هذا ما تمكنت شفاهها على التصريح به لتقف بعد ذلك من مكانها تركض بسرعة قدماها وجدت سبيلها الوحيد باب شقته .. المنظر كان فضيعا لم ترى له مثيل في حياتها .. اشفقت عليه و أرادت مساعدته .. السماء تشهد أنها أرادت و لكن حتى العيون لها حرمة و منظره يخدشها .... لم تُجرح في حياتها .. تبا لم تقطع حتى قطعة لحم للطهي لذلك منظر اللحم مفتوح بتلك الطريقة تسيل منه الدماء جعل بطنها تقلب .. أرادت التقيأ كما لم ترد في حياتها من قبل ....
لا تعودي مجددا ... هذا آخر ما قالته و هي تغلق باب شقته لتعود لشقتها مرة أخرى .... لن تخرج اليوم .. لن تستطيع أصلا فعل ذلك .. فقط أسرعت للحمام تقيأت كل امعائها لتدفن جسدها بعدها داخل المياه و انفجرت تبكي بأعلى صوتها .... ليس بسببه .. أصلا لا تعلم لماذا كانت تبكي .. يا إلهي ما بها تبكي .. عيونها سالت بدون تحكم منها فقط بكت لأنها إحتاجت أن تفعل ذلك .... سمحت لدموعها بشق طرق على وجنتيها المحمرتين و يداها تغسلان جسدها بقوة تزيل جلدها لا دماءه حتى انتهت لتركض لغرفتها بسرعة و استلقت على سريرها تجمع ركبتيها لصدرها محتضنة اياهم بقوة بدون أن تتوقف عن درف تلك الدموع ....
في الخارج فُتح باب المصعد ليخرج منه دايڤ يمشي بخطوات قوية على الأرض مستجمعا نفسه قبل أن يطرق باب شقة زعيمه ...... انتظر قليلا أن يفتح له و حين لم يفعل أخذ نفسا عميقا و أخرج الإبرة التي يسحبون بها إطار الشريحة من الهواتف الذكية ليبدأ في العبث بقفل الباب حتى فتحه في أقل من دقيقة ... دخل مبتلعا ريقه أنفه يشتم رائحة الدماء .. سجائر و خمر قوي اختلطت ببعضها البعض لتنتج رائحة الشياطين .. يعشقها و يلتف حولها الجن الكافر ..... توقف أمام غرفة ساڤيدش ليجده واقفا ينظر للخارج من نافذة غرفته الكبيرة ... المكان حوله لا يحتاج وصفا ...صمت رهيب التف حوله حتى قطعه بنبرته العميقة مصدرا صوته ذو البحة الرجولية القاتلة : ماذا تريد دايڤ !
اجابه بسرعة ساحبا الملف من خلف ظهره و قدماه اتجهت ناحيته يريد أن يرى وجهه : هذا عقد مهم يحتاج توقيعك زعيم ... ارسل... قاطعه الآخر مدركا سبب تواجده هناك : فقط عد للقصر و أخبرها أني سأعود ..... أراد الصراخ .. اللعن بأعلى صوته إخباره أن حالته حتى الأشباح لا تعيش بها ... أنه يحتاج لأكثر من عودة ... أو هرب ... أراد قول الكثير و لكنه فضل الصمت صافعا كلامه في مؤخرته ... يعرفه .. تبا يعرفه مجنون و لن يربح شيئا من قول ذلك له بدون ذكر أنه يخاف حتى نطقه ..... لا أحد و حقا لا احد يستطيع التكلم معه في شؤونه ... محاسبته أو حتى محاولة نصحه لأنه سيموت قبل أن ينهي كلامه و هو لديه أم و أخت مجنونة ليعيش من أجلهما .... نظر للأرض موميئا رأسه بإحترام كبير و قدماه تعودان به للخلف حتى خرج ليغادر تاركا إياه وحده ....
**
تنهد جيڤ و هو يرى عمته تنظر لباب قاعة الطعام عيناها ستخرج من مكانها تنتظر قدوم أخاه الأكبر .... تبا هذه المرأة تقتل نفسها حقا متناسية أن ساڤيدش يكره مثل هذه الحركات ... الرجل هو من يحمل فوق أكتافه وزر هذا القصر و كل الشركات و الأعمال اللعينة التي تتعلق بهم و تأتي هي الآن تقلق عليه ... ليس الأمر و كأنه لا يفعل أو لينا أخته لا تقلق على أخاها ... كلاهما يموت حين لا يكون هنا .. هما أيضا يخافان أن يأتي يوم و لا يبقى في حياتهم يختفي و لا يعلمان عنه شيء مثل الباقي و لكن فقط الفرق بينهم و بين عمتهم أنهم يعطونه مساحته الخاصة ... يعلمون نتيجة خنقه في هذه المرحلة بالتحديد لذلك يتركون له بعض الهواء ... بدون شيء كان يموت من أجلهم ... لا يعلم تحديدا ما يحدث مع أخاه و لكن ما أخبرته به عمته أنه يعاني من شيء ما .... شيء يمزقه ... يجعله يخضع رغم عدم رغبته ... يستسلم رغم جنونه و جبروته ..... أجل لا يعلم ما يحدث داخل جمجمة أخاه و لا يريد أن يعلم أصلا .... فقط يريد أن يبقى معه و انتهى
ابتسم و هو يرى من ربته .. تعبت من أجله كي ترعاه تبتسم بطريقة شقت وجهها لنصفين ما إن دخل ساڤيدش لقاعة الطعام بهدوء كبير ..... لا أحد منهم تحرك .. فقط إلتفتوا له ينظرون لجسده بنظرة متفحصة من رأسه لأخمص قدميه كي يتأكدوا أنه بخير ... أن لا شيء أصابه و من الخارج يبدوا سليم تماما .... مع ذلك كان يعلم أن سواد تلك البدلة يخفي خلفه مناظر إذا رآها الشخص لن ينام لأسبوع .... تخفي إجرامه في حق نفسه و ذنوب الشياطين فيه .. و كالعادة ابتسم هو و لينا من مكانهما متجنبان الترحيبات المبالغ فيها كي لا يغضبانه بينما عمته فعلت ..... جنت تماما تقف من مكانها لتتوجه ناحيته بسرعة عيونها تدرف الدموع بطريقة غير طبيعية : يا إلهي و اخيرا عدت ... تبا لي كدت أموت و أنت بعيد تعال دعني أحضنك ...
و دفنت وجهها في صدره تحاوط خصره ... الجميع و من بينهم هو كان يعلم أنها لا تحتضنه بل تتحسس جسده من فوق الملابس لترى ما فعله بجسده و يبدوا أن ما وجدته لم يعجبها لأنها إبتعدت تمسح دموعها تنظر لبروده بنظرة لوم و حسرة .. نظرة عتاب ممزوجة بغضب لتبتعد بصمت تعود لمقعدها بينما أكمل هو طريقه ناحية مقعده على رأس الطاولة...... رفعت لينا رأسها خلفها تبتسم له بإحترام ليربت على شعرها متخطيا إياها حتى وصل أمام جيڤ ..... إبتسم الأصغر في وجه أخاه ليفعل الآخر نفس العادة التي لا طالما يفعلها له .... فقط أمسك أذنه ينظر لشيء داخلها متفحصا إياها لبضع ثواني ثم تنهد بعدم رضا مكملا طريقه إلى كرسيه ....
أمسك جيڤ أذنه لا يفهم مالذي كان يبحث عنه آخاه هناك ... لماذا هذه العادة دائما ينظر لشيء و عندما لا يجده يتنهد بحسرة و يكمل طريقه لكرسيه ... نظر للينا شقيقته يسأل بعينيه لتهز الآخرى كتفيها بلا أعلم و هذا جعله ينظر مجددا لأخاه الذي أشعل سيجارة لنفسه مردفا لهم بهدوء : يمكنكم تناول طعامكم ....
نظر كل واحد لصحنه ليبدؤوا تناول طعامهم بصمت تام تحت مراقبة عينيه لهم ... هكذا دائما لا يضع شيئا في فمه فقط يحدق بهم بنظرات غريبة لعدة دقائق و هم يأكلون و يبتسمون أو يتبادلون أطراف الحديث .. و هذا كان يمزقهم من الداخل .... ليسوا سعداء و هم يرون عائلتهم بأكملها و حياتهم بهذه الحالة مع ذلك يدعون السعادة .. الإبتسامة و الفرح في حضرته كي لا يزيدوا همومه ...... كان أخاهم رجل بشخصية غريبة جدا ..... لديه نزعة سادية مع المجتمع بطريقة فضيعة ... غضبه ناذر و لكن إذا ظهر من سابع المستحيلات أن يعيش من تسبب فيه مهما كانت صفته .... كان صغيرا وقتها ربما في الرابعة حين عاد و رآه .... كان مخيف جدا ... ضخم بالنسبة له و وجهه مليء بالغضب و الكره .. الإستنكار ... لا يعلم لماذا خافت عمته يومها و أخفتهم في الخزانة و لكنه لم يتقبل أن يأتي أخاه و لا يراه لذلك تسلل و خرج من الخزانة هو و لينا ..... ما إن نزلوا للأسفل صدموا و هم يرون عمتهم ساقطة أرضا وسط دماءها ..... فكرة أن أخاهم من فعل بها ذلك اخافتهم كثيرا لدرجة أن الدماء غادرت وجهه .... كان طفلا صغيرا جدا و من رعبه إرتجف جسده يكاد يتبول تحته و شهق بنبرة باكية وصلت آذان أخاه ...... النظرة الأولى تترك انطباع يدوم طويلا و أول نظرة له في عيون أخاه زرعت داخله الخوف منه .. الإحترام في وجوده ... و الإنتماء له وحده ..... نظرة شر تحطمت ذراته مع كل ثانية عقله كان يترجم ما تراه عيناه و كأنه يدرك أنهم إخوته ... و كأنه لم يكن يعلم بوجودهم حتى .... بقدر ما خافه أحبه كثيرا ليبقى ذلك الشعور داخله يكبر كل يوم كل ثانية من حياته ... الخوف و الحب .. و كلما كبر أكثر كان أخاه يجعله يحبه أكثر ... لم يسبق له أن ضرب أحدا منهما ...و لم يجبرهما على شيء لا يردانه ...
لينا إختارت أن تدخل مجاله و
تصبح قائدة إحدى عصابته فأعطاها ذلك ... طلبت لن يجعلها قوية تقاتل كالرجال وحش أنثوي و فعل رغم صعوبة الأمر بسبب جنسها .... و هو طلب أن يبعده عن أعمالهم .. أن يسمح له بالدراسة ليصبح بروفيسور في المستقبل .. أخبره أنه يكره قتل الناس و اهتماماته مالت للدراسة فأعطاه ذلك أيضا و لم يقل أنت اخي او ماذا سيقول عني الناس إذا أصبح أخي رجل طبيعي لا لم يقل ذلك أبدا فقط شرط عليه شرط واحد و هو أن يخضع لتدريبات مكثفة لخمس سنوات كي يستطيع الدفاع عن نفسه في حالة تعرض له أحد ... علمه العديد من الأشياء حفظها و لن يطبقها إلا للحاجة هذا اذا لم يجد حلا آخر .... بخلاصة القول شخصية أخاه الحقيقية متعجرف ذكي جدا حكيم لأبعد الحدود ساخر و لديه لسان سليط بطريقة قذرة هادئ كالموت.. نبيه بحذر.. مزاجي بطريقة فضيعة كل ثانية بحال هذا مع الناس .... أما تعامله مع أسرته مختلف كلياً عن تعاملة السادي مع الجميع .. يهتم لأمرهم بجدية أكثر من اهتمامه لنفسه و يعتبرهم حياته التي يعيشها من أجلهم ... يغفر لهم أخطاءهم ... تبا مهما كان الخطء كبير يغفره حتى لو وضعوا رأسه على مشنقة الموت يغفر لهم بدون أن يطلبوا المغفرة حتى ...يثق بهم و بقدراتهم لدرجة الافتخار بكلاهما .. ليست لينا فقط من يفتخر بها بل هو أيضا... لم يستثنيه يوما أو يميز بينه و بين شقيقته بالعكس يحبه كما هو ..بشخصيته اللطيفة و طيبة قلبه.... لذلك كان ساڤيدش الأخ المثالي .. الأب و مركز العائلة الذي إذا مال فقط تهدم فوق رؤوسهم .... أجل لهذه الدرجة كانت حياته بالنسبة لهم مهمة ...
قاطع ذلك الصمت الطويل صوت داليدا تسأل بنبرة هادئة عيناها مصوبة على صحنها تقطع قطعة اللحم بكل أناقة و هدوء : كيف أخبارك ... بما أنك لم تأتي منذ أسبوع ...
أجابها الآخر بهدوء عيناه مصوبة على إخوته و من نبرة صوته الهادئة أحسوا بعض الانزعاج من النبرة التي سألته بها : بخير ...
فقط بخير .. تبا هي كانت تموت في غيابه و هو لم يكلف نفسه إلا كلمة واحدة بخير ... يا إلهي هذا الرجل هل يضاجع الجبال الثلجية كل ليلة .. إبن أخاها تموت من أجله تحبه و تحب كل شيء فيه ما عدا هذا البرود المستفز .. أغمضت عينيها بقهر تكمل قطع اللحم بطريقة غاضبة ظهرت من صوت السكين تحتك بالصحن ليأتيها صوته مجددا : إقطعي اللحم داليدا ليس الصحن ... نظرت له تضغط على أسنانها بقوة .. طفح الكيل حقا .. تكره أن لا تعلم ما يفكر فيه .. لا طالما كان الرجل الذي يصعب تخمين ما يدور داخل جمجمته اللعينة مع ذلك كانت هي وحدها من تستطيع فهمه من نظرات عينيه و لكن الآن و خاصة الفترة الأخيرة أصبحت لا تفهمه أبدا .. لا شيء و هذا يزعجها يجعلها تتمنى الموت الخروج من قشرة الهدوء و الطاعة لتكشف جنونها .. و يبدوا أن الصبر انتهى عندها ... بغضب كبير ضربت الشوكة و السكين مع الطاولة و وقفت من مكانها تصرخ بنبرة عالية : لماذا تفعل هذا ها.... ألا ترى حالتنا .. أنظر لوجوههم يرسمون إبتسامة مصطنعة كي لا يزيدوا همك و أنا .. تبا أنا و ضربت صدرها بأصابع مرتجفة : أنا أموت من كثرة التفكير بك ... أجل أنت رجل .... أنت أكبر من أن أعاملك هكذا و أهتم لتفاصيلك الصغيرة و لكني عمتك ساڤيدش .... لم أربيك .. لم أتعب من أجلك مثلما فعلت مع إخوتك و لكني أحبك أنت كل ما تبقى لي من عائلتي ... لا أمتلك أم و لا أب و حتى أخي الساقط رحل دفن تحت التراب الذي أتمنى أن يضيق عليه حتى تختنق عظامه هناك لذلك لم يتبقى من دمائي إلا أنت ..... أنت فقط أرجوك توقف عن معاملتي ببرود و كأني اي شخص تكلم معي أخبرني ما يحدث لك إذا كان كل هذا بسبب تلك العاهرة الساقطة فقط دعن....... لم تكمل كلامها و هي تراه يكور قبضته ضاربا بها الطاولة بطريقة كسرت جزئها الأمامي و رمقها بنظرة مميتة جمدت دماءها داخل عروقها كقطرات جليد ......
الحرارة انتشت جسدها رعبا و في ثانية بشرتها البيضاء شحبت الدماء غادرتها تماما بينما وقف جيڤ و لينا بسرعة يخرجان من القاعة و أغلقا الباب خلفهما لتبتلع ريقها بصعوبة دقاتها قلبها توقفت لبضع ثواني رمقها فيها بنظرات أشبه بسهام سامة .... ملامح وجهه هادئة و لكن عيناه كانت جحيم مشتعل لم يهدأ حتى جلست مجددا قدماها لا تستطيعان حملها نظرت ليديها المرتجفتين لتهمس بكلمة واحدة و صوتها أتى بنبرة منخفضة : أنا آسفة .....
هذا فقط لتنفجر بعد ذلك بالبكاء .. آسفة لأني بالغت و آسفة لأني أعتبرك عائلتي ... آسفة كثيرا كررتها داخل قلبها و عيناها لا تتوقفان عن البكاء تكره نفسها ككل مرة يحدث هذا .. تكره اهتمامها الزائد الذي لا يضر غيره ... بأصابع مرتجفة مسحت وجنتيها لتشعر بجسده ليلتفت خلفها مسندا يديه على كتفيها : لم أقصد اخافتك .... هزت رأسها تلتفت له بعيونها الدامعة لتسند رأسها على عضلات بطنه تمسك يده الخشنة بين يديها بقوة : لا تهتم اعصابي هي التالفة فقط لن أكرر هذا ...
تنهد يسحب كرسي ليجلس بجانبها و اخرج سيجارة تحت نظرات عينيها يشعلها بهدوءو تكلم بنبرة هادئة أحست بها تعب ذلك الاسبوع الذي أمضاه خارج القصر : اسألي سأجيبك ...
أومأت له تأخذ السيجارة التي قدمها لها و اشعلتها تسحب منها نفس عميق بأصابع مرتجفة : مالذي حدث حتى ذهبت هناك !!
و نظرت لوجهه بطرف عينها تنظر لشروده الذي دام طويلا يدخن بهدوء و رغم طول فترة صمته علمت أنه سيجيبها لذلك ترقبت الإجابة كارهة أن تسمعها ... أجل تكره سماع ذلك الاسم اللعين مع ذلك أرادت أن تفهم ما يحدث معه و اخيرا قرر أن يتكلم مفصحا عن همومه : إغتالوا راشيليا مرتين هذا الشهر ...
لعنت الساقطة و لعنت معها حياتها لتوميء بتفهم ساحبة أكبر قدر من النيكوتين و معدل الادرينالين يرتفع في جسدها ... الإسم وحده يجعل شيئان يتصاعدان في جسدها الغضب و الخوف ... تلك المرأة رغم ضعفها الجسدي إلا أنها مخيفة بطريقة فضيعة ... حياتها كانت شيء لابد منه لذلك كرهت أنها تخاف من موت أكثر إمرأة تتمنى لو تقتلها بيديها العاريتين ... تخنقها حتى تسحق كل شرايين عنقها .... رمت رماد سيجارتها الرفيعة في المطفئة لتسأل مجددا : من فعل ذلك ...
هذه المرة أجابها بسرعة و نبرة غاضبة : لا أعلم ... لم استطع تحديد من يريد فعل ذلك ...
ارتجفت شفاهها و دموعها منذرة على سقوطها مستسلمة أخيرا رامية السيجارة من يدها لتمسك رأسها بين يديها تضغط عليه بقوة الدموع تساقطت من عينيها بغزارة تفكر في عواقب موت الساقطة ... أحست بنار تحرق داخلها لتسأل آخر سؤال : إذا هذا يعني النهاية أليس كذلك ... الساقطة لا تريد قول المعلومات رغم أن حياتها مهددة بالموت ...
أومأ رأسه ببرود و كأنها لا تتحدث عن حياته الآن فقط دخن سيجارته بهدوء تام خنقها و لكن ماذا ستفعل ... لو كانت مكانه ماذا ستفعل .. ماذا ستقول و حتى إذا قالت ما الفائدة ... تلك العالمة اللعينة لديها برود لم ترى مثله في حياتها ..... فعلت مرة في حياتها و ذهبت لمقابلتها بدون علمه و كادت تقتلها من كثر ما قتلتها الأخرى بإبتسامة هادئة و أصغت لكل ما قالته ثم وقفت من مكانها و خسرت عليها جملة وحيدة : إلى اللقاء سيدة داليدا .... يا الهي لا يوجد شيء مميت بقدر رغبة الشخص في قتل شخص آخر بدون أن يستطيع ...... نصف الشيطان .... كانت تلك الساقطة من تحمل نصف الشيطان داخل رأسها ...... حياتها تساوي حياته و موتها يساوي موته .... معادلة الموت التي لم تتعلم غيرها رغم كرهها للعلوم و العلم بأكمله ...
مسحت دموعها الساقطة لتنظر له بطرف عينها و جنونها تمكن منها : سأذهب و أكلمها ... النظرة التي رمقها بها كانت إجابة صريحة وواضحة جعلتها توميء رأسها بغضب لتقف من مكانها : حسنا ... حسنا إذا ابقى هكذا .. مت و ما دخلي أنا بك فقط مت و دعنا نموت جميعا بعدك ... اترك هذه الإمبراطورية تهدم فوق قبورنا ... أنهت كلامها و هي تراه يقف من كرسيه ليخرج بصمت من القاعة تاركا إياها تبكي مكملة نوبة جنونها التي افرغتها في طاولة الطعام تضرب و تكسر كل شيء حولها ...
**
أومأت ڤيولا بإبتسامة واسعة و هي تسمع أخاها يكلمها عبر الهاتف يلقي أوامره الكثيرة و التي لا تنتهي اطلاقا لترسل له قبلة كبيرة مجيبة إياه : باي إيثان سأهتم لنفسي لا تخف هيا قبل لي آري و آريانا ....
أغلقت الخط بعد ذلك لترتدي حذائها بينما تكلمت صديقتها و شريكتها في السكن ميمي : يا إلهي متى سيفهم آخاك أنك لم تبقي طفلة صغيرة ڤيولا
اتسعت إبتسامة جميلة على وجهها لتنظر لها تهز رأسها بسخرية : هذا ما أحبه فيه ميمي .. انا لا أكبر في عينيه مهما كبرت دائما و للأبد أبقى طفلته ڤيولا الصغيرة .. رغم ان أبي حي إلا أنني لا أحسه والدي .. اخي أخذ مكانة الجميع عندي ... إذا لم يتصل بي كل ساعة يكون ذلك أغرب يوم في حياتي ... أصلا عملي هنا لا يعجبه أبدا طلب مني كثيرا أن اعود للمكسيك و لكني ابقى من أجلك ايتها الكوبية الغبية لذلك قبلي خدي و اشكريني ...
انفجرت الأخرى تضحك بأعلى صوته لتحتضنها بقوة تقبل خدها .... كانت علاقتهما جميلة جدا .. تعرفت عليها في حفل موسيقى قبل عدة سنوات و اصبحتا صديقات و نظرا لأنها فقيرة لم تتمكن من التنقل للمكسيك كي تكون بجانبها و لكن ڤيولا فعلت ... هاجرت بلدها و أتت لكوبا قبل 5 سنوات توسلت أخاها إيثان كي يسمح لها بذلك و فعلت بصعوبة كبيرة ... استأجرت هذه الشقة الجميلة الدافئة و طلبت منها أن تشاركها المسكن و منذ ذلك اليوم و هما هكذا ... صديقتان مقربتان جدا ... و ها هما اليوم و لأول مرة سيذهبان لملهى ليلي .... بعد عدة ساعات من التوسل لإيثان .... حتى أنه اتصل بهما عبر الكاميرا قبل قليل ليرى ما كانتا ترتديانه و طبعا توسلته هي شخصيا تخبره أنها ستضرب كل رجل يقترب من أخته ...
كانت ميمي قوية جدا و عنيفة عكس ڤيولا الناعمة .. حرفيا كانتا بشخصيات متناقضتان تماما .. ڤيولا هادئة و هي مشاغبة .. ڤيولا ضعيفة جسديا و هي قوية ... و ڤيولا كرامتها تحلق في العلالي حرفيا لا تسامح أبدا حين تجرح عكسها كانت سهلة المسامحة و تغفر لغيرها بسرعة ... كصورة أوضح ڤيولا كانت كالبحر الهاديء الذي يحمل تحته قسوة كبيرة بينما كانت ميمي أشبه بالنهر الهائج السطحي لا يملك لا أعماق و لا هم يحزنون ...
فتحت ڤيولا باب شقتها لتخرج برفقة صديقتها و أوقفت سيارة أجرة متجنبة الذهاب بسيارتها للملهى الليلي الذي أمرها أخاها أن تذهب له ... تعلم أن هذا الملهى لقريب لهم لذلك طلب منها الذهاب هناك كي يضمن سلامتها ... أصلا لم تكن تلك المشاغبة التي تثير المشاكل حسنا هي لا تفعل و لكن ميمي ستفعل بدون شك ... ابتسمت بحنان تنظر لميمي كانت ببشرة سمراء جدا نظرا أن والدتها إفريقية مع ذلك كانت جميلة ..
أخرجت مرآة صغيرة لترى نفسها بها .. كانت تبدوا غريبة حقا بتلك الضفيرات التي تضفرهم في شعرها .. يا إلهي ميمي مجنونة و جعلتها تجن تماما ... كانت تضفر ضفيرات إفريقية مثل التي يضفرها الأفارقة تمتد من فروة الرأس إلى نهاية الشعر لتظهر الضفيرات كثعابين طويلة مع ذلك جميلة جدا ... حسنا هي تحبها فوق شعر ميمي و لكن فوقها كان الشكل غريب جدا .... تبا ڤيولا فقط توقفي أنت جميلة لذلك توقفي لا بأس ببعض الجنون أحيانا أصلا هذه اول ليلة لك تمرحين فيها ... اشربي و ارقصي كثيرا ثم عودي للشقة و انتهى ...
توقفت عن التفكير مع توقف السيارة أمام الملهى الليلي لتخرج برفقة ميمي التي كانت تصدر اصوات الصدمة و الذهول حماسها ظهر على ملامح وجهها .. تبا مسكينة تشفق عليها كثيرا .. كانت فقيرة جدا لذلك تميل كثيرا لتحقيق كل طلباتها .. تعلم أنها لن تتمكن من دخول مكان مثل هذا لو لم تكن معها ... أمسكت يدها بقوة ليظهر منظر جميل جدا .... مثل الحليب و القهوة هذا كان وصف شكل أيديهما الممسكتان ببعض بقوة كبيرة ...
فتح لها الحراس الباب بإحترام كبير ما إن قرؤوا لقبها .. أخاها كان معروف جدا خاصة في هذه الأمكان التي تسكنها الشياطين بدون ذكر زوجته آريانا .. كانت تحمل إسم كبير في كوبا ... ما إن وقفت وسط الملهى ابتسمت و هي ترى المنظر بينما قفزت ميمي بحماس تصرخ بأعلى صوتها ترقص بدون حزام كالمجنون الذي رأى الضوء لأول مرة في حياته ... حسنا لن تلومها هي و رغم هدوءها إلا أن المكان جعل الحماس يتصاعد داخلها لتمسك يدي ميمي و بدأت ترقص برفقتها تحاول مجاراة جنونها حتى تعبت لتشير لها بيدها ناحية بار الشراب ....
أومأت لها الأخرى بتفهم لتتوجه ڤيولا الى هناك بينما تركتها خلفها ترقص بجنون ... معروف على نساء جنوب إفريقيا طاقتهم الزائدة ... سافرت سابقا إلى هناك و حضرت المونديال و رأت كيف يرقصون بلا توقف .. لا يتعبون أبدا و تبا كم ماهرات في هز الأرض تحت اقدامهن ... جلست أمام بار الشراب لتطلب كأس شراب و بدأت تشرب بهدوء تتأمل المكان حولها بسعادة كبيرة ...
على بعد أقل من 5 امتار كان آرون جالسا يعطي بار الشراب ظهره بينما ينظر لزعيمه الذي كان يشرب بهدوء تام ليحرك عينيه ناحية آريكسو ... غمزه بإستغراب ليهز الآخر رأسه بلا أعلم ... كاذب يقطع قضيبه إذا كان لا يعلم فقط لا يريد أخباره و يبدوا أن هذه آوامر ساڤيدش كي لا يجن و يفعل شيئا مجنونا مثله .... معروف عليه أنه في عداوة أبدية مع العقل ..... يفعل كل شيء لا يوجد فيه عقل و تبا للمتعة التي يقدمها الجنون .... أحضروا من قال أن في الجنون سعادة أكيدة لا يدركها إلا المجانين ليقدم له وسام الشرف ..... أجل مزحة غير مضحكة أبدا ..
حرك جذعه العلوي ليملأ كأس آخر بينما تكلم بنبرة جادة : زعيم ماذا بشأن الصفقة مع رجال الجنوب ... هل ستكون غدا ... أومأ الآخر بصمت لينظر لهاتفه الذي أتته رسالة نصية ... نظر بسرعة لآريكسو ليبتلع ريقه بصعوبة و هو يرى زعيمه يسحب الهاتف لينظر للرسالة بنظرات باردة مع مرور كل ثانية كانت تشتعل ليحرك شفاهه لاعنا تحت أنفاسه ثم أردف له بنبرة آمرة : أرسل لدايڤيد أخبره أن يرسل هذه اللعنة .... و رمى له هاتفه ليرى شحنة بمئة ألف كيس ماريخوانا ... أومأ بصمت ليقف من مكانه مبتعدا عنهم و اتصل بالآخر يطلب منه الشحنة ... بينما ضربت فتاة بكتفه نظر لها بطرف عينه ليلمح بشرتها السمراء بدون أن يلمح وجهها .... لم يهتم فقط أعاد نظره أمامه يكمل اتصاله لتكمل ميمي سيرها عائدة لصديقتها أمام بار الشراب .... مسحت عرقها لتشرب من كأسها ثم نظرت لها تلهث بقوة : واااااو المكان مثير و فيه رجال وسيمين جدا ...
أومأت ڤيولا بهدوء لتبدأ في الحديث رفقة صديقتها حول النغمة التي كانت تملأ المكان ... تجادلتا حول النغمة الافضل هي كانت تقول أن الهادئة فيها احاسيس أكثر و تحمل رونقا رائعا بينما ميمي تخبرها أن النغمة المرتفعة القوية فيها حماس أكثر تنفع للرقص و اخراج الطاقة السلبية التي تقدمها الاغاني الهادئة من حزن و كآبة ... و كان الجدال مضحك جدا ميمي تصرخ و تضرب الطاولة بينما ڤيولا تهز رأسها بهدوء و ابتسامة هادئة جدا رسمت على شفتيها ... حقا كان رغم شجارهم السخيف إلا أن المكان كان جميل و كانت سعيدة إلا أن قرر أحد العهرة التوجه ناحيتهما يتمايل بجسده يمينا و يسارا يحمل بين يده كيس مخدرات يبدوا أنه مروج لعين .... أسند كتفه على بار الشراب أمامها ينظر لها بنظرة شهوة كبيرة : ايتها البيضاء الجميلة ما رأيك في القليل من المرح ...
كادت تطلب منه أن يرحل بدون مشاكل إلا أن ميمي أجابته بسرعة و نبرة فضة : اغرب عن وجوهنا من هنا .. صديقتي سينغل و لا تريد الارتباط بأمثالك ...
ابتسم الآخر بسخرية لينظر لميمي بنظرة عنصرية ثم رفع إصبعه السبابة يمرره على جسدها بتقزز : و من سمح لك ان تفتحي فمك أيتها السوداء اللعينة .. اخرسي كي اخلطك بهذا الكيس ربما يفتح لون بشرتك قليلا ... هذا حقا اغضب ڤيولا لترمقه بنظرة جانبية غاضبة : و من أنت أصلا لتقول عن صديقتي سوداء ها ... غادر لا تغضبني ...
قرب اللعين وجهه منها حتى لامست شفاهه خدها ليهمس هناك برغبة قاتلة : لن اذهب بدونك بيبي .. هيا سريري بارد تعالي ندفئه مع بعض ... تقززت ملامحها لتدفعه عنها بينما نزلت من كرسيها تريد الرحيل إلا أنه امسكها بقوة من ذراعها معيدا إياها للخلف : قلت تعالي تعني تعالي و اللعنة ....
صدمت من تصرفه لتحرك جسدها بقوة تحاول دفعها عنها بدون فائدة .. أمسك شعرها يسحبها ناحية إحدى الغرف لتمسك ميمي زجاجة خمر كسرتها على بار الشراب إنقضت عليه ضاربة إياه على رأسه بقوة ... لعن الآخر من شدة الألم لينادي رفاقه الذين أتوا بسرعة يلتفون حولهما .... ارتجف جسدها بينما حمتها ميمي بجسدها تحمل الزجاجة المكسورة بين يديها .. اصوات الموسيقى توقفت بينما كان رجال مرعبين يلتفون حولهم من كل جهة .. ثانية واحدة حتى تقدم جميعهم ناحيتهما بعد أن طلب صديقهم الذي يمسك رأسه ذلك ... سمعت ميمي تهمس لها تشد يدها على الزجاجة : ما إن افتح رأس أحدهم اهربي بسرعة ڤيولا و لا تهتمي لي أنا ميتة في كل حال ... و ابتسمت بسخرية لا تناسب ذلك الموقف إذا لم يقتلني هؤلاء الحمقى سيقتلني شقيقك اذا حدث لك شيء ... و رفعت يدها في نهاية كلامها تريد ضرب اول ساقط اقترب حتى سمعوا صوت أوقفهم جميعا....
آرون : مالذي يحدق هنا بحق الجحيم .... الراحة التي سرت بجسد ميمي في تلك اللحظة كانت لا توصف و هي تراهم يتجمدون مكانهم مبتعدين عنهما بخطوات بطيئة أعينهم وقعت على ذلك الرجل المرعب ..
تكلم الأول يمسك جرح رأسه بيده : زعيم أنا آسف هذه الحشرة السوداء سرقت مني كيس مخدرات و انا كنت احاول استرجاعه ... نظر آرون له بنظرة خاطفة يرى الدماء تسيل منه ليعيد النظر لميمي : أنت ضربتي أحد رجالي و هذا يعتبر إهانة لي شخصيا يا فتاة ... ابنة من أنت !!!
أرادت ميمي أن تتكلم لكن ڤيولا خرجت من خلفها سابقة إياها بسرعة تجيبه : آسفة سيد آرون هذا بسببي كان يحاول ايذائي أنا ...و ميمي صديقتي فقط ساعدتني ... النظرة التي علت محياه مإن انتبه لوجود ڤيولا خلفها كانت صادمة تماما و كأن أحدهم حشر يده داخل جمجمته للتو .... نظرت بسرعة لڤيولا بإستغراب ... كانت تبدو غريبة تبتلع ريقها بصعوبة و وجهها لونه تحول للأصفر تنظر للأرض بإرتباك و لم ترفع عينيها بعد أن أنهت كلامها حتى ... حسنا تعرف صديقتها جبانة و لكن ما بال ارتجاف جسدها الغريب .. عاودت النظر لآرون الذي أصبحت عيناه حرفيا باللون الاحمر تشتعلان بصورة مرعبة مع ذلك وجهه كان يبدو ثابتا .. لم يظهر عليه شيء فقط عيناه من قالت الكثير ....
تكلم بنظرات سوداء و نبرة مميتة : هذا ملهى ڤيولا ليس مكان يليق بأمثالك .. و ابتلع ريقه بصعوبة مبعدا عيناه من عليها و كأنه يريد أن لا يراها و لا يشعر بها هنا .... فقط نظر لأحد رجاله آمرا إياه : تعيدهما للمنزل بسرعة ....
أمسكت ميمي يد ڤيولا بقوة ساحبة إياها ناحية الباب لتخرج و من تلك الطريقة التي ضغطت بها ڤيولا على يدها علمت أنها تتلهف فقط للهروب من هنا .. للاختفاء من مكانها و الابتعاد من أمام عينيه القاتلة ...... بخطوات هادئة و حذرة مرت من أمامه حتى أصبحت ڤيولا أمام جسده الضخم تماما .... حسنا هي و رغم طولها إلا أنها بدت أمامه قطة فما بالك بڤيولا المسكينة اختفت تماما أمام ضخامته و ما إن كادوا يبتعدون عنه .. هناك فقط تكلم امام اذن ڤيولا جاعلا إياها ترتعد خوفا : إذا رأيتك في مكان كهذا مرة أخرى سأكسر ساقيك و لا تعتقدي أن هذا سيمر على خير ڤيولا.... لدينا حساب لاحقا ... شهقت الأخرى مكملة سيرها دون أن تلتفت خلفها تحت صدمة صديقتها حتى صعداتا للسيارة ...
لحظات فقط مجرد لحظات حتى انتفضتا من امكانهما على أصوت إطلاق نار من داخل النادي لتضع ڤيولا يدها على فمها الذي أصبح لونه ابيض دون ان تفتح عينيها الدامتعين ..... نظرت لها ميمي بتمعن لتعيد النظر للملهى بإبتسامة واسعة واااو الكثير من الأسرار الملتهبة عند صديقتها الهادئة لن تنام الليلة إذا لم تكشفهم ..
**
في الصباح استيقظت راسيل على صوت جرس الباب لترفع جسدها بصعوبة ألم رهيب في بطنها قتلها ... نظرت لنفسها في المرآة لتصدم حرفيا جفونها منتفخة و هالات سوداء تحت عينيها بينما غرتها التصقت بجبينها من شدة تعرقها .... كل هذا بسبب الكوابيس التي رأتها البارحة بعد منظر جسده الدامي ... أغمضت عينيها تلمح تمزقات لحمه و دماءه المتناثرة على جسدها ليرتجف جسدها مرة أخرى بينما رن جرس الباب مجددا لتتنهد بغضب فاتحة الكاميرا في هاتفها لترى من في الخارج ... هذا جعلها تبتسم واااو مديرة أعمالها اللعينة .. فقط عودي للنوم و لا تفتحي أرادت حقا ذلك و لكن الأعمال لا ترحم لذلك تحكمت بالباب عن بعد تفتحه لها بينما خلعت ملابسها تدخل داخل حوضها المليء بالرغوة تحمل كأس في يدها مدعية أنها بخير تماما أمام التي دخلت تبحث عنها ...
نظرت مديرة أعمالها لغرور الساقطة تسبح في حوضها و كأنها ملكة العالم ... أحرقت الهاتف تتصل بها و لا ترد عليها حتى كما أنها تخلفت عن اجتماع عمل مهم مع كاتب معروف و الآن تسبح كأنها لم تفعل شيء .... تبا كم كانت تكرهها اوووه يا إلهي كم كانت تمقت حتى النظر لوجهها و لكنها عبارة عن أموال بالنسبة لها لذلك تبا لكرامتها أمام المال ... ستتحمل كل شيء فقط كي تشبع من الملايين التي تدخلها شهريا من اليوم الذي أصبحت مديرة أعمال هذه الساقطة الجميلة ....
ابتسمت بإحترام تجلس على كرسي أمام حوضها :سيدتي ا..... قاطعتها راسيل ترفع حاجبها بإستغراب : سيدة ... تبا لي من السيدة هنا أنا أو أنت ..... قولي آنسة لا زلت عازبة حين اتزوج قولي سيدة ... ضغطت الأخرى بقوة تسحق أسنانها تحت بعض لا تصدق الساقطة و تكبرها. .. تبا لك لا تنسي المال أهم من كل شيء اتسعت ابتسامتها توميء لها بإحترام : حسنا آنستي لماذا لم تحضري اجتماع أمس ... الكاتب ازعجه تصرفك جدا ...
ابتسمت راسيل تشرب رشفة من كأسها ببرود :أولا لا تكلميني بنبرة المسائلة اكره من يحاسبني ثانيا و ماذا سيفعل الكاتب حين يغضب ها ... هل سيضرب مؤخرتي بعصا الزيتون !! ..
انفجرت الأخرى تضحك بتصنع على كلامها لتوقفها راسيل بنبرة مستفزة : لماذا تضحكين هل قلت شيئا مضحكا .. اختفت الابتسامة المصطنعة لتسكت تماما جاعلة إبتسامة الأخرى ترتفع..... التمثيل يا إلهي كم أجرمت في حق التمثيل .... هل طلبت منها أن تحبها حتى تدعي ذلك و هل طلبت منها أن تضحك على كلامها أو تدعي انها تخاف عليها و تهتم لها حتى تمثل كل هذا. .. لماذا اصبح البشر هكذا بوجهين ... تعرفها تكرهها داخل قلبها جدا و هل تريدون السبب .. حسنا ابنة هذه العاهرة ممثلة أيضا و لا أحد يحبها .. عرضوا عليها قبل سنتين دور في فيلم و هي رفضته فقامت ابنة هذه المرأة بتمثيله و لكنه لم ينجح لأن العالم بأكمله أصبح يقارن بين تمثيل ابنتها و تمثيلها هي .... السؤال المهم ما ذنبها هي في كل هذا حتى تكرهها هذه المرأة مع ذلك عملت لديها من أجل المال و بعض المعارف التي تحتاجهم كي تجعل ابنتها تنجح في المجال ....
يموتون من أجل الشهرة لا يعلمون أنها ثوب مقرف يلمع ببريق لا مثيل له بينما من الداخل ملمسه خشن جدا يخلف جروح مؤلمة تدوم لسنوات ..... قلبت عينيها بينما عادت الأخرى للكلام : ما هي أوامرك حول الاجتماع هل نجعله اليوم ..
ابتسمت إبتسامة صفراء تهز رأسها لفوق و تحت : لا قولي بحق الجحيم حبيبتي.... ما رأيك أن نقبل قدميه أيضا .. يريدني يبحث عن وقت آخر ليعرض فيلمه أنا لا أغير مواعيدي من أجل أي شخص و الآن تكلمي بسرعة ماذا لدينا لليوم !! .....
مديرة الأعمال : لديك اجتماع مع شركة الطيران جهزوا لك طائرتك الخاصة التي طلبتها ... و بعدها لديك تصوير اعلان عن احمر شفاه و اخيرا سنذهب لنادي يفتتحون فيه جميعة حقوق الحيوانات أردت أن تلقي كلمة هناك ... ابتسمت توميء رأسها بتفهم لترفع يدها مشيرة لها أن تخرج بسرعة : جهزي لي فستان كلاسيكي من أجل عقد الطائرة و اهتمي بباقي الملابس الأخرى الخزانة امامك و إياك أن تدخلي للغرفة الأخرى لا داعي لأكرر تنبيهي ...
أومأت الأخرى لتغادر بينما أكملت هي أخذ الشاور مغمضة عينيها بهدوء إلى أن قررت ذكرى جسده أن تمر أمام عينيها جاعلة احشاءها تتداخل في بعضها البعض تريد التقيأ ... لن تذهب له أبدا مرة أخرى .... الرجل مخيف و آخر ما تريده اناس مرضى نفسانيين ..... أنهت حمامها الساخن لتخرج منه ثم غيرت ملابسها ثم جلست أمام مصففة شعرها التي أتتها مع مديرة
الأعمال ..... صففت شعرها و وضعت لها القليل جدا من مساحيق التجميل تخفي انتفاخ جفونها لتخرج بعدها من شقتها و حارسها يحمل لها لولي بين يديه ... نظرت لباب شقته لثانية ثم طردته إلى آخر مكان في عقلها لتصعد سيارتها بجانبها لولي و في يدها لاب توب الخاص بها تتصفح الجرائد الرسمية تريد أن ترى أي شيء يلفت انتباهها و لكن لا يوجد شيء مهم غير بعض المسرحيات بين الممثلين و ازواجهم ... هذه تشاجرت مع زوجها و الآخر أعلن ارتباطه بزميلته في الفيلم و الكثير من السيناريوهات التي يستغبون بها الناس ... كل هذا من أجل الترويج لأفلامهم و اغانيهم .. يا إلهي كم مساكين ... لا يعلمون أن الفيلم الذي كتب ليترك ضجة سيتركها بدون هذه اللقطات الجانبية المقززة ...
نظرت لكلبتها لولي لتبتسم بسخرية : ما رأيك لولي مسلسلي سينزل بعد أسبوع هل أضع صورة لي أقبل رأسك ارتدي فستان زفاف و اكتب تحتها وقعت في حب كلبتي بعد أربعة سنوات من علاقتنا .... هذه أصبحت موضة صدقيني أحدهم تزوج بدمية جنسية و الأخرى بسجادتها و قبل قليل سمعت بواحدة تزوجت بحقيبتها بعد أن وقعت في حبها ... هيا دعينا نفعلها نحن ايضا...... و انفجرت ضحكا و هي ترى لولي تلتفت للنافذة تنظر للخارج ... تبا كلبة و تقززت من هذا فما بالك بالبشر .... على كل حمدا للرب على نعمة العقل ...
توقفت بها السيارة لتضع نظراتها الشمسية على عينيها كي تخفف أشعة الضوء الخاصة بكميرات الصحافيين ... فتح لها رجالها الباب الخلفي لتنزل منه بجانبها لولي تمشي بهيبة رائحة عطرها الخاصة بها وحدها انتشرت على مسافة أمتار بعيدة مُسكِرة كل الصحافيين هناك حتى دخلت للداخل تاركة إياهم .. نظرت لكلبتها التي كانت تحرك ذيلها بإنزعاج بسبب الصحافيين ... تكلمت مكان كلبتها تتخيل لو كانت انسان ماذا كانت ستقول : اوووه ماي غوود اهلكوني بالصور .. لم يتركوا حتى ذيلي بدون ان يصوروه ... عضت شفتها بقوة من الداخل ... تبا حقا كانت لولي مشهورة مرة ضاعت لها لم تمر عشرة دقائق حتى اتت مديرة أعمالها تخبرها أنهم عثروا عليها و تريها صور الناس معها .... لولي جيوڤيتشي أشهر كلية بيضاء في هاڤانا و العالم ... أفاقت من سخافتها على صوت البومة تتكلم أمامها : آنستي الاجتماع في القاعة الكبيرة ...
أومأت بتكبر لتكمل طريقها ناحية القاعة ترفع ذقنها و كأن الأرض لا تسعها حتى وصلت للقاعة ...... لا داعي لوصف شدة الملل و هي تسمعهم يتكلمون عن طائرتها و يشرحون لها طريقة عملها و كأنها ستقودها بنفسها ... على كل أنتهت من هذا العمل توقع على شراء الطائرة الخاصة لتتوجه بعدها إلى مكان التصوير .... صورت إعلان احمر الشفاه و الذي كان مثيرا استمتعت فيه كثيرا ..... رفعوا لها شعرها كذيل حصان بينما ارتدت جينز فوق السرة مع تي شيرت اسود قصير و حذاء مرتفع و جعلوها تركب دراجة نارية و تقفز بها فوق نيران ملتهبة ... على كل التصوير أخذ معها فترة المساء كاملة حتى وصل أخيرا الليل و بالتحديد الساعة التاسعة ..... سحبت اكبر قدر من الأوكسجين تمسح عرقها و مديرة أعمالها تركض هنا و هناك مع فريق أعمالها الخاص يجهزون لها ملابسها و يحاولون مسح العرق من عليها ليعيدوا مساحيقها .... كان التعب يتآكلها مع ذلك قاومت نفسها ... ستذهب و تتكلم في النادي عن حقوق الحيوانات .... هي من طلبت ذلك بنفسها من أجل لولي حبيبة قلبها .... كان اليوم هو عيد ميلادها لذلك أرادت أن تشيد بذلك و تقول ما حملته داخل قلبها من حب لها .... غبية ربما يقول اغلب الناس هذا و لكنها لا تهتم ... كلمتها ستقولها لكلبتها و حتى إذا لم تفهمها ستشعر بأنها موجهة لها و تفرح .... ربتت على شعرها الابيض لتنهي تألقها الثالث لهذا اليوم ببدلة بيضاء مكونة من بنطال و سترة تغطي القليل من المؤخرة ... اظافت كعب عالي لتتوجه الى النادي التابع لعائلة دوستيوفيسكي ...
في النادي خرج آرون من الملهى الليلي خلف زعيمه بعد أن أنهوا صفقتهم مع رجال الجنوب لينظر له بعد أن تكلم الآخر ساحبا هاتفه من جيبه يتصل بأحدهم : ماذا يحدث هناك آرون ...
نظر الآخر لمنتصف النادي حيث تقام افتتاحيات الجمعيات و اعلانات بعض المنتجات ليجيبه : أعتقد أنه افتتاح لجمعية حقوق الحيوانات سمعت عنهم في الصباح .... سكت بعد ذلك و هو يسمع زعيمه يتكلم عبر الهاتف : أين أنتِ ...
نظر له بسرعة ليهز رأسه ضاغطا على أسنانه و قد علم مع من كان يتكلم ... لحظات فقط حتى أغلق الخط ليكمل طريقه و هو خلفه ينظران للنادي الذي إشتعل بطريقة غريبة ... الناس كانوا كالذباب يصرخون بصوت عالي و كأنهم يرون ابواب الجنة تكاد تغلق أمامهم ... ما بال هؤلاء اليوم ... حسنا نادي زعيمه كان مشهور و لكن لم يراه يعج بالناس هكذا من قبل ... ضرب احد في كتفه ليدفعه عنه بقوة موقعا إياه بينما أكمل طريقه يحاول ابعاد الحشرات عن ظل زعيمه .... سيقتلهم إذا دعسوا فوقه و للصراحة لا يهتم إذا كان جنس الميت ذكر هذا يقلل من احتمال وقوع ڤيولا في الحب ... فقط كان يؤلمه قلبه حين تكون انثى هي الضحية انقارض النساء يعني قلة المتعة بالنسبة له .... كان رقيق جدا مع النساء ...
لعن بأعلى صوته و إحدى الفتيات تدعس على حذاءه لينظر لها بنظرة جانبية مميتة جعلت الأخرى تهرب بسرعة قبل أن يقتلها .. ألم أخبركم رقيق جدا مع النساء ...
ما إن وصلا تقريبا أمام باب النادي الكبير توقف على بعد انش من ظل زعيمه الذي توقف بدون سابق انذار متجمدا مكانه و صمت كبير ساد المكان لمع فيه صوت أنثوي قاتل يتكلم عبر مكبر الصوت ليلتفت لصاحبته...
راسيل : لا يرحم الله من لا يرحم خلقه ... سمعت هذه العبارة حين كنت في الخامسة من عمري و اعتقدت أنها تخص بنبي البشر فقط ... أن الله اخص بها عباده و لكني أدركت كم كنت مخطئة بعد أول مشهد تعذيب لقط أمامي ... صرخاته المتوسلة و نظرات عينيه و هم يرمونه بالحجارة جعلني أتذكر هذه المقولة ... خلقه .. كلمة شملت كل روح خلقها الرب ... انسان حيوان أو نبات .. جميعها تعيش لتحمد ربها على نعمة الحياة و لا يوجد غير ربها من له الحق في إقتلاع روحها ...تعلمت في هذه الحياة أن براءة الطفولة تُشبه كثيراً براءة الكثير من الحيوانات .... الشخص الذي يتسم بالقسوة على الحيوانات يصبح صعبا أيضا في تعامله مع البشر أي بعبارة أصح نستطيع أن نحكم على قلب الانسان من معاملته للحيوانات.... لذلك أنا اليوم و من مكاني هذا و بإسمي هذا أناشد جميع القلوب و أخاطب جميع الضمائر اطلب منها لا بل و أتوسلها بجملة واحدة "رفقا بالحيوان" ..... لكل أم كرري لطفلك رفقا بالحيوان و لكل جد ذكر احفادك رفقا بالحيوان .. الحيوانات تلد حيوانات ، أما الإنسان فلا يولد إنسانا ، بل لابد أن تربيه ليصبح كذلك. البشر هُم شياطين هذه الأرض ، والحيوانات هي الأرواح المُعذبة فيها لذلك دعونا جميعا نتضامن لنجعل هذه الكلمة تصل لأعالي السماء و جمعت يديها مع بعض ترفعهم لفوق منهية كلامها :"رفقا بالحيوان" ......
ما إن أنهت عبارتها لم يفهم آرون شيئا ... في ثانية جعلت المكان صامتا و ببعض الكلمات جعلت النادي يشتعل يكررون نفس الجملة "رفقا بالحيوان" .... واااو ليدي مثيرة جدا ... كيف يصف جمالها و اللعنة كانت عنوان للأناقة .. هيبة النساء تجلت فيها ... كل ألحان الجمال سكنت نبرة صوتها الدافئة و الناعمة بدون أن يتكلم عن شكلها الخارجي ..لو قال عنها قمر بكماله سيظلمها و يرفع مقامه ... حرفيا رأى أجمل منها و لم يرى بجمالها ... كيف !! هذا حقا ما لم يستطع تفسيره ... كانت تبتسم تنظر للناس أمامها ينادون بإسمها تكاد حناجرهم تتمزق مكررين راسيل راسيل .....و هذا فقط جعله يبتسم فتحا فمه لا يصدق أنها الممثلة راسيل جيوڤيتشي سمع عنها و لكنه لم يرى شكلها من قبل ... أعاد نظره أمامه ليرفع حاجبه و هو يرى زعيمه ينظر لها بعيون ميتة لم تحمل شيئا مما يدور داخل عقله ... فقط نظر لها ببرود قاتل كشيطان يشتم رائحة عميقة مختلطة بين حشائش البتونيا الناذرة و خشب الصندل المميز و الذي يستعمل في السحر و الشعوذة رائحة لا يلتقطها سوى الشياطين يعبدونها بكفر .. رائحة مميزة لهم لأنها لا تتواجد إلا في عرينهم .. أجل نظر لها و كأنها مروضة الشياطين تجلت أمامه ...
ابتسمت راسيل تنظر لكلبتها لولي بينما تركت مجال للمتابعين كي يلتقطوا لها صورا مع كلبتها في هذه المناسبة ... كانت تغير وضعيتها كل ثانيتين حتى نظرت للمتابعين ناحية الباب لتختفي ابتسامتها و هي تراه..... كان هو .... فلامينغوا من المستحيل أن تخطئه ... كان يقف على بعد منها ينظر لها ببرود .. لم ترمش و لم تسمح لجفونها بالانغلاق حتى فقط تأملته لدقيقة كاملة بشرود و صدمة حتى أحرقتها عينيها لتغمضهم و منظر جسده الدامي يمر أمام عينيها مرة أخرى ... هذا فقط جعلها تفتحهم مرة أخرى ليختفي.... كان هنا .. تبا ليست مجنونة كان هناك في تلك الزاوية و الآن اختفى .. أرادت الذهاب له و البحث عنه و لكن المتابعين كانوا أكثر من أن تستطيع المرور من بينهم لذلك التزمت مكانها تعيد رسم إبتسامة حب لكل شخص يحبها من بينهم ...
دمعة ساخنة نزلت من عيون راشيليا في تلك اللحظة و هي تنظر لصغيرتها المحبوبة من خلف زجاج النادي وسط كل أولئك الناس الذين يعشقون التراب الذي تمشي عليه ... حرمتها من حبها و أعطتها حب الناس لها ... تعلم أن هذا ليس تعويض أبدا و لكن على الأقل يكفيها أن لا تكون وحيدة و الآن ستجعلها تعيش ..... تعلم جيدا يوجد روحين ستنتهيان بمجرد موتها ..صغيرتها و ساڤيدش .. لذلك ستشابك هذه الأرواح ببعضها .... هو وحده بدون غيره من يستطيع حماية حياة صغيرتها و هي لوحدها من تستطيع إعطاءه سبيله للراحة .... ابتسمت تمسح دمعتها و هي تسمع صوته البارد خلفها
ساڤيدش : هل أعجبتكِ !!!
أومأت له بإبتسامة هادئة : أجل جميلة جدا أليس كذلك ... و نظرت له خلفها بينما صوب نظراته الثاقبة ناحية صغيرتها .... كم الأمر مضحك ... هذا الرجل عاش حياته يبحث عن نقطة ضعف واحدة لها ليلوي بها يدها و هي جعلت نقطة ضعفها تعيش في الشقة المقابلة لشقته و الآن تجعله يراها تعرفه عليها بدون أن يعلم ... الأمر حقا مضحك .... عضت شفتها من الداخل و هي تسمع رده : لا ليست جميلة و لكنها تمتلك صدر من خارج هذا الكون ...
اووه لو تسمعه صغيرتها .... تبا ستنتف شعرها شعرة شعرة نظرت لوجهها لتنفجر بالضحك تكرر كلامه بإستغراب : صدرها !! ... و من أين رأيت صدرها ...
ساڤيدش آخذا نفسا من سيجارته : ترتدي 120 في الحمالة ... صدر مثالي .. مع ذلك ليست جميلة .. لأنها تحب الحيوانات مثلك .. أنهى كلامه ينظر لها بطرف عينه بتقزز كبير
جعلها تضحك .... أجل ضحكت بسخرية من أعماق قلبها .. لا ليست مجنونة تعلم أن ما قاله ليس مضحك لكم و لكنه مضحك كاللعنة بالنسبة لها ... حقا الأمر كان مضحكا بطريقة فضيعة لأنها بالفعل كانت تعشق الحيوانات ... و الدليل أنها هي من أطلقت عليه إسم فلامينغوا نسبة لطائر الفلامينغوا... هكذا يتم معاملة العينات عندهم... يتم اختبارها ثم يطلقون عليها إسم إحدى الحيوانات و كان هو عينة ناذرة .. فصيلة مميزة لم ترى مثلها طوال سنوات عملها .... براءة اختراعها ... فلامينغوا خاصتها .... الطفل الذي راهنت عليه بمشوارها المهني .. من بين 50 طفل و طفلة علمت أنه هو ... وحده من سيكون رقم واحد ... المميز ... الوحش الصغير الذي تحمل كل تجاربها عليه .. الطفل الوحيد الذي خرج من المختبر سليما من الخارج رغم ما أفسدوه داخله .... لا زالت لحد الآن ترى ما يحدث لغيره و أغلبهم أصبحوا مجانين .. منهم السفاح و منهم من كفر مثل هكتور اوه ذلك احدى عيناتها أيضا و لكنه لم يكن مميزا لأنه فشل في اختبراته ... لم يتحمل و اراد قتل نفسه .....
تنهدت بعد ذلك تسحب قدر كبير من الهواء لتوقف نوبة ضحكها الهستيرية و مشت متخطية إياه لتقع عيناها على آرون ... تقسم أنه يتمنى سحب سلاحه و قتلها مع ذلك لن يستطيع ... حياتها تساوي حياة زعيمه ... كان يمشي خلفها مع ذلك وقع أقدامه لم تشعر به ... الرجل كان كالأشباح تماما لا وجود ملموس له كل ما يثبت لها أنه حي هو رائحة سيجارته التي تنبعث منه ... ابتعدت قليلا عن صغيرتها لتدخل حديقة النادي ... كانت تشبه المتاهة تماما فيها عدة أروقة توقفت في إحداها لتلتفت خلفها لإجرامها البشري بإبتسامة هادئة : إذا فلامينغوا أعتقد أنك تعلم سبب اتصالي بك ...
أومأ ساحبا نفسا من سيجارته : أجل و الآن اعطني إسم واحد فقط و لن يعيش من حاول قتلك للغد ...
راشيل بإبتسامة : للأسف هذه المرة لا أمتلك إسم و لكني أشك في كل أعضاء المنظمة ... طلبوا مني معلومات عن الجهاز و أنا رفضت اعطائهم إياه أو حتى اخبارهم طريقة عمله لذلك أعتقد أني مستهدفة الآن من قبل الجميع ....
ساڤيدس : حسنا إذا اعتبري الجميع أموات ....
هزت رأسها تعدل نظاراتها الطبية : لا الأمر لا يسير هكذا ... لدي شيء مهم يجب علي حمايته و إذا مات الجميع.... سيتحرك ذلك العاهر و يفسده ...
لاحظت كيف رفع حاجبه لتتسع ابتسامتها : سر صغير ستعرفه قريبا لأنه سيكون مهمتك الأخيرة إما تعيش للأبد أو ... سكتت تتجنب قولها ليكمل هو : أو تنتهي حياتي ... أخذ نفسا باردا من سيجارته و كأنه لا يتكلم عن حياته الآن أفهم من كلامك أن هذا السر عبارة عن شخص أعتقد انه شخص مهم بالنسبة لك حتى تحاولي حمايته .... حسنا حسب معلوماتي لم تفتحي ساقيك لرجل و لم تنجبي من قبل إذا من لديك .. أخ اخت .. من تحديدا ها .....
تبا ... ابتسمت بطريقة واسعة تهز رأسها و تجاعيد عينيها الجميلة تظهر : استنتاجاتك لا طالما كانت تبهرني فلامينغوا ... أصلا هذا أقل ما قد اتخيله من أفضل إختراع لي .... هنا تدخل بنبرة مميتة و قوية رغم عدم تغير ملامحه أبدا : لست إختراعك اللعين ...
أومأت بتفهم توقف هذا الحوار الذي لا فائدة منه و تتجنب كثرة لعناته أصلا هذا الرجل إذا تكلم يمطرها باللعنات و لسانه صدقوني سليط جدا لذلك تفاديا لكل هذا قالت : حسنا آسفة لا قدرة فوق قدرة الرب و بعد كل شيء أنا لم أخلقك فقط عدلت بعض الاشياء في جمجمتك على كل لدي طلب واحد منك إلى غاية ايجاد حل او اتفاق مع المنظمة لا تفعل شيئا ... سأكون بخير هل اتفقنا .....
رميه لسيجارته و إعطاءها ظهره كان إجابة واضحة بالقبول لذلك ابتسمت آخذة نفسا عميقا لتغمض عينيها بهدوء ترى صورة صغيرتها أمامها ... تتخيل نفسها محتضنة إياها ... تقبل وجنتيها بحنان و تخبرها كم تحبها ... كم تموت شوقا لها لتحميها ..... سرها الصغير ... طفلتها التي انجبتها من رجل لم يكن عليها الانجاب منه ... ملاكها و شيطانها اللعين .... الكلمات حقا خائنة ... خائنة جدا تأكدت من ذلك كل مرة تحاول التعبير عن حبها لها .... ما يقهرها أنها تعلم جيدا أنها ستموت .... لا تعلم متى تحديدا و لكنها ستموت و للصراحة لا تهتم بحياتها ... موتها سيريح المثير من الناس .. أصلا كانت تستحق الموت بكل شيء فيه و فوقه تمنت لنفسها عذاب قبر لم يتعذبه أكبر طاغية عبر العصور لأنها مجددا تستحقه بكل ذرة من روحها الكريهة .... آثمة .. مفسدة .. مغيرة لخلق الرب ... عالمة استعملت علومها في الشر و العبث بأرواح الناس .... ام أنانية أنجبت طفلة رغم قدرتها على عدم إنجابها .. كانت في شهرها الأول حين إكتشفت وجودها و كان بإستطاعتها اجهاضها ... الكلب اللعين والد صغيرتها توسلها أن تجهضها و لكنها لم تفعل ..... أخفت سرها حتى اصبحت في شعرها الرابع ... هناك فقط أحست بحجم الأذى الذي تسببت فيه لها قبل أن تلدها ..... فكرة أنهم سيفعلون بصغيرتها مثلما فعلوا بها أعادت لها عقلها .. أرادت قتلها داخلها و لكن صغيرتها تمسكت بالحياة و بقوة و عنادا في العالم أتت .... أخذت قسمتها من الحياة و هنا حقا لم تستطع أن تفرط بها .... مع أن الساقط طلب منها أن تسمح له بقتلها و لكنها لم تفعل لم تقوى على ذلك و كان حلها الوحيد أن تقدمها لعائلة أخرى ......... لم تسمح لأحد أن يعلم بسرها عدا هي و العاهر الذي قدمت له حبها و قلبها لم تعتقد يوما أنها ستندم على اليوم الذي عرفته فيه ......
كان هو والد صغيرتها الذي قدم لها الحياة و هو نفسه من يريد سلبها منها الآن ... يضغط عليها بها مجبرا إياها على الخضوع و لكن و لتلعنها السماء إذا سمحت له بذلك .... لا تعلم ما نوع الجنون الذي أسكنته جمجمة فلامينغوا ... رأى ما فعله و هو نصف شيطان فقط لم يرى ما يستطيع فعله إذا أصبح شيطانا كاملا .... ستريه ... العاهر ستريه ...
توقفت عن التفكير مع توقف الهواء حولها و كل شيء بينما فتحت عينيها لتبتسم بسخرية تحدق بذلك اللعين المقابل لها ..... اوووه حب حياتها أصبح يلعب على الثقيل .... لو بقيت ألف سنة لم تكن ستتوقع أن موتها سيكون على يدي هذا الرجل .... أكثر شخص وثقت به في حياتها ...
راشيل بنبرة هادئة : عميل إذا !! ... كان علي أن اتوقع ذلك ....
ابتسم الآخر يسحب سلاحه من خصره ليجيبها بنبرة ساخرة : الحياة تختار الأقرب لقلبك لروحك و لك و تضع فيه الاختبار راشيل ... آسف و لكن لا تهتمي موتك سيكون رحيم ....
أنهى كلامه يرفع سلاحه أمام جسدها ليطلق طلقتين على صدرها زلزلت جسد آرون الذي كان يمشي خلف زعيمه يخرجان من تلك المتاهة ....
بوجه اصفر شاحب تماما نظر لزعيمه الذي تجمدت سيجارته في فمه ينظر له بنظرات مرتعبة و كل ما رآه بعد ذلك هي سيجارته تسقط من بين شفتيه ليعود بسرعة ناحيتها ... الجنون ....
تبا الجنون رآه في عدة أشكال و لكن مثل ذلك الشكل لم يسبق له أبدا ... بحياته أكملها لم يتخيل أن يرى زعيمه بمثل تلك الحالة ... صدمة تامة روادته و هو يرى الطريقة التي تحولت بها ملامح ساڤيدش ينظر لجسد راشيل مرمي على الأرض وسط دماءها ... و هو يراه يحدق بها كما لو أن عائلته من كانوا يموتون هنا لا شخص غريب ... كان حرفيا ينتفض الآن محاولا التحرك ناحيتها بفشل و هي تلتفت ناظرة له عيناها تودعان الحياة ... لا .. لا تبا لا هذا كل ما استمر بترديده ماشيا ناحيتها أخيرا ليسقط على ركبتيه أمامها ملامحه كانت تشبه ملامح شخص يحتضر .. لا .. اياك .. قالها مبتلعا ريقه ليمسك وجهها بكلتا يديه : لا تستطيعين فعل هذا بي .. أنت .. أنت حياتهم بالنسبة لي ... أنت تحملين حياة الجميع لا يمكنك الموت راشيل .. المعلومات .. اعطني المعلومات اللعينة إياك أن تموتي ..... و صرخ بإسمها يهز جسدها بقوة بينما طلب منه أن ينادي الطبيب مستمر بمسح الدماء عن فمها و ترديد عبارات غير مفهومة ... الواجب .. العائلة .. و الكثير من الكلمات الأخرى التي خرجت مرعبة من بين شفتيه ... كان حرفيا في مكان آخر .... كما لو أنه يرى ارواح عائلته من تخرج من جسدها و ليس روحها هي ... حقا صدمه تماما ... ضن سابقا أنه رآه في أسوأ حالاته و لكن الآن و بإمتياز رأى شيئا لم يراه من قبل رغم علمه جيدا مدى أهمية حياة تلك الساقطة العاهرة ..... فقط أغمض عينيه لا يتحمل رؤية زعيمه ينظر لها و كأنه يتوسل للبقاء عاقلا .. للبقاء إنسان ... الواجب ... الواجب تبا للواجب هذا آخر ما قاله داخله و هو يراها تبتسم له بين شهقاتها تمد يدها لتقرب وجهه منها ....
أمعن النظر لزعيمه الذي قرب وجهه منها ليسمعها تهمس له بشيء جعله ينظر لساعة يدها بنظرات مصدومة ليسأل بنبرة مميتة : لمن هذه ...
لم يفهم آرون شيء في تلك اللحظة ... فقط أكمل مراقبة زعيمه الذي قرب وجهه مجددا يحاول سماع ما كانت تتمتم به راشيل ..... و للحظات حدق بهما ليلعن حياته بعد ذلك و هو يرى زعيمه يبعد وجهه عنها يهز جسدها بقوة : أكملي راشيل ... .. هزها مجددا و مجددا .. مرارا و تكرارا بدون توقف يصرخ بإسمها بأعلى صوت ليتدخل هو أخيرا : زعيم لقد ماتت ....
ما إن أنهى جملته صرخ بأعلى صوته و هو يتلقى رصاصة من الآخر أطلقها يريد إصابة قلبه بها و لكنه تحرك متجنبا إياها لتأتي في كتفه .... لم يكن عليه أن يتكلم ... ليس و هو في هذه الحالة المرعبة .. لا يجب أبدا التكلم معه و هو هاديء فما بالك بحالة الثوران هذه ...... الطريقة التي اشتعلت بها عيناه و تجهمت بها ملامحه أثبتت له أن أشياء بشعة ستحدث بعد هذه اللعنة التي أصابتهم ........ و ما يمزقه أن كل هذا ليس من أجله بل من أجل عائلته.. لا يلومه لأنه متأكد أنه لا يرى راشيل ميتة الآن بل يرى جثت لينا و جيڤ و داليدا ..... حياة راشيل كانت تساوي غاليا .... كانت معادلة صغيرة .. حياة راشيل تساوي حياة زعيمه و من معادلة صغيرة نتجت معادلة أكبر و هي حياة زعيمه تساوي حياة الجميع ... الأمر الذي لن يستطيع لا هو و لا غيره إنكاره أن موت زعيمه سينتج عنه انهيار كل شيء .... اجل لديه اصدقاء كاللعنة ... لديه ابن خال يساوي الجنون الحرفي و لديه رجال كالجبال و لكن لا أحد منهم و انا أعنيه لا أحد منهم يستطيع حمايتهم بعد أن ينقلب عليهم العالم بأسره...... لا زال يذكر ما حدث قبل 3 سنوات ... الحرب التي قاموا بها ضد عائلات المافيا .... شارك فيها جميع أصدقاءه و لكن زعيمه لم يشارك مع ذلك ربحوا بسببه .... كانو 80 عائلة منافسة لهم و خوفا من مشاركة زعيمه في الحرب خضعت 50 عائلة كاملة فقط بمجرد ذكر اسمه ... لذلك أبى أو كره زعيمه كان عمود إذا مال سيهدم كل شيء فوق رؤوسهم .......
توقف عن التفكير و هو يراه يعود لعقله أخيرا يقف من أمامها و بكل برود العالم قطع يدها من ذراعها ليسحب ساعتها الالماسية ثم قدمها له ليردف بكلمة واحدة علم أنه أخرجها بمعجزة : افحصها ....
أومأ رأسه ليبدأ في فحص الساعة حتى تمكن من فتحها ليجد داخلها قصاصة ورقة صغيرة جدا فتحها ليخرج مقرب رؤية من جيب سترته و بدأ في قراءة ما كتب هناك .... ليلعن تحت أنفاسه معيدا نظره لزعيمه الذي كان يدخن سيجارته بشرود مع ذلك عقله كان معه ليسأل بنبرة هادئة كالموت : ماذا وجدت ....
آرون : رسالة مشفرة .. و لكن الشيفرة ليست من الشيفرات التي نعرفها بل بشيفرة خاصة ... اي ان راشيل أرسلتها لشخص واحد على وجه الكرة الأرضية لا ثاني له .....
أومأ له الآخر يكمل تدخين سيجارته الغليظة بهدوء مرعب ... هدوء يشبه هدوء ما قبل العاصفة أو ربما هدوء آخر عكسه تماما فقط دخن كل سيجارته بصمت ليقطعه هو يسأل : من التي ارسلت له الرسالة يا ترى ه... توقف و هو يسمعه يقاطعه
ساڤيدش بنبرة مرعبة : صغيرتها ......
اجل كان هذا هو اليوم العالمي للصدمات الممتالية ... : صغيرتها .. كيف راسيل لا تمتلك صغيرة ..
اجابه ينظر له بطرف عينه : بلا أخبرتني قبل قليل أنها تمتلك فتاة ...
آرون : من هي دعنا نذهب لها ..
ساڤيدش : لا أعلم .. قالت حرف واحد من إسمه R ... هذا ما تفوهت به قبل أن تموت ...
أومأ الآخر بدون أن يترك لعنة لم يلعنها ليسكت يفكر .. كيف سيجدونها لابد أن راشيل تخبئها جيدا .. أمضوا نصف حياتهم يبحثون عن شيء يمسكونها به من يدها التي تؤلمها و لم يعثروا على شيء اذا كيف سيجدون ابن العاهرة الآن .... تنهد يضغط على الرسالة في يده : ماذا سنفعل الآن ...
للحظات لم يجبه الآخر حتى رآه يلتفت له أخيرا بنظرات باردة مميتة و داخلها شيء لم يراه من قبل ليجيبه مقربا وجهه منه بينما رفع قبضته في الهواء يمسك سيجارته هناك : سنجد ابنة العاهرة من تحت الأرض .. و اذا لم تخرج المعلومات من فمها سأخرجها من مكان آخر ...
أنهى كلامه يضغط على جمرة سيجارته داخل قبضته ليتحرك للجهة الأخرى تاركا إياه خلفه يبتسم بمتعة و داخله اشتعل ..... واااااو ... الآن و اخيرا يستطيع القول أن القادم سيكون جحيم تعشق الشياطين الرقص داخله و لابد أنه سيحظى فيه برقصة رائعة .......... أوليس راقص ماهر