• الرماد •

232 8 15
                                    

تفتح عينيها ببطئ

ضوء ساطع ، رؤية مشوشة ، سرير مريح ، لكن لا يزال الم الرأس قويا
تقوم الفتاة بصعوبة محاولة تمالك الصداع الرهيب ، لاستيعاب ما يحصل حولها

(هل كان كل شيء حلما؟) هذا ما أملته

"لكن...اين انا ؟"
سمعتها الممرضة فردت عليها :"اوه ، هل استيقظتِ؟ انتِ في المستشفى ، لقد اغمي عليكي البارحة سقطت عليك حشبة اثناء حريق امس "

(آه ، اذا لم يغمى علي من الحزن و الحسرة كما توقعت ، حسنا هذا يبرر الصداع )
"اوه !! امي !! امي ، مالذي حصل لها ؟؟!!"

صمتت الممرضة لفترة و كان هذا الصمت كافيا لها لتفهم

"آسفة .....ابلغتني الشرطة ان اخبركي بوفاتها ، أنا آسفة لونا ، الامر كان صعبا علينا ايضا "

تقول لونا لنفسها (توقفي عن الكذب ، لا تقولي الترهات ، من سيحب تلك العجوز الشمطاء )

تنهمر الدموع من لونا بدون ان تستطيع التحكم بها او ايقافها ،ليست حتى تعلم سبب بكائها ، و هي تكره البكاء امام الآخرين ، ادارت وجهها و حاولت النهوض مرتعشة رغم الالم

"مهلا ، لاتستطيعين النهوـ"
"لا بأس ، انا بخير "
"الى اين تذهبين ؟"
"الى مكان الحرق"







مجددا ،
ها هي تقف مجددا امام نفس البيت المحترق الذي اصبح رمادا ،
مشاعر عشوائية ، حزن ؟

(تقول الممرضة بأن سبب الحريق كان تسربا في الغاز ، صحيح ان هذا المنزل عجوز للغاية
لكن هذه الفكرة تأبى ان تقنعني .

تلك الطريقة التي كانت تبتسم بها و هي تموت ، لست مقتنعة بأن الامر حادثة ، بل و اكثر من ذلك ، لا اظن بأن تلك العجوز الشمطاـ ، اقصد امي ، لا اظنها ماتت بتلك السهولة .

فاما ان يكون الامر وهما من رأسي لواسي به نفسي ، و اما ان تكون قضية لم تغلق بعد علي البحث فيها ، ليس عن الجاني ، انما عن الضحية

فبعد كل شيء جاء في تقرير الشرطة بأن جثة الام لم يتم ايجادها ، و تم تدوين بأنها احترقت تماما ، حتى العظام ، و هذا امر مستحيل !،

علي اولا الحصول على معلومات ، سأتوجه نحو مركز الشرطة ......)

Luna : The Mystrey Of SuicideOù les histoires vivent. Découvrez maintenant