Aster | آستر

الفصل الواحد و العشرون

آريان

إستيقظتُ و أنا على سريري، و ذراعي متصّل بمحلول مغذّي عرفته فور رؤيتي له.

حسنا، لنقل أنني توقّعت هذا، لكن ما لم أتوقعه هو وجود إيفيان في الغرفة، أو بالأحرى التعبير الذي يعتلي وجهها.

عيناها حمراوتان، و تبدو أنّها ستبكي في أيّة لحظة و تمنع نفسها من ذلك بعضِّ شفتها السفلى، رأيتها من قبل و هي تبكي أو حتى تحاول منع نفسها من البكاء، لكن الإختلاف هذه المرّة أنّها تنظر إليّ مباشرة دون أن تحاول إخفاء ذلك بوضع يديها على وجهها.

أشعر بالعطش بشدة و أردت النهوض لكنها اقتربت مني بسرعة، و ساعدتني في تعديل جلستي بوضع وسائد خلفي، و أعطتني كأس ماء دون أن أطلب حتى، و دون أن تقول أي كلمة.

شكرتها،شربتُه و الآن حان وقت سؤالها.

"منذ متى و أنا غائبة عن الوعي؟" 

"منذ ليلة أمس"

"كم الساعة الآن ؟"

"الثانية زوالا"

هذا كثير، و الآن أهم سؤال

"هل أنتِ بخير ؟ أقصد هل حدث معكِ شيء ما أثناء غيابي عن الوعي ؟ "

تبدو أسوء حالا مني حتى.

تجاهلَتْ سؤالي و اكتفت بالنظر إليّ لمدة طويلة

قالت بإستياء "أتعلمين آريان !! منذ لقائنا طلبتُ منكِ طلبين اثنين الأوّل  هو السماح لي بالإهتمام بشؤون المنزل، و قبلتِ.
و رغم معرفتي بأنّه ليس لديّ الحق في طلب المزيد، لكنني فعلتْ و طلبتُ منكِ أن ترتاحي و تعتني بنفسك لكنكّ تجاهلتِ طلبي و استمريتِ بالضغط على نفسك هذا ما أكدّ لي أننّي على حقّ"

أوه، هذا سيء حقا، هي غاضبة و مستاءة منّي و هذا ما لم أرد أن يحدث.

"هناك سوء فهم إيفيان و يجب عليّ توضيحه،
لديك كلّ الحق في طلب أي شيء تريدينه منّي و في أيّ وقت، لم أقصد تجاهلكِ أو جعلكِ تقلقين، لكنّ اذا لم أهتّم أنا بالعمل فلا أحد سيفعل، كما أنه سبق و حدث معي هذا، و في الحقيقة كان أسوء بكثير"

"هذا يعني أنّك كنتِ ستستمرين بذلك، حتى يحدث ما هو أسوء ؟" قالت بصوت مبحوح.

ليس لديّ ما أقوله، فاخترت الصمت

بعد لحظات أضافت،صوتها صار أكثر وضوحا