الفصل الأول

21.6K 351 27
                                    

جالسة في كرسيها الهزاز وسط شرفة منزلها الجبلي الذي يطل على البحر، تستمتع بالمنظر الطبيعي فهي في إجازة مستحقة من عملها، فلقد عملت بجد طيلة هذه السنوات لتصل لما وصلت اليه من نجاح.

"أنا جائعة سأعِد الغداء و أتمشى قليلا على الشاطئ"
هذا ما فكرت به آريان. إلاّ أنها قد تفاجأت بثلاجة فارغة
" ممتاز و الآن عليّ الذهاب للتسوّق أو سأتضور جوعا"
أخذت معطفها و مفاتيح السيارة، المحلات بعيدة عن المنزل الذي تسكن به حاليا مدة ساعة، إنطلقت بسيارتها إلى المدينة مشغلة جهاز الراديو لتستمع إلى الموسيقى الهادئة.

عادت إلى منزلها بعد أربع ساعات كانت قد تناولت الغداء في أحد المطاعم و تسوّقت لما يكفيها لمدة أسبوعين، ما إن وصلت إلى منزلها إلا أنها قد لاحظت زجاج النافذة مكسورا، تركت المشتريات بهدوء أمام الباب و عادت إلى سيارتها لتحضر عصا البيسبول التي تضعها في صندوق السيارة تحسبًا لمثل هكذا مواقف.
بدأت تقترب بهدوء من الباب قامت بفتحه بحذر بدأت تبحث بنظرها عن الدخيل الذي اقتحم منزلها. في الواقع هي ليست خائفة لأنها تجيد القتال فمنذ صغرها تعلمت فنون الدفاع عن النفس و تستطيع حماية نفسها هي فقط تأمل أن يكون الدخيل غير مسلح و أن لا تضطر لإستخدام العنف.

بحثت في غرفة المعيشة و وجدتها فارغة إلاّ أنه توجد آثار أقدام، تأكدت من شكوكها حول وجود مقتحم، تبعت الآثار الى أن وصلت إلى القبو، فكرت لبرهة ما الذي سيفعله لص في القبو كما أن كل شيء كان في مكانه لا شيء مفقود. اقتربت من القبو و هي جاهزة لمهاجمة اللص... ما إن اقتربت حتى سمعت صوت بكاء خافت.
"ماذا ؟هذاااا إنه صوت بكاء فتاة"

أرجعت رأسها للخلف قليلا تنفست بعمق و فتحت باب القبو جاهزة للهجوم و لحسن الحظ توقفت قبل ذلك، فالمنظر أمامها صادم، وجدت فتاةً ملتفة حول نفسها و مختبأة في الزاوية تبكي و تردد "أرجوك لا أريد العودة لذلك المكان" مرارا و تكرارا، كانت ملابسها مبللة و متسخة كما أنها تبدو قديمة جدا، و توجد كدمات واضحة و آثار حبل في ذراعيها و قدميها.
إنصدمت آريان لما رأته و ألقت بالعصا في الأرض ممّا أحدث صوتا منبِّها الفتاة بوجود شخص آخر في الغرفة،
رفعت رأسها و هي مغمضة العينين تردد تلك العبارة و لكن بصوت أعلى "لا أريد العودة رجاءا رجاءا " و هي تبكي.

رفعت آريان يديها لتري الفتاة أنها لا تريد إيذائها
" لن أؤذيك فقط توقفي عن البكاء.. حسنا ؟" حاولت آريان أن تكون لطيفة قدر المستطاع حتى تدرك الفتاة أنها في أمان. عمّ المكان الهدوء ،بدأت تقترب من الفتاة بخطوات صغيرة حتى وصلت إليها، فتحت الفتاة عينيها لتتفاجأ من مدى إقراب آريان منها، التفت حول نفسها أكثر و هي ترتجف خائفة تنتظر أن تقوم بضربها في أية لحظة.... لكن آريان وضعت يديها بلطف على كتفي الفتاة لتقوم بتهدأتها

" ششششت أنت في أمان لا تقلقي لن أؤذيك فقط إهدئي"

ركعت أمامها و قامت بضّمها و بدأت تربت على ظهر الفتاة محاولة تهدئها، إستغرق الأمر بعض الوقت حتى توقفت الفتاة عن الإرتجاف و قد توقفت عن الحركة تماما، إبتعدت آريان قليلا حتى تتأكد من أنها بخير إلا أنها قد وجدتها فاقدة للوعي. حملتها و توجهت بها إلى غرفتها كانت خفيفة الوزن وضعتها على السرير.

أحضرت إناء و بعض المناشف، قامت بمسح وجهها بمنشفة مبللة و نزعت ثيابها القديمة و مسحت جسدها أيضا، لاحظت مدى نحولها و كذلك كدمات و آثار حروق و ضرب في كافة أنحاء جسدها، أحضرت بيجامة من خزانتها و ألبستها إيّاها، قامت بتغطيتها و جلست في كرسي أمام سريرها تنتظر استيقاظ الفتاة.

___________________

Aster | آستر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن