• حِدَاد | grief •

107 6 15
                                    

ان اللون الازرق كثيرا ما كان يرمز الى الحزن ،
كانت عيناه الزرقاوتان ، اللتان اعتادتا ان تكونا سماء زرقاء صافية ، ملبدتين بالغيوم في ذلك المساء الكئيب

- اسمعي لونا ، لا اظنني سأعيش طويلا
قال ذلك الفتى الصغير الباهت  تلك الكلمات بابتسامة طفيفة

امتلأت اعين لونا بالدموع ، كادت ان تبدأ بالنواح ،تلك الفتاة التي هي الآن تفعل المستحيل لتكبت دمعها امام الآخرين ، اعتادت ان تكون طفلة بكاءة كثيرة النحيب

- لااا ، ألم تقل بأنك ستشفى ، و سنذهب للجامعة معا ، و سنتزوج و نحضر قطة

-في الواقع ، كان انتِ من طرأ فكرة الزواج  ، على اي حال ،اظن ان ايامي في الحياة باتت معدودة

-لماذا تتحدث فجأة كرجل عجوز
كانت لونا تقبض يديها  و تجرحهما باظافرها  ، و لم تستطع كبح دموعها اكثر من ذلك
لم تستطع تخيل ملاذها الاخير يرحل عنها ، تاركا اِيَّاها تصارع الحياة في بأس ،
قد كان النور الذي بدَّد  ظلمتها ، فأنّى لها ان تعود لذلك الحلك و هي تخشي الظلام

مسح دمعها بمنديل ، و ربت على شعرها مبتسما بعطف
لم يهدئ ذلك من روعها انما زاد من نحيبها و حزنها

- انظري ، لقد جرحت يدك مجددا ، دعيني اضمدها لكي

* غرفة الممرضة في المشفى *

- ارى انك اصبحت بارعا في التضميد
تقول لونا ذلك و هي تشيح بنظرها ماسحة دموعها

- الا تزالين غاضبة مني ....
لونا ، من فضلك عديني بشيئ ، لو متّ ، لا تحزني من اجلي

-هل تمازحني ، ستجف دموعي في عزائك ، لدرجة اني لن ابكي مجددا لبقية حياتي

- لونا ، لست امزح ، اذا متّ ، لا تحزني ، بل عيشي من اجلي ، اريدكي ان تكوني سعيدة من اجلي ، حسنا ؟

ترفع لونا عينيها نحوه ، تبتسم نصف ابتسامة
- حسنا ، ايا يكن ، بالرغم من اني سأكون ارملة ، الا اني ساُحاول ان اكون ارملة سعيدة

-ارملة ؟
(ضحك ويليام ضحكة ظريفة بما يكفي لتنسي لونا بأسها فابتسمت بدورها  )

الممرضة :
- ويليام ، عليك البدأ في تحضير نفسك للعملية

- حسنا لونا ، وداعا 
- لا تقل وداعا ، بل الى اللقاء
ربّت على رأسها
اتت روز لتنادي ويليام

آخر ذكرى لها  عنه حيا ، كانت له و هو يلوح لها ذاهبا ، و هي تقبض على يديها المضمدتين













السماء لم تعد زرقاء بعد الآن ،
كانت السماء الملبدة بالغيوم بدأت تمطر

كانت لونا ممسكة بأمها ، كلاهما في حداد و حزن ، ترتديان الاسود
كان الضوف القلال ، المتمثلين في روز و لونا ، و امرأة جميلة شقراء ترتدي نظارة شمسية  معها طفلان ، و رجل ذو شعر اشقر فاتح مائل للبياض و بشرة شاحبة
كلهم متجمعون حول تابوته بملابسهم السوداء ، كل يضع زهرة بيضاء  عند جثته الباهتة التي لا تزال مبتسمة و كأنه على قيد الحياة

تضع لونا زهرة حمراء ، و تنظر نحوه في شوق ، و تبدأ دموعها في الهطول اشد غزارة من المطر المنهمر









كذلك هي ترتدي الاسود في عزاء امها ، و تضع وردة زرقاء على صورة امها

( في لغة الزهور تعني سأفعل اي شيئ من اجلك )

يأتي رجل شامخ كبير الحجم  من وراء لونا و يربت على كتفها

قالت لونا بصوت عالي لجذب اهتمام الحضور :«حسنا ، بما ان جميعكم هنا الآن ، دعوني اكشف لكم حقيقة مقتل والدتي »

                                                                                                   -يتبع ~

سبحانك و بحمدك اللهم اشهد ان لا اله الا انت استغفرك و اتوب اليك
اشهد ان لا اله الا الله و الله اكبر و لا اله الا الله

Luna : The Mystrey Of SuicideOù les histoires vivent. Découvrez maintenant