#معدن_فضة
#لولي_سامي
البارت ٢٧
باااارت كبيير يستحق التفاعل اكتر من كدة يا جماعة
انتهي نضال من دوامه ليذهب إلى المحال حيث اتفق مع أصدقائه أنه هو من سيتواجد بالمحال الليلة وبرغم أنهم أصروا عليه للذهاب معهم ولكنه رفض لسبب في نفسه.
جلس نضال يراجع بعض الأوراق الخاصة بعملة في المحال من تصريحات وتامينات ويري ما عليه فعله الايام القادمة حتى انتبه على صدوح رنين رسالة علي هاتفه فأمسك به متفحصا الرسالة ليجد المعلومات التي كان ينتظرها واعتذر خصيصا عن حضور جلسة التعارف بسببها .
ضغط على شفتيه قبل أن يسب قائلا / اه يا بنت ال.....
ثم ارجع ظهره علي المقعد يرجع رأسه للخلف قليلا ويغلق عينيه يحاول التفكير في كيفية التصرف في هذا الأمر بحكمة
ثم اعتدل وأمسك هاتفه يجري اتصالا بأحدهم قائلا بلهجة آمرة / راقبلي يا ابني تليفوناتهم واي جديد تبلغني بيه وكل مكالمة تسجلها وتبعتهالي...... سامع؟
اغلق الهاتف وقد قرر التصرف هو اولا دون إبلاغ احد وسيبلغ چواد لاحقا في الوقت المناسب .
...........................................
بينما انتبهت غزل لنظرات الجميع لها وشعرت أنها ستهدم فرحتهم فابتلعت ريقها ثم حاولت الابتسام قائلة بتوتر/ انا ..... انا كنت عايزة اقول.......... تحبوا تشربوا قهوة.انتهت حفلة التعارف على خير وتم الاتفاق على ميعاد الخطبة الرسمية بحضور خال غرام للوقوف على القرارات النهائية وتحديد ميعاد الزوج والتزامات كل طرف للآخر.
بعد الانتهاء قامت فاطمة بتنظيف المكان مع غزل بينما تركت غرام تنعم ببعض ذكريات جلستها مع خطيبها التي تمت بعد قراءة الفاتحة مباشرة والتي طلبها يزن لأخيه بجرأته المعهودة ليستقر الحال بغرام ويزيد داخل البلكون بمفردهم .
دلفت غرام الي حجرتها هائمة في حديث يزيد لها.
جلست أمام مرآتها تنظر لنفسها بالمرآه بهيام وابتسام لتتذكر كيف كان رقيق معها .
كريم بمشاعره لأقصى حد فتذكرت حينما أمسك بيدها مقبلا إياها قائلا /
Flashback
_ انا بجد مش مصدق نفسي أن والدتك وافقت عليا .
انا محظوظ جدا بيكي يا غرامي.
رمشت غرام باهدابها وهي تنظر للاسفل تحاول مداراة خجلها بينما هو أراد أن ينظر بعيونها فوضع سبابته أسفل ذقنها ليرفع رأسها ناظرا لها قائلا بهيام / عايز اشوف الفرحة في عيونك زي ما شوفت الخوف والقلق من شوية .
ابتسمت غرام قليلا ليكمل مردفا / كنت قلقانة ليه يا غرام ؟
معقولة كنتي فاكراني هتنازل عنك مهما حصل .
اتسعت ابتسامة غرام ثم قالت بفخر / انا مكنتش متخيلة انك ممكن توصل لدرجة أنك تتنازل عن نصيبك في محلك علشان ........
لم يتركها تكمل باقي جملتها بل وضع كفه علي فمها مكملا هو / واتنازل عن عمري كله عشانك مش بس المحل .
انتي متعرفيش قيمتك عندي يا غرام ،
انتي عوض ربنا اللي بعتهولي بعد شقاء وصبر يبقى لازم يستحق التضحية.
نظرت بعيونه التي تلمع من مجرد رؤيتها ثم رفع يدها لاثما إياها بقبلة أكثر حرارة بث بها مشاعره الجياشة لترتعش اواسرها أثر هذه القبلة.
ليقترب منها أكثر هامسا لها بصوته الرخيم قائلا..........
Comeback
انتفضت غرام أثر صوت ارتداد الباب بقوة فور دلوف غزل للغرفة بتذمر قائلة بحنق وبصوت مرتفع / اه طبعا العروسة قاعدة هايمانه قدام المرايه وانا امك مطلعة عيني من الصبح .
زفرت غرام زفرة عالية ثم قالت / الله يسامحك يا غزل خضتيني بجد .
انحنت غزل أمام اختها مستنده على مقعد المرآة لتقول بابتسامة لعوبة / خضيتك ليه ها؟؟؟
كنت سرحانه صح ؟؟
قولي قولي انك كنتي سرحانة متتكسفيش؟؟
ابتسمت غرام بخجل وامأت برأسها لتسألها غزل ببجاحة / قوليلي حالا كنتي سرحانه في ايه؟
ويزيد قالك ايه ؟
ثم غمزت بعيونها مردفة / وعملتوا ايه في البلكونه؟
فوجئت غرام بجرأة غزل لتضربها على كف يدها ناهرة إياها بمزحة / بس يا قليلة الادب هيكون عمل ايه يعني!؟
وكمان انتي لسه صغيرة علي الكلام ده عيب كدة،
يالا روحي غيري علشان انا كمان اغير .
واستقامت غرام لتدفع غزل أمامها بينما الأخري تحاول التملص منها سائلة بإلحاح / طب قوليلي قالك ايه وانا هغير بعدها ....
والنبي قوليلي قالك ايه بقي....
ظلت غرام تدفعها للامام حتى وصلت بها الي باب الغرفه فارغمتها على الخروج وأغلقت الباب بوجهها واستندت عليه يظهرها ثم زفرت بتمهل لتسترجع باقي ذكريات جلستهم.
بينما غزل دبدبت على الأرض فور ولوجها من الغرفه لتذهب الي غرفتها عابسة الوجه وفور دلوفها للغرفة تذكرت يزن وما فعله بها لتبتسم وهي تقول لنفسها / قليل الادب اوي ... بس عسل اوي.
واطلقت تنهيده حارة ثم اتسعت حدقتيها فور تذكرها ما قاله لها قبل رحيله .
Flashback
بعد خروج الجميع وإغلاق غزل لباب المنزل وقبل أن تستدير فوجئت بمن يطرق رنين المنزل مرة أخرى فاستدارت تفتح الباب لتجد يزن أمامها بابتسامته اللعوبه قائلا / كنت متاكد انك انتي اللي هتفتحي الباب .
تخصرت غزل أمامه وما زالت ممسكة بالباب باليد الأخري فقالت بحدة وسخرية/ عايز ايه تاني نسيت حاجه وراجع تاخدها؟
نظر لها يزن من أعلاها لاسفلها متطلعا وقفتها فشعرت بالحرج واعتدلت بوقفتها ليبتسم يزن علي استجابتها السريعة وفهمها السريع لنظراته ثم اقترب قائلا / لا الصراحة انا جاي اقولك انك انتي اللي نسيتي حاجة معايا.
هستناكي بكرة قدام الكلية علشان ادهالك .
ثم غمز بعيونه قائلا / تشااااو يا قمر.
زاغت نظراتها تحاول التذكر ماذا نسيت معه حتى انتبهت على سؤال والدتها قائلة / فاتحة الباب ليه يا غزل؟
ومين اللي كان بيخبط ؟
_ ها ...... ده يزن اخو يزيد كان نسي الفون بتاعه ورجع اخده.
Comeback
ظلت تضيق عيونها وتنظر حولها تحاول أن تتذكر ماذا نسيت معه حتى وقعت نظراتها علي رف مرآتها فاتسعت حدقتيها عندما لم تجد زجاجة عطرها .
لتضرب بكفها علي جبينها قائلة / يا بن العفا*ريت.
ظلت تزرع ارض الغرفة ذهابا وإيابا وتقضم في اظافرها لا تعرف ماذا وكيف ترد له هذا المقلب المضاعف فقد تطاول علىها بشكل مبالغ فيه ،
ولكنها قررت مقابلته غدا وستترك للظروف تحديد ما يتوجب عليها فعله.
.......................................
فور هبوط يزن من البناية وقبل أن يستقل السيارة بجوار أخيه وجد من يمسكه من ياقة قميصه من الخلف ليجد چواد أمامه متخصر ويزيد يقبض عليه من الخلف ثم سأله چواد / طلعت تاني ليه بقي؟؟
بينما يزيد يارجحه للامام قليلا قائلا/
_ وسكر ايه يا سكر اللي عندك؟
ثم نطق كلاهما سويا / هببت ايه يا يزن؟؟
زاغت نظرات يزن بينهم ثم ابتلع لعابه محاولا ادعاء الثبات ثم قال / معملتش حاجه يا جماعة وموضوع السكر حجة علشان كنت عايز ادخل الحمام ومكسوف علشان اول مرة .
ليبتسم چواد بسخرية قائلا باستهزاء/ وانت أن جيت للحق بتتكسف من يومك يا يزن .
عقب يزيد قائلا وما زال ممسكا بلياقة قميصة من الخلف/ يزن متبوظش الجوازة ابوس ايدك ،
انا ملاحظ استظرافك على اخت غرام ولو حصل حاجه بجد مش هسامحك.
ازدرأ يزن ريقه ونظر لأخيه مترددا ايخبره ام لا ولكنه فضل أن يصمت فقال بتوتر / صدقني مفيش حاجه متقلقش،
ويالا بينا علشان ماما اخلاص مستنية بالعربية لوحدها.
توجها كلاهما كلا الي سيارته ليعود كلا منهم الي منزله حتى استقر يزن بغرفته فأخرج هاتفه وأجرى اتصال على نضال الذى اجابه سريعا وكأن كلا منهم يريد التفريغ عن ما يجول بصدرهم للآخر.
سرد نضال علي يزن ما توصل إليه ليوافقه يزن في ما قرره ثم بدأ يزن بسرد ما وجده وهو ممسكا بزجاجة عطر بيده ومبتسم فقال له أنه فوجئ بأن غزل هي شقيقة خطيبة أخيه لينصحه نضال بألا يتعرض لها ثانية حتى لا يفسد خطبة أخيه.
وبرغم اقتناع يزن برأي نضال إلا أنه أصر في الاستمرار من ملاحقتها لا يعرف لما ولكن كل ما يعرفه أنه يريد أن يراها بل ويشعر بالراحة كثيرا عند إثارة غضبها ليتذكر تذمرها الدائم ثم نثر بعض من العطر علي كفيه واخذ يستنشق منه نفسا طويلا حتى تذكر قبلتهم معا فلمعت عينيه وتذوق شفتيه ليتذكر مذاق شفتيها معقبا/ كنتي هتوديني في داهية يا شيخة .
ثم زفر زفرة عالية وبسط ظهره علي الفراش ناظرا الي سقف الغرفه مبتسما حتى غفاه النوم منعم مع بطلة أحلامه.
...........................................
علي باب الجامعة يتوافد الطلاب للولوج لمقابلة بعضهم وتلقي محاضراتهم .
وقفت هي تتلفت يمينا ويسارا تبحث عنه بعيون زائغة ويتأكلها الغضب من داخلها فمنذ الامس لم يكحل النوم جفنها من كثرة التفكير فيما ستفعله وبرغم أنها توصلت إلى الحل الأسلم والأمثل بالتنازل عن عطرها وعدم إعطاء اهتمام له وشراء غيره إلا أنها تراجعت عن هذا القرار فقد تتأكلها نأر الثأر ومثلها لا تفضل الاستسلام وكأنه قرأ شخصيتها المتمردة وتعمد استخدام هذا الأسلوب من أجل إخضاعها له .
ظل متخفي بالجهة المقابلة يبتسم كلما رآها تبحث عنه وكأنه يتلذذ بعقابها فهاهي من تنتظره بل وتبحث عنه.
انتظر قليلا قبل أن يظهر بالعلن ويعبر الطريق هرولا وكأنه وصل للتو .
واخيرا رأته يعبر الطريق أمامها اندهشت عندما لم ترى سيارته وغضبت كثيرا لعدم إحضاره لها فقد كانت كل مخططاتها تدور حول السيارة لتوقعها من عقابه لها مدى حبه واهتمامه بها ،
ضيقت عيونها وجزت على أسنانها وتمتمت قائلة/ لسه هفكرله في مصيبة جديدة.
استنشقت نفسا عميقا ثم ادعت الابتسامة الصفراء عند اقترابه ثم تحولت قائلة بنبرة هجومية دون الانتظار لرده / اتاخرت ليه ؟
انا مستنياك من بدري.
فين البرفيام بتاعي؟
هاته لو سمحت بسرعة ورايا محاضرة؟
وبعد كده متبقاش تاخد حاجه مش بتاعتك علشان كده ميصحش
اقترب يزيد ضاربا بكل ما قالته عرض الحائط واجابها بكل برود وابتسامة واسعة / وعليكم السلام ،اخبارك ايه النهارده ؟
اشتعلت نظراتها غضبا ووكادت أن تخرج دخانا من أنفها ولكنها حاولت التمسك والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس فردت عليه وهي تضغط على أسنانها قائلة بالهدوء الذى يسبق العاصفة/ انا لحد دلوقتي ماسكة نفسي علي الاخر وأحمد ربنا اني متكلمتش امبارح باللي عملته كنت قلبت الليلة على راسك؟
رسم ملامح الدهشه وسألها ببراءة وتعجب/
_ ايه اللي عملته امبارح مش فاكر عملت حاجة .
ثم اقترب غامزا بإحدى عينيه واردف بوقاحة مكملا/ ممكن تفكريني !!
استنشقت نفسا عميقا تحاول تهدأة أعصابها من هذا الوقح وقلبت عيونها للاعلى ثم قالت بحزم /
_ هات البرفيام بتاعي .
اقترب بوجهه منها ناظرا بداخل عيونها قائلا ببراءة تامة وابتسامة / لما تفكريني باللي عملته امبارح الاول.
رفعت أحدى حاجبيها واستوحشت نظراتها قائلة / لا دانت قليل الادب وبجح كمان .
غمز بعيونه ومازال مقرب وجهه قائلا بفخر / جدااااا
جن جنونها فقد حاولت معه كل الطرق الممكنة ولكن بدون فائدة فارتفع صوتها قائلة بعصبية زائدة / لو علي البرفيام خلهولك مش عايزاه بس انا بقي هعرف اخد حقي كويس وابقي قابلني لو خطوبة اخوك تمت علي خير ،
أن ما حكيت لماما علي كل حاجه وفشكلت الجوازة مبقاش انا.
فوجئ يزن برد فعلها ليعمل عقله سريعا محاولا إدراك ما تفوهت به فاتسعت حدقتيه متمتما / اه يا بنت المجانين.
ثم حاول التفكير لاحتواء الموقف ليري أنها التفتت وعلي وشك الرحيل من أمامه فأمسك بمعصمها محاولا تهدأتها قائلا بابتسامة متوترة / استني بس انتي عصبية كدة ليه!؟
هنتفاهم الاول.
سحبت يدها عنوة من يده قائلة بحدة وسرعة من أثر غضبها / مفيش تفاهم انا غلطانة اني سكت من الاول بس كنت عاملة خاطر لأختي واخوك لكن الظاهر انت مبيهمكش حد وانا بقي هعرفك الجنان علي أصوله.
والتفتت لتغادر ثانية ليحاول الوقوف أمامها بوجه مضطرب وملامح متوسلة شاهرا كفيه أمامها محاولا ايقافها واحتواء الموقف فمن الواضح أنه اوصلها لأعلى درجات العصبية قائلا
_ طب اهدي واحنا نتفق وهعملك اللي انتي عايزاه بس اخويا واختك ملهمش ذنب .
بدأت أنفاسها تهدأ قليلا عند رؤيتها لمحاولاته بالتوسل يكفي أنه تذلل قليلا أمامها لترفع رأسها بشموخ قائلة بتشرط / اولا مفيش اتفاق بينا
ثانيا لو خايف على اخوك اوي كدة يبقى تراعي النسب اللي ممكن يكون بينا بدل ما امحي الموضوع من اساسه وانت عارف انت عملت ايه كويس فخلي بالك انا مجنونة واعملها.
ابتسم معلقا على آخر جملة/ لا واضح فعلا .
كادت أن تعترض على سخريته إلا أنه اردف مكملا/ المهم خلينا في المفيد اسمحيلي اعزمك على قهوة علشان مشربتش قهوتي الصبح علشان الحقك.
رفعت حاجبيها بتعجب قائلة/ تلحقني وانت جاي متأخر اصلا
_ معلش المواصلات بقي تقولي ايه في اللي جرحلي العربية .
ابتسمت بانتصار ليستطرد حديثة قائلا/ ها قولتي ايه هتشربي قهوة معايا؟
إجابته بابتسامة وترفع / اكسبريسو لو سمحت.
سحب نفسا مطمئنا ذاته وابتسم قائلا/ بس كدة عيوني انتى تؤمري.
ظلا صامتين لوقت قصير كلا منهم متحفز للآخر يفكر ويعد عدته بسيل من الاتهامات ليكسر يزن الصمت ناطقا بغير ما كان يريده وبغير ما توقعته غزل قائلا / خلينا نبدا صفحة جديدة ونحط يزيد وغرام في حياتنا وعلشان كده حبيت ابدا انا واعتذرلك انا اسف يا ستي.
ضيقت غزل عيونها مستشعرة عدم صدقه فيما يقول ثم رفعت حاجبيها قائلة / انا بقي مش اسفة علشان اللي انت عملته مينفعش نبدا بعده صفحة جديدة.
استند يزن بمرفقيه علي المنضده مقتربا بوجه وبابتسامته اللعوبه غامزا باحدي عينيه قائلا بصوت خافض / مانا قولتلك اصلح غلطتي وانتي اللي رفضتي.
استوحشت نظراتها فقد ذكرها بكل وقاحة بما فعله بدون أن تشعر بخجل من ناحيته قائلة بنبرة حادة/ علشان تعرف انك قليل الادب ومينفعش معاك غير الفضيحة.
حاولت أن تقف ليطقطق هو بشفتيه قائلا / يا بنتي اتهدي شوية واقعدي لسه مخلصناش كلامنا اللي يشوف ملامحك الطفولية ميشفش اسلوبك المتعفرت ده .
جلست مرة أخرى قائلة باندهاش جم وكأنه أخبرها بشئ عجيب الان لتقول غير مصدقة / انا.... متعفرته !؟
دانا مفيش اهدى مني.
فور استماعه لجملتها خرجت منه ضحكة رنانة أظهر بها كم وسامته التي لطالما قاومت نفسها من الغزل بها لتسرح قليلا في ملامحه الجذابة وضحكته التي أسرتها ليلاحظ صمتها قليلا فسألها بتعجب / مالك مساهمة كدة مش كالعادة .
أدركت ما تفوه به لتكرر كلمته / مساهمة قصدك مسهمة.
ثم أطلقت ضحكة عالية لتراه ينظر يمينا ويسارا ثم استوحشت نظراته لتتغير ملامحه الوسيمه لآخرى مرعبة مما أثار الرعب بقلبها فاذرأ ريقها ثم حاولت الابتسامه سائلة بتلعثم / انت بتبصلي كدة ليه ؟
_ علشان مينفعش بنت محترمة تضحك ضحكة زي ده في مكان مفتوح كدة انتي مش في بيتكوا.
شعرت بالخجل من نفسها فغيرت نبرتها والحوار قائلة / طب مقولتليش فين البرفيام بتاعي .
أدرك أنها تتهرب من نظراته تلك فأراد أن يلعب على هذا الوتر وقال وهو يدعي الجدية / لما اقابلك المرة الجاية هجيبه معايا .
أدركت لعبته فالواضح أنهم يفهمون بعضهم جيدا فابتسمت قائلة بسخرية / للاسف بنت محترمة زيي مينفعش تقابل واحد متعرفهوش مرة تانية .
وامسكت بحقيبتها واستقامت واقفة ثم انحنت قليلا عليه قائلة / ابقي خليلك البرفيام يمكن ينفعك .
ثم انطلقت بخطى ثابته أمامه والجه من المحال تحت أنظاره المستشيطة وقد ضاعت كل محاولاته هباءا منثورا
.............................................
اليوم يوم سعدها برغم علمها أن هذا الأمر لم يمر بسلام إلا أنها سعيدة جدا للوصول لهذه المرحلة.
استيقظت ماسة من نومها وهي تشعر بسعادة غامرة وبرغم إصرار والدتها بعدم اشغال نفسها في أعمال المنزل وتجهيز الحلوى معها والتاكيد علي الاهتمام بذاتها فقط إلا أن طاقة السعادة التي بداخلها جعلتها تشعر وكأنها فراشة تريد أن تطير هنا وهناك تنثر طاقتها بكل مكان لا تعرف للهدوء طريق .
انتهت فاطمة من اعداد كل ما لذ وطاب من طعام وحلوى وبدأت ماسة بتجهيز حالها إلا أنها تسمرت مكانها أمام المرآه فور استماعها لرنين جرس الباب فاتسعت حدقتيها تنظر لنفسها بالمرآه لترى أنها مازالت بملابس المنزل ولم تزيد على نفسها الا القليل من مستحضرات التجميل بل ولم تنتهي أيضا .
سمعت صوت والدتها ترحب بشخص ما فتوارت خلف باب غرفتها لتفتحه قليلا وتنظر من خلال فتحته القليلة لترى عمها هو من أتى فخرجت للتو لترحب به وارتمت باحضانه وبدأت تجهش من البكاء وكأنها تمنت حضور والدها في مثل هذا اليوم.
اخذ فؤاد يربت على ظهرها ويهدأها ثم ازاحها عن صدره قليلا ليبتسم لها ويقبلها من جبينها ثم مسح دموعها قائلا / النهارده عايزك تفرحي وبس مش عايز اشوف دموعك ده ،واتاكدي أن كل اللي عايزاه وتتمنيه هعملهولك .
ابتسمت ماسة ودعت له بدوام الصحة وطولة العمر ثم اقترح فؤاد عليها أن تكمل ما بدأته في إعداد ذاتها ولأنه يريد التحدث مع والدتها في الاتفاق على ما سيدورف في حديث الليلة .
وبالفعل دلفت ماسة غرفتها لتكمل ما بدأته لولا أن الفضول سحبها للخارج قليلا حتى تستمع ما سيتفقون عليه ربما حاولت بطريقة ما مساعدة محمد ونقل له شروط الاتفاق قبل الجلسة .
ولكنها فور وقوفها خلف الحائط الفاصل بين الصالة والغرف جحظت عينيها ولم تصدق أذنيها من أثر ما استمعت له.
........................................
بمنزل محمد كان سعيد للغاية بعد أن عاد من عمله دلف للمرحاض للاستمتاع بحمام دافئ ليزيل مجهود العمل ويستعد لمقابلة اليوم.
أعدت له والدته الملابس الذى اواصها بها كما اقترح عليه والده الحضور معه ولكن محمد كان يري أنها جلسة تعارف بعمها وخالها والاتفاق على يوم اخر للذهاب جميعا للتقديم لها لذلك أصر الذهاب بمفرده حتى لا يشعر والدة ماسة أو عمها بالحرج ولكنه فضل أن يصطحب أخته ميار بحكم انها صديقتها وتكون سند له ولماسة .
إلا أن زوجها لم يوافق وتحجج بحجج واهية فغضب محمد كثيرا ولكنه لم يريد اخبار احد بعرضه على ميار الذهاب معه ورفض زوجها لذلك .
ارتدي ملابسه ونثر عطره واعتذر من والدته في الجلوس معهم للغداء فقد اتفقت ماسة معه أنهم ينتظرونه على الغداء .
وبالفعل توجه محمد لشراء علبة جاتوه بالشيكولاه التي تفضلها ماسة ثم حاول مرارا وتكرارا الاتصال على ماسة لسؤالها إذا احتاجت شئ اخر يجلبه لها وهو قادمو ولكنها لم تجيب عليه تعجب قليلا ولكنه توجه مباشرة الي منزلهم .
بالمنزل قبل وصول محمد عادت ماسة إدراجها الي غرفتها بوجه خالي من التعبير بعد أن استمعت للحوار القائم بين عمها ووالدتها .
كل ما يميزها أنها بحالة ذهول وقفت أمام المرآه لا ترى حالها استعدت وتزينت بدون اهتمام وبرغم هذا بدت وكأنها ماسة حقيقية تتللأ في محارها.
حتى خرجت من شرودها على صدوح صوت رنين جرس الباب ،لم تهتم هذه المرة بل جلست على فراشها ولم يمر دقيقة الا ووجدت والدتها تدلف عليها الغرفة تقبلها وتهنئها وتخبرها بقدوم محمد والاستعداد للخروج للترحيب به .
ظلت ماسه تنظر لوالدتها وبعيونها الف سؤال لا تعرف بماذا تبدأ منهم ومن كثرة الأفكار شعرت وكأن لسانها قد لجم .
تعجبت الام من صمت ابنتها ولكنها أرجعت هذا لتوترها فاخبرتها بالخروج للترحيب به حتى تعد هي سفرة الطعام.
خرجت ماسه وتقدمت عليهم محاولة أن رسم الابتسامة ليرحب بها عمها ويقدمها لمحمد الذي استقام بفرحة وسعادة ظاهرة بعيونه فور رؤيته لها ولكنه شعر أنها بها شئ برغم محاولاتها للابتسامة إلا أنها ليست سعيدة كما توقع .
ما من ثواني حتى استأذن فؤاد ليساعد فاطمة فهبت ماسة واقفة قائلة / خليك انت يا عمي وانا هساعدها.
ابتسم فؤاد وربت على كتفها ثم قال/ خليكي انتي مع محمد يا حبيبتي انتي ساعدتيها طول النهار .
سار فؤاد باتجاه المطبخ لتتبعه ماسة بنظراتها فتعجب محمد وقال لها محاولا لفت انتباهها إليه / مالك يا ماسة في حاجة مضايقاكي.
التفتت له ماسه تنظر له باستجداء وكأنها كانت تنتظر هذا السؤال فلمعت الدموع في مقلتيها ولكن عجز لسانها عن ذكر ما بداخلها فسحبت نفسا عميقا واغمضت عيونها كمحاولة منها في كتم مشاعرها ولكن قد تمردت عليها دمعة فسقطت على وجنتها .
فمد محمد إبهامه ومسحها قائلا بمزاح / انا قولت ام الجوازة ده نحس.
ابتسمت ماسة بعفوية ثم نظرت له قائلة بهيام وخجل معا / ميرسي على الجاتوه جميل جدا، واه صحيح شكلك شيك اوي.
لمعت عيون محمد ولكنه يراها مازالت بحالة حزن لم يفهم سببها ولكن لن يسأل الان فأراد أن يخرجها من هذه الحالة فقال لها ممازحا / مش اول واحدة تقولي كدة افتكر ده كان رأي سهيلة كمان؟
استوحشت نظرات ماسه وتغير لونها الأحمر القاني من أثر الغيرة فقالت من بين أسنانها محاولة خفض صوتها / وكمان لسه فاكر اسمها !؟
مادام عجبك تغزلها فيك جاي ليه النهارده ؟
ابتسم محمد ونظر بداخل عيونها قائلا باستفزاز فقد عجبته حالتها تلك ومنذ مقابلة سهيلة لم يرى لمعة الغيرة بعيونها / تقولي ايه بقي بموت في النكد والمنحوسين.
وكمان انا جاي اتعرف على عمك وخالك مش علشان اللي في بالك ،
صحيح هو فين خالك؟
كادت أن تجن من استفزازه وامسكت بالهاتف الخاص به ومفاتيحه ووضعتها في يده قائلة/ لا انا بقول تاخد ده وتتفضل ......
قطع حديثها عمها الذى دلف للصالون قائلا/ يتفضل فين يا بنتي ،يالا الغدا جاهز اتفضلوا انتوا الاتنين .
تلعثمت ماسة في الحوار ثم قالت/ اااه.... مانا قصدي يتفضل علي الغدا.
ثم التفتت لمحمد تنظر له بتوعد قائلة من بين أسنانها / اتفضل يا محمد .
ابتسم محمد حامدا ربه أنه تم إنقاذه بالوقت المناسب قبل أن يتطور الأمر.
بعد أن انتهوا من الغداء جلس محمد وفؤاد يتعارفون علي بعضهم بينما ماسة وفاطمة تعدان القهوة والحلوى .
جلس محمد محاولا اخفاء توتره فلم يدرك أن جلسة كهذه برغم بساطتها وأنها مجرد تعارف إلا أنها مهمة صعبة يشعر بحاله وكأنه باختبار فاسئلة عم ماسة تكاد تعصره عصرا
ولكن احقاقا للحق فكان فؤاد هينا بالحديث واحيانا مرح قليلا وبرغم حديث فؤاد المرح إلا أنه لم يستمع منه شيئا فكان يشجع حاله حتى انتبه على سؤال فؤاد / ولا انت ايه رايك يا ابني.
نظر محمد لفؤاد وصمت قليلا وبدون اي مقدمات أجابه قائلا / انا عايز اتجوز ماسة .
فوجئ فؤاد من كيفية طلب محمد فقد فهم من خلال الحوار معه انه يبدو عليه أنه رزين ولبق لغويا كما كان الاتفاق لهذه الجلسة مجرد تعارف عليه فكيف قدم طلبه هكذا .
شعر محمد بخطأه فحاول إعادة الطلب بصورة أفضل ولكن محمد أشار له بكفه قائلا / انا مقدر يا ابني توترك وحالتك .
ليتمتم محمد داخله/ حالتي!؟ ماشا الله هيطلعوني مجنون ميعرفوش أنهم هما اللي جنوني.
ليستطرد فؤاد مكملا / وطبعا انت راجل واضح عليك انك ذو خلق وزي ما قولتلي انك شغال محاسب بس المفروض الجلسة ده نتعرف عليك بس عموما انا معنديش اي مانع خالص بس طبعا ما دام استعجلت وقدمت طلبك يبقى لازم نسأل العروسة عن رأيها الاول؟
اندفع محمد قائلا / ما اكيد عارفين رأيها انها موافقة .
_ اااااه...... قصدي أن شاء الله توافق .
في هذه اللحظة دلفت ماسة حاملة صينية فناجين القهوة لتقدم اعملها ثم لمحمد الذى اقترب بوجهه منها وهو يحمل فنجانه هامسا لها / هو انتي مقولتلهمش انك موافقة عليا .
خجلت ماسة وتوترت حتى كادت أن تسقط الصينية من يدها فتراجعت للخلف قليلا ووضعت الصينية علي المنضدة ثم جلست تنظر للاسفل لتستمع لحديث عمها قائلا/ محمد طلب ايدك يا ماسة للجواز ايه رايك يا بنتي؟
صمتت ماسة بل واطبقت على شفاها جيدا وكأنها تتأكد من إغلاق فمها .
تعجب محمد من صمتها وكاد أن يجن ولكن يكفيه تسرع في الرد اليوم فحاول أن يرد بهدوء قائلا / السكوت علامة الرضا يا عمي ولا ايه .
ابتسمت ماسة لتفهمه موقفها والتحدث عنها ومازالت تنظر للاسفل .
ولكن لفؤاد كان رأي آخر فقال ردا على حديث محمد بنبرة آسفة / انا اسف يا ابني السكوت مش كل الاوقات علامة رضا وانا مقدرش اوعدك الا لما اسمعها صريحة من بنت اخويا .
فوجئت ماسة برد عمها فهبت واقفة قائلة بدون اي خجل / لا يا عمي هو علامة الرضا .
ابتسم فؤاد وفاطمة ثم استقام فؤاد وتوجه لها مقبلاها من وجنتيها وبارك لها هو ووالدتها ثم جلس مرة أخري ليتفق مع محمد في باقي الإجراءات ليؤكد قائلا / بص يا ابني مادام بنتي وافقت فأنت تقدر تشرفنا انت وعائلتك وتتقدموا رسمي بس اعمل حسابك انا معنديش خطوبة وتدخل وتخرج .
اندهش محمد من حديث فؤاد ولم يدركه ليسأله مستوضحا /
معلش يا عمي انا مش فاهم تقصد ايه ؟
سحب فؤاد نفسا ثم قال/ اقصد يعني لو هتتخطبوا مفيش كل يوم والتاني تخرجوا مع بعض وتقابلوا بعض وتدخل هنا وانت عارف انهم اتنين ستات لحالهم ولا انت مش عارف الأصول.
ابتسم محمد وسعد كثيرا وكأنه وصل لمبتغاه فقال بسعادة ظاهرة / بالعكس أنا موافقك جدا وعلشان كده افضل أن شاء الله المرة الجاية اجيب والدي ووالدتي واتقدم رسمي ونقرا الفاتحة وبعدها باسبوع أن شاء الله يكون شبكة وكتب كتاب مع بعض .
ثم نظر تجاه ماسة التي تغلغلت دموع الفرحة في عيونها وقال / انا مش هلاقي احسن منها اكمل معاها حياتي.
ابتسم فؤاد وسحب نفس الطمأنينة ونظر تجاه فاطمة التي نظرت له بامتنان فقد جعل طلب عقد القران يكون من قبل محمد حفاظا علي مكانة ابنتها .
ثم نظر تجاه محمد مكملا / علي خير ان شاء الله هتصل بيك نحدد مع بعض ميعاد قراية الفاتحة علشان خلال شهر كدة أو شهر ونص بالكتير نعمل الشبكة وكتب الكتاب أن شاء الله .
اومأ محمد بسعادة واستقام يسلم على فؤاد ويشكره كثيرا فقط شعر أنه جاء خصيصا ليسهل له الأمور.
...........
منتظرة تعليقاتكم وتوقعاتكم ودعواتكم بالشفاء العاجل