#معدن_فضة
#لولي_ سامي
بعد أن انطلق محمد عادت ماسة إدراجها الي غرفة والدتها التي ظلت تنظر لها بدون أن تنطق ببنت كلمة .
بينما ماسة تحاول جاهدة التهرب من نظراتها فهي تشعر وكأنها تقرا ما باعماق عيونها وقلبها.
حاولت ماسة أن تتوارى من نظرات والدتها فادعت الذهاب لجلب لها طعام وسؤال الطبيب عنها لتمسك والدتها يدها ساحبه إياها ثم قالت/ اقعدي يا ماسة انا لسه واكلة والدكتور قال هنروح بكرة مش محتاجة كل ساعة نروح نسأله.
ازعنت ماسة لحديث والدتها وجلست أمامها وهي تدير حدقتيها يمينا ويسارا حتى لا تنظر بعيون والدتها حتى باغتتها قائلة / هتفضلي تتهربي كدة كتير ،
انا مستنياكي تتكلمي من نفسك زي ما متعودة منك.
خجلت ماسة من حالها ونظرت للاسفل قائلة بصوت هامس / _ والله يا ماما مكنتش هخبي عليكي ،
بس قولت لما تفوقي بالسلامة .
وكأنها كانت تنظر
والله والله يا ماما كدة كدة كنت بطلع الموبايل علشان اتصل بيكي استاذنك اني هقعد ما محمد نص ساعة بس لاقيت مكالمتك وجينا على طول ده كل اللي حصل.
ظلت والدتها صامته تستمع لابنتها فهي تعلم أنها لم تستطيع أن تكذب عليها ثم سألتها لتكمل ما توقفت عنده قائلة /
_ وبرة اتكلمتوا في ايه؟
فركت ماسة باصابعها وتصببت عرقا وهي تجيب عن سؤال والدتها بكلمات معدودة قائلة بنبرة خجلة /
_كان عايز يجي يتقدملي دلوقتي ،
وانا قولتله بلاش علشان حضرتك تعبانة.
ضيقت والدتها عيونها وفكرت في شئ ما مما أثار القلق في نفس ماسة حتى نطقت والدتها قائلة /
_ كدة افضل برضه المواضيع ده مينفعش هنا لازم يطلبك في بيتك ومن اهلك.
زمت ماسة شفتيها جانبا هامسة لذاتها /
_ اهلي ربنا يستر ،
لتمتم قائلة /
_ ياريتني كنت سمعت كلامك يا محمد.
........................................
سمع إشعارا يأتي من هاتفه ليخرجه سريعا ويفتح الهاتف لتتسع حدقتيه فور رؤيته لرسالة تحمل اسمها بدأت تتسع ابتسامته رويدا رويدا كان ينتابه الشك بأنه يتوهم حتى دخل بالتطبيق ذاته وتأكد بالفعل أنها أرسلت رسالة بها كلمتين
( انا بخير )
كما أنها مازالت متصل الان حاول الرد عليها وعندما شرع بالكتابة لاحظ أنها أغلقت التطبيق ولكنه لم ييأس يكفي انها أجابت عليه ولو مرة واحدة .
بدأ يخط لها رسالة أخري محاولا التعبير عن مدي سعادته برسالتها ويتمني لو استجابت لطلبه ولو لمرة واحدة .
رأت غرام رسالته دون أن تفتح التطبيق كانت سعيدة جدا برسالته ولكنها متخوفة فهي لم تجرب من قبل مثل هذه المشاعر لم تعرف كيف تتصرف انتظرت حتي انتصف الليل لتجيب عليه إجابة مختصرة قائلة
( انا عمري ما قابلت حد بره قبل كدة وعلشان اعملها لازم اقول لماما واشوف رأيها ايه؟)
لم تتوقع أنه مازال منتظر ردها .
فور ارسال رسالتها واعطاء رنين الاشعار له فتح الهاتف سريعا وقرا رسالتها التي جعلته تهلل اساريره واجابها فورا قائلا وبدون تفكير
( وانا موافق وهنتظر رد والدتك ولو موافقتش اتمني اجي اقابلها عندكم )
وضعت غرام يدها على فمها تحاول مداراة خجلها ونسيت أنها مازالت تظهر له انها متصل الان حتى انتبهت على بداية كتابته لتغلق الهاتف سريعا وكأنها تخفي وجهها الخجول عنه،
ثم وضعت الهاتف علي الكوميد بجوارها وظلت تنظر للخلاء حتى غفت علي فراشها تستمتع باحلامها العذبة.
................................................
ظلت في فراشها تتذكر الوقت القليل الذي مر بينهم .
وبرغم أن الوقت مر سريعا وبرغم أنهم لم يكونا بمفردهم إلا أنه كان مميز في كل شيء حتى أنها لم تشعر بوجود أحد معهم بل شعرت وكأنهم بمفردهم .
ظلت تارة تبتسم وتارة تعبس بوجهها وتستشيط عيونها غضبا حتى أنها لم تشعر بحال اختها وانشغالها بالهاتف كما كانت تفعل معها كل مرة.
_ بس كلمة حق االلون التوتي مع الاصفر الكناري تحفة عليكي.
نطق بها يزن أثناء قيادة نضال للسيارة لتنظر غزل له بالمرآه وعيونها يملؤها الغضب فتثور قائلة محاولة إثبات فعلته /
_ اهو سامعين بيعترف أن كان قاصدها اهو.
ابتسم يزن ابتسامته السمجه قائلا /
_ انتي هتتبلي عليا ولا ايه انا بقول رأيي في اللونين مع بعض،
دانا حتى بفكر اقترح عليكي متغسليش البلوزة بصراحة بقت تحفة فنية.
_ عاااااااااااااا
أطلقت غزل صرخه مدوية تعبيرا عن غضبها الشديد مما جعل نضال ينتفض وهو إمام إطار القيادة ولا إراديا كان بدأ في إغلاق النوافذ سريعا في حين كارما ما زالت تدقق بكل أفعاله وحركاته .
ثم قال نضال بحزم /
_ مش هينفع لعب العيال اللي انتوا فيه ده.
ثم نظر ليزن قائلا /
_ لو سمحت يا يزن يا ريت تسكت شوية ،كفاية كدة.
ثم نظر تجاه غزل بالمرآه قائلا /
_ آنسة غزل ياريت تتحكمي في انفعالاتك اكتر من كدة شوية.
حتى لاحظ نظرات كارما الهائمة به فسلط انظاره تجاه الطريق حتى وصلا وكاد أن يصرخ بكل من غزل ويزن فكلاهما لم يصمتا ابرهه واحدة.
ترجلت غزل من السيارة وصفقت الباب خلفها بشده فقال يزن مناديا لها بطريقة تحمل سخرية مما جعلها تلتفت له فقال بطريقته المستفزة /
_ مبتتكسفيش لو حد كان ينادي عليكي ويكون قصده ......... غزل.
وغمز بطرف عينه حتى يصلها ما يقصد وبالفعل وصل لها ما يشير إليه فقد كان يريد التغزل بها ولكن بطريقة ساخرة حتى لا يثبت عليه تهمة التغزل.
جزت غزل على أسنانها ثم استدعت الروح الباردة لديها لتبتسم قائلة /
_ اكيد إجابة السؤال عندك لما كل اللي حواليك ينادوا عليك ب .....يزن وانت بعيد كل البعد عن الاتزان.
ضغطت على حروف اسمه لتوصيل المعني ثم التفتت وتوجهت الي طريقها هي وصديقتها ولا تعرف كيف ردت عليه ولكن كل ما تجزم به أنه يكاد يشتعل غيظا الآن فقد انتهى فقرة تراشقهم بالضربة القاضية من جهتها.
عادت غزل لواقعها بعد أن تذكرت كيف انتهى لقائهم ولكن هل سيلتقوا مجددا؟
لا تعلم حتي أنهم أنهوا لقائهم بجملة تحمل معاني اسمائهم وصفات شخصيتهم التي تكاد تكون مقتبسة من اسمائهم.
وهل إذا التقوا سيظلون بمبدأ القط والفأر؟
ام حتى هنا وقد انتهت اللعبة!؟
............................................
امسك يزيد بالهاتف فور وصول اشعار منها وفتح التطبيق سريعا ليري ردها وسريعا دون إجابته دون ادني تفكير منه وكاد أن يكمل حواره معها فاخيرا حصل عليها وهي متصل الان ولكن وجدها وقد أغلقت التطبيق ليزم شفتيه معلقا بصوت مسموع /
_ ليه بس ما كنتي بعقلك.
سمعه يزن الذى كان لم يزل مستيقظا فاستدار ينظر له بتعجب ثم اعتدل من رقدته علي إحدى جانبيه مستندا علي مرفقيه قائلا بسخرية /
_ لا بقى ده الموضوع كدة ميتسكتش عليه ،
وصلت انك تكلم نفسك ، ده حتى تبقي عيبة في حقي.
زفر يزيد أنفاسه ورفع نظره للسقف بملل ثم قال معلقا/
_ انت يا ابني مش كنت نايم من شوية ايه اللي صحاك دلوقتي.
اعتدل يزن وجلس متربعا وكأنه وجد من ينبش عما بداخله فقال سريعا والإبتسامة تملئ وجهه /
_ اسكت يا يزيد دانا النهارده عملت حتة مقلب في....
ثم صمت ليجد ذاته من يسترسل بالحوار فعقد حاجبيها قائلا/
_ ايه ده انا قايم اسألك مش اتكلم انا ،
مش هتكلم الا لما تعترف انت الاول .
سرح يزيد قليلا والإبتسامة بدأت تشق ثغره ليصفق يزن قائلا/
_ أيوة بقي هي الضحكة ده وراها بلاوي.
ازدادت ابتسامة يزيد وحرك رأسه تعبيرا عن عدم الفائدة ثم اعتدال جالسا وبدا يسرد لأخيه بداية الموضوع حتى انتهى برسالته لها ليعلق يزن ناهرا اياه /
_ ايه ده يا ابني ده !!
تدلق كدة علي طول واول ما تقولك ماما تقولها هقابلها ؟؟
ابتسم بسخرية بجانب فمه
أدبست رسمي يا خفيف ،
طب كنت اسألني الاول كنت قولتلك البنت ده بترسم عليك.
عقد يزيد جبينه وزفر أنفاسه بغضب قائلا باعتراض عما بدر من أخيه /
_ تصدق انا مكنتش عايز اقولك علشان كده ،
نام يا يزن نام ينوبك ثواب.
تمدد يزيد بالفراش والتف معطيا ليزن ظهره مدثرا حاله بغطاء من أعلي رأسه حتى أخمص قدميه.
تعجب يزن من غضب اخيه معلقا/
الحق عليا كنت عايز الحقك، يالا انا نصحتك وانت حر .
ثم تمدد هو الآخر واستعاد ما كان يفكر به قبل حديثه مع أخيه ليبتسم مرة أخري حين تذكر ملامحها الطفولية ومواقفها وردودها الشقية حتى شعر برجفة من أعماق قلبه لا يعرف اهي من تفكيره في صاحبة المقلب ام أنها من برودة الجو ليسحب غطاءه عليه ويسبح في عالم أحلامه مستضيفا به بطلته الجديدة .
............................................
مر يوم الخطبة علي خير وفي صباح اليوم التالي لها كانت انوار وغادة يعزما على التحقق من أمر حمل ميار فهم لن يقبلوا بأن يدعوا الأمر يمر مرور الكرام.
فقبل أن تذهب ميار لعملها صعدا كليهما طارقين باب الشقة ففتحت ميار بابتسامتها المعتادة تزين وجهها ثم قالت لهم بعد أن دلفوا للداخل سويا/
_ كويس انكم طلعتم انا محضرة الفطار لحسن ابقوا افطروا معاه .
تشدقت انوار وتصنعت الرأفة علي حالها قائلة /
_انتي يا بنتي مش كنتي تعبانة امبارح ومش قادرة تقومي من مكانك !
هتروحي الشغل ازاي بس دلوقتي ؟
رمشت ميار باهدابها وابتعلت ريقها وزمت شفتيها ثم قالت بنبرة مضطربة /
_ مانا بقيت كويسة دلوقتي الحمد لله.
نطقت غادة وهي تضيق عيونها لتستشعر صدق ميار ولترد لها ما صنعته اختها بالأمس
_ لا مينفعش يا مرات اخويا ...... لازم نوديكي لدكتور تطمني ونطمن عليكي وعلي الحمل ولا ايه يا ماما !؟
ظلت ميار تحرك حدقتيها بينهم ومن داخلها تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها ثم فجأة تذكرت أمر العمل الذي حقا كان المنقذ الحالي فنظرت في هاتفها فجأة لتشهق وسحبت حقيبتها بسرعة قائلة وهي تتجه مسرعة لباب الشقة /
_ معلش يا جماعة لما ارجع نتكلم انا اتاخرت اوي....عن اذنكم.
نطقت باخر جملتها وهي تهرول هابطة علي الدرج واستمرت بالعدو متناسية أن تستقل سيارة حتي خرجت من الشارع تماما فتنفست الصعداء ووقفت واضعة يدها موضع قلبها لتهدأ من روعه وتطمئنة أنها تخطت مرحلة الخطر .
ثم أشارت لسيارة تقلها لمحل عملها وهي تخرج هاتفها لتستعين باختها ماجدة حتى تخرجها من هذا المأزق.
فعلا وصلت وقد بدأ على وجهها الشحوب وبعد انقضاء اول الحصص وقابلت ماسة بفترة الراحة فسألتها عن سبب شحوب وجهها فسردت لها ما حدث بالصباح وأنها استعانت لأختها لتسألها ماسة بفضول/
_ يخرب عقلك يا ماسة انتي وماجدة ،
المهم المصيبة اختك قالتلك ايه ؟
حركت ميار وجهها يمينا ويسارا وامتعض وجهها بسخط على اختها قائلة بقلة حيلة /
_ الباردة بكل هدوء قالتلي وماله اهو تطمني علي نفسك ولو في حمل بالرغم اني هزعل بس اهو نطلع مش كدابين ولو مفيش يبقى خير وبركة وقولي كان إجهاد عادي جدا ، ويا ستي وانتي رايحة قوليلي اجي معاكي.
ضحكت ماسة حتى ظهرت نواغزها وصفقت بيدها تعبيرا عن إعجابها بالفكرة قائلة في وسط ضحكاتها /
_ طب والله البت اختك ده نرفعلها القبعة عليها دماغ متكلفة.
تعجبت ميار من رد فعلها لتضرب كف بالآخر معلقة بكلمة واحدة / مجانين ، والله مجانين .
انتهي اليوم لتعود ميار الي منزلها لتجدهم مازالوا علي رأيهم بل إنهم اتخذوا قرارهم وارتدوا ملابسهم ومنتظرونها حتى حسن زوجها يجلس مرتدي ملابسه وفور حضورها قال لها /
_ حمدالله على السلامه قبل ما تقعدي يالا بينا كلنا مستنينك ،
احنا حجزنا عند دكتور شاطر اوي وميعادنا دلوقتي يالا بينا.
جخظت عيون ميار وتسمرت مكانها حتى وجدت من يمسك بذراعها ويجبرها على التحرك وابتسامتها السمجة تزين وجهها قائلة بنبرة ساخرة /
_ يالا بينا يا مرات اخويا علشان نفرح بجد بقي.
أرادت أن تبلغهم بضرورة تواجد اختها معها ،ارادات أن تبلغهم بقلقها العارم واعترافها بالموضوع برمته ولكنها وجدت فجأة نفسها بداخل السيارة وعقلها مشتت لا تعلم ماذا تفعل وكيف تتصرف حتى فاقت علي كلمة حماتها وهي تحسها على الترجل من السيارة فقد وصلوا الي العيادة المنشودة.
_ حسب الكشف المبدئي الواضح قدامي بيؤكد انك مش حامل يا مدام ميار.
نطق بها الطبيب بعد أن استدار بكرسيه من أمام جهاز الأشعة معطيا لميار مئزرا ورقيا لتزيل اثار المادة الجيلاتينية من عليها.
اتجه الطبيب الي مكتبه وبدأ يدون بعض ملاحظاته بالورق امامه لحين انتهاء ميار من هندمة ملابسها بينما كان ينتظره حسن أن يتحدث عن سبب عدم وجود حمل فنطق حسن متسائلا غير عابئ بميار /
_ ويا تري يا دكتور ايه اللي عندها اخر الحمل احنا تقريبا بقالنا ٦ شهور متجوزين ومحصلش حاجه.
استمعت ميار لسؤال حسن الذى شعرت وكأنه يسدد لها ضربة قوية فاغمضت عيونها ثم خرجت من خلف الحاجز لتجلس بالمقعد المقابل لحسن وتنظر تجاه الطبيب بتوتر واضطراب منتظرة إجابته وقد شعرت بسهام النظرات تصوب ناحيتها ، تمنت لو أن اختها معها الان لكانت شعرت بقليل من الاطمئنان.
رفع الطبيب رأسه عما يدونه وقال بابتسامة/
_ هو المفروض أن المدة ده مش كتير ومتخلناش نقلق ،
بس حسب شكوى المدام والاعراض اللي قالتها يخليني اشك في موضوع كدة بس الاول لازم نعمل شوية تحاليل علشان نطمن علي كل حاجه وبعدين اشوف الشك بتاعي في محله ولا لا، فانا كتبت بالفعل بعض التحاليل ليكم انتوا الاتنين وبعدها نقدر نحدد لو في مشكلة ولا الوضع تمام ومش محتاج غير الانتظار.
نطق حسن وكأنه ينفض غبار علق بسترته قائلا/
_ لا انا تمام يا دكتور ومتأكد من نفسي ،بس هعمل التحاليل للاطمئنان مش اكتر.
بس هو سيادتك يعني شاكك في ايه؟
أبتسم الطبيب بعملية ثم قال/
_لما تعملوا الأشعة وبعدين نتكلم .
ظلت ميار صامته غير عابئة بما يدور كل ما يدور بذهنها ما ينتظرها بعد العودة للمنزل من قبل انوار وغادة ولكن انوار لم تنتظر كثيرا لتتحدث متسائلة بتعجب/
امال يا دكتور اغمى عليها امبارح ليه لما هي مش حامل!؟
زاد ضربات قلب ميار حتى كاد أن يتوقف وارتفع صوت أنفاسها حتى تحدث الطبيب بعملية موضحا /
_ من ناحية الحمل لا مفيش بس لو علي الاغماء فأنا ملاحظ أن المدام ضعيفة جدا وباين عليها الإرهاق جامد وعلشان كده انا طلبت برضه تحليل انيميا فممكن يكون ده سببه.
أطلقت ميار زفرة راحة وأغلقت عيونها ،تود أن تقبل الطبيب على حجته ورده المنقذ لها .
نظرت انوار وغادة لبعضهم وكأن خطتهم قد فشلت فرد الطبيب يؤكد أن من الممكن أن يحدث ما حدث بالامس .
انتهى الكشف ليتوجهوا جميعا الي المنزل وجميعهم الصمت يحلق عليهم.
كلا يفكر في ليلاه فميار تحمد ربها بعدم وجود حمل لا تعرف لماذا ،
كما أنها تحمد ربها علي إنقاذه لموقفها .
بينما حسن يحسب حسبته من مصاريف للتحاليل والكشف وخلافه .
وغادة وأنوار تتأكلهم نيران الغضب والغيرة فكانوا يتوعدون لها عند انكشاف أمرها ولكن الآن لا يستطيعون أن يكذبوها.
ولكن يكفيهم أنها ليست بحامل فأمر تدليلها لم يعد قائما.
.........................................
تجمع الأربع اصدقاء بالمساء بعد فترة ليست قليلة ليبدأ كلا منهم بسرد ما حدث له في غياب الباقي فبدأ نضال بذكر موقف يزن الذي اضحك الجميع وبدأ يزن في التباهي بحاله أنه لا يضيع حقه بتاتا ليسخر منه نضال قائلا/
_ خلاص بقي متنفخش نفسك اوي بدل ما اقولهم على شحتفتك.
أبتسم چواد بطرف شفتيه بينما اطلق يزيد صفيرا عاليا مما جعل يزن يرفع حاجبيها وينظر تجاه قائلا بضيق /
_ عجبتك الكلمة اوي ، دورك جاي يا خفيف.
ثم التفت إلي نضال محاولا تصحيح الأمر فنظر له محذرا أثناء حديثه قائلا/
_ ولا شحتفة ولا حاجه يا نضال انت فهمت غلط كل الموضوع كنت خايف تطير من ايدي ومنفذش اللي مخططله من فتره بس كدة.
ليبتسم نضال مستهزاً بينما قال يزيد ساخرا /
_ وعمال تقول استفاد من خبراتي استفاد من خبراتي وانت واقع لشوشتك.
استوحشت نظرات يزن ليزيد لينطق قائلا / برضه مصر اشرجك يا ابني .
الاستاذ يزيد المؤدب بيحب ومن النظرة الأولي كمان ، والكارثة الكبيرة شكله ادبس خلاص ،البت دبسته يقابل مامتها .
_ اوووووووو .
نطق بها نضال وهو يصفق عاليا كنوع من التشجيع وأكمل قائلا /
_ دخلت برجلك يا حلو احكلنا بقي.
نظر يزيد لأخيه شزرا ثم قال مصححا /
_ ماله الادب بالحب ؟
انا مبضحكش على بنات الناس واتسلي يومين واخلع ،
الحب مش عيب ولا حرام لو حبينا صح واتعاملنا في حدود الصح .
وكمان مسمهاش أدبست اسمها اخترت صح .
ثم بدأت ملامحه في الاسترخاء عند ذكراها وبدا يسرد اسباب انجذابه لها ليستمع له چواد وهو يتذكر معشوقته حتى انتبه على سؤال نضال قائلا /
_ كدة تاني واحد هينضم لقايمة المخطوبين فلازم نسمع لخبرات الخاطب الوحيد اللي فينا ايه اخبارك مع خطيبتك يا باشا .
امتعض وجه چواد وزاغت نظراته يريد أن تكون إجابته غير ما يشعر به ولكنه لم يستطع فقال بعد أن أطلق تنهيدة حارة متعجبا من حاله قبلهم /
_ والله مش عارف اقول ايه ؟
ساعات مبحسش أنها سعيدة خالص واني مش فارق معاها، وساعات تانية بحسها طايرة من الفرح بس ده وانا بشترلها حاجه بس أو على السوشيال ميديا بلاقيها بتقوم فرح وتحط صورتي وقلوب وحاجات كتير كدة.
صمت قليلا فتعجبوا جميعهم واشفقوا على حاله فسأله يزن محاولا التوضيح /
_ معلش يا چواد ايه اللي بيخليك تقول انها ساعات مبتبقاش سعيدة أو مش فارق معاها ما يمكن بتداري بس؟
حرك چواد رأسه رافضا ثم قال/
_ مفيش مرة طلبت منها نقعد نتكلم مع بعض عندهم او نتقابل أو نقعد في مكان نتكلم بعد ما نشتري أو قبل الا ورفضت زي ما يكون نازلة معايا لغرض الشراء بس بالرغم أن والدها بيكون عارف بس هي بترفض.
_ البت ده استغلالية ومبتحبكش .
نطق بها يزن سريعا معلقا ليوكزه كلا من نضال الذي على يساره ويزيد الذي علي يمينه معلقا نضال /
_ انت ايه يا اخي بتنقط دبش .
ثم قال يزيد معلقا /
_ يحرق حريشك يا شيخ.
لينطق يزن معترضا من اعتراضهم/
_ ايه في انت وهو؟
الحق علي بقوله الحقيقة ولا لازم نلف وندور لحد ما يلبس!!
يجيب عليه نضال قائلا /
_ لا ولا هنلف ولا هندور وانت عارفنا احنا ازاي بنحب بعض وننصح بعض بس الأمور ده مش بتتاخد كدة يمكن هتتكسف لو قعدت تاكل معاه أو تشرب يمكن مش اجتماعية ومش عارفه تتكلم لما تكون معاه ،كدة يعني فقبل ما نظلمها لازم نتأكد ونسيبه هو يتأكد.
ثم التفت لچواد قائلا/ بص يا ابن الحلال انتوا متعرفوش بعض من فترة طويلة وعلشان كده مش عايزك تظلم نفسك ولا تظلمها ،حاول معاها مرة واتنين وتلاته وحاول تدوب الفروق اللي بينكم،
في بنات جريئة جدا قدام السوشيال ميديا علشان محدش شايفها لكن في الحقيقة مش كدة ،
ولازم تتأكد من نفسك من كل أحاسيسك ده قبل ما تاخد خطوة واحدة إذا كنت هتكمل ولا لا،
حاول تكلمها دلوقتي أو ابعتلها رسالة انك محتاج تقابلها ضروري بكرة مثلا وشوف ردها ايه ومتيأسش.
يعلم جيدا أنه لو حاول مهاتفتها لم ترد عليه فحاول الحفاظ على ماء وجهه وتحجج بجلستهم سويا وقرر أن يرسل رسالة وينتظر ردها وليعطها الفرصة الأخيرة .
لينطق يزن بإصرار على رأيه/
_ برضه انا مصر وبكرة تعرفوا.
نظر كلا من نضال ويزيد بغضب تجاه يزن بينما چواد نظر له ولا يعرف لماذا يطمأن لهذا الرأي .
وحاول چواد إنهاء هذه النظرات لينظر لنضال قائلا / طب يزيد وقرب يدخل القفص معايا ويزن مجنناه مجنونته ،انت بقي هتفضل كدة ؟
لينطق يزن قبله قائلا/
_ ميفضلش كدة ليه وهو منعم ما بين بنات الجامعة مفيش يوم يعدي من غير حلويات .
ابتسم نضال ونظر تجاه چواد قائلا/
_ يا ابني انا اللي اختارها لازم تكون ملاك كدة وبترفرف ورقيقة جدا من كتر رقتها تكون مبتعرفش تتكلم كلمتين علي بعض.
ثم يلتفت نضال تجاه يزن ويحاول أن يزيده اشتعالا فيقول والإبتسامة تملئ ثغره/
_ صحيح يا يزن هو انا مقولتلكش يا حبيبي مش انا قدمت نقل لمباحث الآداب حسسها هتكون الطف هناك.
_ عاااااااااااا
صرخ بها يزن عاليا ليقهقه جميعهم علي حاله وتستمر الجلسة في تراشق بالغيظ من قبل نضال ليزن وحسد وحقد من قبل يزن لنضال حتى انتهت جلستهم وچواد ينظر من فترة لأخرى بهاتفه لعلها ترد على رسالته ولكن دون جدوى .
بينما كان نضال يتابعه وعلم من ملامحه أنها لا تستجيب حتى لرسائله
..........................................
منتظرة تعليقاتكم عن كل فقرة متبخلوش عليا بالتعليقات ❤❤❤