٣٢

3.1K 141 31
                                    

#معدن_فضة
#لولي_سامي
البارت ٣٢
عندما يبدأ الأمر بين شخصان عنيدان ويصل الأمر إلي نقطة الصفر هنا لم يتبقي لكلا الطرفين سوى من يمتلك عنصر المفاجأة لتكن هي الكفة الرابحة التي ربما يفوز بها من يغتنم الفرصة
وصل يزيد الي منزل غرام واستقبلته والدتها بحفاوة شديدة وبعد وصلة الترحيب من جميع أفراد الأسرة سألت الأم عن عدم حضور يزن ليعتذر يزيد نيابة عنه قائلا / والله كان جاي معايا يا ماما بس تعب فجأة وقالي اعتذر لحضرتك .
تقبلت الام اعتذاره ليتوجهوا جميعهم الي غرفة الطعام وتجلس الأم بمقدمة الطاولة ويجلس يزيد بجوارها من الجهة اليمنى لتتقدم غرام بالجلوس بجواره بينما جلست غزل بالجهة المقابلة ولكن قبل أن يبدأوا في تناول الطعام صدح رنين جرس المنزل لتستقيم غزل قائلة / خليكم انتوا انا هفتح .
توجهت إلى الباب لتفتحه لتنصدم من رؤية المتبجح كما لقبته .
اتسعت حدقتيها وهي تراه متمثل أمامها يعلو ثغره ابتسامة سمجة واسعة وكأنه يعلن عن معجون اسنان ،
ظلت متصلبة أمامه حتى سمعت سؤال والدتها من الداخل عن الطارق ليلهمها عقلها بغلق الباب بوجهه وإنكار حضوره من الأساس وبهذا تكون بمثابة العقاب له ولكن قبل أن تغلق الباب لحق بها يزن واضعا قدمه ثم مد يده يفتح الباب بقليل من القوى وقبل أن تتحدث كان هو من أجاب فاطمة قائلا بنبرة سعيدة لرؤيته لغيظها / انا يا ماما انا جيت.
سمع يزيد صوت أخيه لتقف اولى معالق الارز بحنجرته فظل يسعل من هول المفاجأة وغرام تربت على ظهره وتناوله كوب ماء بينما فاطمة رحبت بيزن قائلة/ يا اهلا وسهلا اتفضل يا ابني واقف عندك ليه ؟ حماتك بتحبك.
أما يزن الذي كان مازال علي عتبة المنزل حيث سدت غزل بذراعها عليه طريق العبور ليبتسم ابتسامة شامت وأخذ يراقص حواجبه واقترب من غزل هامسا لها / وانا هجنن بنتها.
سمعت غزل ما قالته والدتها فلم يكن أمامها خيار سوى رفع ذراعها عن الباب لتفسح له المجال ويدلف يزن الي داخل غرفة الطعام واضعا باقة الزهور وعلبة الشيكولاه على المنضده واقترب ليسلم علي فاطمة معتذرا بكل لباقة/ انا اسف لو اتاخرت عليكم.
قضبت فاطمه حاجبيها قائلة/ يزيد قالي انك معتذر وتعبت لو اعرف انك جاي كنا استنناك.
ابتسم يزن ونظر تجاه أخيه قائلا بغموض / هو بصراحة أنا اللي طلبت من يزيد ميقولكوش اني جاي علشان كنت عايزها مفاجأة.
تعجب يزيد من حديث أخيه لتقترب غرام سائلة اياه بفضول/ مفاجأة ايه اللي انت عملها ؟
ظل يزيد ناظرا تجاه أخيه وهو يجيب على غرام وهو يجز على أسنانه وبصوت لم يسمعه سواها/ علمي علمك انا زيك بالظبط مش فاهم حاجه.
دعت فاطمة يزن ليشاركهم الطعام فهم مازالوا بالبداية لتجلس غزل بجوار والدتها ويضطر يزن بالجلوس بجوارها فلم يكن هناك مكان آخر ليبدأوا الطعام بين النظرات المتراشقة بين كلا من يزن وغزل ويزن ويزيد بينما غرام تجلس تايهه تحاول فهم هذه النظرات وعلى ماذا تدل حتى قطع يزن هذا الصمت المفعم بالنظرات موجه ناظريه لفاطمة قائلاً/ انا بصراحة مش قادر اصبر لحد بعد الاكل علشان اقول اللي عايزه.
ابتسمت فاطمة مرحبة بحديثه واومأت له بينما كلا من يزيد وغرام وغزل بدأ يكملا في الطعام وهم يوجهون كل أنظارهم واهتمامهم لما سيفجره يزن فأصبحوا كالذى يشاهدون مشهد من فيلم مثير حدقتيهم متسعة ويأكلون بشراهه.
استطرد يزن حديثة وعلي ثغره بسمة عريضة قائلا/ انا بصراحة جاي النهارده علشان اطلب ايد الآنسة غزل.
انتفضت فاطمة للخلف وهي ترى الجميع يسعل فجأة وبنفس الوقت بل وتتناثر بقايا الطعام منهم من أثر السعال المفاجئ .
ود يزن لو يضحك بعلو صوته ولكنه حاول أن يتمسك لأقصى درجة فادعى التعجب من أفعالهم .
استقام ممسكا باكواب نظيفة كانت في مؤخرة الطاولة ليملؤها بالمياه ويوزع الاكواب على الجميع والإبتسامة تكاد تنفجر من محياه ناطقا بكلمة واحدة لكلا منهم / اشرب.
بعد أن هدأت موجة السعال المفاجئ نظر يزيد ليزن بحدة بينما غرام وغزل ظلوا ينظرون له بعدم تصديق .
استقامت فاطمة تزيل الطعام فلم يعد له فائدة بعد ما حدث ولم يكمل أحد طعامه بعد هذا متعجبة مما حدث ولكنها ارجعته لمفاجأة الخبر وأنه غير متوقع قائلة / فداكم يا اولاد هشيل الاكل ونكمل بالحلويات اللي عملاها غزل هتعجبكم جدا.
نظر يزن تجاه غزل متغزلا / اكيد هتعجبنا.
فور ولوج فاطمة من غرفة الطعام استقام كلا من يزيد وغرام وغزل تجاه يزن ناطقين في صوت واحد /
يزيد ( انت هتستعبط يالا)
غرام ( ايه اللي هببته ده )
غزل ( انت نهارك اسود مخطط)
وقبل الاقتراب منه لمرحلة الخطر وقبل ان يتحدثوا مرة أخرى وجدوا فاطمة تدلف عليهم ليجلسوا مرة أخري بمقاعدهم فاقترحت علي يزيد ويزن الذهاب لغرفة الصالون لحين إلمام المائدة بينما طلبت من غزل وغرام المساعدة .
ليتوجه يزن لغرفة الصالون ولحق به أخيه وفور دلوفه امسكه يزيد من لياقة قميصه هادرا به بصوت هامس/ انت عبيط يالا ولا بتستعبط ؟ انا قولتلك ابعد عنها مش تتنيل تخطيها.
حافظ يزن علي هدوءة وقام بهندمة ملابسه قائلا / ايدك بس يا يزيد ، اخوك عريس والمفروض متبهدلش اللبس، وكمان هو انا عملت ايه !؟
انا فكرت في كلامك لاقيتني مش هقدر استنغنى عنها فقولت خير البر عاجله .
والله.......
كاد أن يكمل يزيد لولا دلوف فاطمة وغرام بالحلويات فسأل يزن عن غزل لترد والدتها قائلة / هي اتكسفت فدخلت جوة .
ثم ابتسمت واردفت مكملة / اصل بصراحة يا يزن انت فجأتنا كلنا بطلبك ده .
ابتسم يزن مجيبا عنها / اتمنى يكون مفاجأة حلوة مش وحشه !؟
أن شاء الله يا حبيبي انتوا تشرفوا اي حد طبعا .
نطقت بها فاطمة ليردف يزن قائلا / طب لو تسمحي كنت عايز اقعد مع غزل عشر دقائق بس أوضح سبب طلبي المفاجأة ده.
بالفعل مرت ربع ساعة لتجلس غزل بصحبة يزن وقدمها تهتز بوتيرة سريعة تنم عن كم الغضب القابع بها وهي تشعر أن كل اشباح العالم تتلاعب أمام ناظريها فنظرت له بنظرات مستوحشة وعيون ضيقة سائلة اياه بكلمة واحدة / ليه ؟
ابتسم يزن واستند بمرفقيه علي فخذيه مقربا وجهه / بصراحة عجبتني لعبتك وقولت اعلي الليفل شوية .
ثم غمز بإحدى عينيه هامسا / وقولت اكسب فيكي ثواب واصلح غلطتي اللي مقولتهاش لأختك.
تصارعت الشياطين بعقل غزل وتصاعدت وتيرة انفاسها حتى كادت أن تخرج دخانا من انفها محاولة ضبط النفس وهي تقول له / انت بني ادم مستفز وانا مش هوافق وهبلغ والدتي حالا برفضي .
كادت أن تهب من مقعدها حتى امسك يزن بمعصمها قائلا / اهدي بس وفكري شوية ، لو انا قولتلهم أن احنا متفقين مع بعض من زمان وانك ادتيني برفانك هدية علشان يفكرني بريحتك وطلبتي برفاني عندك علشان يفكرك بريحتي بإمارة الازازة اللي جوة واللي لو قولت أنها جوة هيكون بسهولة جدا يطلعوها وساعتها ابقى وريني هتنكري ازاي !؟
ثم حرك كتفيه لأعلى دليلا على اللامبالاه قائلا/ وانتي عارفه مجنون واعملها.
اتسعت حدقتي غزل واضطربت انفاسها مما خطط له وكأنه يحيك لهذه الخدعة منذ البداية ليفهم يزن اضطرابها فيضغط علي عيونه وكأنه يؤكد ما توصل له عقلها .
ثم دلفت فاطمة تنظر لهم بعدم فهم حيث أنهم ينظرون لبعض بتمعن فتحمحمت لتقطع نظراتهم سائلة / ها يا ولاد اتفقتوا على ايه ؟
تداركت غزل تحديقها به ودلوف والدتها فزاغت أنظارها تحاول التفكير بسرعة للخروج من هذا المغرز ولكن انتهز يزن تشوش أفكارها لينطق قائلا / موافقة أن شاء الله يا ماما ، هي بس مكسوفة شوية ، ولا ايه يا عروسة؟
لم تستطع غزل أن تفكر وهو بجوارها فقد شعرت وكأنه يسيطر على تفكيرها وكل حواسها فأطلقت لقدمها العنان لتذهب من أمامه نحو غرفتها فابتسم يزن مؤكدا على حديثه / مش قولتلك يا ماما .
لتطلق فاطمة زغرودة احتفالا بموافقة ابنتها الضمنية بينما الأخرى تزرع الأرض بغرفتها ذهابا وإيابا لا تعلم كيف تفسر ما تشعر به اهو فرحة ام تفاجأ ام غيظ ولكنها لم تجد سوى حل واحد في حالتها تلك لتقف فجأة متوعدة لهذا اليزن لتدلف غرام عليها غرفتها لتتأكد من موافقتها لتعطيها غزل موافقتها ثم تمتمت لنفسها / ماشى يا سي يزن انا وانت والزمن طويل.
...............................................
بعد مرور فترة اسبوع ظل طيلته چواد يفكر هل يحين وقت التقدم مرة ثانية ام لا يعلم أنها بفترة عدة ولا يجب الحديث عن أي شىء حاليا ولكن اشتياقه الذى جاوز الحدود وفرحته بعودة الامل جعلهم حافز يقوى يطغو علي اي تفكير في الأصول .
ظل طيلة الأسبوع يغدو للعمل ويخرج منه لا يفعل شئ مفيد كان دائم الشرود وكأنه كل ما يفعله مجرد تغيير مكان التفكير من المنزل للعمل حتى لاحظوه أصدقاءه يزن ويزيد ليخبروا بدروهم نضال الذي اتفق معهم على سهرة للتحدث مع چواد ويخرجوه عن صمته لعله ينطق بما يختلج صدره.
وبالفعل تجمعوا ثلاثتهم ليدلفوا الي مكتب چواد الذي فوجئ بهم ولكنه قرأ وجوههم وكأنه لا يريد أن يخرجه أحد من شروده المحبب وأحلام اليقظة الذى تجعله ينزوى بمفرده خصيصا حتى ينعم بها فحاول الاعتذار ولكنهم لم يسمحوا له بالانفلات ليجلس معهم مطلقا تنهيدة قوية جعل يزن يقول متهكما / هتحرقنا واحنا قاعدين يا عم.
ابتسم چواد ونضال ليعلق نضال قائلا/ معلش اصلنا قطعنا عنه وصلة الاحلام .
ينظر چواد بطرف عينه لنضال قائلا / شكلكم فايقين ورايقين وهتاخدوني تسليتكم النهارده
_ احنا نقدر يا باشا ، الحكاية أننا حابين نفكر معاك وتساعدك.
نطق بها يزيد لينظر له چواد باهتمام ليتسائل يزن / فكرت يا جواد إذا كانت والدتك هتوافق ولا لا؟
وكأنه علم ما يرمي له يزن لينظر له چواد متعجبا من سؤاله سائلا باستنكار / وايه اللي يخليها متوافقش ماما بتحب ميار جدا وكانت تتمناها ليا من بدري .
ليعقب يزن موضحا / اديك قولت كانت الوضع اتغير دلوقتي واكيد والدتك هتبقي عايزالك بكر زي اي ام ما بتتمنى لابنها.
وكانه يود أن يذكره بالنقطة التي لطالما حاول إغفال عقله عنها انها بيوم من الايام كانت ملكا لغيره فاستوحشت نظراته وبدا عليه الانفعال والضيق ليقول بحسم / لو سمحت يا يزن محبش اتكلم في الموضوع ده وان شاء الله ميار ليا مهما كانت الظروف.
يربت نضال علي كتفه محاولا تهدأة انفعاله ثم قال / اهدى يا چواد احنا بنحاول نفكر معاك بصوت عالي مش اكتر ونوضحلك المشاكل اللي ممكن تقابلها علشان تكون مستعد لها وتحلها مش اكتر ، يزن ميقصدتش اكتر من كدة.
ضيق چواد عينيه يفكر هل اخلاص من الممكن أن تعترض لهذا السبب ؟
لم يخطر بباله مطلقا نسبة ولو ضئيلة لرفض اخلاص بل لم يفكر بها مطلقا.
ولكنه وجد أنهم لديهم الحق يجب أن يفكر في جميع الاحتمالات هذه المرة حتى لا يدع للظروف مهما كانت أن تكن سبب في فشل مسعاه لذلك قرر أنه سيفاتح اخلاص الليلة ويري رأيها بالأمر لينتبه على تربيت نضال سائلا اياه / قولي بقي هتعرف ميار ازاي انك فسخت الخطوبة ؟؟
ده غير أنها لازم تكون مستعدة ولا ايه ؟ متنساش انها عدت بتجربة صعبة اوي.
نقطة أخرى أضافت لتفكيره كان كل ما يخطط له ويحسب حسبته ميعاد اليوم الذى سيذهب للتقدم لها لم يخطر بباله أنها لم تعرف بعد بخبر إنهاء خطبته كما أنها تستحق التنويه وخاصة أنها شخصية بريئة من المؤكد أنها خرجت من هذه التجربه ببعض التشوهات النفسية التي ربما تجعلها تنفر من مجرد التفكير بالأمر لينظر لنضال بحيرة لا يعرف بماذا يجيبه ليغمز الاخير بعينه قائلا / عندي ليك الحل ، لتتغير نظره جواد من الحيرة للأمل وكأنه يطالبه بهذا الحل سريعا ليقترب نضال من چواد مخفضا نبره صوته قائلا / ابعتلي نمرة ماجدة اختها اخليها تظبطلك الليلة .
التفت چواد بوجه تجاه نضال سريعا لوهله شعر وكأنه الحل السحري حتى اتسعت حدقتيه عندما فهم ما يرمي إليه صديقه وكأن نضال استشعر فهم چواد له ليضغط علي عينيه مؤكدا ما وصل لعقل چواد ليردف مؤكدا / ظبطني اظبطك.
ليسأل چواد وكأنه يريد التأكد من الخبر الذى لم يصدقه عقله / ماجي ؟؟
ابتسم نضال لهذا الاسم مرددا بتلذذ / ماااااجي .
ثم انتبه لما قاله چواد فقضب حاجبيه وكأنه يريد ارسال واضحة تنم عن الغيرة والتملك/ ماجدة يا چواد ها ماجدة .
ابتسم چواد محركا رأسه يمينا ويسارا دليلا عن عدم التصديق وأخرج هاتفه ليخرج رقم ماجدة فالواضح أنه ليس أمامه سبيل الا هذا النضال وليكن له ما يكون فماجدة كافية بتلقينه العقاب الكافى له.
أعطى چواد رقمها لنضال مؤكدا عليه بتوخي الحذر وأنه غير مسؤول لما سيتم له .
انتهت سهرتهم ليعودا كلا منهم الي مقره وفور دلوف چواد الي المنزل ووجد والدته بانتظاره كعادتها فجلس بجوارها وقبل أن تستقيم للتوجه لغرفتها قال لها / بعد اذنك يا ماما انا كنت عايز اخد رايك في موضوع وياريت لو دلوقتي.
نظرت له اخلاص وهي تتوقع في ماذا يريد فلذة قلبها أن يحدثها .
لتبتسم اخلاص وتجلس مرة أخرى منتظرة أن يبدأ بالحديث .
ازدرأ جواد لعابه ثم قال / انتي طبعا عارفه أن ميار أطلقت ويعني قصدي بعد ما تخلص عدتها.......
قطعت اخلاص استرساله قائلة / وليه يكون أول حظك خرج بيت يا ابني !؟
قضب چواد حاجبيه ناظرا لوالدته بتعجب قائلا / معقولة يا ماما تكوني بتفكري كدة ؟
سحبت اخلاص نفسا عميقا ثم أخرجته على مهل قائلة / انت عارف يا ابني انا بحب ميار قد ايه ؟؟
وياما أتمنتها تكون من نصيبك !!
بس الوضع اتغير .
_ ايه اللي اتغير يا ماما انا لسه بحبها وانتي عارفه كدة كويس.
نطق بها چواد بعصبيه مفرطة ثم اغمض عيونه للحظات محاولا تهدأة أعصابه ثم اقترب من والدته وكأنه يستعطفها قائلا / يا امي يا حبيبتي مش معقول لما تضيع مني فرصة وربنا يديني فرصة تانية اضيعها انا المرة دي بايدي.
_ بس ده مطلقة يا ابنى .
نطقت بها اخلاص وكأنها توضح معلومة كان غافلا عنها لينظر لها چواد باندهاش قائلا / معقولة بتشككي في اخلاق ميار ده هو...
وضعت اخلاص يدها على فمها قبل أن يكمل موضحه مقصدها / ابدا مقصدتش كدة ابدا ، انا قصدي انك كدة مش اول بختها وانا كنت اتمنى تاخد واحدة ملهاش تجارب وتكون انت اول بختها زي ما هي هتكون اول بختك.
ابتسم چواد وربت علي اقدام والدته قائلا / ولما الرسول عليه الصلاة والسلام اتجوز السيدة خديجة مكنش اول بختها بس كان لها الحياة اللي معشتهاش قبله ،
ولما الرسول عليه افضل الصلاة والسلام اتجوز اكتر من واحدة ثايب برضه مقالش انا مش هتجوز مطلقة أو أرملة .
_ بس كان اكتر واحدة بيحبها السيدة عائشة رضى الله عنها .
نطقت بجملتها اخلاص ليعقب چواد مبتسما وبهدوء / ولما تكون ميار هي اللي بحبها واتمنى اكمل عمرى معاها تفتكري هعرف ساعتها اتجوز غيرها ولا لازم اتجوز واظلم بنات الناس معايا واطلقها علشان ساعتها تنفعلي ميار وابقى انا وهي مطلقين.
_ بعد الشر يا ابني انا اتمنالك كل خير.
_ وانا شايف أن الخير كله فيها يا امي ، وبرضه مش عايز اقدم علي حاجة انتي مضايقة منها.
ربتت اخلاص علي كتفيه وابتسام قائلة / سيبني افكر وارد عليك وان شاء الله اللي في الخير هيقدمه ربنا ، قوم يالا ارتاح شوية وسيبها علي الله .
_ ونعم بالله.
توجه جواد لغرفتها داعيا ربه أن تكون ميار هي الخير الذى يقربه له الله.
بينما ذهبت اخلاص لغرفتها تفكر في حديث ابنها.
.........................................
وصل نضال لمنزله ليخرج هاتفه وينظر مطولا لرقم ماجدة وأخذ يفكر في كيفية التواصل معها وكيف ستوافق علي تواصله معها فلم يجد سوى فكرة اختها هي المدخل الوحيد لها الان.
ثم فتح تطبيق الواتساب ليكتب لها رسالة نصية مختصرة ومثيرة للفضول
( ماجدة انا نضال .
بستاذنك هبقى اتصل بيكي علشان عايزك في موضوع مهم جدا بخصوص ميار اختك )
واغلق التطبيق ولكنه لم يغلق عقله عن التفكير بها .
لا يعرف ماذا حدث له ولماذا يشعر بالانجذاب تجاه هذه الفتاة برغم ان صفاتها مغايرة تماما لما كان يحلم بها في فتاة أحلامه فلطالما كان يريدها هادئة لا تثير المشاكل ، مطاوعة لأقصى حد حتى أنه لم يأمل في فتاة جميلة جدا ولكن هذه الفتاة غيرت كل مبادئه فعيونها الزرقاء تجذبه بشكل خطير ومثله قد قابل المئات من أصحاب العيون الزرقاء فلماذا هي خاصة يشعر تجاهها بهذا الانجذاب.
كما ان جمالها الحاد يستفزه بحق مع حدية طباعها التي تبعد كل البعد عن الشخصية المطيعة التي كان يأمل بها.
وكأنه يدخل في منافسة لمعرفة من سيفوز على الاخر وينفذ رأيه ويخضع الطرف الاخر له.
ظل منتظر لعلها تجيب على رسالته والتى قرأتها ماجدة التي كادت أن تغلق هاتفها وتستسلم للنوم لولا ظهور هذه الرسالة بدون أن تفتح التطبيق فقد ظهرت أمامها وتعجبت لما يراسلها نضال ؟
ومن اين حصل على هاتفها؟
ولماذا يريد التحدث معها بخصوص ميار ؟
وكيف رفع التكليف بينهم بهذه الاريحية ؟
ثم رفعت حاجبيها تعبيرا عن التعجب والتفتت بنظرها تجاة اختها النائمة في حيرة هل تخبرها بشأن هذه الرسالة بالغد ام تنتظر لتعرف مقصده ؟
ربما كان مقصده بخصوص السئ زوج اختها السابق وهنا استوحشت نظراتها متخذه الاستعداد للهجوم لو كان ما يقصده هو محاولة من زوجها السابق بالعودة مجددا .
وضعت الهاتف على الكوميد المجاور لتربت علي رأس اختها التي تنعم بالأحلام لتتوعد لها بالتصدي لاي احد يحاول مجرد المحاولة من النيل منها مجددا يكفيها هذا العذاب ويكفي ماجدة الصمت.
.............................................
بعد مرور اسبوع علي ابطالنا يزيد وغرام وحتى الآن كلاهما متعجبين من موقف يزن الذي لطالما حاول يزيد أن يستشف السبب الرئيسي وراء فعلته تلك ولكن لم يتوصل لشئ مستبعد تماما إجابة يزن باحساسة بالحب ناحيتها الذي يرددها دائما عند سؤاله عن السبب .
بينما كان يزن ينتظر الضربة القادمة من غزل والتي تاخرت عن ما كان يتوقعه فقد كان يتوقع أنها سترد له المقلب باليوم التالي مباشرة ولكن من الواضح أنها لم تفيق بعد من صدمة الموقف ليستعد لضربته القادمة فقد ينمو لديه إحساس المشاكسة لها .
وجد أخيه يقتحم غرفته قائلا / يزن غزل طبعا طالعة رحلة تبع الجامعة بكرة واخيرا وافقوا أنها تاخد غرام معاها فانا هحصلهم بقي.
ابقي خلي بالك انت من المحل بكرة وطبعا مش محتاج اقولك اني هاخد العربية ، تصبح على خير.
انتفض يزن فور استماعه لحديث أخيه ليستوقفه قائلا/ استنى يا يزيد ، عرفت منين بالرحلة ده ؟
تعجب يزيد فقد كان يعتقد أن أخيه على علم بهذه الرحلة ليجيبه قائلا/ عرفت من غرام اول ما وافقوا أنها تروح مع اختها وموضوع الرحلة ده بقاله اسبوع قايلالي عليه افتكرتك عارف.
جز يزن علي أسنانه فقد عرف سبب هذا الصمت فهي تتجاهل وجوده في حياتها من الأساس وتتعامل وكأنه لم يكن إذا ليعلمها من هو يزن .
ليطلق تنهيدة ثم يقول / تمام يا يزيد ابقي صحيني معاك بدري علشان هاجي معاكم .
أنزوى ما بين حاجبي يزيد اندهاشا ليتسائل متحيرا / امال مين اللي هيقف في المحل بكرة ؟
_ هكلم جواد يقف بكرة لوحده المحل مش هيطير يا يزيد.
تعجب يزيد من رد فعل يزن ولكنه وافقه فمن حقه هو الآخر أن يكون مع خطيبته قطع شروده يزن الذى يبتسم بخبث مؤكدا على يزيد قائلا / اوعي تقول لغرام أو غزل اني جاي معاكم ، عايز اعملهالها مفاجأة.
تصبح على خير.
........................................
تجلس على فراشها البارد بمفردها فكم تعودت برودته منذ رحيل ونيسها.
شعرت بليلة خواء كلياليها جميعها تمسك بألبوم الذكريات
فتذكرت وقارنت .
تذكرت حبيبها وزوجها وابو ماستها الغالية عاشت معه اجمل ايام حياتها حتى في عز أزمتها بل كانت حلاوتها بالازمات وكيف تجاوزوها معا.
قارنت بينه وبين أخيه تعلم أن المقارنة غير مجدية فكفتهم متساوية من حيث الاخلاق والشهامة ففؤاد لا يقل عن مراد شيئا في تحمل المسؤولية وشهامته ورجولته بل يزيد عن مراد في سرعة حسم الأمور فكثيرا مراد كان يشيد به في سرعة البديهة وحقا فقد افادها كثيرا بعد مراد ولكن برغم تساوي كفتين المقارنة بين مراد وفؤاد في الأخلاق والرجولة ولكن للقلب احكام فدائما قلبها يرجح كفة مراد فهو اول حبيب عرفت معه معنى الحب والاستقرار والاطمئنان وبرغم وجود فؤاد بجوارها بعد وفاة زوجها إلا أن شعور الامآن لم ينتابها بعد فراقه .
ولكن الآن لابد أن تحسم أمرها ويا له من أمر جلل .
فلم تتوقع لحظة أن يحل رجل مكان مراد تعيش معه ما كانت تعيشه مع مراد ،
رجل اخر تسرد له هواجسها وهمومها ،
رجل اخر تضع رأسها علي كتفيه وتطلق الامان لقلبها أن هناك من سيتحمل عنها ،
كما انها كانت تحمل كثيرا من الود والاحترام لزوجته والتي لم تشعر قط بالضيق من ناحيتها جراء ما يفعله معها فؤاد منذ وفاة أخيه .
والان أصبح هو الآخر ارمل بعد وفاة زوجته ولعل القدر أراد أن يجمعهم معا ليساعدا بعضهم .
تذكرت أمر الرسالة التي ارسلتها إليه بشأن موافقتها على الزواج والتي استشعرت سعادته من اتصاله الذى تلى رسالتها وقد ابلغها بميعاد عقد القران والذي سيتم يوم عقد قران ابنتها لتكون الفرحة للجميع  .
.......................................
في الصباح تلقى محمد اتصالا وهو بالعمل من عم ماسه الذي أخبره الاخيرا بتحديد موعد عقد قرانهم بعد أن أخبره عمها بالموعد المناسب لهم واتفقا كل من عائلة محمد وماسة أنه سيكون بعد اسبوع وسيكون موعد الزفاف بعد شهر حتى يتمكن كلاهما من إتمام ما ينقصهم ليخبر بدوره والدته التي كانت بالمنزل مع بناتها لتسعد كثيرا وتخبر ميار وماجدة ثم تمتمت بصوت مسموع / يااااه اخيرا الفرح هيدخل بيتنا .
ثم ربتت عزة على كتف ميار قائلة / عقبالك يا بنتي لما تتهني في بيتك.
ابتسمت ميار ابتسامة حزينة ولم تنبت ببنت كلمة فقد جربت حظها مرة ولم تحتاج إلي تجربه أخري بينما حاولت ماجدة خلق روح مرحة نوعا ما فقالت / هو محدش بيدعيلي ليه عايزني اخلل جنبكم.
وكزتها امها قائلة / مش لما تخلصي تعليمك وتشتغلي ابقي استعجلي علي الجواز .
شهقت ماجدة قائلة باعتراض / ليه أن شاء الله اصلا انا مش عايزة اشتغل انا عايزة اتستت واعقد في البيت ومعنديش مشكلة اتخطب قبل ما اتخرج بس هو يجي اللي يستتني وانا اوافق.
لوحت الام بيدها قائلة / اتنيلي انتي حد بيعجبك خالص ، ده غير طولة لسانك وعصبيتك ابقي قابليني لو حد جالك .
نهضت ماجدة واقفة باعتراض قائلة مشيره بيدها بفخر لنفسها/ هيجي يا ست ماما وبكرة افكرك .
ثم توجهت الي غرفتها حتى تذكرت أمر رسالة نضال لتلتفت الي والدتها وميار مضيفة عينها ثم اكملت طريقها الي غرفتها عاقدة النية بالرد عليه والموافقة على مقابلته حتى تعلم ماذا يريد أن يخبرها عن اختها لعلها تستطيع أن تساعدها
................
كل سنة وانتم طيبين ويعود علينا وعليكم الايام بخير يارب 🌹🌹
اتمني البارت يعجبكم ومنتظرة تعليقاتكم وريفيوهاتكم اللي هتحمسني وتخليني انزل البارت التاني بسرعة❤❤❤
عيد سعيد احبابي🎉🎉🎉

معدن فضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن