معدن فضة
لولي سامي
البارت ٤٠
خرج يزيد من قاعة الفرح بعد انتهاءه ممسكا بيدي يزن ساحبا اياه خلفه كمحاولة للفصل بينه وبين غزل والتي كانت تسحبها غرام خلفها تحاول تهدأتها بينما غزل لا تكل ولا تمل من الرد عليه كمحاولة فاشلة في الدفاع عن نفسها أمام هذا اليزن حتى وصلا للسيارة واستقلا يزيد ويزن بالامام ليستقرا غزل وغرام بالخلف
ويحاول يزن الصمت ولكن مع استفزاز غزل ينظر صوب أخيه قائلا باستشهاد/ شايف يا يزيد!؟
شايف بجاحتها مش عايزة تسكت .
لتجيب على حديثه غزل بالخلف قائلة بغضب / اسكت ليه؟ وانا معملتش حاجه ؟
ثم انا مش بجحة انا بدافع عن نفسي.
يوزع يزن نظراته بين الطريق وبين النظر لها بغضب بالمرآة الأمامية ناهرا فيها بصوتا عال مستنكرا اجابتها / معملتيش حاجه!؟
قايلك مفيش رقص لو بنات القاعة كلهم رقصوا .
_ وانا مرقصتش ...... عشرين مرة اقولك مرقصتش .
_ والله......
لما تهزي اكتافك وتتنططي واللي رايح واللي جاي يبص عليكي يبقى ناقص ايه ؟
_ يبقى ناقص كتير......
الظاهر معلوماتك عن الرقص ناقصة.
يزفر يزن أنفاسه الغاضبة وطرق بقبضته على عجلة القيادة امامه بينما يزيد وغرام يحاولون تهدأة كل طرف فينظر يزن مرة أخرى ليزيد قائلا / شايف مش بقولك بجحة ؟؟
لتكمل غزل استفزازه قائلة / انا برضه اللي بجحه!؟
ولا انت اللي عينك تتدب فيها رصاصة وبتغلوش على الموضوع!!
نظر يزن لها بالمرآه مستلما دفة الدفاع عن الذات قائلا / تدب فيها رصاصة ليه؟
انا اللي جيت وراها وطلبت ارقص معاها ولا هي اللي طلبت مني !؟
ثم تقمص دوره المعتاد والذي يتقنه جيدا وهو دور المغرور والواثق منه نفسه فعدل لياقة قميصة وقال مكيدا لها / هي واحدة عندها ذوق ..... شافت راجل وسيم ولوحده طبيعي تعرض عليه الرقص......
اصل انا بجد متسابش .
استوحشت نظرات غزل لتنظر لغرام اختها قائلة من بين أسنانها / شايفة اللي بتدافعي عنه ؟
شايفة اللي بتهديني علشانه ؟
مش بقولك عينه تدب فيها رصاصة ؟
نظر لها يزن بالمرآه وقد أعجبه حالة الشياط التي بها غزل ليزيد الجرعة قائلا / انا مش عارف انتي مضايقه ليه ؟
هو مش انا عرضت عليكي ترقصي معايا ورفضتي ؟
اضايقتي ليه بقى لما حد جه يرقص معايا ؟
ولا نار الغيرة ولعت جواكي؟
شهقت غزل مدعية نفي الغيرة القاتلة التي تشتعل بجوفها قائلة / غيرة ؟
غيرة من ايه ولا على مين ؟
ولا من مين اصلا ؟
ده حتي بنت صفراء زي شعرها
لا طبعا مكنتش غيرانه .
ابتسم يزن فقد استطاع أن يلامس غيرتها ويخرجها عن صمتها فأكمل مردفا بخبث / اه ...... بإمارة ما زقتيها وقولتلها اني طالبك قبلها للرقص .
هربت بنظراتها منه وتلجلجت قائلة / هو .....
هو انا كدبت؟
مش انت طلبت ترقص معايا الاول ؟
استمر الحوار على هذا النحو حتى وصلا لمنزل غرام وغزل لتهبط غرام ويزيد ليسلم عليها بينما يزن يلتفت ليمسك بكف غزل قبل أن تترجل من السيارة وبصوت رخيم قال لها / متزعليش انا بغير عليكي.
حاولت غزل مداراة ابتسامتها لترفع كتفها قائلا بإنكار بادي عليها / انا مزعلتش ......
انا بس اضايقت من بحاجة البنت اللي كانت بتلف حواليك.
_ بس انا بلف حوالين واحدة بس .
قال يزن جملته غامزا لها بإحدى عينيه لتتسع ابتسامة غزل فيمسك يزن كفها ويلثمها برقة اذابت أوصالها ثم نظر بداخل عيونها قائلا بصوته الرخيم / زي النهارده بعد اسبوعين هتكون ليلتنا .
ثم اقترب منها هامسا لها قائلا بوقاحته المعهودة / دانا هعمل عمايل .
قطبت غزل جبينها سائلة اياه ببراءة / هتعمل ايه يعني ؟ وبتوطي صوتك ليه؟
ابتسم يزن ثم أشار لها بالاقتراب فاقتربت ليهمس بداخل أذنها ما جعلها تجحظ عيونها ثم شهقت ووضعت يدها على فمها لتنظر ليزن وبدون اي تعليق سحبت كفها و فتحت باب السيارة وهبطت مسرعه علي الدرج وكأنها لدغتها عقربة ليضحك يزن بملئ فمه ويضرب كفا على الاخر متمتما لنفسه / كل ده من كلام بس ؟!
امال هتعملي ايه ليلة الدخلة !؟
تعجبت غرام عند رؤيتها لاختها وهي صاعدة الدرج مسرعه لتنظر تجاهها ثم تنظر ليزيد قائلة / مش عارفه خايفة على غزل اوي من يزن......
على طول بيتخانقوا.
يبتسم يزيد مطمئنا لها / بالعكس انا شايف أنهم منسجمون جدا مع بعض وفاهمين بعض جدا ....
وعلى فكره محدش هيحبها اكتر من يزن .....
هما بس يخفوا عند في بعض هيبقوا اسعد اتنين.
_ زيينا كدة .
نطقت بها غرام معلقة على حديث يزيد ليحتضن يزيد كفها ويلثمها قائلا وهو يصوب نظراته داخل عيونها / احنا محدش زيينا .......
عرفنا بعض وحبينا بعض وفهمنا بعض من نظرات عيونا.
ابتسمت غرام ونظرت للاسفل ليقترب يزيد من وجنتيها فشعرت غرام باقترابه منها وبسخونة أنفاسه لتزوغ نظراتها يمينا ويسارا تحاول ايجاد مبرر تهرب به حتى تذكرت اختها فقالت باضطراب / اااااه.... انا ....... انا هطلع بقى علشان اشوف غزل باي باي.
وصعدت مسرعه كحال اختها ليخرج يزيد من العمارة فيجد يزن منتظره بداخل السيارة وحاله ليس كالمعتاد ليستقل بجواره السيارة وينطلق يزن والصمت يعم عليهم كلا بعالمه الخاص .
......................................................
ثم يعوضك الله
وما ادراك ما عوض الله!!
رمش چواد من طلبها عاقدا جبينه بتعجب وتوقف يستوعب قليلا حديثها أحقا تريد فقط مساعدتها بسحاب فستانها ام تقصد مطلب اخر تمناه منذ زمن .
ابتلعت ميار لعابها بصعوبة عندما زاد وقت نظراته إليها وشعرت بالتوتر من جرأتها التي لم تعلم من أين جاءت بها .....
زاغ بصرها فلم تقوى على النظر إليه .
تقدم چواد بقدم خاوية يدعو الله أن يمهله السيطرة والتحكم بذاته .
مع كل خطوة منه للامام كانت تتراجع هي على إثرها للخلف هو يتقدم بقلب مرتجف تحسبا لفهم خاطئ.
وهي تتراجع بقلب منفطر اثر شجاعة زائفة.
دلف چواد الغرفة لتستدير هي معطيا إياه ظهرها وقد أغمضت عيونها بل واطبقت جفونها بقوة .
تقلصت المسافات بينهم حتى كادت تنعدم ومع كل خطوة منه كانت تزيد هي من اطباق جفنيها مع ازدياد خفقات قلبها.
شعر بل سمع لخفقات قلبها ....
علم خوفها وادعائها الشجاعة فلم يعرفها احد سواه .
زفر زفيرا ساخنا يحمل لهيب قلبه حتى كاد يحرق مؤخرة عنقها .
مد يده ليمسك طرف سحابة فستانها ليقشعر جسدها ...
اغمض عيونه وأمسك بالسحاب وبدأ في فتح السحاب ببطئ
لا يعرف لماذا ولكن كل ما يريده إطالة فترة قربهم معا .
تلامست بشرة كفه مع بشرتها الملساء البضة.....
ارتجف قلبه قبل يداه بينما هي زاد ارتجافها الذي لم يتوقف منذ ولوجه للغرفة .
اتم مهمته الشاقة التي ارهقت كافة جوارحه .
فتح سحابها الذي أظهر من أسفله الذي ارهقه حقا .
حاول تمالك أعصابه ليستدير ويهم بالفرار لولا صوتها الرقيق الذي نادت علي اسمه الذي يعشقه منها لتزيد صعوبه موقفه .
علم أنها تجاهد ذاتها من أجل ارضاءه فالتفت إليها مرة أخري مدعى الابتسامه .
أمسكها من كتفيها وقبل جبينها محاولا بث روح الاطمئنان بقلبها المرتجف قائلا / احنا النهارده تعبنا اوي في الفرح محتاجين نريح شويه .
ثم ربت على كتفيها وأكمل مردفا / هجيب الاكل عقبال ما تغيري هدومك.
وانطلق والجا من الغرفه مطلقا تنهيده حارة .
..............................................
أراد أن يعطيها الوقت الكافي لتغيير ملابسها ولم يعلم أنه اهداها حياتها القادمة كلها فقد شعرت اخيرا بالأمان والاطمئنان التي لطالما تمنته حتى أنها غفت بفستانها على الفراش
دلف الغرفة بعد أن طرق الباب عدة مرات ولم تأتيه اي استجابه ليراها بهذا الوضع .
وضع طفلة بريئة غفت بفستانها على فراشها فور شعورها بالأمان .
ابتسم قليلا ليقدم عليها وسحب الغطاء فوقها ليدثرها به فور شعورها بالدفئ ارتخت جسدها أكثر وتوجه هو لتغيير ملابسه وعينه لم تنفك عنها ثم توجه ليستلقي على الأريكة التي تواجه الفراش مقررا عدم الاقتراب منها إلا إذا طلبت هي ذلك
................................................
تجمعت العصافير لتغرد فوق نافذتها ربما لتخبرها بإشراق عهد جديد.
فركت ميار عيونها تحاول حجب أشعة الشمس عنها حتى استطاعت اخيرا أن تفتحهم لترى أمامها چواد يغفو على الأريكة المقابلة لها تمعنت النظر في ملامحه .
اعتدلت بجلستها لتجد أنها مازالت بفستانها .
تذكرت عندما لم تستطع أن تراوغه عن نفسها بصراحة فقد فقدت الشجاعة باللحظة الأخيرة .
ولكنها فكرت في خدعة أخري وهي أن تتدعي النوم بفستانها المفتوح ربما تجرأ هو وتقدم بجوارها ولكنها غفت لا تعلم متى ولا كيف ولم تشعر حتى به وهو يدثرها .
استقامت من فراشها متجهه له وهي تمتم قائلة / هحب فيك ايه اكتر من كدة ؟
جلست بجوار الأريكة تزيد تمعنا بوجهه.....
تمرر كفها على شعره تداعبه برقه هامسة لذاتها/ عارف انت حلو اوي حتى لو شعرك منحكش.
ثم انخفضت يدها قليلا لتلامس ذقنه مكملة بهمس وابتسامة/ دقنك ده مكنتش موجوده بس عارف كدة احلى كتير .
اطالت النظر لوجهه تتملكها رغبة في أن تقبل كل انش به لتبوح بمكنونات صدرها وهي تقضم شفتاها / كنت مستنياك امبارح بس راحت عليا نومه ....
مش عارفه اقولك ازاي اني بحبك اوي ومحتاجة حضنك اوي بس بتكسف ....
يارب تفهم لوحدك بقى وتسهل الموضوع عليا شوية .
شهقت عندما وجدت نفسها ترفع وتستقر أعلاه لتجده يفتح عيونه قائلا / وانا مش محتاج أن أسمع اكتر من كدة ،
انا كلي ملكك .
ثم في غمضة عين وجدت نفسها أسفله لا تعرف كيف ومتى وقبل أن يجعلها وقت للتفكير كان قد انقض على شفتيها بكل رقة ورغبة لتذوب بين يداه كقطعة الثلج على سفح ساخن فيغمرها في انهار حبه .
شعرت وكأنه يزيل اي شائبة عالقة باي جزء بها يمحو اي اثار قديمة من داخل قلبها قبل جسدها .
بعد فترة من ملحمتهم الرومانسية التي لم تخلو من عبارات الغزل التي اذابتها أكثر أغمضت عيونها باستمتاع بينما هو ظل شاردا للحظات يراوده سؤال يريد أن يسأله أو بالأحرى ليطمئن به ولكن راهب رد فعلها تجاه سؤاله.
أزاح شعرها الحريري الذي التصق بوجهها من أثر التعرق وابتلع لعابه بتوتر ثم قال / ميرو ....
_ مممممم
_ انا ....... . انتي ...... اقصد يعني انا اذيتك ... وجعتك يعني في حاجة ؟
ابتسمت ميار وفهمت مغزى سؤاله لتمسح وجهها بصدره باستمتاع كالقطة التي تتمسح بصاحبها ثم اومأت بالرفض واطلقت صوتا تزوم به معبره عن الرفض .
ليكرر سؤاله وكأنه يريد إجابة واضحة تثلج قلبه فقالت بسعادة ظاهرة عليها / انا محستش اني متجوزة أو أن الجواز حلو غير معاك يا چواد .
ثم رفعت رأسها لتقابل وجهه مكملة / انا كنت بحبك اوي...
بس دلوقتي بحبك اكتر......
لا انا بعشقك ومقدرش استغنى عنك ....
ربنا يخليك ليا.
_ قولتيلي بقى انهي حته موجعتكيش؟
كتمت ميار ضحكتها قائلة / چواد انا جعانة .
تمعن چواد النظر فيها وابتسامة ماكرة أجابها / وانا هموت من الجوع .
ليقبل كل انش بوجهها ببطئ وتروي وكأنه يتذوق طعام شديد الحلاوة ليصعدا حتى عنان السماء ويذوبا معا بعالمهم الوردي التي لطالما تمنوه في احلامهم
![](https://img.wattpad.com/cover/320600795-288-k707724.jpg)