الفصل الثالث و العشرون

4.8K 191 40
                                    

رايلي

نحن الآن في مكتب آريان، هي من طلبت مني مناداتها بذلك و منذ زمن طويل، فأنا أعرفها مذ كنت طفلة.
كنت أذهب مع والدي إلى منزلهم، لطالما كانت هي ووالديها لطفاء معي

ما زلتُ أحيانا أناديها بالسيدة آريان عندما أكون بوضع العمل، أو فقط لإغاظتها لأنّها لا تحبّ ذلك و تقول أنها تعتبرني مثل أختها الصغرى.

أنا أيضا أعتبرها كذلك و الدليل أنني ألجأ إليها كلّما وقعت بمشكلة ما، رغم أنّها تقوم بمعاقبتي أيضا، لكن عقابها أفضل ألف مرّة من والدي، هذا ما جعلني أسجل رقمها في سجلّي الجامعي.ليس و كأنني أحب المشاكل، لكنّها تحبني

أنا الآن مع آيلا في مكتبها
قامت باستدعاءنا، لابّد أنّها عرفت بما حدث بالأمس.

عادة أكون أنا الواقفة مكان آيلا

آيلا..... كانت أخبرتني آريان بكل ما حدث مع الأختين، و كنت متشوّقة لرؤيتها فقط بعد سماعها تتحدث عنها

قالت أنها فتاة واثقة و ذكية، رغم أنّها عانت بمفردها لوقت طويل إلاّ أنها لم تدع ذلك يؤثر عليها، بل استمرّت، درست، تفوّقت و تحصلت على منحة جامعية.

تأكدت من ذلك، فمنذ أوّل مرّة رأيتها أُعجِبتُ بها فورا.
فملامحها البريئة هي أكثر ما جذبني لها، اهتمامها بأختها و حتى قلقُها عليها، فهي ناضجة مقارنة بسنها الصغير.

كنتُ حاضرة يوم إلتقت إيفيان بآيلا و كان لقاءا مؤثرا، لولا أن أخبرتني آريان أن ندعهما يحظيان بالخصوصية لكنتُ بقيت معهما، أشاهدها بتعابيرها البريئة.

لم أرد لإعجابي أن يكون سرًا، رغم أنني لا أستطيع المواعدة لكنني أستطيع أن أُعجبَ بالشخص الذي أريده، و هي آيلا بالطبع.

أعلم أنّها لو وافقت عليّ و بادلتني نفس ما أحسّ به تجاهها و لو بنسبة ضئيلة كنت إتخذت خطوة نحوها

و أنا متأكدة أنّ آريان ستفعل شيئا ما حيال ذلك، و تتحدث مع أبي بشأن تلك القاعدة، رغم أنّها تظنّ أنني مازلتُ صغيرة لكنها لن تقف في طريق سعادتي،

أعرفها.

رغم محاولاتي العديدة لجذب آيلا و إنتباهها إليّ، فهي تقوم بتجاهلي دوما، و أقول تتجاهلني لا ترفضني، فلو فعلت الأخيرة لما استمررتُ بإزعاجها.

ما حدث بالأمس جعلني أدرك أنّها ترفضني و لا تريد أن تكون معي، لا تثق بي بل لا تعتمد علي حتى، فهي لم تخبرني بأمر المضايقات التي تتعرّض لها من طرف تلك الفتاة و فضلّت إخبار إيفيان بذلك

Aster | آستر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن