معدن فضة
لولي سامي
البارت ٤٣
أحقا البعد جفاء
ام هو نار تلهب الفؤاد
وحقا القرب اعتياد
ام يسمح للظمآن أن ينهل من خمر الغرام
هذا كان حال چواد بعد حديثه مع والدته ومحاولاته المستميتة في تهدأة ثورتها التي يراها أنها لها كل الحق بها ويرأف بحالها كأم تريد أن تسعد بذرية ابنها الوحيد ولكن من يرأف بحاله هو .
لم يكن البعد يوما علاج ليطفئ لهيب قلبه كما لم يرتوي في قربها من عشقها بعد ولم يعتادها كما أشارت له والدته .
بل يجزم بأن قربها هو الترياق الوحيد لعلة روحه وقلبه
فقد وجد سكينته واكتملت روحه بعد ضلالها في ظلمة الحياة .
بعد وصلة من الغرام اجتاحت مشاعرهم غفت ميار على اثرها وهي ترتكز برأسها على ذراع چواد بينما الاخير ظلت جميع جوارحه متيقظه يتذكر حديث والدته الذي دار بينهم قبل صعوده لمعشوقته .
أجل أنها ليست زوجته فقط بل معشوقته ومتممة روحه .
فلكل روح متممها كما ذكر المولى عز وجل بكتابه العزيز ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)) .
أغلق عيونه وهو يتذكر كيف حاول اقناع والدته بمكنون صدره .
Flash back
_ قولي حالا اللي انا سمعته ده صحيح ؟
هي بتحمل ولا مبتحملش ؟
وانت ضحكت عليا ولا حادثة جوزها خلاها متحملش ؟
ثم يعني ايه انت مستغنى بيها عن الاولاد ؟
طمني يا چواد ، طمني يا ابني !!
نطقت بكل ما هو دفين بصدرها فهي انتظرت طوال مدة الحفل حتى تستطع الانفراد به .
ظهر الحزن جليا على ملامح چواد ناظرا بداخل عيون والدته يريد أن يطمئنها قبل أن يطمئن روحه فانتزع الابتسامة انتزاعا ثم سحبها ليجلسها على اقرب أريكة كمحاولة لتهدأتها قائلا / طب تعالي اقعدي يا ست الكل علشان زمانك تعبانة من الفرح وانا هقولك على كل حاجة .
جلست بجواره تنظر له بفضول جم منتظرة معرفة كل شئ ليبدأ حديثة باول نقطة مثيرة للقلق بعد أن أطلق تنهيدة حارة قائلا بابتسامة حاول تصنعها / اولا يا خوخة انا مضحكتش عليكي ....
هي فعلا اتطلقت علشان طليقها ها ....
طليقها مش جوزها ....
ضربها وسقطها.
أراد تصحيح عبارتها اولا ليكمل بغرض إضفاء السكينة على قلبها قائلا / ثانيا بقى والأهم عايزك تطمني لأن السقوط معملهاش اي مشاكل .
قطبت حاجبيها مضيفة عيونها ناظره له بشك مريب لتسأله / امال ايه المشكلة اللي عندها خلاك تقولها اللي انا سمعته ؟
سحب نفسا عميقا حين شعر بأن السكينة تتسرب لقلب والدته رويدا رويدا ليكمل موضحا / المشكلة يا ست الكل أنها عندها حاجه اسمها بطانة الرحم المهاجرة بس الحمد لله بنسبة ضعيفة جدا وده اللي خلاها تحمل المرة اللي فاتت لكن برضو هو من أسباب عدم ثبوت الحمل نوعا ما اوتأخيره ولما سمعتينا كنا بنتفق أننا لازم نبدا مع دكتور وكنت بطمنها اني جنبها طول الوقت .
ظلت اخلاص تنظر له بعين الشك لا تعلم هل ما يقوله حق ام مجرد خدعة لإبعاد فكرها عن هذا الموضوع !؟
ليحضر بذهنها سؤال آخر طرحته عليه / لو كدة حقيقي وانت مش بتضحك عليا مقولتليش ليه ؟
اغمض عينه وكأنه يجاهد ذاته ثم أفرج عن مقلتيه ممسكا يدها وقبل كفها قائلا بابتسامة/ علشان اولا يا ست الكل مفيش مشكلة اصلا علشان اقولها ،
ثانيا بقى حتى لو في مشكلة فكدة افضل علشان الموضوع حساس ....
يعني انتي ممكن تقولي كلمة بدون قصد وهي تفهمها غلط ممكن النفوس تشيل من بعض واكيد انا مش حابب تكونوا كدة .
قبل كفها مرة أخرى قائلا / انا مقولكيش مدى سعادتي وانا شايف اكتر اتنين بحبهم في الدنيا بيحبوا بعض....
ومش بس كدة ده كمان بيجتهدوا علشان يسعدوني...
في اكتر من كدة سعادة الواحد ممكن يلاقيها !؟
نظرت بداخل عيونه وعيونها تتغلغلها الدموع متلمسه وجنته بحنان ام فاض عن الحد قائلة / انا بتمنالك السعادة من كل قلبي ...
ويوم المنى لما بشوفك نازل من شقتك سعيد وفرحان...
بس اعذرني انا عايزه افرح باحفادي....
عايزة اشوف اولادك قبل ما اموت .
قبل يدها التي تتلمس وجهه ثم مال ليقبل رأسها قائلا/ الف بعد الشر عليكي يا ست الكل ....
ان شاء الله هتشوفي اولادي وهتربيهم كمان .
ثم غمز بعيونه لإضفاء روح الدعابة / علشان ساعتها يا خوخه هسيبلك الاولاد واعيد امجادي مع امهم ولا ايه؟؟
واخيرا شقت الابتسامة ثغرها لتقول له / اوعى تضحك عليا يا چواد !!
_ مقدرش يا خوخه .
نطق بكل عفوية لتكمل هي / طب اوعدني لو المشكلة متحلتش هتسمع كلامي وتتجوز حتى لو علشان تخلف بس .
كست الصاعقة ملامحه من مجرد تفوه والدته بهذا الحديث ليغضب وينتفض واقفا معطيا إياها ظهره معارضا لما تفوهت به قائلا بلهجة غاضبا غير مصدقا / ايه اللي بتقوليه ده يا خوخه انا مقدرش استغنى عن ميار.
_ ومين قال استغنى يا ابني انت ممكن ......
قطع استرسالها معارضا / ولا ده كمان مقدرش اعمل كدة ابدا فيها...
ثم إني لا يمكن اتخيل نفسي مجرد تخيل مع غيرها ...
وانا مش من النوع اللي ممكن اظلم بنات الناس معايا ...
اخد واحدة علشان بحبها واخد التانية علشان اخلف .
ثم استدار لها فجأة مواجها لها وكأن فكرة ما قفزت بعقله ليقول لها بغرض معرفة رأيها / ثم مين عرفك أن ممكن يكون العيب من عندي ؟؟
علي الاقل هي حملت قبل كدة لكن انا معرفش فيا مشكلة ولا لا .
صمت قليلا بغرض إتاحة الفرصة لها من ادراك ما يقوله ثم ضيق عيونه وأردف سائلا/ قوليلي بقى يا خوخة لو طلع عندي انا مشكلة يا ترى هتنصحيها تسيبني وتروح تدور علي اولاد ؟
نظرت له اخلاص بعين زائغة لا تعلم بماذا تجيبه فقد ضيق عليها الخناق لتتجرد من مجرد التفكير بهذا المنطق قائلة / بعد الشر عليك ....
أن شاء الله هتكون زي الفل .
استنشق نفس المنتصرين فابتسم وهدأ قليلا ثم قبل رأسها ثانية قائلا / أن شاء الله يا خوخه ...
كله هيكون تمام
واوعدك مش هسكت الا وانا جايبلك دستة عيال مرتاحة كدة .
حاولت الابتسامة طاردة هواجسها الشيطانية من رأسها داعية له بصلاح الحال والذرية الصالحة.
ليؤكد هو عليها أن لا تغير طريقة تعاملها مع ميار وكأنها لم تعلم شيئا حتى الآن.
Comeback
عاد من تذكره لهذا الحوار زافرا انفاسه متمتما لنفسه / يارب يا خوخه تسمعي كلامي.
ثم قبل راس زوجته داعيا لهما بالذرية الصالحة ولكن بقرار ذاته يعلم أنه لم ولن يفكر مجرد التفكير في التخلي عنها أو ايذائها باي شكل من الأشكال
نعم يؤمن ويدرك ذلك جيدا لذلك حاول بشتى الطرق اقناع والدته بذلك والتي لم تنكر تغير ابنها من حال لافضل حال
كما لم تنكر حبها لميار....
ولكن حبها لها لم يصل لحد حبها لابنها ولذلك فقط التمس چواد العذر لها واضطر أن يعدها بما ليس بمقدوره ولكن بغرض ارضائها ليس إلا
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
.......................................
ااااه من التقاء الأحبة
إنه لأمر جلل يهتز له الفؤاد معلنًا تمرده عن الصبر
فقد لاح القرب وولى البعد
فلم تعد للالباب مقام
فهنا يحرم التفكير ويقف الزمن معلنا
القلب سلطان
بعد أن أنزل يزن غرام بكل رفق على الفراش وكأنها تحفة فنية يخشى عليها من الخدش.
ظل مقتربا بوجهه منها لحظات
انفاسة الملتهبة تلفح بشرتها الغضة.
تسافر عينيه على ملامحها التي تسكره بدون خمرة .
بنظراته الوقحة الحاملة لكل حلم تمنى تحقيقه
فقد حصد نتاج الصبر واليوم هو يوم تحقيق الاحلام .
بينما هي اضطربت اساورها محاولة ارجاع خصلة شعر غير موجوده خلف أذنها .
زاغت ابصارها كمحاولة للتهرب من نظراته الجريئة الملاحقة لها .
ارتفع مستوى الادرنالين وتشعب بكل اجزاء جسدها والتي تجزم أن عبيره طغى على عطرها الفواح والذي بدوره عمل على ارتفاع خفقات القلب والذي دوى صوته فلم تعد تستمع سوى لدقاته التي امتزجت بصوت انفاسه الثائرة.
بدأ يقترب رويدا رويدا وهي ترتجف أمام ناظريه حتى كاد التقاط شفتيها لولا صوتها المرتجف القائل / انا خايفة اوي.
فور استماعه لجملتها ونبرة صوتها الأقرب للبكاء عاقدا حاجبيه وتوقف عن تقدمه فيما انتوى فعله ليتراجع قليلا فيجدها حقا ترتجف جلس أمامها أرضا حتى أصبح طوله يوازي جلستها فحاول احتضان وجهها بكفيه قائلا لها بتقدير كامل لحالتها / مالك يا غرامي بس ؟؟
معقولة خايفة مني!!
بدأت دموع الرهبة تتساقط على وجنتيها فاغلقت عيونها وهي تومئ برأسها نافية لتكون اجابتها على سؤاله فيبتسم قليلا ثم يزيل بابهامه دموعها معلقا / مانا عارف انك مش خايفة مني .
ثم اقترب ليكمل هامسا بجوار أذنها يخبرها بكل وقاحة/ وعلى فكره انا عارف خايفة من ايه .
لتفتح حدقتيها على وسعها وتزدرأ لعابها فيضغط هو على عيونه مؤكدا صحة ما أدركته لتنظر له وهي ترمش باهدابها لا تعرف ماذا تقول له ليزيح عنها عناء التفكير والتوتر فيردف قائلا / طب بصي انا عندي فكرة حلوة .
استرعى انتباهها ليكمل قائلا / احنا نقعد كدة وكل واحد يقول اللي حاسس بيه من غير كسوف موافقه ؟
اومأت بالموافقة ليجلس بجوارها معطيا لها الفرصة / يالا قولي كل اللي حاسة بيه من غير خوف ولا كسوف .
حاولت تهدأة روحها وتنظيم انفاسها لتنطق بصعوبة / انا ...... انا فرحانة اوي......... بس خايفة شوية ....... بس نفسي نقرب من بعض...... بس ممكن نستنى النهارده عادي يعني ..... يعني العمر قدامنا كله .
ظلت تتأرجح بين الجملة ونقيضها لتباغته بسؤال إجابته تعرفه جيدا / طب بص ....... قصدي يعني ممكن ....... ممكن يعني.......اااااه قصدي نصبر.......
قطع جملتها التي يعلم جيدا أنها لم تستطيع إكمالها من شدة خجلها .
اتطلب منه أن يتحلى بالصبر !!
بحجة أن العمر بينهم طويل !!
وهل وصل لهذه النقطة بعد عناء قلبه ليصبر لباقي العمر؟؟
وهل للصبر وجود في ليلتهم هذا؟
حاول التعبير عن إجابته بالطريقة التي يتقنها جيدا .
فأقترب ليغزو عطرها الرقيق أنفاسه فيزيده رغبة واشتياق ماسكا بكفيها دافنا وجهه بهم مقبلا باطن كفيها بكل رقة ووله .
متحسسا بشرة كفوفها بشفتيه
متلذذا بنعومة بشرتها الناعمة
حتى التهبت انفاسه فشعرت غرام بسخونة انفاسة تتسرب لجسدها لتذيب ثباتها الهش فتتعالى انفاسها الراغبة .
بينما هو يتنقل بشفتيه من كفوفها الي ذراعها حتى ارتقى الي عنقها المرمري لتتلاحق انفاسها وتتصارع دقات قلبها ولكنها تتلذذ بهذا الشعور بل وتستجيب معه بكل مشاعرها لولا خجلها لكانت تجاوبت معه .
شعر بخفقان قلبها ورعشة جسدها ليبعد وجهه قليلا عنها ويمسد بظهر أصابعه وجنتها راغبا بزرع الطمأنينة بقلبها البتول بينما هي تحاول التشبث بثباتها الوهن لتهمس باسمه بنبرة خافتة يغلفها الشوق في أوله والتوسل بأن يرحم ضعفها في آخره / يـ ز يد
وبهمسها باسمة قد فتت كل ذرات الصبر لينظر يزيد لها فيجدها مازالت مغمضة العينين ليسألها بصوته المبحوح المتوق لكل ذرة بها / انتي واثقة فيا ولا لأ ؟
اومأت بالموافقة لتعطية إشارة البدء في تنفيذ كل ما حلم به .
ليغلغل يده بداخل شعرها الحريري فيثبت رأسها ليميل برأسه ملتقطا اولى قبلاته من شفتيها العذراء .
..............................................
كنت اظن خبرتي بعالم النساء
ستؤهلني لاجتياز أغوار قلبكِ
ولكن وجدت نفسي جاهلا بفنون العشق
لاصبح متوقًا لاجتياز اسوارك الحصينة
فارحمي عزيز قوم ذل
فقد أصبحت مهووس بك يا صغيرة
بعد أن كنت من المهووسين به
بعد أن اوقعها يزن علي الفراش متصنعا الم ظهره من أثر حملها لتصرخ هي بتأوه وتقول بضجر / اه يا ظهري كدة وقعتني.
ارتمى يزن بجوارها متسطحا يطلق تأوه هو الآخر قائلا بسخرية / علشان نبقى خالصين يا حبيبتي............
وجعتيلي ظهري ووجعتلك ظهرك ...........
تعالي بقى ندهن لبعض مرهم ونعمل مساج لبعض.
ثم استدار بجذعه محاولا احتضانها بذراعه لولا تدحرجها من علي الفراش بسرعة لتهبط من بالجهه المقابلة قائلة باستهزاء / يا قليل الادب ......... عايز حاجه اعملها لنفسك....
سمعته يتمتم بصوت خافت ساخرا وهو يجز علي أسنانه قائلا/ قليل الادب!؟ .....
واعملها لنفسي !؟......
شكل الليلة هتضرب ........
توجهت هي إلى منضدة الزينة ببرود متناهي لتجلس على المقعد المقابل للمرآه تراهه يرفع حاجب ويجز علي أسنانه بالخلف فقد أفشلت خدعته وحان وقت خدعتها لتنادي له بدلال زائد وصوت رقيق وكأنها تستنجد به لإنقاذها / يزن .....زو زو.
ردد اسمه ببلاهه / زو. زو
ثم اعتدل بجلسته خلفها لتكمل هي طلبها / ممكن تيجي تفكلي الطرحة.
تعجب من طلبها فمنذ ثواني قليلة كانت تتهرب من قربه فلماذا تدعوه للاقتراب منها ؟
لينهض متوجهها لها محاولا استغلال الفرصه .
وقف خلفها مباشرة واضعا يده على كتفها ثم انحنى مقبلا وجنتيها التي شعر بانتفاضتها فور اقترابه لتراوغ هي قائلة / يالا فكلي الطرحة بس خلي بالك من الشعر العيرة علشان متوجعنيش.
استقام مبهوتا ينظر لها بالمرآه مرددا باستفسار/ شعر عيره ؟؟
انا شكلي اضحك عليا ولا ايه .
_ يالا بقى يا زو زو وبراحة وانت بتشيل البنس .
بدأ بنزع مشابك الشعر تحت تصنعها بالصراخ مرة والإبتسامة مرة الأخرى .
بينما هو كان شديد الحرص عند فك اي مشبك وجذب خصلة شعر لربما كانت هي المستعارة ليجدها ليست بمستعارة فيبدأ في نزع مشبك آخر وهكذا .
ظل بهذا الشكل ربما بمقدور ساعة إلا ربع لينتهي اخيرا بعد أن أنهى فك ما يقترب من مائة مشبك ولم يجد أي شعر مستعار ليقطب جبينه وقد أدرك خدعتها الآن لينظر لها شزرا بالمرآه بينما هي تحاول كتم ضحكتها التي لم تستطع إيقافها لتنطق ضحكة عالية من فمها جعلته يزداد اشتعالا.
حاول التغاضي عن الخدعة ليمد يده لسحاب الفستان لتشعر هي به فتتسع حدقتيها وتهب واقفة مضطربة لتسأله بتوتر واضح عليها / انت مش جعان .
أدرك سؤالها بمنظورة ليمرر بصره عليها بوقاحة من رأسها حتى أخمص قدميها ثم أجابها بصوت مبحوح / اوي .... هموت من الجوع.
فور إجابته توجهت ناحية باب الغرفة وهي تقول / طب تعالى ناكل انا كمان جعانة .
أمسكها من ذراعها ليوقف تقدمها ويصحح مفهومها قائلا / انا مش جعان اكل انا جعان غرررااااام.
ازدرأ ريقها ورمشت باهدابها ليردف هو يردف بصراحته الوقحة / انا عايز أكلك انتي .
استعد عقلها لخطة الدفاع لتتراجع بخطواتها للخلف بينما هو يتقدم ببطئ رهيب وعلي ثغره ابتسامة ماكرة وكأنه يعلم نهاية تقهقرها .
وفجأة.
انطلقت خارج الغرفة مطلقة صراخات وكادت أن تخرج من الشقة بأكملها لولا إمساكه لها من الخلف صائحا بها / هتعملي ايه يا بنت المجانين.
حاولت الفرار من بين سواعده الصلبة ولكن كانت حركتها تزيده لهيبا ليصرخ بها قائلا / بطلي فرك وانا اسيبك .
هدأت حركاتها لتأخذ عليه العهد / لو سكت هتسيبني ؟
_ أيوة .
نطق بها يزن لتهدأ هي فيفك ذراعه من حولها وفور ان فك ذراعه انطلقت هي الي الغرفة وكادت أن تغلق بابها من الداخل لولا لحق بها يزن واضعا قدمه بين الباب والحائط ليعيق فكرة إغلاقها للباب .
تراجعت هي للخلف بينما هو دلف للغرفة واغلق عليهم الباب بالمفتاح مضيقا عينيه مكشرا عن أنيابه فقط شعر بالانهاك منها.
ثم وضع مفتاح الباب بإحدى جزلان البنطال لينظر لها متهكما / وريني بقى هتخرجي ازاي ؟.
ترقرقت الدموع بمقلتيها تتصنع خدعة الاستعطاف لتنطق باستجداء بخدعة جديدة / افتح الباب يا يزن علشان خاطري عندي فوبيا اماكن مغلقة .
حاول كتم ضحكته قائلا بسخرية / مظبطتش معاكي المرة دي وراكي بلكونة يا حبيبتي الاوضة مش مغلقة .
التفتت للخلف ثم له تبتسم بخجل وكأنه كشف أمرها .
ليبدأ هو بالتقرب لترفع فستانها وتتراجع للخلف قائلة / لو قربت مني هصوت ........
والله هصوت...........
وبالفعل أطلقت صرخه مدوية اهتز هو لها ثم صعدت علي الفراش تقف عليه بقدميها ليتوقف يزن محاولا تهدأتها / طب خلاص خلاص اهدي ........
خلاص مفيش حاجه.............
مكنتش متوقع انك تخافي كدة ابدا !؟
ثم أشار لها بالهبوط قائلا / ممكن تنزلي ومتخافيش .....
خلاص انا وعدتك...........
هبطت بحذر تجلس بتأهب لاي حركة غدر منه ليسحب مقعد منضدة الزينة ويجلس أمامها يحدثها بنبرة هادئة وحنونة / مالك يا غزل ؟
خايفة مني ليه ؟؟
اخفضت بصرها للاسفل لا تعرف بماذا تجيبه حتى اقترب لتنتفض هي فجأة ليحاول تهدأتها / بس اهدي انا بقرب علشان نتكلم ........
قولتلك متخافيش.......
هدأ روعها قليلا ليسألها بتعجب / مالك بقى مش عايزة اقربلك ليه ؟
انتي خايفة مني ؟
اومأت بالنفي ليبتسم ويكمل استفساره / امال خايفة من ايه؟
ازدرأ لعابها ثم أشارت له بأن يقترب بإذنه ليتعجب قائلا / اتكلمي متخافيش أو تتكسفي احنا لوحدنا اصلا.
اومأت بالنفي ثم أشارت له مرة أخري بالاقتراب لتهمس بداخل أذنه ما جعل عيونه تتوقد لهبا لينظر بداخل عيونها ليتأكد..
لتومأ برأسها مؤكدة ما استمع إليه .
ثم قال معلقا / وسايباني أشيل ...............
وظهري يتقطم...................
وافك مائة مشبك .......................
واجري وراكي الشقة شرق وغرب.................
وفي الاخر يطلع كدة .
اخفضت بصرها وكادت أن تبكي .
ليبتسم من برائتها وخجلها فيرفع رأسها بسبابته قائلا / ولا يهمك يا قمر............
اينعم انا هموت من الفرسة........... بس ولا يهمك .
بدأت الابتسامة تشق ثغرها ليستقيم هو باكتاف متهدلة وكأنه خرج للتو من معركة كانت الهزيمة الساحقة من نصيبة فقد تحطمت كل احلام يومه...
ولكن حاول أن لا يحزنها فقبل رأسها قائلا بابتسامة صفراء يحاول إخفاء وكتم غيظه / يالا ياجميل علشان ترتاحي
ثم أكمل وهو يجز علي أسنانه حتى كاد أن يحملها قائلا / وسيبيني انا بالنار اللي فيا.
تركها متوجها لخزينة الملابس ثم قفزت فكرة ما برأسه جعلته يلتفتت فجأة ينظر لها بعيون ضيقة ويباغتها بسؤاله / انتي متأكدة ان ده مش مقلب من مقابلك يا غزل .
اتسعت حدقتيها وكادت أن تختنق حين شعرت بانتهاء الاكسجين من محيطها لتحرك رأسها سريعا بالنفي ليكمل توجهه فتطلق هي زفرة قوية سمعها هو ليتراجع خطوة للخلف ملتفتا مرة أخري فيتوقف التنفس لديها فيسألها وقد احس أن هناك شئ خطأ / هو انتي كنتي عارفه بميعادها لما حددنا ميعاد الفرح ؟؟
رمشت باهدابها زعرا لتجده يقترب من الحقيقة فلم تجد بد من أن تومأ برأسها عدة مرات إيجابا لتتسع حدقته ويقترب كالفهد الذي سينقض على فريسته مكملا سيل اسئلته / ومعترضتيش ليه على الميعاد ولا كان قصدك كدة .
أسرعت بالإجابة التي كانت تعدها بعقلها بالفعل / علشان ميعاد سفر خالي وكمان لو انا غيرت وسفر خالي اتاخر اسبوع هيكون مش مناسب لأختي فلاقيت أن لازم حد يضحي .
اجابتها مقنعة ولا تحتاج للجدال سوى بشق واحد فقط .
فحرك شفتيه للأعلى مشمئزا من حوارها متهكما على قول / يضحي !!
وملاقتيش غيري اللي يضحي ............
طب يزيد وعاقل ...........
أضحي انا ليييييه واسيب العاقل..........
اهو العاقل زمانه هااااايص وانا اللي متكدر ......
لم تعر لثورته اهتمام بل استقامت سائلة ببرود تام / انا جعانة اجبلك تاكل .
لم بجيبها بل ضغط على شفتيه حتى كاد أن يدميها ثم توجه لخزانة الملابس بخطوات غاضبة بغرض تغيير ملابسه بينما هي توجهت مباشرة للصالة لترى ماذا جلبت والدتها لتتلذذ بالطعام وكان شيئا لم يكن .
حتى رأها يزن حين خرج من غرفته ذاهبا للمرحاض فقطب جبينه لمنظرها وهي غير مبالية لاي شئ فيدب الشك بقلبه وخاصة عندما رأها تاكل وكأنها لم تأكل منذ زمن.
ظل ناظرا لها لتتعجب هي من نظرته لها فتسأله قائلة / بتبصلي كدة ليه !!؟
مانا قولتلك كل وانت مرضتش !!
لم يجيب على حديثها ولكنه توجه إلى فراشه وتسطح عليه يغلق عينيه وبدأ يستكين ويغلبه النعاس من كثرة أرهاق هذا اليوم .
بعد برهه ذهبت تستطلع حاله لتجده يغط في نوم عميق فهدات انفاسها وتوجهت لتغيير ملابسها ثم تسطحت بجواره واضعة بينهم وسادة طويلة .
...........................................
بعتذر عن التأخير وذلك لسبب مرض ابني والحمد لله أصبح افضل الان
لي عندكم طلب بسيط التفاعل مع الرواية بفوت وتعليقات كتير علشان تاخد مركز بالواتباد ويتم ترشيحها وتوصل لأكبر عدد
اذا كنتم ترون بي حقا الموهبة التي تستحق هذا فلا تبخلوا علي بالفوت وتعليق بهدف التشجيع وشكرا لكم🌹🌹🌹