𝟶.𝟶𝟶

1.5K 45 34
                                    

. عــرّابْ .

أليك،ألفيّ سنةٍ من الأن.

سُور ماريا. مُقاطعَة شِيغانشِينا 𝟴𝟰𝟱.

جَو ربيعيٌّ يعم الأرجَاء بعد شتاءٍ قارسٍ عانَى منه الأهالِي
المواشِي ترعى في الفيافِي البَعيدةِ ، والسُوق قد امتلئ بعد فراغٍ دامَ ثلاثَ أشهُرٍ.

وبِمكانٍ مَا طِفلانِ لم يَبلغا العاشِرةَ إلا قريبًا، يُلملمانِ الحطَب الصغِير المتناثِرَ هُنا وهناكَ.
أو بِالأصَح، الفتاةُ هِي التِي تجمعُ بِينما الفتَى مُتراكٍ على جذعٍ شجرةٍ قريبة.

قد غفّت عينهُ ذاهِبًا لِعالم الأحلام؛ أحلامٍ بِلقطاتٍ عديدةٍ غير مفهومة
لهُ جعلته يستيقِظ بِدمعةٍ مُنسابةٍ على خدهِ.
- لِماذا تبكِي، إيرين.؟

نظرَ لها مُتفاجِئًا ثم مسحَ دمعتهُ الهاربةُ سريعًا
قد كانت ميكاسّا اخرُ شخصٍ يُريدها أن تراهُ باكِيًا.

- فالنعود، أُمي ستقلق.

همَّ بِالنهوض وقد نهضت معهُ الأُخرى لِتحمل سلتهَا المليئةُ بِالحطب.
لِيأخذ هو ايضًا نصِيبهُ منها.

- هيَّا بسرعة! الأبطالُ سيذهبونَ قريبًا.
تحدث إيرين بِحماسةٍ اجتاحتهُ فجأة.

-هل أنتّ مُعجب بفيلق الأستكشاف.؟
صوتُ غريبٍ اقتحمَ الجوُ لِيفزعَا الصغيران على أثرهِ
ألتفتَا ليُشاهدا رجُلًا طويلًا تُداعب الرياحُ خُصلاتِ شعرهِ الفحميّة.

ولكِن لم يجذبُهم شيءٌ فِيه اكثرَ من عيناهُ الأُوركيديةِ
المتوهجِة بشكّلٍ غرِيب.

- من انتَ أيها السيد.؟
حَاول صاحِب الفيروزتِين التحدثُ بِهدوءٍ ولكِنّه لم يُخفي اعجابهُ بِالأعين الغريبةِ للغرِيب.

-مُجرّد وافِد جديد.

لاحَظ الأكبرُ أن الفتاةَ تسحبُ خفيةً سَاعِد الفتَى
لِيبتسم بِإعتذارٍ لم يبَدو وكأنه اعتذارًا
- هل أخفتكم؟ آسف، انا صاحِبُ الكوخِ الموجودُ شرقًا قُرب الأسَوار
لقد رأيتكما منذ البِداية تلعبانِ هُنا.

عَـرّاب | 𝙰𝚛𝚛𝚊𝚋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن