر بالارتياح:
- النهاردة احنا هنا علشان كل واحد يقول حكايته ... ونسمع رأي الشخص التاني فيها بحياديه ... كمان علشان نستفيد من خطوات العلاج اللي مشينا فيها.
نظرت الي أمينه وقالت:
- السيدات أولًا.
ليقول سليم مقاطعًا
- معلش خليني انا ابدء
ابتسمت فيروز وهي تومأ بنعم ليلقي نظره خاطفه على أمينه وقال:
- انا سليم عبدالرحمن مهندس عندي شركة هندسه الحمدلله محققه نجاح معقول ... يتيم الاب والام خطبت اول ما خلصت دراسه بنت زميلتي في الكليه كنت بحبها جدا وقبل فرحنا بأيام ماتت
تهدلت أكتافه لثوان ثم قال:
- فضلت قافل على قلبي وحياتي بين الشغل وممارسة الرياضه عايش على ذكراها ... لحد من شهر تقريبًا حاجات كتير اوى اتغيرت ... حسيت فجأة ان الحياه لسه فيها حاجه حلوه وان قلبي ممكن يحب من تاني
قال اخر كلماته وهو ينظر لأمينه التي تلونت وجنتيها بالاحمر القاني ... ليكمل كلماته بعد ان اخذ نفس عميق:
- حبي لدينا كان اجمل شيء حصل ليا في عمري اللي فات ... لكن دلوقتي ان شايف ان في شيء جميل جديد ومختلف ... شايف اني كنت غلطان لما قفلت حياتي وضيعتها ... صحيح دينا كانت تستحق انه يتحزن عليها العمر كله ... بس أنا أكتشفت وبالطريقه الاصعب ان الحياه لازم تستمر وان القلب لما بيدق محدش يقدر يتحكم في دقاته ولا يوقفه
صمت وعينيه تنظر الي عيون أمينه التي كانت تشعر بالاندهاش ان هناك رجال حقيقيه تعشق لتلك الدرجه .. ظل الصمت يخيم على الجميع حتى قالت فيروز
- دورك يا أمينه
نظرت أمينه أرضًا ببعض الخجل وهي تداعب بأصبعها ذلك الاثر البشع على ظهر يديها أثر الحادث ... مرت عده ثوان في صمت حتى قالت:
- انا أمينة حكيم وحيده أبويا وأمي بعد سنين كتير ربنا مكنش رزقهم بأطفال كنت كل حياتهم بقيت الهدف اللي عايشين علشانه وبيه ... بس مكنش حب مرضي خالص ... بالعكس علموني الصح والغلط والحلال والحرام ... ماما ديما كانت معايا خطوه بخطوه في كل حياتي ... وبابا كان صاحبي المقرب كنت بحكي معاه في كل حاجه علمني السواقه من وانا عندي ١٥ سنه ... كنت زي ما هما بيقولوا سر سعادتهم وسبب بقائهم في الحياه
صمتت لثوان .. ثم رفعت عيونها تنظر الي فيروز التي شجعتها بنظراتها ... لتكمل قائلة:
- والدي كان وحيد ومكنش له قرايب غير ابن عم واحد بس كانوا بيودوا بعض كتير هما ديما عندنا او احنا نروح نزورهم وفي يوم اتصل ابن عم بابا واسمه عمو مُحسن وقاله ان عايزنا نروح له علشان في مشكله كبيرة عنده في البيت ومحتاج ان بابا وماما يحضروا ويحكموا بينهم
آخذت نفس عميق ونحدرت تلك الدمعه الحزينه من عينيها وهي تكمل:
- بابا كان متوتر اوي وخايف ... لان عمي ده كان عنده ولد مشاغب وبتاع مشاكل شويه فخاف انه يكون وقع عمي في مشكله ولا حاجه وبسب خوف وتوتر بابا انا كمان كنت خايفه اوي ومتوتره ... انا معرفش ايه اللي حصل وازاي مش قادرة أفتكر أصلا
صمتت بسبب اختناقها بالبكاء... ثم قالت:
- بس ... بس ك .. كل اللي ف .. فكراه العربيه وهي بتتقلب بينا وصراخ امي بأسمي وصوت أبويا وهو بيردد الشهادة ... وب ... وبع ... وبعد كده فوقت وانا في المستشفى خسرانه كل حاجه خسرانه اهلى وجسمي كله جروح تشوه في كل حته في جسمي ... جروح بتمنعني انسى الحادثه او انسى اني كنت السبب في موتهم.
ابتعلت باقي كلماتها بسبب بكأها الشديد لم يحتمل فقلبه يؤلمه من أجلها ... ف أقترب منها وجلس على ركبتيه أمامها وهو يقول برفق
- مش أنتِ السبب يا أمينه ... ده عمرهم ورقتهم كان مقدر ليها تقع في الوقت ده ... حتى لو مكنوش نزلوا من البيت ده كان وقتهم قدرهم وعمرهم ... صدقيني انا عشت اكتر من ١٥ سنه في العذاب ده ... لحد ما فهمت ان لكل منا معاد في الحياه والموت وكمان في الحب
قال الاخيره وهو يضع يديه فوق يدها لتنظر اليه بعيونها التي خطفت قلبه من اول مره لكن تلك المره عيونها المشاغبه التي تشبه الاطفال ... تحولت للعيون متوسله الصدق في حديثه ... وأيضًا متوسله بعض الامان ليبتسم لها برفق وهى يقول
- صدقيني اللي حصل كان مجرد سبب لان ده كان وقتهم "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" مينفعش تلومي نفسك على حاجه أنتِ ملكيش دخل بيها ده قدر ولحكمه لا يعلمها الا الله.
كانت فيروز تنظر اليهم وبداخلها سعادة كبيرة ... ان ما يقوله سليم الان قالته له في احدى الجلسات ... انه يخطوا بثبات في إتجاه الشفاء ... ولكن آكثر ما يسعدها هو صدق مشاعره تجاه أمينه.
~~~~~~~~~~~~~
لم تذهب الي المكتب اليوم ... هي تشعر بالتوتر والخوف رغم حديثها مع والدها الذي ساعدها كثيرا في اتخاذ ذلك القرار
أخذت نفس عميق وهي تتذكر كلمات والدها
(( - الجواز يا بنتي سنه ربنا على الأرض ... ربنا خلق الذكر والأنثى علشان يعمروا الأرض ويخلفوا ولاد صالحين يعبدوا ربنا ويمشوا على نهجه، لا عمر الحب كان عيب ولا حرام ... ربنا جميل وبيحب كل حاجه جميله ... والحب ده اجمل شيء في الدنيا ... حبي يا بنتي واتحبي طالما في الإطار اللي ربنا حدده ... حبي طالما راجل يستاهل انه يتحب يستاهل انه يسكن قلبك ))
عادت من أفكارها وهي تبتسم ابتسامة صغيرة ثم توجهت الي خزانتها واخرجت منها ما قررت ارتدائه لمقابله شاهين ... وضعتهم على السرير وغادرت الغرفه مقرره مساعدة والدتها في ترتيب البيت وتجهيز الضيافه ... لكن اولا لتذهب الي مخبىء والدها
وبالفعل توجهت الي الشرفه لتجده يجلس هناك يتناول كوب من العصير التي تعده والدتها بمهاره ... أقتربت منه وهي تقول
- سامية على طول مدلعاك
رفع عيونه اليها وقال
- ربنا يباركلي فيها وتفضل تدلعني .. وانا ادلعها.. وعقبالك كده ان شاء الله
قال اخر كلماته بطريقه موحيه ... لتبتسم ببعض الخجل لكنها قالت بمرح
- هو انت بتغظني يا عثمان ولا ايه .. على العموم في حياتك ان شاء الله يبقا عقبالي
إقتربت تقبل رأسه وقالت هي تغادر الشرفة
- هروح اساعد سامية شويه
واختفت من أمامه لينظر الي السماء الصافيه وهو يقول
- يارب الشاب اللي جاي ده يكون ابن حلال ويستاهلها ويسعدها ... رغم اني كنت أتمنى جوازها من سليم لكن أنت بحكمتك ورحمتك ادرى بالخير ليها فين ... اللهم اني استودعتك قلبها وحياتها فاحفظها يا كريم
وبالمطبخ كانت سامية تنظر إلي أبنتها بسعادة فاليوم يتحقق حلمها وترى ابنتها عروس تجلس مع من يتقدم اليها ... وكانت نادين تلاحظ نظراتها ومن داخلها تشعر بالرضا من نفسها ان مجرد موافقتها على قدوم شاهين الي البيت واستعدادها للتفكير فقط في الأمر جعل قلوب والديها يشعر بالرضا والسعادة ... لذلك من داخلها تشعر بأنها ستوافق عليه ... علها تسعدهم دائمًا
~~~~~~~~~~~~~~
في المساء كانت تجلس على سريرها في غرفتها تفرك يديها بتوتر وقلق فمنذ أكثر من ١٠ دقائق وشاهين يجلس مع والدها بالخارج لا تعلم هل هو بمفرده؟ ام ان هاجر معه؟ وقفت وظلت تسير في الغرفه ذهابًا وإيابًا والتوتر يصل الي أشده
لكن دخول والدتها جعلها تقف مكانها تنظر اليها بخوف لتقترب منها تضمها بحنان وقالت بصدق:
- ربنا يا بنتي يجعلك نصيب في الراجل ده ... ذوق وأخلاق وإحترام... وأدب مشفتش كده
ابتسمت نادين ببعض الراحه ... لتبتعد والدتها عنها قليلا وقالت بابتسامة واسعه:
- بابا قالي ادخل أجيبك يلا بيناً
وأمسكت يديها وسارت بها في إتجاه الباب لكن نادين أوقفتها وهي تقول بصوت ضعيف:
- شكلي حلو
لتحاوط سامية وجه أبنتها وهي تقول:
- زي القمر ربنا يحميكي من العين
وعادت تمسك بيدها وخرجوا من الغرفه ليقف شاهين حين لمحها وعلى وجهه إبتسامة سعادة جعلت قلب والدها يطمئن ان ذلك الرجل الذي يقف أمامه يعشق أبنته ... أقتربت وهي تنظر أرضًا رحبت به ... وجلست جوار والدها ليعود شاهين يجلس من جديد وقال مباشره:
- زي ما قولت لحضرتك ... انا عارف ان فرق العمر بينا كبير ... لكن
- فرق العمر مش هو المشكله يا ابني طالما دماغكم متفاهمه وانتوا الاتنين متوافقين مع بعض
قاطعه عثمان وقال موضحًا افكاره ... ليبتسم شاهين وهو يقول:
- انا طالب أيد الانسه نادين ... وبوعد حضرتك اني هتقي ربنا فيها ... وعهدي لحضرتك "فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ"
ليبتسم عثمان براحه ... وقال بعد عده دقائق كان ينظر فيهم لوجه أبنته والدموع تلمع في عينيه ... ثم قال:
- هسيبكم مع بعض شويه علشان العروسة تقول رأيها.
ووقف وخلفه سامية ودلفوا الي الشرفه ... ظل شاهين ينظر اليها لعده دقائق وقال:
- طيب الكسوف ده مش بشوفه ليه في المكتب
رفعت عيونها اليه باندهاش ليبتسم وهو يقول
- أخيرًا رفعتي راسك وشوفت عيونك
تلونت وجنتيها بحمره الخجل ليكمل قائلًا
- اسمعيني كويس علشان تقدري تقرري هتوافقي عليا ولا هتوافقي
لتبتسم رغمًا عنها ليقول بسعادة
- اللهم صل على النبي ﷺ ... ايوا كده الواحد يتكلم هو مرتاح ... شوفي يا ستي ... انا شاهين شريف الحضري عندي ٣٢ سنه عندي أخت واحده اتجوزت وسافرت مع جوزها والدي والدتي متوفين من وانا في الجامعه شيلت مسؤليه نفسي ومسؤليه أختي لحد موصلتها بيتها ... شقه بابا في البيت اللي ساكن فيه عمي والد هاجر شغلتي عرفاها خطبت مره واحده كانت إختياري بنت جارتنا لكن في فتره الخطوبة حسيت اننا مش متوافقين وتقريبًا هي كمان حست بكده وفسخت الخطوبة وانا حسيت براحه لما الموضوع خلص وانت عارفه بمكلمتها ليا وكانت اول مره بس مكانتش الأخيرة ... بس انا الموضوع بالنسبه ليا منتهي تمامًا.
كانت تستمع اليه بتركيز وبداخلها تشعر بسعادة كبيرة انه يتحدث بثقه وهدوء ... رجل حقيقي كافح حتى يصل لما هو فيه الان كان نعم الاخ و كما أخبرتها هاجر فهو نعم السند لها ولوالدها ... وحين تحدث عن خطيبته السابقة تحدث أيضًا بأحترام .. أكمل كلماته وهو ينظر الي عمق عينيها وابتسامة مشاغبة ترتسم على ملامحة:
- انا أقدس الحياه الزوجيه ... وبساعد في البيت ... صحيح فيا حته سي السيد كده لكن بتناقش وبحتوي ومستعد ديما أني أسمعك في اي وقت
لمعت عيونها ليبتسم وهو يسأل بهدوء:
- هنقول مبروك ولا آيه ؟
حينها دلف عثمان من الشرفة وهو يقول:
- ها يا نادو رأيك ايه ؟
لتنظر أرضًا بخجل فهي ومنذ اخبرها برغبته في مقابله والدها وهي تصلي استخارة وتشعر بأرتياح ليقول والدها من جديد:
- أعتبر السكوت علامة الرضا والموافقة؟!
لم تعلق ايضا ليقول شاهين بمرح
- خلاص يا عمي متحرجهاش وخلينا نقعد نتكلم في التفاصيل.
وبالفعل جلسوا يتفقوا على كل شيء والذي لم يكلف عثمان اي شيء فهو كان يقوم بتجهيز البيت جزء جزء خلال السنوات السابقه ومع ذلك أقترح ان يذهبوا ليروا المنزل وإذا احتاجت نادين لتغير اي شيء وتبديله هو على أستعداد لذلك
وقبل ان يغادر تم تحديد موعد لزياره اخرى يحضر فيها عائلته حتى يتم قرأة الفاتحة وتحديد موعد الخطبه
~~~~~~~~~~
يتناول كوب قهوته بهدوء وهو ينتظرها في مكانهم المفضل ... لا يعلم سبب تأخرها لكنه لا يحزن منها ابدا ولا يشعر بالضيق من انتظارها
بعد عده دقائق جلست أمامه وهي تقول:
- أسفه جدا على التأخير ... بس الجلسه كانت طويله شويه ... ومنها بدأت قصه حب جديدة
ليبتسم لها هو يقول بمرح:
- طبيبه الغرام
لتبتسم وهي تقول بمرح مشابه:
- شكلي كده هغير يافطة العيادة من العيادة النفسيه ... لمركز تأهيل القلب وتجديد المشاعر وبدايات قصص الحب.
ضحك بصوت عالي ... وشاركته الضحك لعده ثوان ثم قالت:
- قولي بقا يا حضره الظابط هنحدد أمتى معاد الفرح
- يظهر ان حالات الحب اللي بتحصل في عيادتك حمستك اوي
قال بنفس المرح لترفع حاجبيها تنظر اليه ببعض الشر ليقول هو بجديه:
- هزوركم بكره ان شاء الله علشان أحدد مع عمي كل حاجه ... وبعدين هو انت فاكره اني مش مشتاق يعني لليوم اللي يجمعنا فيه بيت واحد يا فيروز " بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَة وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّ إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُ"
لتضع فيروز يديها فوق موضع خافقها وهي تقول بحب:
- انا بحبك جدا يا عمر ... تعرف اني اول مره شوفتك متخيلتش انك تكون حبيب كده وبتقول شعر لأبو فيراس الحمداني وحركات.
- عيب عليكي انا حبيب قديم ورومانسي وحساس .. صحيح انا ظابط وضخم الجثه لكن من جوايا سوما العاشق
قال لها بمرح لتضحك بصوت عالي وهي تقول
- سوما العاشق مره واحدة كتير والله كتير .
اعتدل عمر وسند ذراعيه على الطاولة وقال
- انا بحبك بكل الاشكال والصفات هتلاقيني سوما العاشق وتلاقيني غيور وتلاقيني شمشمون الجبار .. فيروز أنتِ حب حياتي ... أنتِ الحب اللي عشت عمري أدور عليه والحمدلله اني لاقيته.
لتأخذ نفس عميق بحب كبير وراحه وكذلك هو الذي يذوب فيها عشقًا.
~~~~~~~~~~~~
حين غادروا العيادة اصر ان يوصلها للمنزل حتى يعرف مكان بيتها بعد ان طلب منها تحديد موعد مع ابن عم والدها ... وحين وصلوا للمكان اوقف السيارة حتى تترجل منها ... لكنه اوقفها وقال بصدق:
- أمينه انا سعيد جدًا النهاردة ... النهاردة تخلصت من حمل تقيل كان فوق كتافي خصوصًا لما سمعت حكايتك عرفت ان في ناس عانت وشافت اكتر مني وان ربنا بيختبرنا ولازم ننجح في الاختبار ده ونستمر ونكمل .. مفيش حد بيموت ورا حد ... وطول ما احنا عايشين لازم نعيش صح
أبتسمت ابتسامة صغيرة وخجوله وهي تقول ببعض التوتر :
- بس أنت إزاي وامتى حبيتني احنا مشفناش بعض غير مرتين ... والمرتين حصلت فيهم حوادث .. ولا هو أنت بقا زي بتوع الأفلام فاكر اننا عايشين في فيلم والبطل اول ما يشوف البطله شعرها يهفف وراها وهو اوراقه تقع من ايده وينزلوا يلموها سوا بقا ويحبوا بعض
كان يستمع لكلماتها ومع كل كلمه يرتفع حاجبيه اكثر فأكثر ... ومع نهايه حديثها ضحك بصوت عالي وهو يقول
- ايه الفيلم الهندي ده ... لا يا ستي الموضوع مش كده ... كل الحكايه ان قلبي أتحرك مع اول مره شوفتك فيها ... مش هقول حبيتك علشان كده ابقى بكدب .... لكن حسيت اني مشدود ليكي عايز أشوفك تاني واسمع رغيك اللي مش بيخلص ده ... ساعه ما افتكرتي الحادثه كان نفسي اكون انا الوحيد القريب منك علشان تجري تستخبي في حضني وتعيطي وأنتِ سانده على صدري وانا إللي اهديكي واطمنك
صمت لثوان ثم قال بصدق استشعرته بكل كيانها:
- حاسس اني عايز اكتشفك يا أمينه وده بالنسبه ليا كافي جدًا كبداية تخليني اخد خطوه الارتباط بيكي.
ابعدت عيونها عنه ونظرت أمامها لتجد مُحسن يقف امامهم ينظر اليهم بضيق شديد ... ولاحظ سليم تحول نظراتها الي الخوف لينظر الي ما تنظر اليه ... فقال بأستفهام
- ده عمك؟!
أومأت بنعم دون ان تنظر اليه ... ليقول هو مطمئنًا
- متخافيش انا هتصرف
وترجل من السيارة وتوجه لذلك الرجل الخمسيني وقف امامه بثقه وقال:
- السلام عليكم ... انا باشمهندس سليم عبدالرحمن صاحب شركة DS للهندسة والعمارة
مد مُحسن يده يصافح يد سليم الذي مدها له من اول حديثه ... ليكمل سليم كلماته
- انا كنت بوصل آنسه أمينه علشان اعرف مكان البيت لاني كنت طلبت منها تحدد موعد مع حضرتك بس بما اننا هنا فانا بستأذن حضرتك تسمحلي أتكلم معاك شويه
كان مُحسن صامت تمامًا ينظر للواقف امامه بعيون فاحصه ... ان من يقف أمامه رجل صادق في حديثه ... فعينه ثابته في عين مُحسن، كلماته مرتبه ومنمقه أيضًا فأومأ له بنعم ... ليتحرك سليم يغلق السيارة بعد ان ترجلت أمينه منها وصعدت الي الأعلى بسرعة ... صعد مُحسن وخلفه سليم
ادخله الي غرفه الصالون واغلق الباب وتوجه لغرفه أمينه بعد ان اخبر زوجته ان معه ضيف وتعد ضيافه مناسبه
وقفت أمينه تنظر اليه ببعض التوتر وقبل ان يقول اي شيء كانت تقص عليه كل ما حدث معها ... وما قامت به الطبيبه ... وحديث سليم لها في السيارة ... ليقترب منها مُحسن وهو يقول:
- أنتِ عايزه ايه يا أمينه؟ أنتِ موافقه عليه .. عندك أستعداد لخطوه زي دي
ظلت صامته تنظر اليه بتوتر ليقترب منها وقال بحنان
- بصي انا هروح اسمع هو عايز يقول ايه ... واقوله ادينا فرصه نفكر .. ونسال عليه ونطمن إيه رأيك؟!
أومأت بنعم ليربت على وجنتها بحب وغادر الغرفه ... حين جلس امام سليم قال الاخير بشكل مباشر
- انا عارف ان حضرتك عايز تسأل عن حاجات كتير وانا مستعد اجاوب على كل سؤال بس في الاهم اللي عايز اقوله ... واتمنى من حضرتك تفهمني وتسمعني بقلب اب
- قول يا ابني انا سامعك
قال مُحسن بهدوء ... ليقترب سليم منه قليلًا وقال:
- انا عشت عمر طويل اوي لوحدي ... ودلوقتي بعد ما شوفت أمينه واتعرفت عليها مش قادر اني أعيش لوحدي تاني ... مش هقول لحضرتك اني حبيتها من اول مره ولا حتى تاني مره .... هي بس سرقت افكاري ... خطفت نبضات قلبي ... شغلت وقتي وتفكيري ... حاسس اني عايز أفضل أسمعها وأسمع كلامها الكثير عايزها وهي ماشيه تبص على خطواتها لا تقع تفضل تخبط فيا والحقها قبل ما هي تقع وهي تلحقني قبل ما انا اقع
أبتسم مُحسن وهو يفكر ان ذلك الشاب الذي يجلس امامة هو من يليق بأمينه فعلا هو من يستحقها .. هو من أستطاع ان يتفهم اختلافها و طبيعتها المميزة ووجدها حقًا مميزة ليست فتاه مريضه نفسيًا وسلوكياتها غريبه كما يقول البعض ... هو يرى اختلافها ميزة وهذا هو المهم لكنه سينفذ ما اتفق عليه مع أمينه فقال
- كل الكلام اللي انت قولته ده يا ابني يخليني اشيلك فوق رأسي واحترمك جدا لكن أكيد أنت هتفهمني لما أقولك اديني فرصه اسأل عنك ونفكر
أبتسم سليم وهو يقف قائلا:
- طبعًا ده حقكم و انا متفهم جدًا
ثم اخرج من حافظة نقوده الكارت الخاص به وأكمل
- وده الكارت بتاعي فيه كل أرقامي هنتظر تليفون حضرتك.
وغادر تارك خلفه قلب سعيد بما سمعه منذ قليل رغم انه مكرر ... وعقل مشغول يفكر بجديه لكن قلبه مطمئن
~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور عام
كانت الشرطة تنتشر في طرقات المستشفى فالجميع في حاله صدمة مما حدث
كان الضابط يقف في الغرفه الخاصه بعيسى يستمع للطبيب وهو يقول:
- انا سمعت صوت صريخ عالي جدًا جريت على هنا لاقيت العسكري اللي كان واقف على الباب بيحاول يبعد عيسى عن الممرضه عفاف والتاني ماسك في رقبتها مش عايز يسيبها جريت عليه بعد ما ضغط على جرس الطوارىء وبكل طاقتي حاولت ابعده عنها بس هو كان عامل زي الثور الهايج محدش قادر يسطير عليه
تنهد بحزن وأكمل موضحًا :
- زميلي دكتور عطيه جاب حقنه منوم وحقنه بيها بسرعة لكن هو فضل ماسك في رقبتها ومكناش قادرين نبعدة عنها ولما بدء جسمه يلين معانا ونبعده عنها كانت هي ماتت
نفس الكلام كما قال باقي الشهود ... لكن السؤال هنا:
- وهو ليه يقتلها؟ عملتله ايه علشان يقتلها؟!
- عيسى مريض " الشك" وده من امراض الأضطرابات الشخصية السلوكية وفي الغالب بيكون اصحاب المرض ده غريبي الأطوار.
اجابه الطبيب بهدوء ثم اكمل موضحًا
- اصلا هو كان بيقضي فتره عقوبه بعد محاوله هتك عرض بنت خطفها من الشارع.
أومأ الضابط بنعم وبدء في اتصالته حتى فهم ما حدث وتحولت القضيه مره اخرى للمحكمة وتلك المره حكم عليه بالسكن ٢٥ سنه وتم وضعه في عنبر الخطرين وصل الامر الي عمر الذي ابلغه لسليم وبدوره اخبر عثمان لتغلق تلك القضيه الي الابد
~~~~~~~~~~~~~~
تجلس جواره في سيارتهم متوجهين لمنزل والدها لكنها تلوي فمها كالأطفال ... وهو يشعر بالضيق مما حدث ... لماذا الان قررت إيمان ان تتحدث معه .. فهو يتجنبها منذ اكثر من عام وأوصل لها بأكثر من طريقه انه لا يفكر فيها لكن من الواضح انها كانت تريد ان تكون نادين على هذه الحاله
لم يعد يحتمل فأوقف السيارة على احدى جوانب الطريق ... وأعتدل ينظر اليها وقال:
- هتفضلي ساكته كده؟! يا نادين اتكلمي صرخي اعملي اي حاجه بس بلاش السكوت ده.
نظرت اليه وبدموع عينيها قالت:
- انا مش زعلانه من تصرف إيمان يا شاهين هي بس جت على جرح قلبي تأخير الخلفه ومش عارفه ليه أنت مش عايزنا نروح للدكتور علشان على الأقل لو في اي حاجه لقدر الله نلحقها من بدري
ظل صامت ينظر اليها ثم قال بهدوء
- حاضر يا نادين هنروح للدكتور ... بس هو أنتِ متخيله السناريو ازاي يعني لو حد فينا طلع عنده مشكله ايه اللي هيحصل من وجه نظرك ... او لو مثلا احنا الاتنين سُلام لكن مع بعض مينفعش نخلف موقفك هيكون ايه؟!
ظلت صامته تنظر له بعيون تلمع بالدموع وقالت بصدق لمس قلبه
- أنت عندي بالدنيا كلها يا شاهين بس على الاقل نكون عرفنا نجرب ونحاول
أومأ بنعم وقال بهدوء
- ننزل بدري النهاردة من عند عمه عثمان ونروح للدكتور ... الباشمهندسة نادين تأمر وسي شاهين ينفذ
لتضحك نادين بصوت عالي ... ثم قالت ببعض الحذر
- على فكره سليم ومراته معزومين معانا على العشا عند بابا
ليلوي شاهين فمه بضيق.. لتقول هي بأندهاش
- هو أنت مش بتحب سليم ليه
- فاكرة يوم الفرح لما جه يسلم عليا ويقولي بسماجه أوعى تزعلها واعرف ان ليها اخ واقف في ظهرها ... عاملي زعيم عصابه حضرته
قال كلماته وهو يقلد سليم في طريقه حديثه لتضحك بصوت عالي وهي تقول من بين ضحكاتها
- يا ابني هو فعلا زي اخويا وكان ممكن يكون جوز اختي الله يرحمها بس القدر والنصيب
اقتربت منه وحاوطت ذراعه بحنان وهي تقول
- علشان خاطري يا شاهين عامله كويس وأبتسم كده في وشة
ليضحك لها بسماجه وكأنه يعلن عن معجون أسنان وقال من بين أسنانه
- حاضر يا قلب شاهين
لتعود من جديد لتضحك بصوت عالي.
~~~~~~~~
وصلوا الي بيت والدها ليجدوا سيارة سليم تصف تحت البنايه ليلوي شاهين فمه وقال بنفس الابتسامة السمجة
- اخوكي فوق
لتضحك من جديد وهي تقول
- خلاص بقا يا شاهين والله سليم شخص محترم ولو عرفته بجد هتحبه أنت كمان
- ايه أنت كمان دي هو أنتِ بتحبيه ولا ايه؟!
قال كلماته بصوت عالي نسبيًا لتتلفت حولها ثم نظرت اليه بلوم ليدخل الي البيت وهو يقول
- فهميني يا بنت عثمان بدل ما أطلع ارميلك السمج ده من فوق
لتبتسم لغيرته التي تجعلها تشعر بالسعادة حقًا ... كيف كانت تفكر ان تحرم نفسها من تلك الحياه .. بيت وزوج محب ... ومشاحنات ومزاح وحياه كامله لا ينقصها سوا الأطفال
أقتربت منه بهدوء وقالت بمهادنه
- أقصد ان بابا وماما بيحبوه وبيعتبره زي أبنهم ... ودينا الله يرحمها كمان كانت بتحبه وانا كرامه للناس دي بقا وجوده شيء ضروري في حياتي وبعتبره فعلا زي اخويا
كان ينظر اليها بجانب عينيه لتقول هي بصدق مع إبتسامة تشعل نار الحب في قلبه
- وبعدين يا شاهين انا مش بحب حد غيرك ولا عمري هحب غيرك انت كل دنيتي
ليبتسم بسعادة واعتدل في وقفته وكأنه تمثال من ذهب بعد حديثها الذي ملىء قلبه بالحب
وصعدا الي الأعلى ... وهناك كانت المفاجأة ... حين دخلت البيت كانت أمينه تجلس جوار والدتها التي تضم طفل صغير الي صدرها وحين شعرت بها رفعت عيونها اليها وهي تقول
- تعالي يا نادين شوفي دينا الصغيرة
لتشهق نادين بعدم تصديق وظهر التأثر على ملامح شاهين الذي نظر الي سليم وحياه برأسه وردها الاخر له بنفس الطريقه
أقتربت نادين تجلس على ركبتيها امام والدتها تنظر الي وجه الصغيرة وبعض الدموع تلمع فوق وجنتيها وهي تحمل الصغيرة من بين يد والدتها وتضمها الي صدرها بشوق
شوق لأختها التي رحلت منذ سنوات ... وشوق لطفل صغير تحمله في أحشائها ثم تحمله بين ذراعيها تهتم به وترعاه
مر الوقت بين الاهتمام بالصغيرة وبعض المرح و المشاغبه بين سليم وشاهين
لكنها كانت تشعر بسعاده والديها فعائلتهم في زيادة كل هذا يجعلهم يعيشون ايام سعيدة وذلك جعلها تشعر بالراحه والانطلاق ... وأيضًا تدعوا الله ان يرزقها بالذريه التي تزيد سعاده عائلتها
~~~~~~~~~~
في سيارتهم متوجهين الي الطبيبة ... فقد حجز شاهين لهم لدى طبيبه النساء قبل صعودهم عند والدها
كان التوتر واضح عليهم وهو لم يتحمل ذلك اوقف السيارة في المكان المخصص لها اسفل بنايه الطبيب واعتدل ينظر اليها بعد ان امسك يديها وقال:
- نادين انا عايزك تعرفي حاجه ... أنتِ عندي اهم من اي حاجه وكل حاجه انا عايزك أنتِ صحيح اتمنى يكون ليا اولاد منك بس لو هختار بينك وبينهم فختارك أنتِ في كل مره هختارك أنتِ ... خلي كلامي ده حلقه في ودنك واوعي تنسيه.
أومأت بنعم وعيونها تلمع بالدموع ليترجل من السيارة وهي أيضًا
أمسك يديها بقوه رغم حنانه الواضح
جلسوا امام الطبيبة صاحبه الوجه البشوش التي قالت
- خير ان شاء الله ؟!
شرحت لها نادين كل شيء لتقول الطبيبه بهدوء:
- طيب اتفضلي على السرير علشان نعمل سونار
ربت شاهين على قدمها بتشجيع لتذهب خلف الطبيبه وهو خلفها وقف عند نهايه السرير يضع يديه فوق قدميها يربت عليها دون شعور منه وكأنه يشجعها او يطمئنها
بدأت الطبيبه في عمل السونار ... ودقات قلب نادين تنافس دقات قلب شاهين الذي يكاد يتوقف قلبه خوفًا على حبيبته
لكن ذلك الصوت الذي صدر من السونار جعلهم يشعرون بالصدمة خاصه والطبيبه تقول
- مدام نادين حضرتك حامل في نهايه الشهر الثالث
صدمه ما يشعرون به الان هو الصدمة ... كانت نادين تبكي وتضحك في ان واحد تنظر الي شاهين الذي ينظر الي شاشه السونار يستمع لصوت نبضات ابنه لتنحدر تلك الدمعه من عينيه وهو يقول للطبيبه
- حضرتك متأكدة؟!
ابتسمت الطبيبه وهي تقول
- انا متأكده جدا ... الف مبروك يا مدام نادين وان شاء الله تقومي بالسلامة
ساعدها على الوقوف ثم ضمها بقوه الي صدره وهو يقول
- مبروك يا اغلى من حياتي ... هتبقي احلى ماما في الدنيا
لتضمه بقوه وهي تقول
- البيبي ده محظوظ جدا انك أنت هتكون ابوه ... زي ما انا محظوظه انك جوزي.
ليعود ليضمها بقوه من جديد وهو يشكر الله بصوت واضح ... فاليوم اكتملت سعادتهم والكمال لله

تمت بحمدالله

للقدر دائمًا رأي أخر " قصة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن