عَـرّاب | 𝙰𝚛𝚛𝚊𝚋

𝟶.𝟷𝟼

.عـرّاب.

مـاضٍ.

————

سُور سِينا ، 𝟴𝟯𝟳.

فِي ضواحِي السورُ بِتلكَ المزرعةِ الواسِعة ذاتَ الحقولِ الصَفراءِ الطَويلةِ، قدَ كانتْ ولا زالت تِلكَ المزرعةُ مِلكًا لِعائِلةٍ مَا.

بِمنزلٍ يمتلكُ نوافِذَ عِدةٍ يجلُس بِجانبِ إحداها فتًا فِي التاسعةِ من عُمرهِ، يَتكئ بِرأسهِ على يَدهِ الصَغِيرةُ ناظِرًا لِلفتاتينِ اللتانِ بِالخارجِ.
واحِدةً تبَدو أكبرَ بِكثيرٍ مِن الأُخرى، بِخصلاتِ شعرٍ لِيلِيّةٍ وأعيُنٍ إرجَوانِيةٍ تجَذبُ الأنظار.

لو أنَ بِمقدورِ الأعيُنِ إشعالَ النِيران، لكانتْ قد حوّلتِ الفتاةُ الشقراءِ
لِرمادٍ.

-أيُها السَيدُ الشَاب، هذه المرةُ الرابعةِ لإعادة ذلِكَ السَؤالِ الذِي لم تفهمهُ، إن لم تُرد أن أوصلَ الأخبارَ لِلسِيد فَنتبه معِي رجاءً.
تحَدث مُعلمهُ ذو اللّحيةِ الخفِيفة والنظاراتِ الدائِرية بِينما يُمسك بِكتابهِ الأحمرَ.

الآن هو بِوسَط فترةِ عقابهِ، قد تَم إقرارهُ مِن قبلِ والدِه أنه إن لم يُحِسن التصرُف ؛ فإنهُ سَيُعاقب بِزجّه بِهذه المزرعةِ وتَدّرِيسهُ لِمدة اسبوعٍ بِشكلٍ متواصْلٍ ولن ينفكْ عنها إلا حِين منامهِ.
لِذلك بَدء منذُ فترةِ بِرؤيةٍ كُتبهِ تلتهمهُ فِي الأحلام.

وقد يَطول فترة العقابِ بحسب ما يُخالفه.

وجهَ حدقِتيه الزرقاءَ لِمُعلمه، لِيتحدث بِهدوءٍ عكسَ مشاعِره الهائجةٍ
- أيُها المُعلم، لِما أنا الوحيدُ الذِي يَدرسُ هُنا؟ أليست تِلكَ إبنةُ أبِي ايضًا؟ وإنها اصغرُ منِي حتَمًا؛ إذن لما انا الوحيدُ الذِي يُعاقب ان اقترفَ خطَأً ما؟ انظر إليها إنها تقترِفُ جميع الأخطاء التِي قد عُوقبت عليها! تضحكُ بِقوةٍ وتركضُ وهي ترفع تنورتها لِتُظهر سيقانها.. مُلطّخة بِالطِين والتُراب وشعرُها اشعثُ لم يُمشط منذ فترةٍ طويلة .. إذن، لِما لا تُعاقب هيّ ايضًا؟