٤١

4K 181 24
                                    

معدن فضة
لولي سامي
البارت ٤١
من اقوال اجماع الفقهاء / يجب ان تعلم أن الايمان نية وقول وعمل .
وان صلاح الباطن يؤثر في صلاح الظاهر
وكلما ازداد صلاح الباطن كان ذلك زيادة في صلاح الظاهر .
وعن النعمان بن بشير رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول " الا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله الا وهى القلب " متفق عليه.
استمع چواد لطلب ميار وعيونه تعجز عن رؤية جمال روحها ظل ينظر لها بذهول تام فلم يتوقع مطلب مثل هذا وخاصة في هذه الظروف .
انتظرت ميار راي چواد في طلبها ومن نظرته لها علمت أنه لم يصدق طلبها فابتسمت وافصحت عن سبب طلبها قائلة / بص يا چواد انا بصراحة سمعت طنط اخلاص لما جت....
وحسيت يعني من كلامها أنها قلقانة عليك
وطبعا حقها انت برضه ابنها الوحيد واللي صبرت معاه وعلشانه على حاجات كتيرة
فأنا حسيت يعني أننا لو نقلنا قعدتنا معاها مفيهاش حاجه
أعتقد هيكون افضل من أنها تقعد لوحدها ولما ارجع من الشغل علي شقتي برضه هكون لوحدي فليه منبقاش مع بعض!؟
ظل صامتا للحظات حتى ظنت أنه رافض لطلبها ففكرت أن توعده بعدم اغضاب والدته قائلة / بص انا والله عمري ما هزعلها
وانا اصلا بحب طنط اخلاص جدا.......
قطع استرسالها قائلا بكل هيام وصدق / انا اللي بحبك اوي....
بجد مش قادر اوصف احساسي دلوقتي .....
انا .... انا متوقعتش أن طلب زي ده يجي منك ....
انا كنت بفكر ازاي هطلبه منك وخاصة انك اتأذيتي كتير من حاجه زي كدة .
أطبق شفتيه لا يجد كلام يوصف حاله ثم سحب نفسا قائلا / انتي عارفه انك بطلبك ده شيلتي عني هم أن أكون في الشغل وعقلي مشغول عليكي وعليها .....
طب عارفه أن ماما هتفرح جدا بحاجة زي كدة .....
ده حتى مطلبتهاش خافت لترفضي بسبب اللي شفتيه قبل كدة.....
تخيلي لما اقولها أن ده طلبك .....
ثم ابتسم وظل ينظر حوله من فرط سعادته ثم استطرد حديثه قائلا/ ثم انك بتقوليلي مش هتزعليها .
احتضن وجهها بكفيه قائلا / انا متاكد مليون في المية انك مبتزعليش حد اصلا ....
بس انا ليا شرط .....
عقدت حاجبيها سائلة / شرط ايه هو ؟
ابتسم نصف ابتسامة ونظر لها مقيما حالها ثم أردف بلهجة ماكرة / معنديش اي اعتراض على أننا نقعد مع ماما بس وقت النوم.
اقترب برأسه ناظرا داخل عيونها قائلا بخفوت ارعش جسدها / ننام على سريرنا.......
في شقتنا ......
علشان نبقي براحتنا.
نطق باخر جملته وهو يغمز باحدي عينيه لتبتسم خجلا وتنظر للاسفل ليرفع رأسها بسبابته وينظر لها مردفا / لا احنا عدينا الكسوف بمراحل .......
والا انا كدة مقصر في شغلي .
اتسعت شفتاها ابتسامات وزاغت ابصارها يمينا ويسارا هروبا من نظراته الوقحة ليكمل بوقاحة / لا شكلي فعلا مقصر في شغلي ولازم اتمه على أكمل وجه.
لتشهق فور أن سحبها لتسأله متعجبه / رايح فين يا چواد ؟
_ الله !؟
هكمل شغلي يرضيك يتقال عليا بكروت ؟
نظرت له وبسعادة بالغة إجابته برغبة / لا ميرضنيش .....
ليهتف قائلا / الله اكبر هو ده .
ثم انحني لتتفاجأ أنها ترتفع من علي الارض حاملا إياها وهو يقول / انا بقول مفيش وقت تمشي.
لتطلق ميار صرخة سعادة وهي تلف ذراعها حول عنقه تتعلق به وكأنها تتعلق بمنقذها الذي أتى بعد صبر وعناء طويل .
.................................
انقضى اليوم ليقررا كل من چواد وميار الافطار مع اخلاص حتى يبلغها چواد بقرارهم فاستيقظت ميار منذ بزوغ الشمس توقظ چواد الذي تململ بجوارها وأخذ يحتويها بكلتا ذراعيه ويطبق عليها وكأنه يزرعها بين ضلوعه .
حاولت ميار التملص من أحضانه فاستيقظ چواد متعجبا قائلا بنعاس دون أن يفرج عن مقلتيه/ مالك يا ميرو بتفركي ليه؟
_ اصحى يا چواد مش قولنا هتنزل عند خوخه النهارده.
اخيرا بالكاد فتح عيونه وقطب جبينه متسائلا / لسه بدري يا ميرو هي الساعة كام ؟
استندت ميار بكوعها على كتفه قائلة بتعنغ / بدري من عمرك يا حبيبي .....
هو بدري فعلا بس عايزين نلحقها قبل ما تفطر ....
انت قولتلي أنها بتفطر بدري .
عند حديثها بهذا القرب والدلال التمعت عيونه بخبث محبب فقرب وجهه ليدابعها بأنفه قائلا / طب مش الاول نفوق ونصطبح ونقول يا صبح.
ابتسمت بدلال قائلة بميوعة / يا صبح.
لتتفاجأ باعتلاءه لها وابتسامة ماكرة تعلو ثغره قائلا / تؤ الصبح ميبقاش كدة الصبح ميحلاش غير بحلوياته.
قضمت شفتاها ولفت ذراعيها حول عنقه قائلة بدلال زائد / هنتأخر يا چوچو .
_ طب وحياة چوچو اللي محدش بيقولهالي غيرك ما هنتاخر .
نطق باخر جملته واخذ يقبل ببطئ تام وتلذذ رهيب بكل انش بوجهها وكأنه لم يقسم للتو عدم تأخرهم.
ذابت هي كقطعة زبد بين قبلاته الحاره ليذوبا معا في عالمهم ويشعرا كأنهم وصلا لعنان السماء.
بعد فترة لم يعلما مدتها اراحت ميار رأسها علي صدر چواد مطلقة تنهيده راحة وسعادة لطالما تمنت أن تعيشها لينظر چواد الي الاعلى بابتسامة وسعادة حامدا ربه عليها ويده تتحسس كتفها.
يغلغل أنفه بشعرها ليشتم عبيره النفاذ ويملئ به رئتيه المتشوقه دائما له .
يسألها بنبره حنونة / مبسوطة يا ميرو .
اتسعت ابتسامة ميار مطلقة زفرة ارتياح وهي ترفع جسدها لتتوسط منتصف صدره قائلة بكل حب / مبسوطة ده كلمة قليلة عليا.....
انا احساسي مش لاقياله وصف ......
ومش عارفه اقولك غير أني بعشقك .....
وبحمد ربنا على انك في حياتي .
طبع قبلة عميقة علي رأسها ليؤكد على دعائها / ربنا يديمك في حياتي نعمة.
قبلت صدره بجرأه اعتادتها معه فقط لتشعل لهيب الشوق مرة أخرى فيرفع رأسها قائلا بنظرة لعوبه عرفتها جيدا / انت قد الحركة دي !؟
قضمت شفتاها معلنة ضعفها فاومات سلبا برأسها
ولكن قبل أن يتخذ هو رد فعل بناء علي اجابتها كانت هي تنسل من ذراعه ساحبه الملاءة عليها ومنطلقة للمرحاض حاول اللحاق بها ولكنها كانت أغلقت الباب ليطرق لي الباب مترجيا لها / افتحي يا ميرو ....
افتحي حبيبتي ....
عيب كدة تولعيني وتسبيني.
اومأت برأسها رافضة وكأنه يراها ثم قالت بمياعه وكأنها تقصد زيادة لهيبه / ما انت مش بتشبع يا چوچو ،
واحنا اتاخرنا على خوخه خالص .
ضرب جبينه متذكرا والدته عاقدا العزم أنه لم يتراجع عن ما كان ينتوي عليه ولكنه سياجله قليلا ليعلن لها هذا قائلا / ماشي يا ميرو هسيبك المرة دي ....
بس بالليل هنكمل موضوعنا...
بعد فترة انتها كليهما من الاستعداد فيها ليتوجهوا الي شقة والدته بالاسفل ويطرق چواد الباب ثم يفتح بمفتاحه ليجد والدته جالسه أمام الطاولة بحزن بادي عليها..
ليؤنب نفسه لاحظ عدم استجابتها لجرس الباب ولا لفتحه ليفسح المجال لميار ليردف كلاهما ثم يقول چواد بصوت مرتفع / وحشتينا يا خوخة .
لتنتفض اخلاص من مقعدها ناظرة تجاههم بعيون دامعة لتنطلق الي چواد محتضنه اياه بشوق ولهفة مخبأة وجهها بصدره وصوت بكاءها يعلو ويعلو .
ربت چواد على ظهرها وظل يهدهدها ويعتذر مرارا وتكرارا عن تأخره عنها
كما احتضنتها ميار من الخلف مقدمة الاعتذارات المناسبة حتى هدأت اخلاص واعدلت رأسها ثم احتضنت ميار مرحبة بها ليهتف چواد قائلا/ اه لو قولتلك ان ميار هي صاحبة اقتراح أننا نفطر معاكي النهارده هتحضنيها تاني بس احنا اتاخرنا شوية.
سعدت اخلاص كثيرا واحتنضتها بالفعل قائلة / حبيبتي...
حبيبتي.....
تشرفي وتنوري يا غالية ويخليكي ليا يا رب.
ثم أمسكت بذراعهم ساحبة إياهم قائلة / لا اتاخرتوا ايه الاكل جاهز اهو تعالوا اقعدوا.
جلسوا جميعهم على الطاولة ليلاحظ چواد أن الطعام كما هو لم يمسه شئ ليسأل بتعجب / انتي مأكلتيش ولا ايه يا خوخه !؟
ابتسمت اخلاص بحزن ونظرت لميار ثم لچواد قائلة / حطيت الاكل بس مكنش عندي نفس....
قعدت استنينك بس مجتش .
ولمعت عيونها بالدموع مرة أخري ليستقيم چواد يقبل رأسها وتربت ميار على كفها ثم قال چواد مطمئنا لها / طب ايه رايك ميار اقترحت أننا نتقل عليكي طول اليوم ونطلع شقتنا بس على النوم وساعتها هنفضل معاكي لحد ما تزهقي.
نظرت اخلاص بفرحة لم تسعها لچواد ولكنها لم تصدق لتنظر ناحية ميار بنظرة تساؤل وكأنها تريد أن تتأكد من هذا الحديث
لتومأ ميار برأسها والإبتسامة تنير وجهها قبل شفتيها لتنتفض اخلاص من مقعدها وتقبل ميار من وجنتها وتهم أن تقبل رأسها لولا رفض ميار ذلك فاحتضنتها لتشدد اخلاص في احتضانها لها بينما چواد اقبل يحتويهم كلاهما تحت ذراعه مقبلا راس كلا منهما داعيا لهم وكأنه برضاهن قد امتلك العالم وما به / ربنا يخليكم ليا .
الم تتذوق الآم الحرمان
الم تتحمل لوعة الفراق
الم تصبر وتستعن بفاطر السموات والأرض على أن يخلفك في مصائبك خيرا منها
اذا فلتثق بعوض الله أن عوضه لا يماثله عوض
..............................................
انقضى اسبوعين من الهناء والسعادة بين محمد وماسة وچواد وميار ليجتمعا معا في حفل زفاف يزيد وغرام ويزن وغزل .
والذي تم بعد مناورات ومشاحنات بين يزن وغزل ليجتمعا اخيرا ولاول مرة على رأي واحد في تحديد مكان إقامة حفل الزفاف بفندق بوسط البلد برغم اعتراض يزيد وغرام اللذان كان رأيهم اختيار قاعة مناسبات عادية.
ولكن مع إصرار يزن والحاح غزل المستميت تمت الموافقة على اختيارهم ليتم عقد الحفل بالفندق وتتوجه كلا من غزل وغرام منذ الصباح الي غرفتهم بالفندق
ليلحق بهم كلا من ميار وماسة وماجدة حسب طلب من چواد ونضال ومحمد الذي أصبح ينضم لجمعهم.
بدأت متخصصات التجميل في إعداد وتجهيز العرائس تحت احتفال من باقي الفتيات التي بالرغم من حجز غرفتين الا انه تم التجمع بغرفة واحدة .
انسجمت غزل مع ماجدة كثيرا وتراقصت معها عدة مرات حتى كادت متخصصة التجميل تتوسل إليها من أجل الهدوء ولو قليلا للانتهاء من تجهيزها.
بينما انسجمت غرام مع ميار وشعروا أن شخصياتهم اقرب لبعضهم .
اما ماسة فتارة تنسجم مع جنون غزل وماجدة وتارة تلجأ للانسجام مع غرام وميار عندما تريد الراحة ولو قليلا ثم تعود مرة أخرى لجنون الأخريات .
حتى شعرت أن المكان يدور بها والأرض تنسحب من تحت قدميها فأمسكت برأسها وجلست بجوار ميار.
شعرت بها ميار عندما استمعت لمحاولاتها في التقاط انفاسها بصعوبة لتستدير لها عاقدة حاجبيها قائلة/ مالك يا ماسة وشك مخطوف ونفسك عالي كدة ليه ؟
لم تستطع التحدث فأشارت لها بسبابتها أنها تشعر بدوار وتحاول تنظيم انفاسها بصعوبة لتصحبها ميار تجاه الفراش وتريحها للخلف .
ينتبه الجميع لحال ماسه فتتوقف كل مظاهر الاحتفال والتف الجميع حولها يحاول كلا منهن تقديم المساعدة.
فاحضرت ماجدة كوب ماء واذابت به السكر بينما أحضرت غزل قنينة العطر لتنثر بالقرب من محيطها وظلت غرام ترفرف بإحدى المجلات لجلب القليل من الهواء .
واخيرا بدأت ماسة تشعر بالتحسن لتحاول الابتسامة لهن قائلة بوهن / انا اسفة يا بنات .....
كملوا اللي بتعملوه .....
شكلي هبطت فجأة .
لينظر الجميع لها بذعر بينما ابتسمت ميار قائلة بتوقع / أو شكلك عملتيها قبلينا وحامل .
جحظت العيون لثواني ثم بدأت إطلاق الزغاريد تعلو لتنظر لهن ماسة بسعادة غامرة غير مصدقة للخبر السعيد .
بينما ميار اتخذت جانبا وتركت الفتيات يهنئون ماسة والأخيرة ما زالت في وضع ذهول.
أجرت ميار اتصالا باخيها الذي كان بغرفة يزن .
فور إجابة محمد علي هاتفة قالت ميار بكل سعادة / حبيت اكون اول واحدة ابشرك واهنيك أن شاء الله.
عقد محمد حاجبيها سائلا / على ايه يا حبيبتي ؟
ميار بسعادة غامرة / شكلك هتبقى اب قريب .
ربما من هول المفاجأة توقف عقلة قليلا ليكن اقرب للغباء فسألها وكأنه لم يعى ما قالته / أيوة يعني اعمل ايه ؟
احتدت غيظا من بلاهته لتحدثه بسخرية / محمد بقولك احتمال تكون اب قريب تقولي يعني ايه !!
يعني ماسة ممكن تكون حامل .....
هي ليها تفسير تاني يا حبيبي؟
جحظت عيناه وتسمر قليلا لا يبدي اي رد فعل ربما توقف العقل عن التفكير حتى وكزه نضال عندما لاحظ حالته سائلا بقلق / محمد في ايه في اوضة البنات .
فور استماع يزن هذا السؤال اوقف مصفف الشعر واستدار ينتظر إجابة محمد الذي اجاب بتيهه وكأنه لم يصدق ما يردده / ماسة حامل .
صفق الرجال جميعا تصفيقا حارا واطلقوا صفيرا عاليا وكأنهم يحييون فريق ما بفوزه مطلقين بعض العبارات الهتافية / أيوة بقي...
يا محمد يا نمس .....
يا جااامد .....
بينما إجابته ميار بالجهة الأخرى اعتقادا منها أنه يتأكد من الخبر فقالت وهي تحاول ارتفاع صوتها قليلا اثر الضوضاء التي نشبت عنده / بقولك احتمال .....
أصلها داخت ووقعت وفوقناها فقولت اقولك تاخدها وتكشف عليها وتطمنوا يا حبيبي .
فور ادراكه للأمر شهق وكأنه يلتقط انفاسه وهم بالخروج من الدائرة التي صنعها أقرانه حوله من أجل الاحتفال والجا من الغرفة مسرعا حيث غرفة غزل وطرق علي الباب لتفتح له ميار وتطمئنه ثم دلفت للغرفة مخبرة ماسة أن محمد ينتظرها بالخارج لتهم ماسة للخروج له بالاستناد على ميار وماجدة.
فور أن رأها محمد نظرت ماسة بخجل للاسفل بينما محمد لم تسعه الفرحه ليجتذبها من ايدي ميار وماجدة ويحتضنها من خصرها رافعا إياها لمستواه وظل يدور بها في رواق الفندق ليخرج علي اثر صياحههم جميع من بالغرف مطلقين الصفير والتصفيق الحاد بينما ماسة تخبئ رأسها بعنق محمد خجلا مما يتم حولها.
بعد فترة بسيطة من الاحتفال عاد الجميع لما يفعله بينما اصطحب محمد ماسة لاقرب معمل تحليل واتموا التحليل الذي أثبت توقعهم لتكتمل فرحتهم وسعادتهم ثم يعودا للفندق لاستكمال الحفل مؤكدا محمد عليها الراحة التامة قائلا/ بصي يا جميل عايزك تريحي خااااالص لحد ما نروح بكرة أن شاء الله لدكتورة ....
ها لازم تكون دكتورة انا قولت اهو ....
اه صحيح وحاجة كمان مهمه اوي.
انتبهت ماسة لحديثه ليقترب هامسا لها وغامزا بعيونه / النهارده هنلعب كوتشينة والخسران هيقلع هدومة .
ابتسمت ماسة وقالت بتعنخ / طب والكسبان ؟
حرك محمد حاجبيه الاتنين بتلاعب قائلا / الكسبان هيدلع الخسران .
لتطلق ماسة ضحكة صاخبة أغلق محمد فمها بيده ناظرا حوله ثم التفت وقال لها / يخرب بيت شيطانك الحاجات ده مش هنا ....
الله يرحم لما كنتي بتقولي انت ضحكت عليا يا محمد .....
حاولت ماسة كتم ضحكتها بيدها هذه المرة حتى وصلا إلى الفندق مرة أخرى.
ثم استدارت له وقد تغيير حالها وعبس وجهها لتوقفه قائلة / صحيح يا محمد انا مكسوفة من ميار اوي ....
انا عارفه طبعا أنها هتفرحلنا بس اكيد الموضوع ده هيفكرها بمشكلتها .....
وخائفة اطلب منها تيجي للدكتورة معايا تاخدها بحساسية وتزغل !!
تفتكر اعمل ايه؟؟
ابتسم محمد واحتضن كفها بين يديه ومربتا علىها قائلا/ ميار من الناس سهلة التعامل ...
انا مش هعرفك عليها انتي اكيد عارفاها
هي اه حساسة جدا بس برضو مريحه اوي
يعني هتحسي وانتي بتتكلمي معاها اذا زعلت ولا لا
فأعتقد تنصحيها عادي جدا لو زعلت انا هتصرف ولو وافقت يبقى خير وبركة.
ثم وكزها بكتفها قائلا بابتسامة / ويمكن زي ما كان جوازها من چواد على ايدك وفي نفس ميعادك يبقى سبب حل مشكلة حملها يبقى على ايدك ...
وتبقى ايه بقى الشيخة ماسة .
انتهي من جملته الساخرة وضحك بملئ فمه لتوكزه ماسة بكتفه وتتقدمه للدخول للفندق فيلحق بها قبل أن تستقل المصعد.
فور ذهاب ماسة ومحمد صعدا والدة ماسة ومحمد ينتظرهم بالغرفة بعد أن هنأوهم وتمنوا لهم دوام السعادة بينما عزة شردت قليلا بحال ابنتها ودعت لها ان يرزقها من كرمه ويسعد قلبها كما جبر بحالها.
كما لحقت بهم والدة اخلاص التي هنأتهم ودعت لابنها بالذرية الصالحة.
بينما والدة غرام وغزل جلست مع ابنتها بغرفتهم .
ادعت ميار الذهاب لمطعم الفندق لاحتساء مشروب ما ثم انزوت جانبا بمنضدة منعزلة لتتفقد اثرها ماجدة وجلست بجوارها لتجدها شاردة فشعرت أنها انسحبت داخل ذكرياتها السيئة لتربت على فخذها بحنو قائلا بنصح / ما تكشفي تاني يا ميرو .
انتبهت ميار لوجود ماجدة لتزيل عبارات كادت أن تسقط من مقلتيها ثم اومأت برأسها قائلة متصنعة الابتسامة / اكييييد
هكشف تاني وتالت .....
چواد يستحق كل محاولاتي .....
انا بس من سعادتي بوجوده معايا نسيت الموضوع خالص .
ربتت ماجدة مشفقة على حال اختها ومتمنية لها دوام السعادة والذرية الصالحة .
بعد أن هنأ چواد ويزيد محمد وماسة عادا الي غرفتهم ليتحدث يزيد لجواد قائلا / كدة برضه يا ابو الچود المصريين يكسبوا الجولة ....
يالا شيد حيلك بقى علشان انا ممكن اسبقك على فكرة.
لاحظ يزيد شرود چواد وعدم استجابته للحوار ليعقد حاجبيه وينظر لانعكاسه بالمرآه محدثا اياه من خلالها / چواااااد سرحان في ايه ؟
كان چواد يفكر في حال ميار كيف حالها الان
وكيف نسى أمر متابعة حالتها عند طبيب
أخذ يعنف نفسه على نسيانه أمر كهذا
كما كان يتأكله القلق على حالها الان فالمؤكد أن تلك الذكريات عادت إليها.
انتبه چواد علي مناداة يزيد له ليسأله بتعجب / في ايه يا يزيد بتزعق ليه ؟
_ انا برضه اللي في ايه !؟
بكلمك وانت مش هنا خالص.
ثم غمز بعيونه مردفا / اكيد بتفكر في ميار وعايز تروح تباركلها.
وكأنه أهداه سبب للاطمئنان عليها فنهض سريعا قائلا / فعلا عايز اروح اطمن ....
قصدي اباركلها عن اذنك راجعلك تاني.
ولج مسرعا تحت أنظار يزيد المتعجبة فقلب شفتاه اندهاشا من حاله وأكمل ما يفعله من تجهيز نفسه .
بينما خرج چواد وذهب مسرعا لغرفة الفتيات يسأل عن ميار ليخبروه أنها ذهبت لاحتساء مشروب بمطعم الفندق فتوجه مباشرة ودلف للمطعم فوجدها تجلس مع اختها يتجاذبان أطراف الحديث ولكنه لاحظ عبوس وجهها ليغمض عينيه ثم يفتحهم ويطلق زفيرا ثم يتوجه لهم متصنعا الابتسامة وعند اقترابه شعرا به كليهما ليقول بسعادة ومرح چواد / مبروووك الف مبروووك يا ميرو لمحمد عقبالنا يا روحي .
ثم يوجه حديثه لماجدة قائلة / مبروووك ماجي قصدي  ماجدة قبل ما نضال يقفشني بدلعك .
ضحكت ماجدة لتتحدث بمرح / يبارك فيك يا جواد وعقبالكم عن قريب أن شاء الله ....
وبالنسبة لنضال سيبك منه...
انت تدلع زي مانت عايز دانت الأصل.
_ والله !! وايه كمان ؟
شهقت كلا من ماجدة وميار ليستديرا فور استماعهم لصوت نضال الذي كاد أن يخرج دخانا من أنفه .
وقف نضال عاقدا ذراعه أمام صدره منتظر ردها رافعا إحدى حاجبيها لأعلى ليتحمحم چواد محاولا إنقاذ الموقف قائلا/ محصلش حاجه يا نضال ده هزار يعني ....
والنهاردة في اكتر من مناسبة مش عايزين نكد ها؟؟
نظر نضال لجواد وكأنه يتوعد له قائلا / عيوني لك يا ابو الجود انت تؤمر.......
علي رأي ماجدة ، ولا ماجي!؟
نطق باخر جملته مستديرا ناحيتها موجه حديثه لها لتبتلع ماجدة لعابها بصعوبة وتحاول تغيير الحوار فهي تعلم مدى غيرته عليها فسألت قائلة/ حد تابع علي البوفيه بما اننا بالمطبخ هدخل اشوفهم وصلوا لايه تيجي معايا يا ميرو ؟
وقبل أن تجيبها ميار كانت عين الصقر تنتظر انتهاء جملتها وكأنه على علم بحديثها فقال نضال مسرعا / لا انا جاي معاكي خلي ميار مع چواد.
واقترب منها متأبطا ذراعها قائلا / يالا بينا.
نظرت ماجدة بذعر تحاول استجداء ميار أن تنفذها من موقفها لترفع ميار كتفيها مبتسمة بمعني ليس بيدي شئ .
فتتوجه ماجدة مع نضال بقلب مرتجف الذي فور ابتعادهم قليلا عن چواد وميار سحبها في رواق خالي من الماره وكأنه يعلم دهاليز هذا المكان .
مثبتا إياها علي إحدى الحوائط محاوط إياها بذراعيه ناظرا بداخل عيونها نظرة ارعبتها .
شهقت ماجدة وجحظت عيونها وبرغم الخوف الذي تملكها الا أنها لم تظهره فرفعت وجهها وتحدثت من بين أسنانها قائلة بشجاعة اعتادت تقمصها / ايه اللي عملته ده ؟
انا ممكن اصوت واقلب عليك الدنيا كلها انت سامع !؟
وكأنه لم يستمع لتهديدها فهو يعلمها جيدا تحاول دائما اخفاء خوفها بعصبيتها ليتحدث لها بحاجب مرفوع وباسلوب هادئ ونبرة منخفضة / انا اللي عايز افهم...
يعني ايه نضال سيبك منه .....
للدرجة ده مفرقش معاكي ؟
عرف كيف يخرجها من شرنقتها التي تغزلها دائما أمام أي هجوم واستطاع امتصاص غضبها الذي أساسه رهبتها لترمش باهدابها متحدثة بلين وخجل من ذاتها / لا طبعا مش قصدي .
أطلقت شفتيها تحاول البحث عن كلمات تزين بها حديثها فقالت / انا كان قصدي افرفش ميرو.....
علشان يعني ماسة حملت قبلها ....
وهي عندها مشاكل في الحمل مانت عارف بس والله.
لام نفسه كيف نسى أمر كهذا .....
تبدلت الأدوار فنظر هو لها شاعرا بخجل من حاله وما زالا بنفس وضعهم لينظر للاسفل قليلا ثم رفع عينيه بخزي قائلا / انا فعلا كنت نسيت حاجه زي دي.....
حقك عليا.
ثم ابتسم ونظر بداخل عيونها قائلا بهيام / بس برضو محبش تتكلمي عني كدة ......
ولا حد يدلعك غيري مهما يكون.
حمدت ربها أنها استطاعت أن تتصرف وتحتوي الموقف.
هو كشخص لم يرهبها وهي قد اعتادت أن لا ترهب من أحدا ولكن كل ما يرهبها خصامه..
فهو حاد بالخصام ولا يتراجع بسهولة فابتسمت قائلة / طب يالا بقى نشوف البوفيه .
نظر لها نضال بخبث واقترب قليلا فلفحت وجهها أنفاسه ليقول بهمس لها / مش لما تصالحيني الاول .
اضطربت أوصالها أثر قربه المهلك لها فتلعثمت قائلة / اااه... اااصالحك؟؟
انا مغلطتش علشان لصالحك .....
وكمان ..... كمان .... فهمتك قصدي دلوقتي.
أصدر طقطقة من فمه قائلا / تؤ ... المبررات حاجه والصلح حاجه تانية ، انا مش هتنازل عن الصلح .
رمشت باهدابها وزاغت ابصارها تحاول أن تجد مخرج من هذه الأزمة لاعنة بسرها قائلة / كل حاجه عايز تبوس انا فهماك يا قليل الادب اوي .
فادعت الغباء قائلة/ وانت عايزني اصالحك ازاي؟
لم يحبها نضال بكلمات بل اغمض عيونه وقرب وجنته من شفتاها موحيا لها بالحل .
لتشهق ماجدة قائلة / چواااااد انا معملتش حاجه.
استدار نضال مسرعا ليرى چواد ويحاول تبرير موقفه لتنعم ماجدة بالفرار مسرعه تجاه الخروج من هذا الرواق فيكتشف خدعتها مبتسما لذاته متمتما / بنت لذينة مش قادر أثبتها ابدا
بس حكاية بنت الايه .
انطلق راجعا لغرفة يزن ولكن قبل دلوفه للغرفة أراد أن يطمئن بعودتها لغرفة البنات وعند السؤال عنها فلم يجدها .
كيف لم تصل بعد وقد سبقته بل وكانت تعدو أمامه !؟
استدار يبحث عنها ويسأل عنها الجميع وكلهم أجمعوا على إجابة واحدة لم تراها بعد منذ أن ولجت خلف اختها.
تلاعبت الشياطين برأسه وهرع يبحث عنها
..............................................
استأذنت اخلاص من جمعهم لتسأل عن چواد حتى تطمئن على الهدية التي أعدتها للعرائس سالت عنه بغرفة الشباب ولكنهم أخبروها بعدم وجوده لتقرر عودتها لغرفة الفتيات ومهاتفته لاحقا لولا استماعها لصوت چواد وميار قريب بالرواق فذهبت لتلقاه وقبل أن تلتف مع التفاف الممر استمعت بالصدفة لحديثهم ......
صعدا چواد وميار الذي كان متردد في فتح الحديث معها بينما ميار اتخذت قرارها لتخبره قائلة بتوتر / بعد اذنك يا چواد ........ انا هبقي ...... يعني هروح ....... هروح اكشف مع ماسة ونحاول نشوف علاج لحالتي.
توقف چواد عن السير قبل التفافه مع التفاف الممر وقبل اقترابهم لغرفة الفتيات .
وقف أمامها محتضا وجهها بين كفيه قائلا بثقة / قبل اي حاجة لازم اقولك انك اهم إنسانة في حياتي ومكتفي بيكي عن العالم والاولاد وكل شئ.
ولازم تعرفي انك طول مانتي معايا ميهمنيش اي حد بعد كدة .
وبالنسبة للحمل فانا مش قلقان ولا مستعجل
وواثق زي ما ربنا جمعنا مش هيخذلنا ابدا
وهيكمل فرحتنا على خير ،
وتعرفي اني معاكي في أي قرار تاخديه ،
ومعاكي في أي حاجة تعمليها ،
مش عايزك تحملي هم اي حاجة يا قلبي.
ابتسمت ميار ولمعت دموع السعادة بمقلتيها لتلقي بنفسها في احضان چواد وكأنها تلقي بكل همومها فقد أزال عنها رهبة الموقف كما اعتادت منه دائما .
بالجانب الآخر استمعت والدته لهذا الحوار لتضع يدها على فمها تحاول كتم شهقتها وقد لمعت دموع الحزن بمقلتيها
.................................................

معدن فضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن