ينا بنظرات عميقة : فكري في خداعنا لاحقا و سأقطع اعضائك و لا تخافي اخي لن يقتلني من اجلك
فيكتينا رافعة اصبعها في وجهها : اخرسي فقط وجه البؤس .. ثم انا لو اختفت انفاسي الجميلة عن الحياة ستحل الحروب و ينتهي السلام ...
راسيل : شكرا لك نوبل و الآن اخرسي دعينا نشرح للينا الوضع بأكمله ..
و هذا ما أمضوا ساعات يحاولون فعله حتى فهمت اخيرا لتقف من مكانها بحماس زائد : حسنا إذا بما ان الصورة اتضحت يجب ان انزل للمطبخ بسرعة لأشرف على سمكة ليام ... يجب ان اجعله يحبني بسرعة كي اعلن اني حامل بتوأم ... اومأت لها راسيل بحب لتتوجه الاخرى ناحية الباب و لكنها توقفت و هي تسمع ما قالته راسيل : شكرا لك لينا .... ابتسمت بسخرية لا تعرف ماذا تجيبها في حالة مثل هذه لذلك اكتفت بالنظر لها كأنها تخبرها انها مثل اختها الصغيرة .. هكذا نظرت لها لثانية لتخرج بعد ذلك عازمة على جعل الاستاذ ليام روسو يقع في حبها ... ارسلت له رسالة نصية لتتوجه بعد ذلك للمطبخ بسرعة
في المدرسة انتهى ليام من جمع آخر ورقة امتحان ليتلقى رسالة في هاتفه من لينا تخبره ان يذهب ليشرب قهوة في احدى المقاهي ريثما تنتهي من اعداد السمك له .... ابتسم بسخرية على محاولاتها لجعله يحبها ليضع كل اوراق الامتحان في محفظته ثم نظر للطلبة بإبتسامة شيطانية : هذا سيكون آخر إمتحان لكم معي أتمنى ان اجد نقاط مشرفة .. الى اللقاء يا صغار
ودعوه يلقون عليه التحية ليخرج من المدرسة متجها لسيارته .... ساق لمدة ساعة تقريبا لينزل أمام احدى المقاهي الشعبية القديمة و جلس على احدى الكراسي يحمل جريدة في يده و كوب قهوة امامه واضعا ساق فوق ساق ليبتسم و هو يشعر بشخص ما جلس بجانبه يضع قبعته على الطاولة و يسند عكازه ذو رأس النسر الذهبي جاعلا إياه يتكلم بسخرية : مرحبا باجيس
ابتسم ذو الشعر المليء بالشيب مجيبا اياه : مرحبا ليام كيف حالك ... اقصد احوالك مع الحمل ؟
نظر له بنظرة قاتلة جعلته يضحك بسخرية يضرب كتفه : ما بك يا رجل اصبحت عديم الفكاهة تماما .. هيا لا تغضب كنت امزح معك ... كيف حالك
ليام بنفس عميق : إذا لم نحتسب محاولاتي اليومية لعدم قتل العاهرة لينا فأنا بخير ... أومأ له باجيس مقدما له سيجارة ليتناولها الآخر واضعا اياها في فمه : جيد انك تتحكم في غضبك .. اصلا لم أخطيء يوم اخترتك انت دون غيرك من رجالي لهذه المهمة أعلم انك ارزن واحد بينهم... الاخران حرفيا لا يستطيعان التحكم في غضبهما اطلاقا و لكن سؤال يضاجع عقلي العجوز كيف استطعت البقاء بدون تدخين كل هذه الفترة ....... ابتسم ليام مجيبا اياه يستنشق من سيجارته بشغف : و من قال لك اني بدون تدخين ... فقط الرجل الذي اضاجعه كل ليلة يدخن ايضا لذك لا تستطيع تفرقة رائحة السجائر اذا كانت مني او منها اضف الى ذلك اني أستحم بعد كل سيجارة لأخفف رائحتها و لكن مالا استطيع التأقلم بدونه حقا هي وشومي ... انظر بمجرد ان ننتهي من هذه المهزلة سأعيدها بأكملها و إياك ان تضعني في مهمة مثل هذه مرة اخرى
باجيس بفخر : حسنا أسدي فقط انهي هذه المهمة على اكمل وجه و سأعيد حياتك كما كانت تماما ... أومأ ليام معيدا نظره للجريدة بينما بقي الآخر يحدق في وجهه بفخر كبير كان ليام من اقوى رجال المنظمة منذ كان طفلا صغير ... امضى حياته بأكملها يعيش وسط الاسلحة و حرفيا كان مهووسا بها بطريقة مرعبة ليس هو فقط كان لديه اخين شقيقين واحد اكبر منه بسنة و الآخر أصغر منه بسنة بينما هو الاوسط ... ثلاثة اخوة مجانين تماما يجيدون لغة واحدة و هي القتل و لحنهم المفضل اصوات الناس تتعذب ... وحوش بشرية لا تعرف الرحمة ... من مثل ليام يعتبرون عملاء المنظمة الخواص ... ليسوا بعينات و لكن عقولهم مبرمجة بالفطرة على سواد ذلك المكان ... لديهم مصالح مشتركة في اعمال المختبر لذلك يتم معاملتهم معاملة خاصة و اسمائهم تكون سرية تماما ...حتى بعد انهاء اعمالهم لا يتم الكشف عن أسمائهم و في حالة اكتشفهم من في المجال يتم توقيفهم عن الاعمال السرية مباشرة ... فقط اعضاء المنظمة من يعلمون بماهيتهم الحقيقة و كانت راشيليا احدى الاشخاص الذين يعلمون بذلك ..... لذلك اختاروا ليام بالتحديد لأنه كان أقرب شخص لها في ذلك الوقت ... كانت تثق به كثيرا .. انتظروا على أمل ان تخبره عن المعلومات او على الاقل تفصح له عن اسم
ابنتها و لكنها لم تفعل لذلك أمروه بقتلها ... ربما اعتقدت انها ستموت على يدي اي شخص عدا ليام ...... شرب من كأسه ليسأل عن سبب طلب ليام له كي يلتقوا هنا بعد عدة اشهر من إنقطاع اي تواصل بينهما : هل من معلومات جديدة لديك
أومأ له ليام يمرر عيني الثعبان خاصته على كل وجه يمر من حولهم : راسيل حصلت على المعلومات اخيرا
نظر له الآخر بعيون لمعت بقوة : كيف عرفت ذلك ... اجابه ينظر له بطرف عينه : توقف عن الإستخفاف بمعلوماتي باجيس .. متى احضرت لك معلومة ناقصة ... لا تنسى اني انا من إكتشف بأن راسيل هي ابنتك من راشيليا بعد ان اخبرتني الغبية لينا ان اخاها سيتزوج بعد شهر من راسيل .... ابتسم الآخر يحك لحيته بينما ينظر للأفعى الجالس بجانبه ... كان هو حقا من إكتشف ان راسيل هي ابنته ... حين عزمته لينا على زفاف اخاها في المدرسة أتاه الآخر مباشرة يخبره ان راسيل هي ابنته بسبب تسريع الزفاف بتلك الطريقة ... اعاد انتباهه لليام الذي تكلم مجددا يشرح له الأمر : قبل اسبوع كنا نجلس في قاعة الطعام و أتت تلك الكلبة البيضاء لولي تشم راسيل و الاخرى اخبرتها انها هي حقا و ليست سيلي ... و بعد ذلك ارتبكت بينما نظر لها آرون بنظرات محذرة مما جعل الاخرى تحاول تصحيح كلامها بعد ان سألتها داليدا من سيلي و كانت اجابتها ان سيلي هي شبيهتها .. اي دوبليرة تقوم بأعمالها التمثيلية احيانا .... و لكن الغريب في الامر قولها بأنها التقت بسيلي في الشركة و لولي قفزت عليها معتقدة انها راسيل و انا متأكد انه قبلها بيوم راسيل لم تأخذ معها لولي للشركة ... هنا تدخلت داليدا تغطي على كذبة الاخرى على اساس انها ارسلت الكلبة مع دايف للبيطري و بعد ذلك اخذها لراسيل للشركة ... السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا قالوا كل ذلك الكلام ليغطوا على خطأ راسيل ... الامر واضح ارادوا تصحيح الموقف خشية ان يكون احد الحراس جاسوس تم دسه في القصر من قبلنا .... بعدها انا تشاجرت مع لينا و جعلت ذلك الاحمق آرون يضربني و اثناء ذلك سرقت منه هاتفه و إدعيت اني فقدت الوعي ... ما ان تم وضعي في المستوصف تفحصت هاتفه بعجالة و رأيت مكالماته قبل يوم و من ضمنها اسم سيلي ... اي ان لقاء راسيل بها لم يكن محضى صدفة بل مدبر ... أضف لذلك بحثت حول سيلي في شبكة الإنترنت و وجدت أنها ماتت في نفس اليوم الذي إلتقت فيه براسيل .... اخذ مني الامر يوم لأخرج بهذا الاستنتاج من تلاحم المعلومات ... اولا احضروا سيلي للقصر و ارتدت من ملابس راسيل ثم خرجت مع سافيدش و ذلك اليوم خرجوا بدون فطور على عكس العادة كي لا نفرقهما ... ثانيا في تلك الاثناء خرجت راسيل من القصر بكل أريحية بينما كنا نراقب شبيهتها و في رأيك لماذا ستخرج لوحدها و بموافقة من فلامينغوا ؟ لا تتعب رأسك في التخمين لأن الاجابة واضحة كعين الشمس ذهبت لمكان المعلومات و يبدوا انها إختارت قرارها مسبقا بالعودة لزوجها لانها كانت تمتلك الفرصة لتأتي لديك لكنها لم تفعل ...و الآن بما ان صغيرتنا تمتلك المعلومات التي يحتاجها السادة ماذا سنفعل معها ؟
سكت باجيس ينظر للفراغ بشرود ممسكا جبينه و يفكر بدون فائدة راسيل حقا إختارت ان لا تتحول لعالمة مثل والدتها و لكن لماذا الكذب كان متأكدا انها لن تقبل .... مثلما يرى يداه الآن كان متأكدا من قرارها منذ اليوم الذي علم من تكون صغيرته ... جمع عنها معلومات كل السنوات التي عاشها يبحث عنها و علم انها مختلفة تماما ... لم تكن جبانة مثل والدتها شخصيتها قوية و شبه مناضلة ... حبها للحيوانات اكبر دليل على انها بقلب رحيم و لكن الامر لا يسير هكذا ... عدم تقبلها للعمل لن يضر بأحد غيرها و رغم كل قوته لن يستطيع حمايتها من مَن هم اعلى منه مكانة ... المعلومات التي تمتلكها صغيرته ستؤدي بحياتها للموت عاجلا او آجلا و الحل الوحيد لضمان حياتها هو جعلها تعمل معهم .... كل ما يحتاجه الامر ان تتحول لوحش مسخ لا يرحم .... يكفيه انه خسر حب حياته بسبب هذه المعلومات لا يريد ان يخسر آخر ما تبقى له من رائحتها ... اجاب بعد فترة من صمته العميق : سنجعلها تأتي ليام ... لا يوجد حل آخر كي نحافظ على حياتها علينا ان نجعلها تأتي لنا و تتطوع للعمل
أومأ له الآخر يقف من كرسيه : حسنا سأراقبها جيدا و في أول فرصة سأستغلها لإختطافها ... سمعت من لينا ان سافيدش سيسجن نفسه لمدة طويلة .. سأستغل تلك الفترة لإختطافها مع ان الامر سيكون صعب خاصة في وجود جاليلو في المكان و لكن لا بأس سأفعلها بطريقة ما
انهى كلامه ينظر لهاتفه الذي أضيء برسالة جعلت ملامحه تتقزز لينظر لباجيس مجددا لاعنا نفسه مقدما له الهاتف ... قرأ رسالة من لينا تخبره انها إنتهت من تجهيز السمك لينفجر ضحكا على تعليق ليام: انظر مالذي اعانيه بسببك ايها العجوز اللعين ... تبا لي هل تعلم كم اكره السمك مع ذلك اخبرت اللعينة ان تطبخه لي لأنه أسهل شيء في العالم و الآن ساضطر لتناوله و بعد ذلك مضاجعة المسترجلة اللعينة بينما تحاول ان تبدوا انثى و لكن صدقني الامر لا ينفع معها ... كل مرة امرر اصابعي على نذوبها اتقزز من نفسي ... العاهرة تمتلك عضلات بطن كأنها رجل
إنفجر ضحكا معيدا له هاتفه : و لكنها جميلة لا تنكر ذلك
ليام بصدق : اجل جميلة جدا مع الاسف ... جميلة و تمتلك مفاتن بارزة جدا كما انها قوية تتحمل كل شيء في السرير ... و لكني اكرهها .. فقط سأنتظر إنتهاء كل هذه المهزلة لأحتجزها عندي لشهر كامل اضربها فيه لأجعلها تندم على كل مرة ضربتني فيها ... تبا لي لو لم أكن على إتفاق معك لكنت حطمت وجهها .. تعتقد ان قبضتها قوية ... و ابتسم بسخرية : فالينتهي هذا فقط و سؤريها القوة على اصولها ... سأبرحها ضربا ليلا و نهار حتى تعود لها انوثتها مرة اخرى بعد ذلك سأضاجعها بكل الوضعيات الموجودة في العالم و اعيدها لقصرها انثى ... ركزلي على هذا سأعيدها انثى بالثاء
قهقه باجيس بأعلى صوته معيدا رأسه للخلف حرفيا هذا لا شيء من ليام ... كان هذا جزء صغير جدا من جنونه الرجل يمتلك كل شياطين العالم في جمجمته و لحد الآن لا يصدق انه تمكن من البقاء عاقلا و رزينا .... في الحقيقة لم يكن رزينا ابدا ... رغم انه يعتبر اعقل واحد بين اخوته مع ذلك يبقى مجنونا ايضا .... وقف من مكانه يخرج برفقته من ذلك الحي يتذكر كل شيء حدث من اول يوم الى حد هذه الساعة .... بدأ كل شيء يوم وفاة راشيليا .. في ذلك الوقت استنفر الجميع للبحث عن ابنتها المجهولة لذلك قاموا بإرسال ليام كي يتقرب من جيف على اساس انه استاذ في الثانوية و نظرا لكون جيف لا يمتلك علاقة وطيدة بأعمال اخاه وضعوا خطة ليتقرب من لينا كونها يد اخاها اليمنى في كل شيء ... كل شيء لم يكن صدفة في قصة لينا ... حرفيا لا وجود لأي صدفة لعينة منذ اول لقاء حيث قام ليام بإرسال بعض الشباب ليتحرشوا بها ثم ذهابه الى هناك على اساس مساعدتها ... حتى يوم استدعى ولي امر جيف ... تعمد وضع أسئلة صعبة ليجعل ايما تغش و ما بعد ذلك كان واضحا ... علم بأن جيف سيغطي عليها و كي لا توبخها عمته سيأتي بشخص حيادي و لا يوجد غير أخته طبعا ... بعد ذلك خطط لكل شيء بدراسة مركزة يوم اخذ عذريتها في الحقيقة لم يكن ثملا بالعكس كان مستيقظا و في كامل قواه العقلية فقط كان يشرب امامها مشروب بدون كحول لتعتقد انه ثمل ... ثم جعل تلك المسكينة زولا تتصل به على اساس زوجته و قام بالتمثيل امام لينا بأنه رجل متزوج و يحب زوجته و استغل ذهابها للشرب ليقوم بإرسال احدى جواسيسهم في قصر فلامينغوا وقف امام كاميرات القصر و سألها هل يقتل زوجته و اثناء ثمالتها اجابت بنعم ليكون لديه حجية امام الباقين و هكذا استطاع دخول قصر الدون من الباب الواسع و بدون ان يشك فيه اي احد ..... الامر يبدوا من الخارج كما لو أنه رجل طبيعي متعلم و نبيل قامت فتاة مجنونة و متملكة بتغصيبه على العيش معها بينما في باطن الامر كان هو من يسير كل شيء .... هو من نسج خيوطا رفيعة و جعل لينا تحيك عليها خيوطا اكبر و اكثر بروزا .... و بمساعدة تلك الصغيرة التي احضرها معه على اساس صغيرته نتجت خطة جهنمية تماما ... و حتى اذا كان هناك شك صغير حوله قام بردمه عن طريق محاولته للهرب ليبدوا كما اراد من الاول الاستاذ المسكين الذي وقع ضحية لرغبات اخت الدون فلامينغو
توقف امام سيارته ملتفتا للعجوز باجيس الذي تكلم يطرق على الارض بعكازه : اعتقد اننا سنسرع الاحداث قليلا عزيزي ليام
ليام بعدم فهم :كيف لم افهم
باجيس : اخته مقابل ابنتي .... لا اعتقد ان فلايمنغو سيقبل ان تلمس شعرة من اخته من اجل حياته و لا يوجد طريقة لعينة نستطيع بها اختطاف لينا الا اذا أتت هي طواعية من تلقاء نفسها ....... ابتسم ليام ابتسامة الشياطين لاعقا شفته السفلى : امممم راءع و لكن بشرط سأعذب الساقطة بنفسي و ارسل فيديوهاتها لاخاها ... تعلم هي الآن خطيبتي و لن اسمح لرجل آخر بلمسها حتى لو كان بتعذيبها
باجيس هازا رأسه بسخرية : حسنا لا يهم لك ذلك .... المهم تأكد ان لا يقوم احد بتتبعك حين تحضرها اعتقد ان اخاها يضع مراقبة حول الجميع
ليام : اجل اعلم حتى انه يضع رجال ليراقبوني و لكني استطعت الهرب منهم و اصلا هم لا يعيرونني اهتمام كبير لأني على حد اعتقادهم لا اشكل خطرا ... و بالنسبة للينا لا تهتم سأجعلها تأتي بدون مراقبة فقط حدد الموعد المناسب و اترك الباقي لي هل اتفقنا
أومأ له الآخر ليصعد سيارته يفتح النافذة ... استند باجيس بذراعه على السيارة ليردف بفخر و إمتنان : شكرا لك ليام و لا تنسى ان تعتني بصغيرتي
ابتسم رغما عنه مجيبا اياه : لا توصيني عليها ايها العجوز ... راسيل بعد كل شيء تبقى أختي و انا اعدك اني سأضمن حياتها حتى لو كان المقابل حياتي ... هيا بلغ سلامي لأشقائي اللعناء أخبرهم ان شقيقهم سيعيد اختهم قريبا و اعتني بنفسك جيدا ...... أبي
هذا فقط لينطلق بسيارته عائدا للقصر حيث ينتظره السمك اللعين ليأكله ... تبا للسمك
***
بعد وجبة عشاء لذيذة جدا ... اقصد وجبتين او ثلاثة حرفيا اصبح من الصعب تحديد ذلك توجهت راسيل الى غرفتها ترسم ابتسامة واسعة على وجهها لا تصدق انها ستحظى بنهاية سعيدة مع صغيرها للصراحة فكرة فيكتينا كانت رائعة جدا ستلد طفلها و يكبر امامها و في نفس الوقت سيكبر امام عيني والده و لن يصيبه اي مكروه ... و بما أن لينا من ستكون والدته قانونا فلا يوجد اي مشكل في ذلك ... توقفت امام باب غرفتها تشعر برغبتها الغريبة في تناول شيء حلو المذاق لتنفجر ضحكا لا تصدق هذا الصغير اللعين ... الآن فقط ملئته تماما و لازال يريد المزيد ... على هذه الوضعية ستتحول لدب قطبي في غضون اسابيع ... هل تعتمد حمية يا ترى ؟ لا راسيل اي حمية هذه و انت حامل ثم تذكري كلام فيكتينا قالت لا تبخلي على نفسك بأي شيء كي لا يحدث للصغير شيء ... الغبية تكرر لها كل يوم ان الصغير سيكون فتاة .. منذ علمت بحملها و هي تحاول إقناعها بأنها إزدادت جمالا و هذا يدل على انها حامل بطفلة ... حسنا لا تنكر انها تشعر باللهفة كل مرة تقول لها فيكتينا ذلك ... حقا كانت تتمنى من اعماق قلبها ان تمتلك طفلة و لكن الامر مرعب في نفس الوقت ماذا لو انجبت فتاة بحظ سيء مثل حظها .... لا راسيل لا تقولي ذلك ستنجبين فتاة بحظ جيد رغما عن الحياة ... و هذا جعلها تتحسس بطنها بحنان هامسة لهذا الصغير في احشاءها لا يهم كنت فتى او فتاة مامي ستفعل من اجلك المستحيل فقط نم و انا سأحميك ... توقفت عن التحدث مع نفسها و هي تسمع صوت لولي بجانبها لتجلس القرفصاء امامها تمرر اصابعها على شعرها : لولي الجميلة ماذا تفعلين هنا ؟
ابرزت الكلبة لسانها جاعلة الاخرى تنفجر ضحكا تقبل ما بين عينيها : هيا عودي لصغارك لولي لم يتبقى الكثير لتنهي فترة الرضاعة ثم ستعودين حرة مثل السابق ... سنطرد صغارك وقتها لتعتني معي بصغيري ما رأيك ... لم تفهم الاخرى شيء على ما يبدوا و هذا جعلها تضحك مجددا تقف من مكانها لتتوجه الى المطبخ بينما بقيت الكلبة مكانها ... فتحت الثلاجة تبحث عن شيء حلو المذاق و بالفعل وجدت كل ما تريده و اكثر لدرجة اصبحت تسأل صغيرها ان يختار شيئا لنفسه لينتهي بها الامر تأخذ من كل شيء قطعة واضعة اياهم في صحن واحد و ما إن شرعت في الخروج من المطبخ حتى توقفت تقلب عينيها بملل و هي ترى كارلوس يدخل للداخل ... رفعت حاجبها بعد ان اغلق الباب خلفه لتسأل بنبرة منزعجة : مالذي تفعله ؟ من اعطاك الحق اصلا لتغلق الباب خلفك ها ... اجابها بنبرة متثاقلة جاعلا اياها تلعن حظها تنتبه انه ثمل : اريد ان اتحدث معك .... هزت رأسها بالرفض تدفعه بعيدا عنها : لا .. لا يوجد ما نتحدث فيه و لا تجعلني اعيد كلامي كارلوس حياتك ليست لعبة كي تلعب بها
بنبرة مميتة صرخ في وجهها يخفض صوته تدريجيا ضاغطا على اسنانه بعنف : تبا لحياتي اللعينة قلت سنتحدث تعني سنتحدث الآن ... صدمت حرفيا من ردة فعله لتنظر للباب ثم اعادت نظرها له تحاول ان تفض هذا الحوار بأقل الاضرار : حسنا كارلوس حسنا قل ما لديك و دعني اغادر قبل ان يأتي سافيدش ..... أومأ رأسه بتفهم ساحبا إياها من ذراعها لتجلس على الكرسي ثم جلس مقابلا لها يمسح وجهه كي يفيق قليلا قبل ان يشرع في كلامه : كيف ترينني ؟ ... اقصد كيف ابدوا لك
بكل صراحة اجابته : احمق يكره حياته ... و هذه هي الحقيقة الوحيدة هنا ... انت احمق كارلوس لأنك لو لم تكن احمق لما كنت هنا الآن و أنت تعلم مليون في المئة انه لو فتح هذا الباب الآن و دخل سافيدش سيسحقك من الوجود لذلك نعم انت اكبر احمق يكره حياته رأيته منذ ولدت
ابتسم بسخرية موافقا اياها على كلامها مع تعديل صغير : اجل احمق لأني احبك .. انظري راسيل اعلم ان ما سأقوله ربما لن يغير شيء و لكني حقا وصلت لمرحلة حرجة ... انا احبك حقا لا امزح و الامر معي ليس شهوة او رغبة جسدية مثل زوجك انا احبك من اعماق قلبي و سأفعل اي شيء من اجلك فقط اطلبي مني و سترين ... انا لا استطيع رؤيتك كل يوم تموتين ببطء بينما اشاهد ... حبك لهذا الرجل لا أمل منه لأنه لا يبادلك ... صدقيني كل يوم مع عاهرة من شكل لا أفهم ما الخلل معه حتى لا يستطيع رؤية كم انت مميزة و لكنه بطريقة او بأخرى لا يفعل ... لا يحمل لك شيئا في قلبه و يوما ما ستتعبين من الانتظار .. ستجدين نفسك وحيدة و فارغة و هذا ما لا أريدك أن تشعريه فقط دعك منه أنت إمرأة ذكية و رزينة اطلبي الطلاق و انا متأكد أنه سيمنحك إياه الرجل لا يطيق حتى رؤية وجهك لذلك أنا متأكد أنه لن يتردد في التخلي عنك
كلامه اللعين جعلها تسمع صوت قلبها يتحطم داخل صدرها حرفيا ... ربما لأن جزءا كبيرا من كلامه كان حقيقة و لسبب غريب أحست الألم أكبر هذه المرة لأن صغيرها يسمع هذا عن والده ... يسمع حقيقة أن والدته لا تسوى شيء بالنسبة لوالده ... هنا فقط ابتسمت بسخرية على حياتها حتى إذا هربت من الحقيقة تطاردها .. مهما أغمضت عينيها الحياة تعيد فتحها و أيامها بدون مبالغة تستمتع بتعذيبها و تذكيرها كل يوم أنه لا يحبها سواء قالها أو رأتها في عينيه أو أتى شخص آخر يذكرها بذلك ... و فقط لم تجد ما تقوله لتوقف ألم قلبها لذلك وقفت من مكانها معطية إياه جملة واحدة : ليس من شأنك .... لتكمل سيرها ناحية الباب و لكن كل شيء تحطم .. حرفيا كل شيء تحطم و الآخر يعيد سحبها بقوة و لكن هذه المرة من شعرها ليرتطم ظهرها بصدره يبدوا أنه غضب حقا .. صرت أسنانها من الألم بينما تحاول النظر له بطرف عينها تسمع ما همس به أمام أذنها نبرته كانت مميتة : لماذا أنت هكذا ها .. لماذا لا تسمحين لي أبدا بأن أحبك ... راسيل بنبرة متألمة : تبا لك و تبا لحبك هل سمعت .. لا تحبني فقط اترك شعري اللعين
و هذا زاده غضبا ليضرب رأسها مع رخام المطبخ بكل قوته مسببا لها خدشا في جبينها .. صدمت حرفيا مما فعله .. لم تعتقد أبدا أنه سيمتلك هذه الجرأة لتتذكر صغيرها الذي يسكن احشاءها .. أجل العاهر سيؤديه الفكرة لوحدها جعلتها تفقد عقلها لتسحب السكين رافعة إياه في وجهه : ابتعدت عني .. قالتها بنبرة محذرة جعلته يبتسم بسخرية مقتربا منها وجهه لا يدل على أن عقله لا زال داخل تلك الجمجمة الغبية .. كان منتشي تماما يردد كلمات دعت أن لا يكون معناها مثلما فهمته
كارلوس : لن أبتعد .. من اليوم لن أبتعد سأحصل عليك حتى لو بالقوة ... بعض النساء لا يأتون باللطف و يبدوا انك منهم لذلك لا تلومي إلا نفسك و اذهبي اخبري من تريدين لنرى الفضيحة التي ستلحق اسمك بيبي
انقض عليها في نهاية كلامه صافعا سكينها ليسقط أرضا بينما حاصرها مع رخام المطبخ يمسك وجهها كمحاولة منه لتقبيلها ... لعنته بأعلى صوتها تضرب كتفيه و تخدش وجهه ليبتعد عنها و لكنه كان أقوى منها أعاد صفعها مرة أخرى و بقوة أكبر ليمزق فستانها ساحبا منه قطعة قماش طويلة أغلق بها فمها مستغلا عدم قدرتها على التحرك إثر الضربة القوية .. بسرعة سحب حزام بنطاله ليربط به يديها خلف ظهرها مديرا جسدها ضد الأرض و حاوطها من الخلف دافنا وجهه في عنقها يهمس كالمجانين : أحبك .. سامحيني راسيل و لكني أحبك ...
سقطت دموعها في تلك اللحظة و هي تشعر بالعجز التام ... كانت تصارع بكل قوة تحاول التخلص من ذلك الحزام اللعين الذي ربط به يديها خلف ظهرها بينما كان يضرب جبينها كل قليل مع الارض بقوة كي يفقدها توازنها و يداه نزلت على طول خصرها يحاول ملامستها من فوق فستانها الممزق .. صرخت بأعلى صوتها تحت القماشة التي كانت تحجب صوتها جاعلة إياه يصدر على شكل أنين نجدة و لكن لم يسمعها أحد .... هنا حقا أحست نفسها تختفي .. أرادت أن تموت في تلك اللحظة قبل أن تخسر كل شيء .. قبل أن تخسر طفلها و نقاء روحها ... بكت لأنها تكره أن تكون عاجزة مثل هذه اللحظة التي جعلها فيها ... حركت جسدها اللعين مع الأرض و ساقيها في الهواء تحاول ضربه بينما كانت تصارع كي لا تسمح له بلمسها حلقها أحرقها من شدة الصراخ الذي لم يصل لأي أحد و في الثانية التي وضع يده على سحاب بنطاله قفز قلبها و هي تسمع صوت لولي تنبح من خارج المطبخ ... كان صوتها يملء المكان يبدوا أنها سمعتها .. أجل صغيرتها سمعتها و كانت تحول مساعدتها .. انفجرت بالبكاء تناديها و ترفع صوت صراخها لتتلقى صفعة قوية من الوغد على جبينها جعلت طنينا يملء رأسها و بسرعة أخذ يكمل ما بدأه مستغلا الوضع عقله حرفيا لم يكن في رأسه ... أين الجميع لماذا لم يأتي أحد هذا ما كانت تسأل نفسها عنه و هي تسمع صوت لولي يبتعد عن المطبخ .. كانت مدربة لذلك علمت أنها ذهبت لتحضر شخصا ما لمساعدتها و فقط تمنت من أعماق قلبها أن تسرع أو أن يفهمها واحد منهم ....
كانت دقيقة تقريبا أحست أنها فاتت عليها سنة من الآلام .. دقيقة أحست فيها بألم لا يتاق و عجز أكبر ... حتى و هي تبحث عن فتات السعادة الحياة تريد تحطيمها .. الشعور الذي انتاب قلبها في تلك اللحظة كان أشبه بشعور أن ترغب في الموت لتبتعد عن هذه الحياة .. كل قواها قد خارت خاصة بسبب حملها الذي ينهك جسدها ربما لو لم تكن حاملا كانت ستكون أقوى و دموعها تنازلت عن السقوط لتجف في عينيها .. كل شيء منها إستسلم مع ذلك جسدها كان له عقل خاص به .. جسدها كان لإمرأة مقاتلة على ما يبدوا رغم استسلام روحها اللعينة إلا أن جسدها كان يصارع ابن العاهرة يهتز بقوة غير سامحة له لتتمركز خلفها حتى تجمد هو الآخر ما إن ضرب رأسها بقوة أكبر هذه المرة شلت حركتها تماما
و بمجرد أن اقترب منها يريد سلبها آخر ما تبقى لها من سعادتها و انسانيتها سمعت صوت الباب يتحطم لتغمض عينيها براحة رغم عدم علمها لمن دخل ... احست بتصلب عضلات كارلوس خلفها و في ثانية لم تعد تشعر بثقل جسده فوقها كأن شيئا رفعه عنها ... كانت النظرة ضبابية جدا و عيناها المليئة بالدموع زادت من قلة نظرها بينما رأسها كان يصدر طنينا قويا يعصف بأذنيها لا ترى أمامها سوى خزانات المطبخ الأرضية مقابلة لها بينما لولي تلعق خدها و دموعها ... لم ترى أي شيء مما يحدث خلفها .. و لم ترى حتى من دخل للمطبخ لذلك حركت رأسها بكل ما تبقى لها من قوة ليتجمد قلبها حرفيا و هي تراه ... أجل من كل من في القصر لم يكن سوى هوى و لكن بملامح أخرى ... حرفيا هذا لم يكن وجه زوجها الذي تعرفه.... لا تعلم هل كانت الدموع أو النظرة الضبابية من جعلها تراه بتلك الطريقة و لكنه حرفيا كان شيطانا في تلك اللحظة ... عيناها مهما حاولت وصف الجحيم الذي رأته فيها لم تستطع .. شرايين جسده بأكملها برزت بشدة بينما كان يرفع الآخر من عنقه ساحقا حنجرته كأنه باعوضة صغيرة ... كانت تتألم حقا .. كل مفاصلها تيبست و كل ما سمعته صوت صراخ كارلوس المختنق بينما يحاول جاهدا لمس وجه فلامينغوا بدون قدرة على ذلك .... و كل ما سمعته بعد ذلك كان سؤالا واحدا من زوجها : هل لمسك !
سالت دموعها بحزن على نفسها الرخيصة في عينيه .. هل لمسك ! .. هذا فقط ما اهتم له .. هل لمس أحد شرفه .. هل وسخ رجل اسمه و لطخه بالعار .. هذا ما كانت تعنيه له لذلك بكت تهز رأسها بلا قبل أن تغمض عينيها بقوة و هي تسمع صوت عظام كارلوس تسحق مع الحائط أو ربما الطاولة لم تعلم تحديدا .. فقط كل ما كانت تسمعه هو صوته يموت .. لم تستطع فتح عينيها و النظر لما كان يفعله به ربما لأن صوت لولي الذي توقف عن النبح و احتضانها لها بقوة ترتجف خوفا كان كفيلا بشرح أن ما يحدث أمامها الآن ابشع من أن تراه لذلك حافظت على عفة عينيها لعدة دقائق تزلزل فيها القصر بصوت كارلوس يصرخ من الألم مما جعل الجميع يستيقظ من نومه متجهين للمطبخ و لكن زوجها لم يسمح لأحد بالدخول فقط أغلق الباب ليعود مرة أخرى يكمل ما بدأه كأنه لا يريد أن يراها أحد بتلك الحالة مرمية أرضا شبه عارية لا يسترها سوى فستان ممزق و ملابسها الداخلية .... كانت ترتجف في الحقيقة .. رغم كل قوتها إلا أنها خافت و لولي لم تكن أفضل منها حال حتى انتهى ذلك أخيرا ... لا تعلم كم مر من الوقت و هو يسحق الآخر حتى انتهى كل شيء بتوقف كارلوس عن الصراخ هنا فقط فتحت عينيها الدامعتين بعد أن شعرت بظلام يحجب عنها ضوء المصباح الذي كان يضيء جفونها و لم يكن ذلك الحاجب سوى جسده الضخم يقف فوق جثتها يمرر عيناه على كل إنش منها متفحصا إياها قبل أن يخلع سترته ساترا بها جسدها و حملها يخرج بها من المطبخ تحت أنظار الجميع المصدومة .... تكلم موجها كلامه لدايڤ بنبرة مليئة بالتوعدات : خذ الساقط للقبو و احرص أن لا يموت كي أعيد قتله مرة أخرى و نظر له في آخر كلامه بعيون إشتعلت غضبا : و في المرة الثانية أيضا إحرص أن لا يموت كي أقتله ثالثا و رابعا و خامسا و اذا مات ستكون أنت مكانه دايف هل فهمت !
ابتلع الآخر ريقه يوميء رأسه مبعدا نظره عن زعيمه شيء في تلك النظرات أخبره أنه ليس في عقله لذلك سارع بالتوجه للمطبخ يرى ذلك المنظر اللعين ... تبا هذا ما قاله و هو يرى حنجرة كارلوس ممزقة بينما لسانه مقطوع و يديه أيضا ... حسنا و الآن كيف سيجعله يعود للحياة ... الرجل كان بالفعل قد مات و انتهى أمره ... أغمض عينيه و هو يسمع صوت أخته آيدا تشهق ما إن رأت جثة شقيقها و ما إن كادت تقترب منه سحبها بقوة من ذراعها معيدا إياها للخلف مما جعل جسدها يرتطم بصدره موقفا إياها عن الحركة : لا تقتربي منه .... نظرت له الأخرى بصدمة تمرر عينيها على وجهه و خلو ملامحه كأنه لا يتحدث عن شقيقها هنا ... العاهر كان يأمرها بأن لا تقترب من شقيقها المرمي أمامها أرضا و هذا حقا جعلها تفقد عقلها ساحبة ذراعها من يده بقوة صارخة في وجهه : من أنت لتمنعني ها ... من انت عليك اللعنة و دفعته بقوة تبعد جسده عنها تريد الاقتراب من أخاها عيونها كانت مليئة بالدموع ... لم يكن شقيقها الوحيد مع ذلك كان الاقرب لها .. علاقتها بآراندا لم تكن قوية مثل كارلوس لذلك كانت تحبه بشدة ... سقطت على ركبتيها أمامه تمسك وجهه بين يديها و دموعها نزلت على وجهه كشلال تسأله أن يفتح عينيه ... كانت تتمزق في تلك اللحظة و لم يقل لها أي أحد منهم شيء ... فقط نظروا لألمها كأنها لا تموت أمامهم و من أعينهم لاحظت أن الجميع لا يهتم لموته و كأنه نكرة .. أو بالأصح كأنه يستحق الموت ... لا تعلم ماذا فعل مع ذلك بالنسبة لها على الأقل شقيقها لا يستحق الموت بهذا احتضنت رأسه لصدرها تصرخ بأعلى صوتها تناديه و تطلب منه أن لا يتركها حتى أحست مجددا بيدي دايڤ تسحبها بقوة مبعدا إياها عن آخاها .... هنا حرفيا فقدت عقلها ..... كان الجنون وراثة لديهم لذلك
أفرغت كل جنونها باللعين تضرب صدره و تحاول خدش وجهه بينما كان هو يتجنبها بقلة صبر ملحوظ حتى انتهى حبل الصبر لديه على ما يبدوا صافعا إياها بقوة على وجهها لتسقط أرضا أمام قدمي داليدا التي كانت تنظر لدايف برعب ....
ابتلعت داليدا ريقها و هي تراه يقترب منها بعيون حمراء كالدم جعلتها ترتجف كالفأر أمام عينيه و من الطريقة التي سحب بها آيدا من شعرها معيدا رفعها في الهواء علمت انه يخبرها بهذه التصرفات ما تخيل نفسه فاعلا بها ... أجل الساقط اكتشف أمر علاقتها بجورج هذا ما رأته في عينيه ينظر لها بتواصل بصري مباشر قطعه واضعا وجه آيدا بينهما ينظر داخل عينيها الدامعة ليتكلم بنبرة مميتة : ارفعي يدك في وجهي مرة أخرى و سأكسرها أيتها الصغيرة هل فهمت !
ارتجفت من شدة الألم فروة شعرها احرقتها لتوميء رأسها بتفهم و خوف شديد جعل دايف يرميها أرضا ليتوجه لجثة شقيقها ساحبا إياها تحت انظارها الممزقة ألما .. هكذا جره كأنه خرقة بالية و لا أحد ... لا أحد حقا فتح فمه بنصف كلمة و اصلا ماذا توقعت! أن يعارض أحدهم أوامر الدون ... بالطبع لا لذلك وقفت بسرعة من الأرضية لتركض لغرفتها تريد الاتصال بأختها لتخبرها ما حدث .... ستريهم ... ستريهم جميعا و ستبدأ بآخاه العاهر .. أخذ منها أخ ستحرق قلبه على أخاه بهذا صفعت باب غرفتها بقوة تسقط على الأرض بينما تغطي فمها كي تكتم صرخاتها المحتضرة ...
نظرت إيما لوجه جيف بعيون دامعة تريد أن تطلب منه أن يفعل شيئا و لكنه صدمها ينظر لدماء كارلوس بكل برود و كأنه ليس ابن عمه الذي مات ... اخفضت بصرها ارضا بقهر على آيدا المسكينة رغم أنها لا تستلطفها كثيرا و لكنها تعاطفت معها اليوم وضعت نفسها مكانها ماذا لو كانت هي من ترى دايف ميتا بتلك الطريقة المتوحشة ... الفكرة لوحدها جعلت قلبها يتحطم داخل صدرها لتسقط دموعها بشدة و بسرعة ابتعدت عن المكان تركض للخارج .... ربما عاشت بين الوحوش و ربما شقيقها وحش مثلهم و لكنها أبدا لم تتأقلم مع الوضع ... تحب عائلتها و كل شخص فيها و لا تنكر هذا و لكنها لا تحب نوع أعمالهم ... لا تستطيع تغيير شيء لأن العائلة ليست شيئا تستطيع تغييره منذ فتحت عينيها و هي تعيش بينهم لدرجة أنها أصبحت تراهم أسرتها الحقيقة مع ذلك تخاف سوء أعمالهم ... توقفت وسط الحديقة و هي ترى دايف يجر كارلوس من ساقه بيد واحدة بينما يدخن سيجارته باليد الأخرى كأنه يجر كيس قمامة سيرميها في حاوية المهملات و هنا فقط أحست ببشاعة هذا العالم .... كانت صغيرة نعم و لكنها كبيرة لدرجة تستطيع تمييز القبيح من الجميل ...... و ما كانت تراه كان قبحا ... شقيقها بالفعل كان معيوبا بطريقة واضحة و هنا شكرت الرب لأن جيڤ مختلف ... أجل حب حياتها كان مختلفا تماما ليس مجرما و ليس قاسي القلب .. ربما يمتلك جانبا بشعا و لكن هو في حد ذاته لا يميل لإظهاره ... و كانت تحب ذلك فيه بشدة ... لا بأس ... تزهر الأزهار حتى فوق الصخور و كانت الزهرة الوحيدة هنا هو جيف
شهقت و هي تشعر بيدين تحاوطان خصرها لتتعرف عليه من أنفاسه التي أحرقت عنقها يقبلها بحنان بينما يمرر يداه على يديها بحب : في ماذا تفكر صغيرتي ... نظرت لآخاها الذي دخل بجثة كارلوس للقبو و بكل برود دفعه من مقدمة الدرج ليتدحرج الآخر جثة ميتة بينما تبعه آخاها ينزل الدرج ببرود مستمرا في تدخين سيجارته بينما يرفع اكمام قميصه لا داعي لإستنتاج ما سيفعله بجثة الآخر لأنه واضح تماما سيرسم لوحة فنية تجعل زعيمه يتناسى عدم قدرته على إعادته للحياة و بهذا أجابته بتوسل واضح من نبرتها : لا تتغير جيف .... نظرت له بطرف عينها بعد ذلك ترى عقدة حاجبيها كأنه لا يفهم قصدها لذلك وضحته له : لا تتحول لوحش مثل أخاك و اخي ... ليس عيبا أن تكون لطيفا بقلب جميل في وسط عالم مليء بالقبح لذلك ابقى هكذا و تأكد اني احب فيك كل شيء فقط حافظ على هذا المنظر .....
ابتسم مومئا رأسه لها ليدفن وجهه في عنقها يشم رائحة الفراولة التي تعطر بها جسدها مسكرة إياه تماما : إذا لا تبتعدي ... لا تبتعدي عني و سأبقى هكذا لأنك الشيء الجميل الوحيد في حياتي ... فقط قبل أن تفكري يوما في تركي تذكري أنك ستذبحين هذا الشيء الذي احافظ عليه بداخلي و ستخلقين مسخا لا أنا و لا انت سيرغب في رؤيته ... هل فهمت ... اتت نبرته في الاخير حادة و محذرة جعلت قلبها يخفق بقوة و لأول مرة خافت بين يديه خاصة و هي تشعر بيده تقبض على فخذها الأيسر بقوة ... و بعد أن أطالت الرد كشف لها عن شيء بشع جدا في عينيه رامقا إياها بنظرة غريبة كأنه ينتظر اجابتها التي خرجت بسرعة و خوف : لن أفعل ما دمت لن تعطيني سببا للرحيل .....
و كالحمل الوديع أعاد رسم ملامحه اللطيفة مقبلا خدها بقوة تاركا علامة هناك بحجم فمه : لن أفعل بيبي .. ثم أدارها ناحيته يمسك وجنتيها المحمرتين يطبع قبلا صغيرة على شفاهها : كوني متأكدة أني سأكون آخر شخص في الكون يستطيع ايذائك .. أنت صغيرتي ... طفلتي .. صديقتي و حبيبتي إيما ... أنت هي شمسي الصغيرة إذا غبت صدقيني داخلي ظلام سيتآكلني لذلك اشرقي دائما هناك هل اتفقنا ...
هذه المرة الإجابة كانت سريعة محتضنة إياه بقوة : اتفقنا ...
**
نظرت راسيل لزوجها الذي كان واقفا امام شرفة الغرفة ينظر للفراغ صدره يعلو و يهبط من شدة غضبه كأن نيران الجحيم كانت تتآكله ... صوت أنفاسه العنيفة هو كل ما سمع في المكان بينما كانت هي جالسة وسط السرير بثوب نوم ابيض قصير و به حمالات رفيعة جدا بجانبها كانت تجلس لولي بصمت تام و كأنها علمت أن صوتا واحدا سيصدر منها قد يوقض البركان الملتهب الذي يقف أمامهما .. مررت يدها على شعرها الابيض الناعم لتقرب الأخرى جسدها منها أكثر كأنها تطلب منها أن تقبلها و هذا ما فعلته تتأسف لها في أعماق قلبها ... شريكتها في الألم .. هذه الكلبة تقاسمت معها كل آلامها و أحزانها عاشت معها كل مخاوفها و فتات السعادة الذي حضيت به من الحياة و في أوج انشغالها مع كلبتها تحتضنها و تقبلها بينما الأخرى تداعبها برأسها قاطع منظرهما الجميل صوته العميق مزلزلا قلوب كلتاهما لدرجة أنها لم تستطع تفريق نبضات قلب لولي من نبضات قلبها
سافيدش بنبرة مميتة : ماذا كنت تفعلين مع الساقط في المطبخ لوحدك ... أنهى سؤاله يحرك عيناه ناحيتها بطريقة قاتلة جعلتها تبتلع ريقها لاعنة حياتها اللعينة و هي ترى الشك يملء عيناه ... لم تجبه على سؤاله لأنها ببساطة تكره أن تبرر شيئا خاصة إذا لم تكن مخطئة أو مذنبة .. لذلك تبا له و لشكوكه فقط سكتت تبعد نظرها عنه جاعلة إياه يرفع حاجبه متجها ناحيتها و مع كل خطوة كانت لولي ترتجف بشدة لذلك احتضنتها توقف ذلك الارتجاف أو على الأقل تخفف منه .. حسنا في الحقيقة كانت تحتضنها بقوة كي توقف ارتجاف جسدها هي خاصة و هو يقف أمام حافة السرير معيدا سؤاله بنبرة غير قابلة للمزاح: ماذا كنت تفعلين في المطبخ مع الساقط لوحدك راسيل و لماذا كان الباب موصدا ... أجيبي كي لا أفرغ فيك جام غضبي
حسنا هذا جعلها تغضب حقا لتبعد لولي عنها و وقفت مقابلة له تجيبه على شكوكه التي غلفها بذلك السؤال : ذهبت لأحضر شيئا كي اتناوله و هو لحقني و قام بإغلاق الباب أخبرني أنه سيتحدث معي فقط و أنا إعتقدت أن الأمر مجرد حوار بيننا كالعادة هو يخبرني أنه يحبني و انا أخبره أن حياته ليست لعبة و اعود لغرفتي و لكنه فقد عقله اليوم يبدوا أن كان منتشي أو ثمل ... هذا كل ما حدث لذلك توقف عن النظر لي بهذه الطريقة المقرفة
و كأنها زادت بنزينا فوق النار بقوة سحبها من ذقنها يضغط على كامل فكها كأنه يعاقبها على التكلم مع الآخر : إذا أفهم أنها ليست أول مرة تتحدثين فيها مع الساقط ها حشرتي كل تنبيهاتي لك في مؤخرتك اللعينة و دعست على كلامي أليس كذلك .. تحدث معه رغم اني حذرتك من فعل ذلك .. ماذا أيضا .. أخبرك أنه يحبك و ماذا بعد ... ماذا طلب منك ها أن تنامي معه .. أو ترقصي له الرقصة التي أحبها في فيلمك السخيف .. ماذا طلب تكلمي ... صرخ بأعلى صوته في نهاية كلامه ماذا قال لك و اللعنة ...
بغضب الكون أجابته تبعد يده عن ذقنها دافعة إياه ليبتعد عنها بينما إحمر وجهها تماما و دموعها ملأت عينيها : أخبرني بالحقيقة أيضا .. أخبرني اني غبية لأني أحب رجلا لا يبادلني مشاعره .. هل تريد ان تسمع ماذا قال لي ... و أومأت بجنون : حسنا .. اسمع إذا قال لي أنت رخيصة لأنك تنتظرين كل ليلة رجلا يخونك مع كل أنثى تقع عيناه عليها .. و ايضا أخبرني أني مختلة لأني أبقى في قصر وغد مثلك و أنه لا أمل لي بأن تحبني و أجمل شيء أو بالأصح اكثر شيء حقيقي قاله انك سترميني بمجرد أن أطلب منك الطلاق .. لن تتردد للحظة في قذفي خارج القصر و لكنه أخطأ في شيء واحد .. لن ترميني إذا طلبت منك الطلاق بل بعد أن تحصل على المعلومات اللعينة ... هذه هي الحقيقة الوحيدة الموجودة هنا ... لاحظت كيف أعاد ملامحه للبرود التام جاعلا إياها تبتسم بقهر أجل البرود هذا لغته الوحيدة إذا كان ما يحدث أمامه حقيقي لذلك قدمت له ما يثير جنونه .. ليس من حقه أن يكون هادئا بينما هي تشتعل لذلك ابتسمت مكملة كلامها : و طلب مني أن اهرب معه ... قال لي لماذا تقدمين خدماتك المميزة لرجل كالثلج تعالي دعينا نتضاجع و سأجعلك تصرخين بإسمي حتى يجف حلقك افضل من النوم على سرير بارد وحيدة و للصراحة الفكرة أعجبتني فقط لو لم تكن أخلاقي لا تسمح كنت جربت الأمر ...
و هذا حقا كان كفيلا بجعله يفقد عقله مرة أخرى ... عيناه .. اووه تبا عيناه الآن كانت تخبرها أنها ميتة .. ملامحه تحولت في ثانية لتجد نفسها مرمية على السرير بينما يعتليها خانقا إياها بقوة : مالذي تريدينه ايتها العاهرة ها ... مالذي تريدينه .... أجابته بصوت بالكاد استطاعت إصداره : حاليا لا أريد .. كما أخبرتك أخلاقي تدخلت قبل قليل حين أردت شيئا مميزا ..... و بكل قوته صفعها على وجهها جاعلا إياها تبتسم مقربا وجهه من وجهها يصرخ بجنون الكون : توقفي راسيل ... كان يتوسلها بعيناه أن تخرس و لكنها لم تفعل ... فقدت عقلها في تلك اللحظة متناسية ما يستطيع هذا الوغد فعله بها لتثير جنونه أكثر مكملة كلامها : لماذا ها .. دعني اخبرك أيضا ماذا قال ... اسمع هذا بيبي أخبرني أنه يجيد المضاجعة و يجيد وضعيات رائعة أيضا لن تخطر على بال زوجي العزيز ... قاطعها يضع يده على فمها صارخا بكل وحشية كأنه يتلاشى : اخرسي .. تبا لي اخرسي ...
راسيل مبعدة يده عن فمها : أخبرني أيضا اني جميلة جدا هل تعلم أخبرني اني مميزة و فريدة من نوعي أنه لا يوجد مني إثنان .. و معه حق لا يوجد مني إثنان بيبي .. مهما بحثت عن شبيهتي في الكون لن تجدها لأني شيء ناذر الوجود .. لست بجمال مارلين مونرو و لكني أشد فتنة و انت تعلم ذلك صحيح !! .. تعلم كم زوجتك تفتن و تفتك في الرجال من حولك أليس كذلك ... ابعدت يده التي حاول وضعها على فمها مرة أخرى يكرر لها أن تخرس لتزيده أكثر ... مزقته بشدة .. حطمت غروره و كبريائه كأنها تصفعه بالحقيقة .. جزء منها رأى كم أن كلامها كان هو الحقيقة في عينيه لذلك أكملت بدون خوف أو تردد : أجل أيها الوغد اللعين أنت تعرف ذلك .. ترى كل يوم نظرات الرجال لي .. تسمع كيف يهتفون بإسمي حتى في غيابي .. لابد انك تسمع كلام الرجال في الخارج بينتظرون عرض فيلمي الذي مولته أنت .. و انفجرت ضحكا بأعلى صوتها : ما شعورك و انت تدفع المال ليرى الرجال زوجتك تمثل ها !! ... لابد انك فخور أليس كذلك و حسنا اسمح لي بسؤال آخر ما شعورك و انت ترى نظرات رجالك لي ... ماذا تشعر كل مرة ترى الحراس يسترقون النظر ناحيتي رغم انك تستر كامل جسدي بهذه الملابس الأشبه بملابس الموتى ها مع اني اعلم شعورك خاصة و انا أرى كل يوم عدد الحراس يتناقص مع ذلك أخبرني بشعورك... فقط بيبي أخبرني أريد أن أسمع ذلك .. اعتبر اني نرجسية اميل لعشق الذات هيا أطرب اذني بشعورك و الجميع يربط اسمك بإسمي ... حسنا لن استطيع الشعور بإحساسك و انت الدون فلامينغوا اكبر رئيس عصابات في كوبا و تقريبا في العالم يتم الإشارة له دائما بزوج الممثلة المشهور آراسيليانا .. هل تعلم ماذا حبي .. حتى لو لم تحبني أعلم أنك تحترق بسببي .. حتى لو إدعيت أنك لا تهتم من الخارج فأنا متأكدة أنك تهتم من الداخل ... ربما لا تعشقني بقلبك و لكني أسكن هذه و ضربت جمجمته بقوة : أنا أعيش هنا شئت أو أبيت ... و سأعيدها للمرة الأخيرة لن تجد مثلي و لو بحثت في كل شبر من هذه الأرض ... أنا فقط .. و لا يوجد غيري من تستطيع جعلك هكذا ... أنهت كلامها تبتسم بإنتصار بعد أن أفقدته آخر ذرة عقل لديه تتلقى صفعة قوية على فمها بينما وقف من فوقها يزمجر كالوحوش الجريحة و بسرعة البرق سحب سلاحه من خصره راميا إياه من شرفة الغرفة كأنه إستنزف بذلك آخر ذرة عقل لديه قبل أن يطلق النار عليها مرة اخرى .... لذلك ابتسمت ... أجل ابتسمت و هي تراه بتلك الحالة الفضيعة يصرخ و يكسر كل شيء حوله يخبرها أنه سيقتلها .... الحقيقة مرة إذا ذقها أيضا أيها العاهر ... نظرت لكلبتها التي كانت تختبأ تحت الخزانة لتعيد نظرها للعاهر المجنون ينقض عليها ساحبا إياها من شعرها بقوة لتقف على قدميها ...
سافيدش بأعلى صوته : تريدين معرفة شعوري ها ... تريدين رؤية ذلك ايتها الساقطة أليس كذلك ...
أومأت له بكل وقاحة تبتسم في وجهه كأنها فقدت عقلها ليوميء رأسه بتفهم ساحبا إياها من شعرها بقوة متجها بها إلى مكتبه .. دفعها للداخل لتسقط أرضا لاعنة في سرها نوبة جنونها و هي تتذكر أخيرا أنها حامل .. حسنا و الآن باث عليها أن تقلل نوبات غضبه كي لا يتسبب في إجهاض صغيرها ... ابتلعت ريقها تقف من الأرض بينما جلس هو على كرسي مكتبه آمرا إياها بنبرة مميتة أن تقترب .... توجهت ناحيته لتشهق و يده الخشنة تجلسها فوق ساقه بينما فتح حاسوبه يدخل في إحدى الملفات و في ثانية أرادت أن تتلاشى و هي ترى ذلك المنظر بينما كانت تتوسد صدره جالسة فوق ساقيه .... همس أمام أذنها كأنه مريض نفسي ساحبا سيجارة لنفسه : هذا الساقط نظر لك و قبل كتفها العاري لتتحرك الكاميرا كاشفة عن عدة رجال بجانب المسكين ربما كانوا عشرة رجال معلقين بينما يتم تعذيبهم : هؤلاء مثله .. نظروا لك و يوجد مثلهم المئات .. مع ذلك لا تقلقي لم أقتلهم فقط تركتهم بعاهات مستديمة .... و غير فيديو آخر لرجل يتم تعذيبه بوحشية : هذا عميل معي .. في اجتماع لنا قبل عدة أشهر طلب مني أن أبلغ لك سلامه و انا رديت عليه السلام بطريقتي .. ما رأيك ها .. طريقتي رائعة أليس كذلك ... و غير فيديو ثالث جاعلا وجهها يتقزز بقرف و هي ترى جثة تتآكلها الديدان لرجل ملامح وجهه لا تظهر حتى ليكمل زوجها المختل يعض لحمها بأسنانه : هذا كان يستحق ما حدث له ... هل تعلمين ماذا فعل ... و ضغط على خصرها بتملك مقربا إياها منه حتى لامس ظهرها نبضات قلبه الهادئة و هو يقول ما قاله كأنه أكثر شيء طبيعي في العالم : آتاني للشركة يبكي و أخبرني أنه يحبك منذ كان صغيرا و طلب يدك مني و انفجر ضحكا أجل الساقط آتاني يطلب يد زوجتي مني و يتوسلني أن أقدمها له و حين أخبرته أن يغادر قبل أن اشوه وجهه سحب صورا مفبركة لك قام بعمل تعديلات عليها ليجعلك بجسد عارضات التعري و الافلام الاباحية بينما وضع وجهه في مكان العارض الذي يقف بجانبك ... حسنا أنا فقط جعلته يكمل احلام اليقظة في مكان آخر و سأفعل المثل مع كل مخنث يفكر فيك و انت زوجتي ... هل سمعت بيبي لأنك زوجتي فقط و كما قلتِ بعد أن أحصل على المعلومات سأرميك بيداي هاتين لأول رجل يأتي و يطلب يدك مني لذلك لا تعتقدي أنك مميزة و الآن بما أنك رأيت ما أشعر به بسببك حافظي على عنقك لأني في المرة القادمة لن أرمي سلاحي بل سأرميك أنت مكانه جثة هامدة ....
ضغطت على أسنانها بغضب لتغلق حاسوبه بقوة و همجية ملتفتة له بجسدها تحاوط خصره بساقيها بينما امسكت وجهه تنظر لتلك الابتسامة المستفزة التي أرادت تمزيقها من فمه العاهر : هل هذا كل ما لديك فقط ... اختفت ابتسامته لتتسع ابتسامتها و كأن الأمر معادلة رفع أثقال تنخفض ابتسامته ترتفع خاصتها و العكس صحيح : قتل كل من ينظر لي و تمزيق كل من يفكر بي !! هذا ما يستطيع الدون دوستويفسكي فعله فقط ... و هزت رأسها بسخرية واضحة مقربة شفاهها من شفاهه : مسكين زوجي ... أنت حقا مسكين هل تعلم لماذا ! ... لأنك مهما قتلت لن تتخلص من كونك زوج ممثلة مشهورة ... اووه تبا لي امي حقا اكبر لعينة رأيتها في حياتي .. حطمت طفولتك و ارسلتني لأحطم ما تبقى من شبابك و رجولتك .... سافيدش الخطير طاغية الكون دعني اخبرك بهذا وغدي الوسيم الرجال الذين يعشقون زوجتك أكثر من عدد شعر رأسك الكثيف لذلك عذب و اقتل بقدر ما تشاء سأبقى في قلوبهم و عقولهم و تخيل أنت كم رجلا يضاجعني الآن في أحلامه بينما أنا اجلس فوق ساقيك ... أنهت كلامها تعض شفتها بتلذذ جاعلة النار تشتعل مرة أخرى في عينيه كأنه يرى أمامه كم رجلا يضاجعها في أحلامه و في ثانية كانت مستلقية على طاولة مكتبه بعد أن رمى كل ما كان موجود عليها أرضا ...... مزق ثوبها كاشفا جسدها له ليدفن وجهه في عنقها هامسا لها هناك كأنه فقد صوابه يداه سارت على خصرها يصفع لحمها بجوع : إذا سأجعل صوت صراخك بإسمي يفسد أحلامهم اللعينة .... أنهى كلامه يعتليها آخذا إياها في عالم آخر و تبا لها كم صرخت بإسمه في تلك الليلة .... لم يترك مكانا في مكتبه لم يأخذها فيه يملأ أذنيها بأنها ملكه وحده ... أنه سيقتل كل رجال الكون و ينهي هذا العذاب...... مزقته في كل ثانية كان يمزقها فيها أسفله يردد لها أن هذا ليس من حقها ... جعله هكذا ليس من حقها و اخراج شياطينه من جمجمته ليس من حقها أبدا إلا ان فقدت وعيها لا تستطيع تحريك عضلة واحدة حتى ..... هذا درس لك عزيزتي كي لا تثيري غيرته مرة أخرى
لا تعلم حتى كيف استطاعت فتح عينيها في الصباح و الاستحمام بكل تلك العلامات على جسدها ... عواصف كانت تضرب أسفل بطنها كل مرة تتذكر كيف أخذها ليلة أمس المرة تلوى الأخرى لتعض شفتها بقوة تضع يدها على بطنها تسأل صغيرها إذا كان حيا او لا ... لابد أنه حي بالطبع سيكون كذلك لأنه رغم جنونه ليلة أمس و لكنه لم يعنفها .. بالعكس ربما كانت تلك أكثر ليلة مارس معها فيها الحب لم يضاجعها ... الحب ... تبا الكلمة جعلتها تبتسم بسخرية مستندة بظهرها على الحائط بينما نزلت مياه المرش فوق رأسها تضع يدها موضع قلبها ... الحب ... كم كانت هذه الكلمة مضحكة ... نكتة سخيفة جدا لأنها تعلم جيدا ما سيحدث لاحقا .. سيمزق قلبها مرة أخرى .. سيفعل شيئا ليجعلها تتأكد أن هذا الشعور غير موجود داخله ناحيتها لذلك ستوفر عليه المحاولة بهذا انهت حمامها لتخرج من الحمام ارتدت ملابسها لتنزل لطاولة الطعام حيث كان مقعده فارغا هكذا دائما إذا حدث شيء يقربهما من بعض يهرب .. يبتعد كأنه يخشى الغرق ... ينكر او لا و لكنها ذات تأثير رهيب عليه ربما هي الانثى الوحيدة التي تجعله يفقد عقله بتلك الطريقة و ربما كانت لتستغل هذا سابقا و لكن ليس الآن ... بعد أن أصبح لديها مسؤوليات اكبر من رغباتها و جنونها باث عليها أن توقف هذه المهزلة .. لأنه حتى لو أحبها لن يكفيها بعد اليوم ....
نظرت لداليدا المقابلة لها لتسأل بإستغراب : أين سافيدش !
رفعت الأخرى نظرها مجيبة إياها الخوف أكل ملامح وجهها بينما تتجنب النظر ناحية الباب مما جعلها تلتفت هناك حيث كان دايف يقف مع الحراس يرتدي نظارات شمسية داخل القصر ... حسنا لا تنكر أن جسد دايف يقطع الشهية من ضخامته و قسوة ملامح وجهه مع ذلك كان الجميع معتادا عليه إذا ما بالها الآن تخاف منه بهذه الطريقة .... لوحت بيدها في وجه الأخرى لتجيبها بإبتسامة صغيرة تعيد نظرها لصحنها : اممم آرون ... أقصد زوجك مع آرون أخبرني أنهم ذهبوا ليستقبلوا ضيفا ما ...
عقدت حاجبيها بإستغراب تهمس بينها و بين نفسها بفضول قاتل : ضيف !!!!
في مكان آخر و تحديدا فوق سطح شركة آل دوستويفسكي كان آرون واقفا بصعوبة يضغط على أسنانه من شدة الألم مع ذلك يحاول الحفاظ على توازنه بجانب زعيمه الذي كان ينظر للسماء خلف نظاراته السوداء ملامحه هادئة بشدة كأنه لا يوجد شخص بجانبه يكاد يموت من شدة الألم الذي أفتك بقدميه ... تبا كم اشتاق لڤيولا تضع له المرهم على جروحه و تبكي مخبرة إياه أنها كادت تموت من الخوف و هي تراه مصاب ... الفكرة جعلته يريد أن يطلب من زعيمه أن يملء صدره بالرصاص فقط كي يراها تهتم به بتلك الطريقة ... اللعنة على نفسه متى وصل لهذه الحالة من الحب معها ... مع انها لم تفعل شيء لتجعله يحبها و لكنه يشعر و كأنه وقع في فخ ما ... لابد أنه فخ الحياة التي وضعته لعاهر مثله ... أحس بإهتزاز هاتفه في جيبه ليسحبه ملقيا نظرة عن صاحب الرسالة و لم تكن سوى هي ... بسرعة فتح الرسالة ليبتسم عيناه تقرأ ما كتبته في رسالتها "كالموسيقى انت تبعثر نبضات قلبي.... تجعليني اذهب لعالم اخر لا يوجد به إلا السلام وأنت" .... حسنا أقنعوه الآن أن لا يتوسل زعيمه كي يفجر قلبه و يجعل دموعها تشفيه ... ابتسامته شقت وجهه تماما لدرجة أن الجبل الثلجي الواقف أمامه انتبه له : ماذا يحدث لك انت الآخر !
أعاد هاتفه بسرعة لجيبه مجيبا إياه بهدوء : لا شيء زعيم فقط هذا جنون البقر ... البقر الهندي ... النظرة التي رمقه بها منزلا نظاراته جعلته يخرس تماما لاعنا آريكسو اللعين .. حسنا بذكره تذكر أن يتحدث مع زعيمه عن شيء ما : زعيم أعتقد أنك تخطيء بما تفعله الآن ....
تنهد الآخر واضعا سيجارة في فمه : مخطيء !! ... حسنا في ماذا أنا مخطيء سيد آرون
آرون : لا أقصد شيء و لكن إحضار نوكس ليحل مكان عمه قرار خاطيء ... أنت تعرف حساسية آريكسو في هذا الموضوع .. وعد شقيقه قبل أن يموت أنه سيبعد صغيره تماما عن هذا المجال و بالفعل الشاب كبر بعيدا تماما عن عالمنا ... لم يزر كوبا منذ كان في الثامنة من عمره .. عاش طوال سنوات حياته في نيويورك و سمعت أنه أصبح ناشط في جمعية حقوق المرأة بعد ما عاشته والدته على يدي والده لذلك دعني اخبرك أن آريكسو سيجن إذا علم أنك أحضرت ابن اخاه الوحيد و جعلته زعيم مافيا ...
ابتسم الآخر بطريقة شيطانية قبيحة جدا ملتفتا له بتلك النظرات العميقة : إذا ماذا تريد سيد آرون ... أن أترك كرسي آريكسو فارغا طوال فترة غيابه ... أن تبقى امبراطوريته بدون أحد ! .. ثم نوكس ليس طفلا كل ما يفرق بينه و بين عمه أربعة سنوات .. الشاب بالفعل في ال26 سنة من عمره و قبل أن آتي به إلى هنا تحدثت معه في الهاتف و أخبرته بكل شيء و هو تفهم الوضع .... أخبرني بأنه لا يمانع أن يجلس مؤقتا مكان عمه ما دمنا سنبعده تماما عن الأعمال ... أي أنه لا يرفض كونه زعيم مافيا من أجل عائلته فقط يرفض أن يتم إدراجه في التطبيقات الفعلية و هكذا نحل الأمر سيجلس مكان عمه حتى يخرج الآخر ثم فاليعد إلى نيويورك و يكمل عمله كما يريد أنا لست ضد هذا الشيء حياته و ميوله شيء ليس من حقي التدخل فيها ... ثم أنا لم اجد غير نوكس من دمه ليمسك هذه المسؤولية و نفس الشيء سيحدث معك .. ماندي من سيمسك الزعامة حين يتم سجنك و انا ايضا سيمسك جيف الزعامة بعدي هذا قانونا الكرسي الفارغ يكون مطمع الحيوانات الجائعة لذلك سنملأها جميعا ...
أومأ بتفهم موافقا إياه الرأي رغم علمه التام بأن آريكسو سيغضب حين يعلم بهذا القرار ... نوكس كان خطا أحمر حقا ... من كثر حبه له تلقى رصاصة مباشرة في قلبه قبل ستة سنوات ليحميه من أحد الرجال المجانين في نيويورك اراد قتل نوكس لأنه ساعد زوجته في التحرر من الاستعباد الذي كانت تعيشه تحت رحمته و لكن ترك كرسي آريكسو أيضا ليس بالأمر الصائب ... الأمر فقط كان في نوع الشخص الذي سيمسكه .. هو يمتلك ماندي و يثق بوحشية صغيره لا بل يخاف على مجلس الشيوخ من جنونه و نفس الشيء بالنسبة لجيف لديه عقل شيطاني رغم هدوءه و لكن نوكس ... تبا نوكس رقيق القلب حقا ... الرجل يفقد صوابه إذا رأى فتاة تبكي أمامه .. كيف سيمسك الكرسي و هو بهذه العقلية .. قاطع سيل أفكاره اقتراب المروحية القادمة من نيويورك لتحط على السطح جاعلة بدلاتهم تتطاير من قوة الرياح و لم تكن سوى عدة دقائق حتى فتح الباب ليخرج نوكس ببدلة رمادية فاتحة اللون و قميص أبيض بينما يرتدي حذاء جلدي بني اللون و حزام من نفس اللون ..... كان كعادته أنيق و تنطلق منه هالة الرجل النبيل ... نزل من المروحية متجها ناحية سافيدش مصافحا إياه بإحترام : مرحبا سيد سافيدش
...
سافيدش : مرحبا نوكس ... ابتسم بفخر و هو يرى كم كبر حقا آخر مرة رؤوه فيها كان طفلا و الآن أصبح رجلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... التفت له نوكس مصافحا إياه بدوره : مرحبا سيد آرون .. ابتسم بسخرية ساحبا إياه من عنقه محتضنا إياه : تبا لك لا تخاطبني برسمية قل آرونيس فقط ... احمر الآخر يحك شعره بخجل : حسنا آرون كيف حالك و ماندي ... و نظر لسافيدش مجددا : و ماذا عن جيف ... يا إلهي جيف خليفتي المستقبلية كيف حاله ...
آرون : الجميع بخير ماذا عنك ها !!! هل ما زلت مرهف الاحاسيس !! ... سمعت انك خطبت خمسة و أربعون مرة أيها الجاحد .. خمسة و أربعون مرة كاملة ...
انفجر ضحكا مجيبا إياه : ماذا أفعل كل واحدة تأتي و تصارحني بحبها لا أستطيع إرجاعها مجروحة القلب أو رفضها ... لذلك اخطبها لتكون علاقتنا رسمية و لا تعتقد أني لعبت بمشاعرها و في النهاية يتركونني لأني ممل على حد كلامهن ... و ضحك بصوت أعلى يضرب جبينه : جميع خطيباتي هجروني يقولون اني لطيف جدا و احاديثي مملة أبدوا مثير من الخارج بينما من الداخل أجلب لهن النوم ...
نظر آرون لزعيمه كأنه يخبره أن هذا هو الرجل الذي سيمسك مكان عمه ... آريكسو فاطر قلوب النساء سيمسك هذا اللطيف مكانه و كانت إجابة الآخر أنه أعاد نظاراته لوجهه معطيا إياهم ظهره تاركا آرون يسمع الآخر يخبره كم النساء جنس جميل و وجودهن ضروري في الحياة و أجل أخبره قصص كل النساء اللواتي تم انتهاك حقوقهن و تشاجر مع نفسه يرفع يده في الهواء يكرر أنه سيعيد حقوق كل النساء في الكون ..... جاعلا إياه يبتسم بسخرية و فخر في نفس الوقت .. رائع حقا ان تحب عملك لهذه الدرجة كان أمرا رائعا بكل معنى الكلمة ... الرجال من حوله يتشابهون في شيء واحد أنهم إذا عملوا تفانوا بغض النظر عن نوع العمل ...... آريكسوا صديقي كرسيك في آمان حقا هذا اذا لم أقتل ابن اخاك حتى ذلك الوقت لذلك استمتع بسجنك اينما كنت ....
بزق آريكسو الدم من فمه لا يشعر بأحشائه من شدة التعذيب الذي تلقاه هنا ... تبا الأمر كان متعبا حقا و لكن أكثر ما اتعبه كان هذه الجرذان التي تحوم حوله ... مقززة حقا نام لساعة واحدة منذ اعتقلوه ليستيقظ على جرذ ينام بجانبه ... فقط لو يغيروا المكان و يسمحون له بأن يستحم على الأقل لم يحدث من قبل أن أمضى يوما كاملا بدون أن يستحم و الآن وجد نفسه يمضي ما يقارب الأسبوع بأوساخه ... فقط فاليصل لمكان جادس و أقسم أنه سيقتله .... أغمض عينيه يتذكر سبب وسواسه القهري و قرفه الدائم و كان ذلك منذ يوم مات شقيقه الأكبر ... عثر على جثته مرمية في قمامة يلفظ أنفاسه الأخيرة و منذ ذلك اليوم أصبح يقرف من كل شيء حوله لا يحب أن يلمس دماء أي أحد أصلا لا يتحمل حتى تواصل جسدي مع أي شخص و هذا فقط جعله يعيد فتح عيناه متذكرا إياها ... ضغط على أسنانه بقوة و هو يتذكر إيڤا ..... لا يعلم لماذا يحدث معه هذا و لكنه منذ تم سجنه هنا و نظرات عينيها تقاطع حرمة عينيه ....
صر أسنانه بقوة يحاول ايقاف تلك المشاعر الغريبة التي كانت تنتابه و شيء به كان يحاول عدم تقبل أنه و لأول مرة يشعر بالندم ..ربما لأنها أكثر فتاة أمضى معها فترة ما بين محاولة إسقاطها في حبه و بين محاولة أو يشبع من جسدها لم يشعر حتى كيف امضى معها أكثر من ثمانية أشهر تقريبا كل يوم يراها أو يكلمها في الهاتف ..... كمجنون فقد عقله يبتسم و هو يتخيلها تنام بين يديه كما فعلت تلك الفترة الهذه الدرجة اعتاد عليها ... هل هذه المشاعر مجرد إعتياد .. و إن كانت حقا كذلك إذا لماذا هي قوية هكذا ... قاطع أفكاره صوت أحذية تضرب الدرج نزولا للمكان الذي يحتجزونه فيه و هذا جعله يبتسم بسخرية ... سيعذبونه مجددا من أجل المعلومات ... حسنا الضرب المبرح و فقدان الوعي افضل من البقاء مع هذه الجرذان المقرفة ... نظر للباب الذي فتح لتدخل منه جيفييا زوجة صديقه الغبي ... العاهرة التي تسببت في كل هذا سيتأكد من تمزيق وجهها لاحقا مع أنه توسل زعيمه كثيرا أن يسمح له بذلك و لكنه رفض لأنها ملك لجادس وحده .... فتح فمه يريد أن يسخر منها و لكنه توقف ابتسامته اختفت و هو يرى من دخلت خلفها
نبض قلبه بجنون و هو يرى إيڨا تدخل بذلك الفستان الباهت و القديم ... فستان لم يراها ترتدي مثل منذ أصبحت في علاقة معه ... أحس أنفاسه تختفي من رأتيه مع كل ثانية تمر عليه يرى بها حالتها ... وجهها كان شاحبا جدا و شفاهها بيضاء يبدوا أنها لم تأكل شيئا منذ ما حدث معها ... شعرها كان ساقطا على كتفيها بينما عيناها متورمة و مليئة بالدموع تنظر للأرض كأنها لا تستطيع النظر لوجهه ... مهما حاول أن ينكر في تلك اللحظة و لكن عقله كان يردد له أنه يريد احتضانها بقوة و ان خوفها ذلك مزقه ... أراد أشياء كثيرة و لكن لم يستطع أن يفتح فمه حتى فقط راقبها و هي تقترب منه بجسد مرتجف تنظر للأرض بحرقة بينما جيفييا تمسكها من ذراعها ... تكلمت تضغط على إيڤا: ها هو إيڨا .... قولي له ما أردت قوله ...
اومأت لها الأخرى ترفع نظرها أخيرا لتقع عيناها عليه ... هنا تمنى الموت و هو يرى كيف كسرها ... رأى بشاعة ما فعله بها و اجل رأى كم أحبته و خذلها لتتكلم موجهة كلامها لجيفييا : هل استطيع البقاء معه لوحدي ...
لم تعارض الأخرى لتخرج مردفة لها قبل أن تغلق الباب : أنا في الخارج إذا حدث شيء ناديني فقط ... اومأت لها تنظر داخل عينيه لتبقى معه لوحدها ... فقط هي و هو مع ذلك أحس بشيء آخر بينهم .. شيء خلقه هو داخلها يفصل بينهما ... بلل شفتيه يراقب ارتجاف شفتيها قبل أن تتكلم بنبرة أنهته تماما : أريد أن أسألك سؤال واحد فقط ... و أغمضت جفونها لتفيض عينيها بالدموع : لماذا فعلت بي ذلك ... ماذا فعلت لك !
ابعد نظره عنها بسرعة ما إن عاودت فتح عينيها كأنها تبحث عن سبب ذلك ... نظرت له على أمل أن تجد عذرا له على ما فعله بها لا تعلم تحديدا و لكن شيء داخلها لم يرد تصديق أن البشر أصبحوا بهذه القسوة .. لم تكن تنظر له باحثة عن شيء لتسامحه به لأنها لن تسامحه لو كسى الأرض لها ورودا .. لن تسامحه مهما احضر لها من أعذار و لكنها كانت تبحث عن شيء لا يقتل براءة قلبها و لا يعدم نظرتها الجميلة للحياة .. بحثت و بحثت و لكنها لم تجد شيئا لتنفجر بالبكاء مومئة رأسها بتفهم .. كما قالت جيفييا تماما فعل ذلك للتسلية فقط ... لا يوجد اي حقد لديه من ناحيتها و لم تؤذيه يوما و عاد للإنتقام كما يحدث في المسلسلات و الافلام ... لا شيء من هذا فقط فعلها ليتسلى بها ... دعس على قلبها و قتل انسانيتها لمجرد تسلية لذلك إلتفتت معطية إياه ظهرها لأنها لم تكن قوية لتستطيع مجابهة جبروته ... لم تكن من النوع الذي يستطيع إعادة حقه لذلك تركت عقابه للسماء لا يوجد افضل من عقاب الرب ... توقفت على صوته خلفها يتكلم أخيرا : لا تذهبي إيڨا ...
سحبت نفسا لاهثا كأنها تختنق لتلتفت له بعيون غرقت في دموع القهر و نظرات تاهت بين ما رأته ذلك اليوم و رغم أنه لا يستحق و لكنها سمعت آخر كلام سيقوله لها ... سمعت آخر شيء من الشخص الذي أحبته يوما ما بكل جوارحها ... ضغط على أسنانه مبتلعا ريقه بصعوبة ليتكلم بينما حرك يديه المقيدة بالسلاسل كأنه يريد تقليص المسافة بينهما : أنا آسف ...
لاحظت كيف عض شفته السفلى بعد ذلك حتى أدماها كأنه يقول ذلك لأول مرة في حياته لتبتسم بسخرية دموعها اهتاجت من عينيها : على ماذا ! ... لأني احببتك و مزقت قلبي ! .. أو تعتذر على أحلامي التي جعلتني أبنيها ثم رميتني من قمتها ! .. أو لأنك رميتني لصديقك كأني شيء من حقك رميه لمن تريد ! ... على ماذا تعتذر سيد آريسكو و هل تعتقد أن اعتذارك سيغير شيء ! ... اتعلم ماذا فقط اسكت لا أريد أن أسمع منك شيء
بسرعة تكلم يهز رأسه و هو يراها تعود بخطواتها للخلف : لا أرجوك ... انظري لي إيڤا أرجوك لا تغادري أنا آسف على كل شيء .. آسف على كل ما جعلتك تشعرين به لقد ندمت حقا .. الأمر كان مجرد مزحة لم أعتقد أني سأحبك.... سكت بعد ذلك يفتح فمه بصدمة على ما قاله ... تبا لم يعترف بذلك حتى بينه و بين نفسه و الآن بمجرد أن رآها قالها فمه بدون وعي منه ... حتى جسده لم يتحمل الكذب أكثر .. و هذا جعله يبتسم على سخرية القدر مومئا رأسه : أجل أحبك .. صدقي او لا تصدقي و لكني أحبك حقا و سأصلح كل ما أفسدته .. سأخرج إيفا .. سأخرج و اول شيء سأفعله اني سآتي لديك سأركع امامك و اتوسلك لتسامحيني .. لن اطلب منك تقبل اعتذراتي أو كلامي الآن لأني متأكد انك لا تستطيعين فعل ذلك و لكني سأجعلك تسامحينني لاحقا .. هل رأيت كل كلمة كذبتها عليك! ... سأحولها لحقيقة ... كل حلم جعلتك تحلمينه سأحوله لواقع ... سأفعل المستحيل من أجلك فقط انتظريني و حاولي أرجوك .. حاولي حتى ذلك الوقت مسامحتي ....
ما إن أنهى كلامه إبتسمت في وجهه بصمت ... فقط إبتسمت تخبره أنه مات داخل قلبها ... أنه لو فرش الكون ورودا من أجلها لن تسامحه ... رأى أنه لن يستطيع مهما فعل مع ذلك لم يهتم فقط تمسك بذلك الوعد داخله و هو يراها تبتعد حارقة مع كل خطوة لها حقولا من عشقها له ... قاتلة لرجل نبض قلبها بالحب له .... فقط خرجت بدون أن تضيف حرفا لأن الكلمات ماتت بين شفتيها مثلما مات و فقط تركته لحكم السماء كما مزق قلبها بحبه سيمزق قلبه بحبها و لكن على الأقل هي أفضل منه لأنها تقبلت نصيبها من الحياة تقبلت أن هذا ما قدره لها الرب أما هو سيعيش الآن حربا لا يخمد نيرانها شيء ... حرب نارها حارقة إسمها الندم ...
بعد ذلك اليوم لم يحدث شيء آخر مهم انتهى الاسبوع بهدوء و بدأ اسبوع جديد و يوم عظيم بالنسبة لراسيل .. اليوم الذي عملت من أجله منذ أشهر أجل اليوم سيتم عرض فيلمها الأخير .. الفيلم الذي قلب العالم قبل صدوره حتى ...الجميع ينتظره بفارغ الصبر ... عضت شفتها تخرج من صفحتها على التويتر بعد أن شاهدت ثالث إعلان تشويقي للفيلم لتنظر لساعة الحاءط التي كانت تشير للخامسة صباحا ... استيقظت مبكرا جدا اليوم مع ذلك لم يكن زوجها نائما بجانبها مع انه كان هنا ليلة أمس قبل أن تنام و لكن كعادته من المستحيل أن تستيقظ قبله لأنه أساسا لا ينام ... و كيف سينام بحق خالق السماء ... الرجل يتعذب حتى في نومه ...
نظرت لهاتفها الذي رن يتصل بها صاحب دور السينما الذي سيتم عرض فيلمها فيها الليلة على مستوى هافانا لتجيبه مبتسمة على حماسه : مرحبا سيدتي كيف حالك اسف اذا اتصلت بك مبكرا و لكني قرأت تغريدتك قبل خمس دقائق و قلت في نفسي أنك مستيقظة مبكرا من شدة حماسك ...
ضحكت تجيبه مستلقية على السرير و تحرك ساقيها في الهواء من شدة حماسها : انت تعرفني لا أتحمس كثيرا حتى ارى الفيلم ينجح ... و سكتت لاعنة نفسها على الكذب كانت تشتعل من الحماس خاصة أن هذا الفيلم يعتبر الفيلم الوحيد الموجود لها بعد أن تم حذف كل افلامها السابقة ...
صاحب السينما : أجل معك حق و لكن ماذا أفعل أنا متحمس بشدة على ما يبدوا ... على كل أردت إخبارك اني أرسلت إحدى الرجال لقصر السيد سافيدش معه بطاقات المقاعد الخاصة بكما .. بطاقتك كالعادة من نوع الشخصيات المهمة في المقصورة الأمامية فضلت أن تكوني بمفردك مع زوجك ... بلغي له سلامي الحار و أتمنى أن تشرفاني
اومأت رأسها تعض تلك الشفاه التوتية بقوة : شكرا لك عزيزي سنحضر بكل تأكيد و سلامك سيصله .. هيا كن بخير ...
أنهت المكالمة تقفز فوق السرير كأنها نينجا حتى توقفت تشعر بألم في بطنها لتلعن نفسها مجددا .. لا تنسي أنك حامل ايتها الغبية .. آسفة مامي و لكن هذا الحماس الزائد و الآن عليها تجهيز نفسها .. ماذا ستفعل .. ماذا ستفعل .. قلبت رأسها يمينا و يسارا لتتسع ابتسامتها تقفز على خزانة الملابس بعد أن وضعت صوت الموسيقى لآخره ترقص كالمجانين و تنثر شعرها في الهواء .. النجاح شعور رهيب هكذا تشعر الانثى أنها قوية و ذات مكانة رغما عن أنف أعند رجل في الكون ... يحيا النجاح .. هل سمعت صغيري يحيا النجاح لذلك كن ناجحا مثل أمك والدك نجاحه معيوب لذلك لا تكن مثله
كانت منشغلة بجنونها المعتاد يوم نزول اي فيلم لها و لم تشعر بذلك الذي خرج من حمام الغرفة ينظر لها من الخلف يدخن سيجارته و رغم تكلمه الا انها كانت منشغلة بالغناء مع الأغنية و لم تسمع ما قاله حتى أغلق صندوق الموسيقى جاعلا إياها تلتفت له برعب : ألا تعلمين كم الساعة !!
سأل لتجيبه بسرعة : الخامسة و شيء ...
سافيدش : و هل يوجد مجنون يضع الموسيقى على الخامسة و شيء .... الجميع نائم اخفضي الصوت ... حماسك الذي يجعلك تستيقضين على الخامسة من أجل مجرد فيلم لا يعني أن تجعلي الجميع يتحمس معك ... سكتت تبتلع محاولاته لإفساد فرحتها و لم تشأ أن تفسد هذا اليوم بأكمله بسبب مزاجه اللعين لذلك كادت تجيبه أنها لم تنتبه الا ان صوت الباب طرق بقوة قاطعها لتدخل لينا معها إيما و جيف يبتسمون بسعادة و حماس صباحي قبل أن ينتبهوا لوجوده هناك ... اختبأت إيما خلف جيف بينما دفع جيف لينا في وجه المدفع لتتكلم لاعنة تحت انفاسها : مرحبا اخي اممم اااا أقصد نعم اممم و سكتت تبتلع ريقها قبل أن تكمل : نريد راسيل
سافيدش رافعا حاجبه بإستغراب : تريدونها !!! ... في ماذا تريدونها ؟ .... ثم مالذي تفعلونه هنا في هذا الوقت هيا عودوا للنوم ...
هزت لينا رأسها تقترب منه أكثر : نحن لم ننم ليلة أمس اخي الحماس يقتلنا لفيلم راسيل عمتي أيضا و ليام الجميع مستيقظ منذ ليلة أمس ... كما تعلم نحن لا نعيش أجواء افتتاح فيلم كل يوم .. و لكن هل تعلم اخي شكرا لك على إحضارك زوجة مثلها ... حياتنا تحولت لأكشن و مغامرات معها و انفجرت ضحكا بأعلى صوتها تضرب رأس راسيل من الخلف حتى توقفت تدريجيا عن الضحك و هي ترى النظرات التي رمقها بها أخاها لتنظر لجيف الذي كان يهرب بنظراته.... اللعين هو من اقترح أن يذهبوا ليوقظوا راسيل ... حمحمت ساحبة نفسا عميقا قبل أن تبتعد عنهما متجهة ناحية الباب : حسنا يا أطفال دعونا نعود للنوم إذا ...
بهذا خرجت ساحبة جيف و إيما من أذنيهما لتبقى راسيل أمام زوجها الذي تصلب فكه بشدة ... رمقته بنظرات انتصار قبل أن تفتح صندوق الموسيقى مرة أخرى كأنها تخبره أنه لا يوجد شخص نائم الآن ... أجل النجاح حقا يعطيك شعور قوة رهيب .. أعادت نظرها لخزانتها تختار منها إحدى فساتينها بينما كانت تشعر به خلفها تماما يغطيها بضخامة جسده لم يبرح مكانه إطلاقا مع ذلك لم تهتم إكتفت بإختيار فستان حتى تعبت بدون جدوى جميعها غير مناسبة .... نفخت الهواء تلتفت لها خلفها مستندة بظهرها على المرآة : يجب أن أذهب للتسوق ..
رمى نظره على ذلك الكم الهائل من الفساتين باهضة الثمن قبل أن يعيد نظره لها : كل هذا و تريدين التسوق !!!
راسيل شارحة له الأمر : هذه الفساتين باهضة الثمن لا تناسب هذا العرض أريد شيئا بسيطا أنا هكذا لا احب ارتداء أشياء بمبالغ صارخة في أيام افتتاحية يوجد الكثير من الناس حول العالم لا يجدون ما يأكلونه و آتي أنا بفستان سعره يساوي أجر مئة عامل نظافة في البلد !! .. الشيء الذي لا تعرفه أنهم بمجرد أن يرو ما سأرتديه سيأتون بكل شيء عنه سعره و مصممه حتى النجوم اللواتي ارتدوه قبلي ... أجابها بدون تفكير حتى : لا يوجد ... عقدت حاجبيها بعدم فهم : لا يوجد ماذا !
سافيدش : لا يوجد عاهرة إرتدت من هذه الفساتين قبلك ... نظرت له بحاجب مرفوع و إبتسامة صغيرة ارتسمت على وجهها قبل أن تخفيها و هي تلاحظ الظلام الذي ملء عينيه ... لا داعي لهذه النظرات راسيل تعرفين نتيجتها سيفعل شيء يحرق به قلبك ليؤكد لك أنه لا يحبك و بهذا أجابته : حسنا لا يهم دعنا في موضوعنا الأساسي لا أستطيع ارتداء أحد هذه الفساتين احتاج واحدا بسيط و سعره منخفض ... أنا سأتبرع بكل الفوائد التي ستدخل الليلة لضحايا الحروب و اللاجئين في الخيم حول العالم لذلك فكرة أن ارتدي فستانا من هذه الفساتين غير مناسب إطلاقا .... هل فهمت الآن زوجي الوسيم !
أومأ رأسه بتفهم ليتوجه ناحية الباب : جهزي نفسك إذا ...
ابتسمت تعض شفتها بقوة بينما استندت بكتفها على المرآة تتخيل لو كانت حياتها مختلفة و لو قليلا .. فقط لو كانت في الاتجاه الآخر ... اعني لا بأس بكل هذا .. هو و هي ... هذا القصر و هذه العائلة المجنونة و لكن بطابع مختلف ... بحياة أجمل مليئة بالسعادة .. يربط بينهما حب حقيقي كانت لتكون أجمل حياة في الكون ..... طردت احلامها الوردية واضعة يدها على بطنها .. دعنا نجهز نفسنا يا صغير اليوم ستشهد أول نجاح لوالدتك و انت برفقتها ....
تطلب الأمر منها ما يقارب الساعتين تتجول في المحلات التجارية بينما هو يمشي خلفها بجانبه دايف و بعض رجال الحراسة ... و اخيرا وجدت الفستان المطلوب شيء بسيط و انيق و بسعر بسيط و في نفس الوقت حاز على رضا السيد سافيدش مع بعض التعديلات الصغيرة التي قامت بها الفتاة هناك لينتج شيء نال إعجابها تماما ...