قراءة ممتعة للجميع **
وضعت يدها على بطنها تتحسسها بأصابع مرتجفة بينما جبينها المتعرق شكل سحابة ضد زجاج سيارته تنظر للخارج بعيون دامعة معيدة سؤالها للمرة الألف .. لماذا أنا ؟ ... فقط لماذا هي من يحدث معها كل هذا .. لماذا فقط هي من تضيع الأمور من تحت سيطرتها دائما .. ألهذه الدرجة يكون الشخص مسيرا فقط ... حتى حياته لا يستطيع إتخاذ قرار يخصها .. أمها ترميها لزوجها الذي لم تعرف جتى اسمه الحقيقي الا يوم زفافها منه .. و زوجها يرميها لوالدها الذي سيرميها لمن هم فوقه و هكذا حياتها ترميها من هذا لذاك و لا أحد منهم يسال ماذا عنها ؟؟ لا احد منهم يسأل ماذا تريده هي .. مجرد شابة في ربيع عقدها الثاني .. مهما بلغت قوتها تبقى بعد كل شيء مجرد أنثى تخاف .. تبكي و تتألم ... مهما توسلت نفسها ان تتوقف و لكنها لم تستطع لذلك تبا لكل شيء فقط بكت على نفسها التي حددوا غلائها من رخصها ... نزلت دموعها تشعر بآلام الكون تتجمع في احشائها من شدة خوفها .. مرتعبة و مهزومة هكذا كانت تراقب الخارج بعيون متلهفة للسعادة ... تمنت فقط ان تتوقف السيارة الآن و يفتح لها الباب لتخرج منها أقسمت انها ستهرب بدون وجهة تركض لساعات و أميال آخدة معها طفلها الذي لم يرى الحياة حتى ... املها الاخير للسعادة .. ربما بالنسبة لغيرها يعتبرأجمل ما في الحياة و لكن بالنسبة لها كان الحياة بعينها ..سيأخذونه منها و يضغطون عليها به ... حملها الصغير سيحولونه لمسخ مثل والده اجل ستصبح مثل والدتها في النهاية .. يبدوا ان القدر يجيد إعادة نفسه .. جدتها .. والدتها و الآن هي
آسفة صغيري .. آسفة لأني أمك ... لأني اضعف من ان احميك او أخلق لك مساحة في هذه الحياة .. آسفة لأني سأضطر على التخلي عنك قبل ان تتخلى انت عني .. هذا ما قالته في سرها تغمض عينيها التي فاضت بالدموع و هي ترى نهاية كل هذا ... ستقتل نفسها الموت حقا افضل من الاحتضار ببطء ... فقط ستذهب و تأخذ معها طفلها الصغير .. ستفعل آخر ما تبقى لها من واجبها و هو إعادة لينا ثم ستقتل نفسها ستراها حية و بخير تخبرها انها آسفة على كل شيء ثم ستنتحر قبل ان تتحول لمسخ
لم تقوى طوال الطريق على النظر امامها .. رغم انهم في الطريق المؤدية للينا منذ ثلاث ساعات مع ذلك لم تنظر لمسار القربان الذي كانت تسير عليه بلا أرجل و هو ... هو كان هناك .. اجل كان بجانبها الرجل الذي عشقت حتى انفاسه التي يطرحها كان بجانبها يسوق بصمت و بدون ان ينطق حرفا واحدا تاركا إياها تبكي بحرقة و إنهزام كل ما كان يثبت لها وجوده هو تحرك السيارة و رائحة سجائره ... و في الحقيقة لم ترد ان يتكلم .. ارادت ان يبقى هكذا حتى ينتهي كل هذا و يقدمها لوالدها فقط كي لا تسمع كلمة تجرح قلبها أكثر مما هو مجروح ...
مسحت دموعها لترى جيدا ما أمامها و لم يكن سوى نهاية الطريق أخيرا .. رأت المكان الذي أخذها إليه حيث توجد لينا و سيتم التسليم بينهما ... ككل سلعة رخيصة هكذا تحدد سعرها على ما يبدوا ... نظرت له بينما خرج يلتف حول السيارة ليفتح بابها و بهدوء تام حابسا سيجارته في فمه سحبها من ذراعها لتخرج للخارج ... كان المكان اشبه بغابات افلام الرعب .. الأشجار الموحشة تلتف حولها من كل إتجاه و الصمت يملء المكان حتى قطعه هو بصوته الهاديء حمل نوع من العصبية التي حاول إخفاءها
سافيدش : أخرجوا
نظرت حولها تنتظر خروج الرجال الذين إختطفوا لينا و لكنها تفاجئت بوجوه كانت نوعا ما مألوفة بالنسبة لها .. فقط تطلب الأمر منها بضع ثواني لتستطيع تمييزهم في ذلك الظلام ... كانوا رفاقه ... اجل رأتهم في زفافهم .. توجه ناحيته رجل بجسد ضخم و ملامح حادة و بارزة كل شيء فيه أخذ من السواد تميزا شعره و عيناه .. يخيم عليه نوع من البرود المستفز في نظراته الناعسة مفتتحا الكلام
راست : تأكدنا من وجود لينا في الداخل
أومأ له فلامينغوا يرمي سيجارته أرضا ليتكلم مررا اصابعه على شعره : لا أريد أخطاء الرجال في الداخل يعتبرون من النخبة سيصعب إنقاذها بدون أن يلحق بها ضرر
هنا تدخل طرف ثالث تعرفت عليه بسرعة كونه سرق منها الأضواء يوم زفافها : تبا لهم سأرسلهم جميعا للجحيم في أول طائرة هذا كي يتعلموا كيف يقتربون من إبنة العمة
راست بسخرية : بالطبع سترسلهم فيها بعد كل شيء أنت أمضيت ثلاث سنوات كطيار تصعد و تنزل من السماء اصبح لديك خبرة في الطريق للجحيم ...
مانويل بنبرة غاضبة : أنا كنت في طريقي للجنة عزيزي راست بملابس بيضاء أنيقة و وردة فوق أذني
أومأ راست بسخرية يستنشق نفسا من سمومه : و لماذا لم تذهب للجنة إذا سيد مانويل ؟
مانويل مقربا وجهه من وجه الآخر : ألقيت نظرة على الجحيم رأيت أصدقائي فيه فغيرت مساري .. قلت سآخذكم معي للجنة
هذه المرة كانت الإجابة من جاليلو الذي تكلم بجانبه : لا شكرا إذهب للجنة وحدك ... سمعت ان هناك حوريات جميلات و أنا رجل خائن .. و بيبي ستقطع قضيبي بمفك الصواميل هذه المرة ... فقط تذكروا صديقكم بين الحين و الآخر بالقليل من خمر الجنة
مانويل : لو لم أكن في حالة لا تسمح لي بالضحك كنت سأضحك و الآن دعونا نخرس ... إبن العمة برز العرق النابض في جبينه ... انهى كلامه ينظر لسافيدش الذي حرفيا تحولت ملامح وجهه لدرجة الإنفجار الشرار تطاير من عينيه رامقا إياه بنظرة قاتلة .. اجل نظر له فقط مع ان راست من بدأ ذلك ...
سافيدش بنظرة غاضبة : إذا إنتهيت من تفاهتك دعنا نبدأ مانويل ... أومأ له الآخر بسرعة ليتنهد قبل ان ينظر للمكان الذي يحتجزون فيه لينا : حسنا الخطة كالتالي .. جاليلو ستتسلل و تفتح لنا مجال .. مانويل ستحاصر البوابة الخلفية ... انا سأخرج لينا و ليام .. و أنت راست إبقى هنا مع راسيل لابد ان رجالهم سيهاجمونك
أومأ الجميع بينما نظرت له هي بنظرة مصدومة تماما دموعها علقت بين جفون عينيها لا تفهم شيئا مما يحدث .. ماذا يقصد بهذا .. ألن يقوم بتقديمها لهم ؟؟ إذا لماذا أتى بها إلى هنا .. كانت الأسئلة تمزق عقلها لذلك تكلمت تقترب منه بجسدها : ماذا تفعل عقلي أصبح لا يستوعب شيء ؟
رمى نظره على رفاقه الذي وجه كل واحد منهم نظره لمكان مختلف يحاولون عدم التدخل في حديثهما ليسحبها بعد ذلك من ذراعها متجها بها إلى الشجرة صافعا ظهرها معها : مالذي لا يفهمه عقلك راسيل ؟ .. اجابته تبتلع ريقها : ألن تقوم بتسليمي مقابل لينا ؟
لعدة ثواني إعتقدت انها مجنونة و هي تراه يضحك بطريقة مرعبة .. لم يضحك و كأن الأمر أعجبه أو كان مضحكا لا بل كان يضحك من شدة الكبت و كأنه إن لم يضحك سيفعل شيئا آخر ينتهي بتحطيم وجهها و أكبر دليل على ذلك قبضته التي ضربها مع الشجرة جاعلا جسدها يهتز من الرعب قبل ان يتكلم بنبرة عنيفة شادا على أحرف كلماته بشدة : أعتقد انك لا تدركين لحد الآن أنك زوجتي أليس كذلك أو ربما أبدوا لك مجرد مخنث ككل المخنثين في مجالك حتى أقدمك لهم .. حرفيا لا أفهم كيف أنت إبنة راشيليا .. أمك الساقطة لعبت لعبة جيدة للغاية .. تعلم اني اموت من اجل عائلتي و نعم لو لم تكوني زوجتي كنت سأرميك لهم بدون ان اهتم لحياتي او اعرض رفاقي للخطر و لكنك زوجتي .. انت و لينا شيء واحد بالنسبة لي هي جزء من روحي و انت جزء من إسمي و بخصوص احضارك إلى هنا فببساطة لا يوجد شخص أثق به ليحميك في القصر .. و الآن إمسحي دموعك اللعينة و لا تتدخلي مهما حدث في الداخل فقط إبقي مع راست هو ارزن واحد فيهم سيجيد حمايتك اكثر من الجميع
انهى كلامه يعيد سحبها من ذراعها إلا أنها اوقفته تشد على ذراعه : ماذا تقصد بمهما حدث في الداخل لا تتدخلي ؟ ماذا ستفعل يضطرني للتدخل و سكتت قليلا تمرر عينيها على وجهه خاصة عيناه تقرأ ما كان يقوله هناك و هذا حقا جعلها تصرخ بأعلى صوتها غير مهمتة برفاقه الذين حاولوا الإبتعاد عن المكان كي لا يسمعوا الطريقة التي كانت تتحدث بها معه
راسيل بغضب : لن تقتله .. اسمع جيدا سافيدش لن تقتل أخي و إلا قتلت نفسي هل فهمت .. فقط اتركه و شأنه .. أعد لينا و أتركه يرحل اتوسل إليك لا تقلته .. اعلم و ابتلعت ريقها تخفض من نبرة صوتها و هي ترى نظراته المحذرة لها دموعها كانت تفيض كأنهار و ويدان تكاد تملأ سدود العالم : أعلم ان ما أطلبه صعب عليك ... اعلم ايضا انه آذاها و انا احبها جدا لكنه اخي ارجوك لا تقتله لا استطيع تحمل فقدان شخص آخر من عائلتي .. ارجوك لا تفعل بي ذلك
نظرت له بتوسل تبكي و تمسك يده بقوة تكاد تقبلها له ليترك آخاها يرحل ... تعلم ان ما فعله سيء و لكن بعد كل شيء يبقى اخاها الذي لم تحتضنه و لا مرة في حياتها .. آخاها الذي عاشت طوال حياتها تتمنى واحدا مثله يحميها و يقدم لها الحنان و الآن في ثانية ستخسر حلمها قبل حتى ان تعيشه مع ذلك و بكل قسوة سحب يده من يديها مجيبا إياها : لا أهتم فقط دعيني أمسكه و لن يعيش للغد
حسنا لا تجني .. لا تفقدي عقلك هذا كل ما رددته قبل ان تخرج من دور الضعيفة المتوسلة و تشغل عقلها رامية له ما يوجد لديها بكل برود تمسح دموعها بظهر يدها : حسنا بما أنك تريد قتله إسمع هذا العرض أولا ثم قرر ما تريده ... إذا تركته حيا سأقدم لك المعلومات .. اما إذا قتلته سأقتل نفسي و تبا لي و لك معي نلتقي غدا في الجحيم ... ها ما رأيك
و كأنها حشرت إصبعها في جمجمته بكل غضب قبض على عنقها بقوة خانقا إياها ليمشي بها متجها ناحية الشجرة ليرتطم ظهرها بها بينما اقترب منها يحاصرها بجسده من الأمام مجيبا اياها بكل غضب : لا تهدديني راسيل ... افرغ سلاحي في رأسك لذلك لا تهدديني اخاك الساقط لن يعيش ليرى الغد و افعلي كل ما لديك اذا اردت .. كادت تجيبه في تلك اللحظة و لكن تدخل ذلك المدعو راست يمسك يده التي تخنقها : اتركها ستموت ... لم يهتم لشيء فقط رأت موتها في عينيه ليردف الآخر مرة اخرى بقلة صبر : قلت لك اتركها فلامينغوا ستقتل الفتاة هيا كيف ستسحب الصرصور من رأسك اذا قتلتها
حسنا هذا كان كفيل بجعله يتركها ملتفتا للآخر خلفه بنبرة غاضبة : سأقذفه في عاهرتك
من حسن الحظ تدخل جاليلو بينهما بسرعة يوقف كلاهما عن ارتكاب مجزرة لن تنتهي الا بموت واحد منهما : حسنا فقط توقفا حياة لينا في الداخل معرضة للخطر و نحن هنا نتشاجر حول مواضيع تافهة .. ثم لا تغضب راست ليس و كأنه سيفعل ذلك حقا .. هو غاضب فقط ... لعن الآخر تحت انفاسه مبعدا يد جاليلو عنه لينسحب مبتعدا عنهم يدخن سيجارته بينما بقي جاليلو مع الثور الهائج امامه يحاول ان يقنعه : انظر فلامينغوا راست معه حق حياتك بين يديها شئت ام أبيت لا اقول لك انها محقة و لكن الذي في الداخل اخاها بعد كل شيء مثلما تريد قتله بسبب اختك هي ايضا ستحاول ان تنتقم من اجل اخاها كما ان الامر لن يعجب لينا في كل الاحوال ... لينا تحبه لذلك لا تحرق قلب اختك عليه فقط لا تتهور رجاءا
ابتلعت ريقها تنظر لزوجها اللعين يغمض عينيه بغضب انفاسه كانت تعلو و تهبط بعنف قبل ان يرمقها بنظرة جانبية مميتة مردفا كلامه بنبرة متقززة : غيري رأيك لاحقا و سأقطعك لألف قطعة هذه المرة ... ستقدمين لي المعلومات هل فهمتي ... بدون تفكير حتى أومأت رأسها تمسح دموعها ليتنهد قبل ان يتوجه ناحية المكان الذي يحبسون فيه لينا و حرفيا لم تفهم من اين خرج ذلك العدد الهائل من الرجال خلف الاشجار يلحقونه هو و رفاقه ... كان منظرهم يشبه سربا من الغربان السوداء .. الجميع ببدلات سوداء كسواد حظها اجسادهم و كأنها خلقت لمثل هذه الاعمال ... نظرت لراست الذي تكلم بنبرة آمرة لا تفهم حقا ما بال هؤلاء الرجال مع السيطرة
راست بهدوء : اقتربي هنا لا تبتعدي عن محيطي
إقتربت منه حتى اصبحت فوق ظله لتتكلم : لا تمتلك جنون العظمة ايضا اليس كذلك .. اقصد لا بأس بالدعس فوق ظلك ... اجابها يستنشق نفسا من سيجارته بسخرية : لا بأس معي إدعسي عليه كما تريدين لأني دعست فوقه قبلك ... لم يكن حقا وقت ذلك الحديث مع ذلك وجدت نفسها تسأل منشغلة عن قلبها الذي سيتوقف عن النبض .. راسيل بنبرة متوترة : و لماذا دعست عليه
راست بهدوء : لأنه كالصديق الخائن يمشي ورائي حين اكون في الشمس و يختفي عندما اكون في الظلام
راسيل بهدوء : لديكم فلسفات ميتافيزيقية فضيعة لست مهتمة بتعلمها
راست : إذا لا تسألي مرة اخرى
نظرت لبروده الفضيع يشبه نوعا ما زوجها الا ان هذا كان كالثلج تماما و مستفز نوعا ما لا يبدوا عليه انه من النوع الذي سيسكت و يسمح لها بقول ما تريده مثل فلامينغوا لذلك سكتت هي احسن آخر ما تريده فيلسوف يقول حكم و مواعض ما وراء الطبيعة لتجد نفسها مجددا تدخل في ذلك الرهاب الفضيع تدعوا داخلها ان ينتهي كل هذا بدون أية خسائر
في الداخل ضرب ليام الباب الحديدي بقوة جعلت عظام قدمه تتحطم ... كان يتألم بشدة مرت ثلاث ساعات عليه محبوس هنا يضرب الباب و يصرخ حتى كاد يفقد صوته ... فقط اراد ان يحصل على هاتفه ليتصل بوالده لابد انه لا يعلم بما حدث و الا تحرك .. المشكلة الحقيقية ان الاوغاد اخبروا القاعدة و لابد ان الآخرين اخفوا الامر تماما عن والده و اخوته .... ابتلع ريقه يلتفت للينا المرمية ارضا تمسك بطنها بضعف لم يعهده فيها من قبل كانت تتألم بشدة رغم محاولة إخفائها ذلك ... لم تكلمه منذ تم حبسه معها في زنزانة واحدة حتى حين سألها عما تشعر به لم ترغب في التحدث ... شيء داخله كان يتحطم ببطء .. مشاعره اللعينة تضاربت كأنها مجنون في فصل الصيف ... مهما حاول ان يوقف ذلك الشعور القوي بتأنيب الضمير لم يستطع ... في الحقيقة كان سيعذبها بنفسه و يضربها لكن ليس هكذا .. مهما تخيل نفسه يفرغ فيها غضبه لم ينوي على تمزيق جسدها بهذه الطريقة ... اقترب منها ليجلس على ركبتيه امامها يضع يده على جبينها المتعرق كانت تشتعل من شدة الحرارة و تحاول كتم انين المها ممزقة قلبه بذلك
ابعد خصلات شعرها عن جبينها ليسأل مجددا على أمل ان تتجاوب هذه المرة : لينا ارجوك قولي شيء
لا شيء مهما انتظر اجابتها لم يسمع شيء لذلك سحبها من ذراعها مقربا جسدها من جسده محتضنا اياها ليوقف ارتجافها المخيف كأنها تنام في قطب ثلجي ... قرب رأسها من صدره دقات قلبه كادت تخرج من قفصه بينما يمسح على شعرها بحنان هامسا بنبرة مليئة بالقهر : لم اقصد صدقيني .. اردت فقط ان استبدلك بأختي حياتها بخطر ما دامت مع اخاك .. اردت معاقبتك على ضربي و اهانتي و لكن لم انوي ابدا جعلك بهذه الحالة انت تصدقينني اليس كذلك
نظر لها في آخر كلامه يسمع ذلك الانين القوي منها و يبدوا ان الامر كان اقوى من ان تتحمله لذلك صرخت تمسك بطنها بقوة دموعها تساقطت هامسة له بنبرة خائفة : إنه يموت ... ضغط على اسنانه عيناه إمتلأت بالدموع يشعر بدماءها تبلل بنطاله ليدفن وجهها في صدره بقوة اكبر : لن يموت .. سيعيش صدقيني .. تكلمت مجددا بنبرة باكية ترتجف بخوف : سيموت .. انا اشعر به يموت ... لم يجد ما يقوله بعد ذلك كان يموت حرفيا ... كل قطرة دم كانت تنزل منها كانت تأخذ صغيره .. كان اول صغير له في حياته .. لم يجعل انثى تحمل منه قبلها و اساسا لم يخطط للإنجاب منها حدث الامر بدون خطة مسبقة مع ذلك اراده ... اقسم انه لو حدثت معجزة و عاش صغيره سيأخذها و يبتعد تماما .. فاليمت من يمت لن يهتم لشيء فقط سيتزوجها و يبتعد للأبد ... كان حقا يفكر في ذلك حين فتح باب الزنزانة ليدخل احد الرجال ملامح وجهه متجهمة و خلفه كان ستة رجال آخرين يوجهون أسلحتهم لإتجاه آخر يحمون المكان هناك ... لم يفهم شيء قبل أن يتكلم الرجل في الداخل : هيا دعنا نهرب بسرعة تم إقتحام المكان
انهى كلامه يمد يده ليسحب لينا الا ان ليام تكلم محتضنا اياها بقوة لصدره : ابعد يدك اللعينة عنها ثم من اقتحم المكان ؟
اجابه الآخر : اخاها و رفاقه
هذا فقط جعلها ترفع رأسها ناظرة له برعب قبل ان تتكلم ببحة قوية مصحوبة بأنين ألم : اخي .. اريد اخي .. انفجرت بالبكاء تمسك ياقة قميصه بقوة : اريد اخي ارجوك .. ابتلع ريقه ينظر لذلك الرجل : الى اين سنذهب .. اجابه : سنهرب مؤقتا حتى نجد مكان آخر لا أفهم كيف عثر على المكان رغم اننا حددنا معه مكان آخر و اتفقنا ان يتم التسليم في صباح الغد ..
نظر ليام للينا التي اعادت نظرها للأرض بتوتر تضغط على اصابعها تحاول اخفاء خاتم كانت ترتديه .. ليوميء بتفهم اذا يضع لها جهاز تتبع في خاتمها ... لاحظ انها لم تكن مثل كل النساء و ليست من ذلك النوع المعجب بالحلي و الجواهر في الحقيقة و لكنها لا تزيل هذا الخاتم من إصبعها أبدا حتى جيف يمتلك واحدا مثله ... لعين يضع حسبان لكل شيء .. اعاد نظره لذلك الرجل مجيبا اياه : لماذا تسألني ما أدراني أنا .. على كل هيا دعنا نتحرك و لكن سنأخذها للمشفى هل اتفقنا
تكلم الآخر بسرعة : حسنا سيد ليام سنحضر لها طبيبة نسائية فقط دعنا نذهب بسرعة معه جاليلو سيحدد موقعنا في اي لحظة
وقف ليام يسحبها معه واضعا ذراعها حول عنقه متجاهلا توسلاتها كي يتركها تذهب لأخاها فقط تكلم يضغط على خصرها بقوة : حسنا هات سلاح احتاج واحدا كي احمي نفسي ... اومأ الآخر مقدما له واحدا مليء بالرصاص ليخرجوا من المكان ... تكلم مجددا ينظر للرجال حوله : هؤلاء الرجال شبهة .. دعهم هنا ليقاتلوا فلامينغوا على الاقل سيلهونه عشرة دقائق و تعال انت معي فقط
نظر الرجل لرفاقه موجها كلامه بنبرة آمرة ان يحموا ظهورهم بينما توجه برفقة ليام ناحية البوابة الخلفية يريد الخروج الا انه توقف على صوت الآخر : اين ركنت السيارة ؟ ... اجابه : على بعد عشرون متر من هنا خلف شجرة صنوبر ... همههم ليام ليسأل مرة اخرى : هل يوجد رجال كثر في الخارج ينتظروننا ؟ ... اومأ له يكاد يخبره بعدد الرجال في الخارج الا انهم التفتوا خلفهم على صوت تشابك اطلاق النار دليل على وصول فلامينغوا ليلعن بأعلى صوته مسرعا في خطواته : هيا بسرعة سيد ليام .. تحرك بسرعة ناحية البوابة الخلفية يريد فتح الباب و لكنه تجمد مكانه يشعر برصاصة اخترقت قلبه من الخلف .. الدماء سالت من فمه بينما إلتفت بكل الطاقة المتبقية في جسده ينظر لليام الذي كان يوجه السلاح في وجهه هامسا له ببرود : رد الدين عاهرة صديقي .. خنتني خنتك .. هيا ربما سنلتقي في الجحيم غدا .. انهى كلامه يطلق رصاصة في منتصف جمجمته ليسند لينا على الحائط بجانبه ثم توجه ناحيته يسحب منه مفاتيح السيارة و عاد مجددا لها ليكمل المشي ناحية الباب ... تكلمت بألم : اريد اخي ... هز رأسه ينظر للبوابة الخلفية : لا سنهرب .. سأنقذ صغيرنا و اتزوجك ثم سنعيش حياتنا .. ستسامحينني اعلم انك تحبينني فقط اعطني فرصة
لم يحصل على اجابة منها فقط كانت تمشي بصمت تام حتى وصلا امام الباب ليفتحه هامسا لها : ابقي هنا لينا لا تتحركي سأرى هل هناك احد في الارجاء او لا هل اتفقنا .... مجددا لم تجبه و لم ينتظر كثيرا الوقت كان يداهمه خاصة و هو يسمع صدى آخر طلقة خلفهم دليل على موت كل رجال المنظمة الذي تم ارسالهم ... الصمت كل ما ساد في المكان بينما مرر عيناه الخضراء على كل مكان و لكنه لم يجد اي رجل ... ألم يقل الآخر ان هناك رجال هنا اذا اين هم ... خرج يبحث جيدا و حين تأكد من عدم وجود أحد إلتفت لها ينظر لحالتها الفضيعة كانت تستند على حافة الباب وجهها مليء بالدماء و كل ما رآه كان انكسارها و دموع سالت من عينيها بدون توقف .... ابتسم في وجهها يمد لها يده : هيا لينا دعينا ننقذ صغيرنا
ابتسمت بقهر تعلم انه لم يعد هناك صغير في احشائها ... لذلك تكلمت تمد له يدها التي كانت تمسك بها صورة الاشعة الخاصة بصغيرهم مقدمة اياها له : هذا آخر ما تبقى منه .. لم استطع حمايته
هز رأسه يسحب الصورة من يدها واضعا اياها في جيبه : لا بل سننقذه هيا اسرعي دعينا نرحل و سحبها من يدها و لكنه توقف يشعر بعدم حركتها ليلتفت لها مجددا ينظر بإستغراب : هيا لينا .. هزت رأسها بإعتراض : غادر قبل ان يأتي أخي ليام لن آتي معك .. فقط إنسى كل شيء
اغمض عيناه غير مهتم بكلامها يسحبها مجددا و لكنها استنزفت آخر ذرة طاقة في جسدها دافعة اياه بعيدا عنها بقوة لتدخل مجددا بسرعة تغلق الباب فاصلة بينهما ... ضرب الباب يصرخ بأعلى صوته : ارجوك افتحي لينا .. أعدك ان صغيرنا سيعيش ارجوك تعالي معي ... اجابته من خلف الباب تسند جبينها عليه : فقط غادر ارجوك لن آتي معك ليام ... لقد متت بداخلي لن أستطيع إحيائك مجددا ... لن اسامحك و في نفس الوقت لا اريد الانتقام .. فقط اذهب و عش سعيدا .. تزوج من أنثى حقيقية كما تريد و انجب اطفال منها انا لا انفع لك يكفيني ما عشته معك
اسند جبينه من الناحية الاخرى يبكي مسيطرا على نبرة صوته : لا تفعلي بي ذلك لينا ارجوك ... لا اريد غيرك انت و صغيري فقط تعالي معي ... انتظر ان تجيبه و لكنها لم تفعل لذلك ابتعد لاعنا حياته ينظر لصورة صغيرهم الذي قتله يضغط عليها بقوة بينما تحرك يبتعد عن المكان ليتوقف يشعر بسائل يساقط فوقه .. ما إن رفع رأسه فهم سبب عدم وجود أي أحد من رجالهم في الخارج و هو يرى سبعة رجال معلقين في سلك خشن مربوط بين شجرتين أجسادهم ممزقة بطريقة مقرفة ... علم من فعل بهم ذلك بمجرد ان سمع صوتا خلفه يتكلم : رجالكم اقوياء ذكروني بدراغون سنباي اللعنة يطيرون في السماء وحدهم ..
نظر لمانويل الذي كان يستند على الشجرة خلفه ليتكلم بنبرة هادئة : هيا اقتل لعنتي و انهي هذا
مانويل ينظر لسيجارته بسخرية : كان بودي صدقني و لكن حكمت المحكمة بالإفراج المشروط عليك
ليام رافعا حاجبه : و ما هي الشروط
هنا تغيرت
نبرة الآخر رافعا نظره له عيناه اشتعلت تماما بينما اقترب منه يسحق سيجارته داخل قبضته : لا تقترب من ابنة عمتي مرة اخرى و بخصوص اختك انساها لن تحصلوا عليها بدون بحر دماء و صدقني دمائكم ستكون اكثر من دمائنا و الآن استمتع بحياتك الثانية ليس الجميع محظوظا مثلك
رمى سيجرته من قبضته ليبتعد عنه تاركا اياه ينظر لصورة صغيرهم متذكرا لينا ... يبتعد أليس كذلك ... إبتسم بسخط مومئا رأسه بتفهم حسنا سنرى بخصوص ذلك لاحقا .. أما الآن سيحطم المكان فوق رؤوس الأوغاد بهذا في عقله انزل جثة أحد الرجال ساحبا منه هاتفه ليتصل بإخوته و والده ...
نظرت لينا لحذاء آخاها لترفع رأسها بعد ذلك تنظر لشاريين عنقه البارزة كأنه وحش سيتحول .. لم تستطع حتى النظر لملامح وجهه في تلك اللحظة فقط أغمضت عينيها بخجل من نفسها و منظرها الضعيف أمامه .. فقط تمنت أن تختفي على أن يراها بتلك الحالة المهزومة .. اخته التي كان يفتخر بها مرمية امامه الآن ككل شخص ضعيف بسبب قلبها الساقط ... لم تمتلك الشجاعة للنظر لعينيه و رؤية نظراته فقط كانت تتهرب لتشعر بيده تسحبها من خصرها و الاخرى من ساقيها رافعا اياها من الارض .. هنا فقط نظرت له بعيون دامعة لترى العديد من المشاعر داخل يعينه .. غضب من نفسه .. قهر على حالتها و تحطم شيء داخله .. اجل كان يموت مع ذلك مشى بها يخرج من المكان بصمت تام ... ارادت ان يقول اي شيء .. ان يشتمها و يخبرها انها غبية مشت خلف مشاعرها .. انه ليس فخور بها بعد الآن و انها لا تستحق المكانة التي قدمها لها ارادت حقا ان يقول ذلك لأنها تستحق كل حرف منه و لكنه لم يتكلم لذلك تكلمت هي دافنة وجهها في عنقه : انا آسفة أخي ... اعلم اني خيبت ظنك انا غبية .. شهقت بنبرة باكية : سامحني ارجوك سأعود كما كنت .. سأصلح كل ما افسدته بداخلي .. سأكون كما تريدني .. انت تريدني رجل سأكون كذلك
توقف بها ينظر لجاليلو و هذا جعل الآخر يبتعد عنهم ساحبا هاتفه ليخبر راست انهم انقذوا لينا و يطمئن على راسيل ..بينما. نظرت لينا لاخاها الذي تكلم بهدوء : لن تشاركي في الأعمال مجددا لينا ... ستعيشين حياتك ككل فتاة عادية .. إنتهى وقت المخاطرة بحياتك جيڤ سيتولى الأعمال الآن لذلك س.... قاطعته تضع يدها على فمه عيناها انفجرت بالدموع : لا تفعل بي ذلك اخي ارجوك .. أتوسلك لا تعاقبني هكذا .. انظر افعل بي ما تشاء اجعلني كلب حراسة اذا اردت و لكن لا تعاملني و كأني ضعيفة .. لقد تبعت قلبي مرة و تعلمت درسي معك حق لا مكان للحب في عالمنا لن أقع في نفس الفخ مرتين .. سأقتل قلبي بيدي
انزلها ارضا هازا رأسه بتعب ممسكا وجهها : هذا ليس عقاب لينا ... انت لم تخطئي في شيء الذنب ذنبي ..كنت اعلم ان ليام عميل في المنظمة منذ اليوم الذي اتصلتِ بي في السجن و اخبرتني انك تريدين الزواج منه ... انا من خاطرت بحياتك لذلك لا تلومي نفسك ابدا انا هو الآسف
لم تكن اول مرة يتأسف فيها منها ... مع ذلك لم تشعر بالألم كهذه المرة من قبل .. النظرة التي رأتها في عينيه كانت تقتلها .. بإختصار رأت انه يريد تفجير جمجمته ليوقف تأنيب ضميره في الحقيقة هو من كان سيموت كل ثانية ينظر فيها لها .. الندم كان يقتله لذلك امسكت خده بيديها تهز رأسها بقوة شفاهها ارتجفت تبكي من اعماق قلبها : حتى لو متت بسببك لن اهتم ... حياتي فداء لك أخي لا تلم نفسك ابدا ... لن أسألك عن سبب سكوتك رغم علمك حقيقة ليام لأني واثقة انك كنت تخطط لشيء ... ارجوك اخي لا تنظر لي هكذا هذا مؤلم حقا
انهت كلامها تحتضنه بقوة دافنة وجهها في صدره تشعر بيداه تحاوط ظهرها من الخلف يسندها عليه ... كانت حزينة حقا تشعر بالعجز و الضياع مع ذلك كان صدره هو المكان الوحيد الذي يوقف كل شيء .. نظرت ناحية المرر الذي كانت تقف راسيل في نهايته عيناها مليئة بالدموع بينما ترتجف و هي تحدق بالدماء في الارض ... كانت محرجة منها .. رأت انها ستموت الآن من شدة خجلها لا تقوى حتى على الاقتراب و كأنها تخاف ان تنفر او تكون قد كرهتها لذلك مدت لها يدها تبتسم في وجهها جاعلة الاخرى تنفجر بالبكاء راكضة ناحيتها و لكنها لم تقوى على اكثر من ذلك ليغمى عليها يبدوا انها وصلت لنهايتها لهذا اليوم
صرخت راسيل تمسك يد لينا التي فقدت الوعي بينما وضعها فلامينغوا على الارض يتحسس حرارتها و يحاول ايجاد مكان جرحها ليوقف النزيف لذلك تكلمت هي بنبرة باكية : النزيف من الاسفل .. لاحظت نظراتها المستغربة لها قبل ان ينظر لأسفل اخته بعدم فهم حتى وضحت اكثر شفاهها ارتجفت و هي تقول ذلك : لينا حامل ... لعن بأعلى صوته يعيد حملها بين يديه يخرج بها مسرعا بينما تبعته تركض بسرعة تدعوا داخلها ان يكون الصغير بخير ... لن تستطيع النظر في وجهها اذا حدث شيء لجنينها .. حتى لو لم تقصد ذلك و لكنها ساهمت بطريقة ما فيما حدث لها ... كل شيء حدث بسرعة و عقلها حرفيا اصبح لا يستوعب سرعة الأحداث حولها و كأن الزمن يسرق منها ايام حياتها بلهفة ... مهما ركضت خلف السعادة المشتركة مع من تحب كانت تخسر كل يوم واحدا منهم ... احست بألم رهيب في بطنها لتتوقف ممسكة اياها قبل ان تستفرغ كل شيء أكلته اليوم موسخة ملابسها و ملابس راست امامها ... هذا جعل زوجها يتوقف ملتفتا لها بإستغراب قبل ان يقدم لينا لأحد الرجال التابعين له و عاد لها يرفع رأسها مادا يده ليمسح الوسخ من جانب فمها ... ابعدت وجهها بسرعة عنه تمسح فمها بظهر يدها : لا تلمس
قالتها تبتعد عنه تماما لتمسح ملابسها معطية اياه ظهرها ... اقترب منه راست هامسا امام اذنه : مبروك ... نظر له بإستغراب ليتكلم مانويل بجانبه الآخر : تنفخ زوجتك و لا تخبرنا إبن العمة .. لو فعلها كاسياس كنت سأقول انه يخاف من الحسد .. ذلك اللعين إذا عطس سيقول اننا ننم في ظهره و لكن انت لم اتوقع ذلك منك ابدا
أومأ جاليلو ينظر لراسيل خلفه قبل ان يعيد وجهه ناحية فلامينغوا الذي كان ينظر لهم ببرود تام : في أي شهر ؟
لم يفهم احد منهم مالذي حدث له ... كان واقفا في مكانه و في ثانية توجه ناحيتها ساحبا اياها من ذراعها بقوة يخرج بها من المكان .... نظر جاليلو لهم رافعا حاجبه بإستغراب : ماذا أليست حامل ؟؟ حسبت انها حامل حين تقيأت ... اجابه راست : انا ايضا مثلك .. ربما لم تتحمل المناظر هنا .. على كل لا يهم حامل او لا انتهى عملنا هنا هيا الى اللقاء
مانويل : لحظة اليوم عيد ميلادك ..... لم تخبرنا كم اصبح عمرك راست
اجابه الآخر : 39 سنة و 11 شهرا و 3 اسابيع و 7 ايام ... هذا فقط ليغادر تاركا الآخر خلفه يصرخ مخبرا اياه انه دخل مرحلة الكهولة
**
نظرت راسيل لفلامينغوا الذي كان واقفا امام الغرفة التي ادخلوا لها لينا في المشفى القريب من مكان احتجازها ... كان هادئا جدا و لم يتفوه بحرف واحد حتى فقط وقف ينتظر ان يخرج الطبيب .. هكذا حالته منذ ساعة كاملة ... نظرت للنافذة في الممر لتلاحظ شروق الشمس لذلك صلت داخلها تطلب من خالقها ان يساعد لينا المسكينة ... توقفت كل الاصوات داخلها و هي تسمع ما قاله بجانبها بهدوء تام و كأن ما قاله شيء طبيعي : هل أنت حامل
ابتلعت ريقها تنظر له بكل برود و كأنها لا تموت الآن : لا أفهم كيف حامل .... هذا هو الحل الوحيد الذي وجدته في تلك اللحظة ان تدعي عدم الفهم لأن سؤاله حول الموضوع يعني انه لازال ليس متاكدا و زادها يقين تكلمه مرة أخرى ساحبا نفسا من سيجارته و كأنه ليس في مشفى : ستفهمين حين ننتهي من لينا ... إبتلعت ريقها تعيد نظرها للأمام حيث باب غرفة العمليات قلبها كان في سباق ماراثون صدرها حرفيا تزلزل كمضمار يركض فوقه مليون شخص حتى انفاسها اللعينة خانتها كل ما كانت تفكر فيه ماذا ستفعل الآن ... كيف ستهرب من كل هذا .. يبدوا ان استفراغها مرتين جعل الشكوك تدخل جمجمته اللعينة ... احست بالإرتباك حقا من ذلك الصمت لتتكلم قاطعتا إياه : ألن تتكلم ... نظر لها بطرف عينه ببرود : اتكلم حول ماذا ؟
راسيل : تسألني إذا كنت حاملا او لا ثم تغلق الموضوع كأنه شيء عادي و انا اجلس هنا أقلب كلامك اللعين في جمجمتي ... هل ترى ان هذا امر طبيعي ... احتاج الى توضيح ماذا يوجد داخل هذه ... و مدت إصبعها تريد ضرب جمجمته الا انه ابعد رأسه عنها ملتفتا لها بكامل جسده : تريدين شرح ؟ حسنا لك هذا .. انا شك انك حامل و الآن ستخرسين تماما و دعينا ننتظر خروج الطبيب ليطمئننا عن حالة لينا و الجنين ثم سأتأكد من موضوعك بنفسي
لعنت داخلها مستعملة كل مهاراتها التمثيلية لتجيبه بسخرية : لست كذلك .. رفع حاجبه لتكمل كلامها تلتفت له بدورها : لو كنت حامل كنت سأعرف ذلك .. الأم تشعر بصغيرها لو كنت حامل كنت شعرت بذلك أيضا .. انا متاكدة بأني لست حامل لا أعلم مالذي يجعك تشك بذلك اساسا ... اجابها بكل هدوء و كأنه يتحدث عن معادلة رياضية : إستفرغتي مرتين و آخر مرة نزلت لك الدورة قبل اربعة اشهر ... مرضك لم يجعلني افكر بأنك حامل من قبل و لكن الآن اصبح لدي شكوك خاصة بعد ما قلتيه ذلك اليوم .. ألم تسألي ماذاا لو وضعتني امام الامر الواقع و حملتي مني ؟ حسنا انا فقط سأتأكد من شكوكي و اتمنى حقا ان لا تكوني حامل كي لا تتشابك الامور ببعضها اكثر ..... ابتسمت بسخرية تعيد ظهرها للخلف تدعي كما لو انها لا تهتم بكلامه : سؤال فقط زوجي كيف لفلامينغوا العظيم ان لا يكتشف ان زوجته حامل من نظرة ... اصبحت اشك ان عيناك اشعة فوق صوتية ...... احست بظرات عينيه تكاد تخترقها يبدوا انه لم يحب الطريقة التي تكلمت بها معه مع ذلك لم تهتم فقط نظرت للباب متهربة من عيناه حتى اومأ راسه معيدا ظهره للخلف بدوره مجيبا على كلامها الساخر : انا لست الرب كي اعلم ما يوجد في عقلك ... انا ابحث كثيرا حتى احصل على القناعة و لكن حين اثق بشخص اصبح كالأعمى نوعا ما ..... هذا جعلها تنظر له بعيون متسعة عيناها امتلأت بالدموع : ماذا تقصد بهذا الكلام ؟ همست بنبرة شبه باكية ليجيبها في نفس اللحظة : اقصد انك من الاشخاص القلة من وثقت بهم في حياتي .. ربما لأنك تشبيهينني في شيء ما لا أعلم و لكن انا حقا اشعر هكذا ... طوال الطريق هنا شيء يخبرني ان راسيل خاصتي لا يمكن ان تفعل بي ذلك ... من المستحيل ان تكون حامل ان تنجب طفلا و تضرب حياته عرض الحائط .. ضحكت في داخلي .. و ابتسم بسخرية حقا ضحكت راسيل لأني اعرفك جيدا انت لا تفعلين شيئا مثل هذا بي ... حتى لو دخلنا الآن الى الطبيبة و اخبرتني انك حامل حقا لن اصدق ذلك الصوت بداخلي يخبرني انك كنت تعلمين و اردت التلاعب بي .... نظر لها بطرف عينه مسندا رأسه مع الجدار خلفه ليمزق قلبها بآخر ما قاله : انا فقط اثق بك لأني اعلم انك اكثر إمرأة احبتني في العالم رغم اني لم أحبها
بسرعة البرق مسحت تلك الدمعة التي نزلت من عينيها تبعد نظراتها من عليه : لا احبك و انت رومانسي
سكت اجل سكت بعد ذلك يبعد نظراته من عليها بينما بقيت هي على وضعيتها تسيطر على ارتجاف ساقيها بكل ما أوتت من قوة شيء داخلها كان يحترق ... لا لم يكن شيئا .. بل كان قلبها اللعين ... قلبها الغبي تأثر بجملة غبية قالها لها .. انا اثق بك .. تبا له ليس عليه ان يثق ليس عليه ان يقول مثل هذا الكلام الآن لأنها حتى لو كانت اكثر انثى احبته في الكون الا انها تحب صغيرها منه اكثر او ربما تحب ان يكون لها طفل منه حرفيا اصبحت لا تعلم ما يحدث داخلها كل ما تعرفه انها تريد شيئان فقط من هذه الحياة هو و طفلهما ... تريد حياة قصيرة كانت او طويلة لا يهم المهم ان تكون سعيدة معه و لكن يبدوا ان جزء السعادة المتبقي الآن ستأخذه منها الحياة مجددا .... لا هو و لا طفلهما ... حسنا وجب عليها ان تطرح آخر سؤال و هو مصير الجنين اذا علم انها حامل لذلك التفتت له تريد ان تقول ذك و لكن فتح باب غرفة العمليات قاطعها ليخرج الطبيب يزيل قفازاته متجها ناحيتهما .... بهدوء وقف زوجها من مكانه ينظر للآخر يتكلم : الآنسة لينا بحالة مستقرة الآن سيدي و لكن للأسف خسرنا الجنين ..... اغمضت عينيها بعد ما سمعته تغطي فمها بيدها قلبها كاد ينفجر .. اصوات ليعنة كانت تصرخ داخلها البعض منها كان يسبها و يشتمها لأنها ارسلتها الى ذلك المكان و اصوات اخرى كانت ترتجف من فكرة ان تكرهها لينا الآن ... بكت حقا و كأنها خسرت صغيرها هي ... احترقت من الداخل و لم تشعر حتى بيده التي سحبتها من ذراعها متجها بها الى الداخل عند اخته .. توقفت على بعد صغير من باب الغرفة تضع يديها على صدره بتوسل عيناها اختفت خلف دموعها : لا استطيع ارجوك ادخل وحدك انا لا استطيع الدخول معك لقد كرهتني .. لابد انها تلومني على ما حدث معها
تنهد يبعد غرتها التي التصقت بجبينها من شدة تعرق وجهها و كانت هذه عادة فيه حقا لا طالما كان يفعل ذلك حين يتصبغ وجهها باللون الاحمر ... تكلم بهدوء مقربا وجهه من وجهها : لست مذنبة و اذا كرهتك يعني ان صداقتكم لم تكن بتلك الاهمية ... هيا دعينا ندخل .... نظرت بخوف تتذكر ما قالته لها لينا من قبل بأنها ستحبها حتى لو خسرت اخاها بسببها .. اجل قالت هذا لذلك تمسكت بذلك الامل الصغير تدخل خلفه تحاول ان تخفي جسدها خلف جسده الضخم تلقي نظرة على لينا التي كانت مستلقية على سرير المشفى جسدها موصول بأنابيب المحاليل بينما كانت مغمضة العينين وجهها مليء بالكدمات تضع يدها على بطنها يبدوا انها سمعت بخبر موت الصغير ...... فتحت عينيها بمجرد ان سمعت صوت الاقدام لتنظر لهما بعيون دامعة و ما إن لاحظت اخاها مسحتها بسرعة تبتسم في وجهه : مرحبا أخي .... نظرت لفلامينغوا الذي حدق بها في صمت تام قبل ان يمسح على شعرها بحنان : داليدا و جيف سيأتيان الآن لا يعلمان بأنك كنت حامل لذلك لا تخبري احدا منهما هل اتفقنا ... أومأت كأنها رجل آلي تتلقى الأوامر ليخرج هو كأنه لم يكن سيموت الآن في الخارج يريد الإطمئنان على حالها ... حقا كان باردا بشدة رغم ان داخله يوجد مشاعر كبيرة و لكن هذا هو الرجل الذي تزوجته لا يجيد شيئا بقدر إخفاء مشاعره .... احست بنظرات لينا عليها مع ذلك لم تنظر فقط اكتفت تحدق بالارض من شدة خجلها حتى سمعت الاخرى تتكلم اخيرا : إقتربي راسيل
رفعت نظرها لها لتجدها تبتسم في وجهها بعيون دامعة جعلت قلبها يتمزق و بدون حرف واحد ركضت ناحيتها تجلس على ركبتيها ارضا تمسك يدها بقوة تقبلها لها مبللة اياها بدموعها تردد كل ما كان محبوسا داخل قلبها : انا آسفة لينا .. انا اسفة و قبلت يدها مرة اخرى تقبض عليها بقوة رغم محاولة لينا لسحب يدها : انا حقا آسفة لم أكن أعلم بذلك اقسم لك انه خدعني اخبرني انه سيصارحك بحبه فيكتينا تعلم بذلك إسأليها انا لم ارغب بذلك ... احست بيد لينا الحرة تمسح على شعرها بينما تحاول سحب يدها الاخرى : لا تبكي راسيل اعلم ان ذلك لم يكن ذنبك .. انت مثلي ايضا قام بإستغلالك لا تعتذري على شيء لست مذنبة فيه ؟؟؟ رفعت نظرها لها بعيون دامعة : ألا تكرهينني ... ابتسمت الاخرى بقهر تسحبها ناحيتها رافعة اياها من الارض : انا لا اكرهك راسيل .. لو كرهتك هذا يعني اني لم احبك بصدق ... لو كان جيف او عمتي مكانك كنت سأسامحهم بدون ان افكر حتى و انت مثلهم لا تلومي نفسك و لا تسمحي لشيء ان يؤثر على صحتك سيتأذى الصغير هكذا .... سكتت بعد ذلك عيناها تمتلأ بالدموع قبل ان تكمل ممزقة قلبها بتلك النبرة : انا آسفة لأني لا استطيع مساعدتك في إخفاء الصغير راسيل ... كنت اريد ذلك حقا و لكن اعتقد اني فشلت في حماية صغيري ...
هزت رأسها بسرعة تمسح لها دموعها : إياك ان تلومي نفسك لينا انت ساعدتني كثيرا ... انت الاخت الوحيدة التي تساعد زوجة اخاها في إخفاء شيء كهذا عنه ... بعض النوايا تأخذ مرتبة الافعال لينا و نيتك بمساعدتي اعتبرها بمثابة مساعدة .... اساسا انتهى كل شيء .. سافيدش يشك في اني حامل و سيعرضني على الطبيبة الآن اعتقد انه سيجعلني اجهض الجنين .... فتحت الاخرى عينيها على مصرعهما لا تصدق ما سمعته لتهز رأسها تضع يدها على بطن راسيل : لا .. لن اسمح بذلك اساسا اخي لا يقتل احدا من دمه انا متأكدة ... سيتركه حيا لا تخافي ... اومأت راسيل بقهر تبتسم بسخرية : اعلم انه لن يقتله اخبرني مسبقا ما سيفعله في حالة حملت منه ... سيجعلني انجب الصغير و في تلك الاثناء سيتزوج إمرأة اخرى و يقدمه لها .... نهايتي في كل الاحوال ليست سعيدة لينا ... سيحرمني من طفلي
لينا بنبرة باكية : سأتحدث معه .. ربما لا يبدوا عليه ذلك و لكن اخي يحبني كثيرا .. سأبكي و أتوسله ان يسمح لك بتربية صغيرك و سأجعل جيف يفعل ذلك .. عمتي ايضا .. اجل و ابتلعت ربقها بتوتر جهاز النبضات اصبح يصدر اصوات مضطربة دليل على شدة انفعالها : اجل راسيل سيتأثر لن يحرمك منه أنا خسرت طفلي لن اسمح له ان يحرمك من طفلك .. لن اسمح لأخي ان يتحول لمسخ مثل ليام ... اجل لن يحرمك طفلك ... إصفر وجه راسيل تنظر للجهاز لتمسك وج الاخرى بقوة تحاول تهدأتها : اهدأي لينا سنجد حل .. لا تقلقي ارجوك سأجد حلا ما فقط نامي الآن و ارتاحي .... لا شيء نفع .. مهما حاولت ان تهدأها لم تستطع لذلك نادت على الطبيب لياتي مع الممرضات و من حسن الحظ نامت بعد إبرة مهديء لتخرج هي من الغرفة تمسح دموعها التي لم تشأ ان تتوقف .. بللت اكمام قميصها حرفيا و لم ينفع شيء بتجفيف تلك العيون التي لم ترى السعادة ... ما إن خرجت للممر رأته واقفا يتحدث مع طبيبة كانت ترتدي ملابس عادية لا يبدوا انها من نفس المشفى ... كانت تحمل حقيبة في يدها و تنظر له بهدوء قبل ان يلتفت هو ناحيتها لتبتلع ريقها و هي ترى نظرات عينيه ... اجل يبدوا انها الطبيبة التي ستكشف عليها ...
ابتلعت ريقها تقترب منه لتسمع ما قاله موجها كلامه للطبيبة : اسبقينا للداخل ... فعلت الاخرى ذلك ليعيد نظره لها : هذه الطبيبة ليست من المشفى امرت بإرسالها كي تكشف عليك و في حالة كنت حامل لن يعلم احد لأنها طبيبة تابعة لنا اي انها ذات آمانة في حفظ الاسرار ستشرف على حالتك في حالة كانت النتيجة ايجابية ... اومأت رأسها تبتسم بسخرية : تقصد انه لو كنت حاملا حقا ستجعلني احمل صغيري لتسعة اشهر ثم ستقدمه لغيري أليس كذلك .... تنهد قبل ان يجيبها : أليست رؤية صغيرك بخير مع إمرأة اخرى افضل من دفن جثته تحت الارض ؟ ... هيا لا داعي لإعادة الكلام مرة اخرى دعينا ندخل للداخل و ننهي هذا اليوم اللعين
أومأت بصمت حسرة كبيرة ملأت صدرها تمشي خلفه داعسة مع كل خطوة على جزء من سعادتها و احلامها ... كانت تموت حرفيا حتى الهواء لسبب غريب انقطع عن جسدها كل ما سمعته كان صوت صغيرها ينادي داخلها يتوسلها ان تساعده ان تحارب من اجله .. كانوا مجرد دقائق قليلة التي استلقت فيها على ذلك السرير الابيض كملابس الموتى بلا روح فقط تنظر لنفسها كم كانت ضعيفة لا تمتلك اي سيطرة على حياتها ... رأت في تلك اللحظات موقعها من الكرة الارضية ... كانت مجرد بؤرة احزان و تراكمات لسوء الحظ الممزوج بالتعاسة الابدية ... جزء منها تذكر والدتها ... راشيليا المرأة التي كانت تناديها سابقا بالقاسية باردة المشاعر وجدت نفسها تجلس مكانها و تجرب شعورها لأول مرة ... في اللحظة التي كانت تسمع فيها توسلات صغيرها داخلها تذكرت نفسها تتوسل والدتها بعينيها كل مرة تأتي لزيارتها بينما الاخرى تدعي عدم الرؤية و عدم اسمع ... اجل هي ايضا لم تستطع النجاح ... ربما والدتها كانت افضل منها على الاقل حافظت على حياتها ل25 سنة كاملة و صارحتها انها أمها ... على الاقل اعطتها يوم كل سنة ماذا عنها هي ... ماذا ستقدم لصغيرها .. لا شيء فقط ستراه سعيدا مع ام غيرها .... اجل هذه النهاية راسيل
هذا كانت تفكر فيها و دموعها تنزل من عينيها بينما تشعر بيده على بطنها موجها كلامه للطبيبة يخبرها ان ترى ماذا يوجد هناك .. كانت اول مرة يلمس فيها صغيره و يكون قريبا منه بهذه الطريقة ... هذه اليد ببساطة ستأخذه منها ... احست بسماعات الطبيبة تلامس جلدها بينما تحركها في كل اتجاه تسمع نبضات فلذة كبدها حتى انتهت بعد فترة تقف من مكانها تنزل السماعات رامية كلامها بكل هدوء : الآنسة ليست حامل سيدي ... لديها حمى على الاغلب
هذا جعلها تفتح عينيها على مصرعهما تنظر لها بصدمة ... كيف .. كيف ليست حامل .. ما معنى هذا الآن ؟؟ .. ألم تخبرها فيكتينا انها حامل .. هل كذبت عليها .. حسنا و ماذا عن الاغماء .. هل وضعت لها ادوية او ما شابه .. احترق عقلها بالتفكير لتتكلم عيناها إمتلأت بالدموع : هل انت متأكدة ؟ ... اومأت الطبيبة بكل ثقة : نعم سيدتي انت لست حامل السماعات لا تصدر نبضات قلب الجنين يوجد فقط نبضات قلبك ..... لا شيء حرفيا .. لا شيء استطاعت قوله في تلك اللحظة لم تعلم تحديدا هل تفرح او تحزن .. ايهما اقسى على قلبها هل عدم حرمانها من طفلها او عدم وجوده اساسا ... فقط بكت كأنها طفلة صغيرة حرمت من لعبتها لتتكلم بنبرة مبحوحة من شدة حسرتها : اخرجوا اريد ان انام ... انهت كلامها تجمع جسدها المنهك مغمضة عينيها التي فاضت بالدموع تلعن اليوم الذي وثقت فيه بفيكتينا .. كيف تخدعها هكذا و لماذا كذبت ذلك اليوم .. على ماذا كانت تنوي من الاول ضاعت بين أسئلتها حتى اتاها صوته بجانبها : لماذا انت حزينة ؟ ... اجابته ببرود : لا أعتقد ان الاجابة تهمك ....
سافيدش : انا من يحدد ذلك
رفعت رأسها تنظر له خلفها توميء بتفهم فاقدة عقلها تماما : حسنا ... تريد اجابة حسنا خذها .. حزينة لأني لست حامل هل فهمت ... حزينة لأن الكلبة الموجودة بداخلي كانت تتمنى ان اكون حامل رغم كل شيءستفعله بي و بطفلي .. حزينة لاني لن اكون أم و الآن دعني و شأني ... دع الغبية التي لا تيأس من رسم احلام وردية ان تنام في سلام يكفي ما اعيشه على يديك فقط اخرج الم تحصل على الاجابة التي تريدها ؟ ... أليس هذا مرادك ؟ ألم تتخلص الآن من أسوأ كوابيسك و هو ان اكون حاملا منك ... حسنا سافيدش انا لست حامل هل ارتحت ... و انفجرت بالبكاء وجهها تصبغ باللون الاحمر : لست حامل فقط كن سعيدا ... انت محق السماء لا تحبني انا لا يوجد شخص يحبني حتى الرب حرمني من ذلك لأنه خاطيء ... و الآن ارجوك اتركني وحدي
لم ينطق بحرف واحد حتى .. فقط نظر لها بنظرات خالية من المشاعر لعدة لحظات فكه تصلب بشدة ثم وقف من مكانه ليخرج تاركا إياها تحتظر فوق ذلك السرير وحيدة تمسك بطنها بقوة تسأل مرة اخرى لماذا ؟؟؟ ... لم ترد شيئا غير هذا الصغير إذا لماذا حتى هو تركها .. حتى هو كره ان تكون امه ... بكت لأانها صدقت لمرة واحدة ان الحياة ابتسمت في وجهها ... اخبرتكم كان هذا الصغير بالنسبة لها حياة .. مستقبل و ثمرة حبها لرجل لا يعرف الحب ... انتهت تماما في تلك اللحظة تمسح دموعها بقهر .. انتهى .. ستقدم له المعلومات و تقتل نفسها .. يكفي هذا الألم حرفيا اصبحت اضعف من ان تتحمل كل ما يحدث معها ... بما انها لا تمتلك شيء لتعيش من اجله اذا ستضمن حياة الرجل الذي تحبه و تنهي هذه المعاناة ... اساسا لا يوجد شخص سيحزن عليها حين تموت ... لا يوجد شخص يحبها .. لينا جيف و داليدا سينسونها مع الايام .. والدها اساسا لا يحبها فقط يرد تحويلها لوحش ... اخاها عاش طوال حياته لا يعرفها لذلك لن تؤثر به كثيرا و في النهاية هو ... هو لن يزور حتى قبرها الذي ستدفن فيها حبها له ... لن يهتم لشيء ... هو اساسا يحب المعلومات التي تمتلكها لا يحبها هي .. يحب حياته الموجودة بين يديها فقط ..ز لن تكتب حتى رسالة وداع مثل والدتها لأنها لا تمتلك من سيقرأها من بعدها فوق قبرها بحرقة و دموع ساخنة .... اجل ستختفي كأنها لم تكن
توقفت عن التفكير بمجرد ان فتح الباب لتنظر ناحيته حيث دخلت فيكتينا بوجه مصفر ... نظرت لها بخيبة أمل قبل ان تتكلم معيدة رأسها على وسادتها : لن اقول لك شيئا فيكتينا لن ألومك حتى لأني الغبية التي صدقتك غادري لا اريد رؤية وجهك بعد اليوم ... حددت قراري سأقدم له المعلومات و انتحر و هكذا سيبقى لك .. اشبعي به ... ألم تخدعيني من أجله .. ألم تضعي خطتك التي لم أفهمها لحد الآن كي تحصلي عليه .. حسنا هو لك اتمنى لكما السعادة و الآن أخرجي
لم تسمع اجابة من الأخرى و هذا جعلها تلتفت بجسدها ناحيتها لتجدها تمسح دموعها مبعدة نظرها عنها : انا ايضا لن اقول شيء راسيل ... أعلم ان نظرتك لي لن تتغير مهما فعلت ... على كل لا تبكي انت حامل سافيدش اتصل بي قبل عدة ساعات طلب مني ان ارسل له طبيبة نسائية لأنه يشك بأنك حامل و انا توسلتها ان تخبره بأنك لست كذلك حتى اني
قدمت لها نصف ثروتي كي تفعل ذلك .... سيدي يثق بي كثيرا كما تعلمين لذك سيصدق و الآن نامي و لا تجهدي جسدك هذا سيضر بالجنين ... انهت كلامها تقف من الكرسي تريد الرحيل و لكن راسيل اوقفتها تسمك يدها بقوة عيناها إمتلأت بالدموع تنظر لها بصدمة : انت تسخرين مني أليس كذلك ... أنت تقولين هذا لتكملي خطتك ؟
ضغطت على اسنانها بقوة كي لا تنفجر في وجهها و تتسبب في انهيار عصبي لها قد يؤدي بموت الجنين قبل ان تسحب يدها بقوة : قلت الحقيقة صدقي او لا تصدقي هذا يعود لك فقط نامي الآن سنتحدث لاحقا
نظرت لها راسيل بحسرة كبيرة تعض شفتها بقوة كأنها تريد تمزيقها على ما قالته بينما رأت الدموع تتجمع في عيونها تحاول الخروج من الغرفة و لم تجد حقا كلمات كثيرة لتقولها لها .. لم تجد شيئا تصلح به ما كسرته داخلها لذلك انفجرت بالبكاء محتضنة اياها بقوة فمها لا يقوى حتى على الاعتذار .. فقط بكت بتلك الطريقة حتى اسحت بالاخرى تبعدها عنها تمسح دموعها : اوووف دراما دراما .. تبا لي انت ملكة الدراما حقا هيا فقط قولي انا آسفة فيكتينا و سأسامحك قلبي كبير بعد كل شيء و إبتسمت بسخرية لتمسح هي دموعها بسرعة رافعة اصبعها الاوسط في وجهها : لن اعتذر هذا خطأك كان عليك ان تخبريني مسبقا بأنه تمثيل
شهقت فيكتينا فاتحة فمها و عينيها بصدمة تضع يدها على صدرها : انظروا للجاحدة ماذا تقول .... كيف لي ان اخبرك و انت نسيت هاتفك في القصر ... و لو طلبت من سافيدش ان يمرر هاتفه لك كان سيشك ... انت تعلمين انا لم احصل على هذه الثقة منه عن عبث ... انا من الأقلية الذين حصلوا على ثقته بعد رفاقه و عائلته .. و انظري لي الآن اخاطر بهذه الثقة مع اني اعلم جيدا انه سيقتلني إذا علم ما أفعله .. كل هذا بسببك و تستكثرين حتى طلب المغفرة
نظرت راسيل في كل اتجاه تمرر لسانها داخل فمها تتهرب من الاخرى لأنها كانت على حق ... لاحظت حقا ان سافيدش يثق في فيكتينا ثقة عمياء و اكبر دليل على ذلك انه اخبرها بنفسه بموضوع الشريحة قبل عدة سنوات حسب ما فهمته منها ... كما انه يتركها معها طوال اليوم بدون ان يخشى ان تقوم بخيانته من شدة حبها له .. حتى يوم وجهت آراندا السلاح ناحيتها فيكتينا من قامت بالدفاع عنها بدون ان تهتم لحياتها في تلك اللحظة ... كملخص لكل هذا كانت فيكتينا هي بيت القصيد .. كسبها لمساعدة شخص مثلها هو من يجعل حياة صغيرها بآمان .... تنهدت تتذكر حياة صغيرها ... الآن بعد موت جنين لينا لا يوجد حل آخر ليخفوا به الطفل عنه سيكتشف ذلك عاجلا او آجلا ذلك تكلمت تجلس علة حافة السرير بحزن : كيف سنحمي الصغير الآن .. لينا خسرت صغيرها
هذا اعاد فيكتينا لأرض الواقع جاعلا اياها تجلس بدورها على الكرسي بحسرة تتنهد بقهر : لا أعلم .. فقط اعطني مدة يومان او ثلاث لأفكر في شيء ... اومأت لها راسيل بتفهم تتحسس بطنها مرة اخرى تبتسم بحب : انت متأكدة انه موجود هنا .... امأت الاخرى بإبتسامة واسعة لتهمس لصغيرها : إذا سأحارب من اجلك ... هل سمعت يا صغير ... ماما ستحارب من أجلك
**
مسحت داليدا عينيها من الدموع تقبل جبين لينا النائمة بهدوء لتنظر لجيف الذي كان ينظر لأخته بعيون خالية من الحياة ... من حسن الحظ انه هدأ اخيرا ... كان كالوحش قبل عدة ساعات و جسده المليء بالدماء خير دليل على ذلك مزق نفسه بدون قلب بعد ان حبسه سافيدش في القبو غير سامح له ان يأتي معه لإنقاذ لينا ... تركه يصرخ حتى اختفى صوته يتوسله ان يفتح له الباب و حين يأس اصبح يسب و يشتم فيه ... من حسن الحظ لم يكن سافيدش هناك و لم يسمع ما صدر من هذا الغبي و الا كان الآن يؤنس لينا في سريرها فقط مع تغيير بسيط حالة جيف كانت لتكون اسوأ من حالة اخته ... اعادت نظرها مجددا للينا لتنفجر بالبكاء مرة اخرى تمسك يدها و تقبلها لها بحرقة أم تبكي على صغارها ... ضاع شبابها تربي قطعتي اللحم هذه لذلك فكرة ان تخسر واحدا منهما غير واردة في قاموسها ابدا ... هي من حملتهم و هم اطفال ... ربتهم في وقت كانت فيه تحتاج من يرعاها و يسرح لها شعرها ... قدمت سعادتها قربان لحياتهم حتى انها حرمت نفسها من الحب طوال هذه السنوات خوفا على أن يتسلل عدو يرتدي زي الحب و يفتك بصغارها ....
وضعت يدها فوق يد جيف بحنان هامسة له بهدوء : هيا جيف دعنا ننتظرها في الخارج لن تستيقظ الآن اعتقد انها متعبة
هز رأسه بدون ان يبعد عيناه من على اخته ... كانت العروق الحمراء تكاد تنفجر داخل عينيه نظراته كانت تشبه نظرة شخص رأى الموت و عاد للحياة لا احد سيفهم شعوره و هو مسجون داخل قبو بينما روحه في الخارج تتمزق بين سكاكين العهرة ... حرفيا لا شيء كان كفيل بأن يعبر كيف احس تلك الساعات التي كان عاجزا فيها ... أسوأ مخاوفه هو فقدان احد يحبه و بطريقة ما كان هؤلاء الاشخاص منحصرين في اخوته عمته و إيما ... اجل يفقد نفسه إذا خسر واحدا منهم ينسى انه جيف الفتى اللطيف صاحب الشخصية المرحة الدارس المثقف .... تبا لكل شيء يتحول لمسخ صغير نسخة عن الشياطين حين يتعلق الامر بأحبائه .... احس بعمته تحرك يدها على يده بحنان تتوسله ان يجيبها و لو بحرف واحد و في الحقيقة لم يكن لديه الجهد لذلك كان يمتلك نفسا واحدا فقط و لم يكن ذلك النفس من نصيب عمته بل من نصيب آخاه لذلك و بكل هدوء وقف من مكانه يخرج من الغرفة يبحث عنه ... كانت داليدا تمشي خلفه و تتكلم في امور مع ذلك لم يكن باله معها فقط نظر في كل اتجاه حتى وقعت عيناه اخيرا على ساڤيدش يقف امام جدار زجاجي كبير يطل على الحديقة بجانبه مانويل يبدوا انه اتصل به كي يأتي ... اجل ابن خاله كان هناك بينما هو شقيقها كان محبوسا في القبو لا يستطيع ان يكون رفقة اخته ... بغضب كبير ضغط على اسنانه شرايين جسده بأكملها برزت وجهه تحول حرفيا ليتجه ناحيته حتى اصبح خلفه تماما ... ما إن التفت له الآخر تكلم بنبرة هادئة مع ذلك كان يبدوا عليها الغضب : ماذا كنت تعتقد نفسك تفعل ها ؟
لاحظ كيف رفع الآخر حاجبه مبعدا سيجارته عن فمه : هل كلامك هذا موجه لي جيڤ ؟
بأعلى صوته اجابه متناسيا ان هذا اخاه الاكبر .. اخاه الذي لم يصرخ في وجهه من قبل : اجل كلامي لك .. كيف تحبسني في القبو و شقيقتي تتمزق في مكان آخر .. كيف تفعل بي ذلك ها ؟ من تعتقد نفسك حتى تقرر شيئا كذلك ... اذا كانت هي اختك غير الشقيقة فأنا عكسك هي شقيقتي نحمل نفس الدم روحي من روحها ... ما تشعره انت اتجاهها اشعر مثله اضعاف ... و رفع إصبعه في وجهه : مهما احببتها لن تحبها مثلي اخي ... تذكر ذلك انا شقيقها و لست أنت
ما إن انهى كلامه ساد صمت رهيب قطعته داليدا تهمس له ان يعتذر بسرعة ... الجميع كان مصدوما مما سمعه ما عدا اخاه الذي لم تتغير ملامح وجهه .. البرود .. هذا ما رمقه به البرود التام فقط نظر له لعدة ثواني كأنه ينتظر منه ان يضيف شيئا و حين لم يفعل تكلم اخيرا مومئا راسه : تحدث معي بهذه الطريقة مرة اخرى جيف و س.... قاطعه كأنه فقد عقله لا يعي عواقب ما يفعله : و إلا ماذا ... ماذا ستف... لم يكمل كلامه بعد ذلك و هو يشعر بحنجرته تسحق بين اصابع الاخر ... لم يكن بضخامة اخاه في الحقيقة مع ذلك نظرا لعمره كان بجسد ضخم نوعا ما و لكنه شعر كما لو انه ريشة و الآخر يرفعه عن الارض بيد واحدة صافعا جسده مع الزجاج خلفه مقربا وجهه منه : سأكرر داخل هذه الجمحمة اللعينة انك اخي الصغير ... انك في حالة غير مستقرة بسبب ما حدث مع لينا فقط كي لا افجر هذا الزجاج تحت جسدك اللعين ... و الآن تخرس تماما كلمة اخرى سأجعلك تنام بجانب شقيقتك ... و نعم اعلم اني لست اخاكم الشقيق لا داعي لتذكيري بذلك لأن هذا لا يغير شيء من نظرتي لكم ... انهى كلامه يعيد صفع جسده بقوة قبل ان يغادر كأنه يستنزف آخر ذرة عقل في جمجمته قبل أن يكسر عظام وجهه
امسك عنقه يشعر بحلقه يتمزق من شدة الألم بدون ان يتكلم عن تلك الغصة التي آلمته حقا ... النظرة التي رآها في عيني أخاه مزقت قلبه رغم كل غضبه و لكنه لم يقصد ان يجرحه بما قاله هو من استفزه اولا بحبسه في القبو كأنه نكرة ... جعله يشعر انه لا يثق به اطلاقا .. نظر لعمته التي جلست القرفصاء بفك متصلب تبعد له يده عن عنقه بينما تنظر لآثار اصابع سافيدش هناك قبل ان تتكلم بحزن واضح من نبرتها : اخبر الطبيب ان يفحصك ... هذا فقط للتغادر بدورها تاركة اياه ينظر لها كيف تحرك يدها تسمح بها دموعها ... نظر لمانويل الذي كان يقف بجانبه ليتكلم بنبرة مبحوحة : قل ما لديك .. اخي قال و عمتي عيناها قالت لذلك افعل مثلهم ... قل لي اني مخطيء و مهما بلغ غضبي ليس من حقي إهانة اخي الاكبر بتلك الطريقة .. ليس من حقي جرحه و تذكيره انه مجرد اخ غير شقيق و هو الذي غير لنا لقبنا ليجعلنا نتشارك معه نفس اللقب ... هيا قل ذلك لا تخجل ...
ابتسم مانويل ينظر للغبي الصغير يقف من الأرض عيناه إمتلأت بدموع حمراء كان يحاول إخفائها ليجيبه مستنشقا نفسا من سيجارته : لماذا اقول ذلك و انت اساسا تعلم انك اخطأت في حقه ... فقط سأخبرك شيئا جيف ربما لست جيدا في هذا الكلام .. كما تقول طبيبتي النفسية الجميلة أنا لدي رومانسية معاقة مع ذلك سأخبرك .... حين تجرب شعور أن تكون الاخ الاكبر و ترى أن حياة اخوتك تضييع من بين يديك ستفضل القسوة عليهم افضل من خسارتهم تماما ... كان ذاهبا لينقذ اخته و ليس ليخسر اخاه لذلك لم يأخذك معه ... يثق بك صدقني لولم يكن كذلك لما ترك لك مكانه في كرسي الزعامة من بعده .. كان يستطيع وضع اي احد آخر .. سهل بإمكانه إحضار هاري إبن خالك و جعله يجلس مكانه و لكنه لم يفعل رغم ان الآخر اكبر منك و لديه خبرة في المجال كما أن نصف رجال المافيا يحسبون له ألف حساب .... هو فقط لم يفعل بل اختارك انت لأنه يثق بك اكثر من نفسك ... بيت القصيد هنا انك انت من لا يثق بحب اخاه له ... لا ألومك قسوتي جعلت اختي بيلا تشعر بنفسك شعورك و لكن كن واثقا ان اختلاف في الأب او الأم لن يقلل من حب الاخوة لبعض .... هو يحبكم كما لو انكم اخوة اشقاء له كن واثقا بذلك هل اتفقنا ..... أومأ جيف بحسرة من عينيه قرأ انه ندم على كل حرف قاله لأخاه لذلك سحبه من مؤخرة عنقه دافنا وجهه في صدره كي يستطيع الآخر ان يبكي قليلا .. رجال هذه العائلة لا يبكون امام احد لذلك سمح له بأن يجفف دموعه في قميصه قبل ان يبتسم و هو يرى إيما تدخل من بداية الممر ليضرب رأس الأحمق بقوة من الخلف : هيا روميو توقف عن الرومانسية حبيبتك هنا ستخسر رجولتك اذا رأتك تبكي ... هل تعلم اني بكيت امام جاموستي و في النهاية اخبرتني انها لا تصدق دموع التماسيح .. لا اعلم لماذا اقول ذلك الآن اعتقد ان كاسياس معه حق لابد أنها اصابتني بسحر لذلك اتحدث عنها كل خمس دقائق .. ما رأيك هل ابدوا لك مسحور
انفجر ضحكا يوميء رأسه له بنعم ليكمل مانويل ساحبا سيجارة اخرى لنفسه : حسنا سأقتل كل المشعوذات في العالم ربما وقتها سيبطل هذا السحر و اعود فاسقا كما كنت ... حياة القديس لم تعجبني صدقني أنا بشحمي و لحمي لم اخن صاحبة المؤخرة المسطحة منذ أكثر من ثلاث سنوات
جيف بسخرية : أيها الجاحد كل ذلك و تقول مسطحة ؟
مانويل بنبرة مميتة : هل نظرت لمؤخرة زوجتي عليك اللعنة ..انهى كلامه يسحب سلاحه من خصره ليرفع جيف يديه في السماء يضحك بأعلى صوته قبل ان تنضم لهم ايما تضحك بدون ان تفهم حتى ما يحدث حولها ... هز رأسه بسخرية معيدا سلاحه لمكانه ينظر لهما كانا مناسبان لبعض حقا من يراهما سيعتقد أنها صغيرته و ليست قرينته في السن ... عكسه هو و ليفانا من يراهما سيعتقد انها جدته ... يبدوا اصغر منها كثيرا ... بهذه الاكاذيب اقنع عقله لينسحب من أمامهم يعود لبلده اخيرا في انتظار إشعار آخر هو كالقمر في حياة ابن العمة لا يستطيع التخلي عنه
نظرت إيما لعنق جيف المرسوم عليه اصابع خشنة واضحة كما هي جاعلا ابتسامتها تختفي تماما تضع اصابعها هناك : ما هذا جيف ؟ من فعل بك هذا ... أبعد يدها مقربا اياها من فمه : لا تقلقي ايما هذا انا قبل قليل حين غضبت فعلت بنفسي هكذا لم تظهر الآثار سابقا يبدوا انها ظهرت الآن هيا بيبي لا تخافي هل اتفقنا ؟ هزت رأسها تحتضنه بقوة تبكي بينما تعتصر خصره بين يديها القصيرتين : لا تتدخل في مشاعري اخاف متى ما اردت و اطمئن متى ما أردت و فكر مجددا ان تفعل ذلك بنفسك و لن ترى وجهي مرة اخرى .... أومأ لها يقبل جبينها : حسنا وعد لن افعل ذلك فقط لا تقولي اني لن اراك مرة اخرى لا استطيع ايما ... و رفع ذقنها يقبل تلك الشفاه التي تشبه الفراولة : عاقبيني بكل الطرق إيما فقط كوني امام عيناي .. هل اتفقنا ... ابتسمت وجهها تحول للأحمر لتبعده عنها تحاول ان تخفف احراجها لذلك ضربت مؤخرة رأسه : غبي لا تقل كلام رومانسي مرة اخرى
هز رأسه بلا فائدة هذه عادتها منذ كانوا اطفال حين تخجل تضرب رأسه لذلك حاوط كتفيها بين ذراعه مقبلا رأسها ليمشي بها يخرج من الممر يريد الذهاب و رؤية ما إذا إستيقظت لينا او لا ... همس مقربا اياها من صدره : الشهر المقبل سأمسك مكان أخي اتمنى ان تخرج نتائج الامتحانات قبل ذلك ... احس بتصلب عضلات جسدها لذلك ضغط بقوة اكبر مقربا إياها منه كي يقلل خوفها يعلم انها لا تريد ذلك .. يعلم تماما انها تكره اقترابه من مجال عائلته مع ذلك الامر ضروري سيحمي كرسي اخاه حتى خروجه من السجن ... تكلم مجددا يقبل رأسها مرة اخرى : لا تخافي إيما لن يدوم ذلك كثيرا فقط مجرد اشهر بالكثير عشرة أشهر حتى يعود اخي ثم سيعود كل شيء كما كان ... سنذهب للجامعة و ندرس طب ثم سنفتح مختبر بيولوجي خاص بنا و نعيش بسعادة بعد ان احولك لأول ارنب اختبر فيه حيواناتي المنوية .. ستنجبين عشرة صغار
في ثانية نست خوفها و رعبها لتجد نفسها تنفجر ضحكا تضرب صدره بقوة كان الاروع في جعلها تخاف بشدة و تطمئن في نفس الثانية .. توقفت وسط الممر تقطع الطريق عليه لترفع جسدها على اصابع قدميها بينما حاوطت عنقه بيديها تقرب فمها من فمه : حسنا موافقة سأنجب عشرة و لكن بشرط .. عقد حاجبيه لتكمل : انا من سيحمل بهم و انت من ستلدهم قرأت ان الرجال لديهم قوة جسدية اكبر لذلك ستقوم بعملية و تنقلهم لبطنك قبل موعد الولادة بيوم ها ما رأيك ؟
لعدة ثواني نظر على أمل ان يرى المزاح في عينيها .. نظر يتوسل خالقه ان لا يكون هذا تفكيرها حقا ... حرفيا كاد يبكي يصلي داخله بخشوع ان تمزح فيما قالته و لكن لا شيء .. كانت جادة في كل حرف لذلك اغمض عينيه بقهر يسألها : من اخبرك عن هذه العملية إيما ؟
اجابته بسرعة و فخر واضح من نبرتها : ماندي ... ماندي اخبرني انه سيقوم بهذه العملية من اجل زوجته كي لا تتألم وقت الولادة ذلك الصغير بارع في ابهاري كل مرة يصدمني بنبله او معلوماته الكثيرة ... اومأ رأسه بتفهم معلقا على كلامها : انت ايضا بارعة في ذلك ... هيا دعينا نذهب للينا و رجاءا ايما في المرة القادمة لا تعيدي كلام ماندي أبدا ذلك الغبي يجعلني اريد الاستفراغ
اكمل الطريق بعد ذلك يحاول جاهدا ان لا يحولها لنبتة بعد ان يغرسها في احدى اصيصات الزرع و يسقيها كل يوم من دموعه ربما تصبح ذكية قليلا ...
تطلب الأمر بعد ذلك ليلة كاملة حتى استيقظت لينا من آثار المهديء و من حسن حظ جيف و إيما انهما استطاعا الاطمئنان عليها قبل ان يتوجها الى مركز الاختبار و الذي للصدفة كان في يجمع كلاهما في حجرة واحدة و طاولة واحدة رغم ان احرف اسمائهما متبعادة تماما .. صدفة رائعة حقا ... على كل حال بقيت داليدا مع لينا و برفقتها راسيل و فيكتينا لم يبتعدوا عنها حتى تناولت طعامها و ابتسمت قليلا رغم انها كانت تموت من الداخل ... تنهدت راسيل تبتسم في وجهها قبل ان تقف من مكانها تعدل شعرها : سأذهب للغرفة المجاورة و استحم اشعر اني تعفنت في هذه الملابس
فيكتينا بسخرية : كنت اريد اخبارك ان رائحتك مقرفة و لكني خجلت جيد انك اكتشفت ذلك بنفسك قبل ان يخرج قنفوذ من بين يديك
ضحكت لينا و داليدا بينما رفعت راسيل يدها تشم نفسها و حقا لم يكن هناك اي رائحة كريهة لذلك اجابت صاحبة اللسان السام بكل غرور تعيد شعرها خلف اذنيها : رائحة عرقي لو جمعت في زجاجات عطور سيغسلون بها جثتك النثنة يوما ما و اؤكد لك قبرك ستفوح منه رائحة عطرة لشهر كامل ايتها العجوز الشمطاء ... فتحت الاخرى عينيها لا تصدق ما قالته لها و كادت تجيبه الا ان راسيل سبقتها تضع سماعات في اذنيها تخرج من الغرفة
لا تحاولوا فهم هذه العلاقة المعاقة لأنها ببساطة لا تفهمها كل ما تعرفه ان تلك الغبية شخص منفصم احيانا تغمرها بالحب و احيانا تجعلها تتمنى تحطيم وجهها ... نظرت للحراس الثمانية يحاوطونها من كل اتجاه لتدخل لغرفتها في المشفى و بسرعة أزالت ذلك القميص من فوقها لتبقى بالحمالات ثم دخلت للحمام المرفق بالغرفة تريد ان تستحم إلا أنها شهقت و هي تشعر بيدين تغطيان فمها تكتمان صوت صراخها .... ارتجف جسدها تشعر بجسد خلفها حتى عادت لها انفاسها اخيرا و هي تسمع صوت ليام يهمس امام اذنها : هذا أنا راسيل .. لا تخافي ... هدأ جسدها عن المقاومة بينما أبعد يديه عن فمها تاركا اياها معطية اياه ظهرها قبل ان تسحب منشفة تغطي بها جزأها العلوي ثم إلتفتت له بعيون غاضبة و قربت وجهها منه عيناها لم تتحمل تلك الدموع لذلك سمحت لها بالنزول : ماذا تفعل هنا عليك اللعنة ها ؟ ... اغرب عن وجهي لا اريد ان اراك مجددا كاذب مخادع نذل .. انت لست رجلا هل سمعت .. من يستغل اخته و يتسبب في مقتل صغيره ليس رجلا ليام
من كل ما قالته لم تلتقط اذناه سوى كلمة واحدة جعلته يتكلم بنبرة مزقت قلبها : مات ؟؟ هل مات حقا
أومأت بقهر تسند ظهرها على الحائط البارد خلفها : اجل مات .. خسرت الجين من شدة الضرب ... و انا شاركت في جزء من موته .. لن اسامح نفسي ابدا بسببك ليام .. لن اسامح نفسي و لن اسامحك انت جرحت اكثر قلبه احبه .. لينا ليست مجردة اخت زوج بالنسبة لي بل هي اختي هل سمعت ... احبها اكثر منك ....... اساسا انا لا احمل لك اي مشاعر غير الإشمئزاز و السخط ... اذهب لن اتمنى لك التعاسة و لكني سأصلي كل يوم ان يحرمك الرب السعادة مثلما حرمتها منها ... مثلما سرقت منها سعادتها سأتمنى ان يصيبك مثلها ... اقتلعت أملها الوحيد من احشائها بدون رحمة .. ماذا فعلت لك غير انها احبتك ها ؟ اجبني ماذا فعلت لك تلك الغبية غير انها قدمت قلبها بدون مقابل تخلت عن مبادئها من اجلك قررت ان تبتعد عن كل شيء لتعيش معك بسعادة
هز رأسه دموع الندم ملأت عينيه : لم اقصد راسيل .. صدقيني لم اقصد اقسم لك بحياتك الغالية عندي لم اقصد فعل ذلك بها .. ربما لم اشعر بمشاعري ناحيتها طوال هذه الفترة .. اعتقدت انه مجرد رغبة اتجاهها فقط و لكن انا حقا احببتها ... لم افكر لثانية ان افعل بها ذلك .. لم اعلم انها حامل اردت فقط ان اختطفها و اساوم سافيدش بها كي يقدمك لنا .. حسنا لا انكر كنت سأضربها و لكن ليس بتلك الطريقة فقط اردت ان نتقاتل انا و هي في مبارزة لأوريها اني اقوى منها ان سكوتي ذلك الوقت ليس ضعفا مني ثم كنت سأجعلها كما أريد و آخذها معي بعد ان ينتهي كل هذا ... حتى و انا غاضب منها لم اتخيلها لرجل غيري كنت اريدها لي وحدي ... اسأليها ماذا فعلت بعد ان اكتشفت انها حامل .. بمجرد ان اخبرتني ذلك نسيت كل شيء .. حتى انت لم اهتم لفكرة استبدالك فقط اردت ان احميها .. قاتلت من اجلها حتى خارت قواي ... في النهاية انا فشلت في حماية انثاي و صغيري
راسيل تمسح دموعها : اجل فشلت في حمايتها و حماية صغيرك و خسرت قلبها ... خسرت فتاة احبتك اكثر من اي شخص .. لن تجد حبا كذلك لو جلت الارض و وسعها ليام ... اعتقد ان عقابك هو البحث عن حبها بدون ان تجده مرة اخرى في عينيها ... فقط سأتمنى لك ان تحترق و الآن اغرب عن وجهي لا اريد ان أراك مرة اخرى ... انا اكرهك
نظر لها بحزن كبير يتوسلها من عينيه ان لا تقول ذلك ان تتوقف عن ايذائه و لكنها لم تفعل كانت حقا لا تشعر سوى بالقهر من ناحيته .. كرهت الطريقة التي استغل بها حبها للينا .. كرهت حتى انه اخاها لو لم يكن كذلك كانت أكلت احشائه و لكن مهما حاولت ان تنكر شيء قوي داخلها كان يتمنى احتضانه بقوة .. ان تختبأ بين يديه و تخبره انها حلمت به كثيرا يحملها حين تقع ... يمسح دموعها حين تبكي .. و يسندها حين تتعثر و لكنها وجدت بدل ذلك اخ هو من يوقعها .. هو السبب في دموعها منذ اول يوم عرفت فيه بوجوده فقط نظرت له بكل حقد جاعلة دموعه تنزل اخيرا ساحبا اياها بقوة ناحيته محتضنا جسدها غير مهتم حتى بالمنشفة التي وقعت كاشفة نصف جسدها .. و كأنه اخ كبرت امام عينيه منذ كانت طفلة صغيرة ربما لأنه حرفيا امضى سنوات حياته منذ كان في الخامسة يتدرب فقط ليجد اخته من والده ... ليس هو فقط حتى شقيقيه مثله .. جيراك و كروك ثلاثتهم كبروا يبحثون عن اختهم رغم ان طرقهم افترقت منذ سن السادسة الا ان الهدف بقي واحد .. كل منهم فعل كل ما بوسعه ليعثروا عليها ... بحرقة كل تلك السنوات تكلم دموعه تبلل فروة رأسها : لا تكوني قاسية راسيل .. لا تقولي هذا الكلام ارجوك .. انا فعلت كل ذلك من اجلك ... تحملت رؤية اختي بدون القدرة حتى على احتضانها نيتي كانت اعادتك فقط لم اقصد اي شيء مما حدث
بغضب كبير دفعته مبعدة اياه عنها لتهمس بنبرة مختنقة من شدة الحسرة : و هل تعتقد ان سعادتي في الذهاب معك .. هل تراني مجرمة او مهووسة بقتل الناس .. هل ترى امامك شخصا مناسب ليعذب اطفال صغار ؟؟ فقط اغرب عن واجهي لن يشفع لك شيء عندي ... أتعلم ماذا ليام ؟؟ حتى لو كانت روحي بين يديك لا احتاجها اذهب ما حطمته في حياتي يكفي ... حتى لو كنت تريد اختك هذا لا يعني ان تمزق قلب فتاة مثل لينا ... اعتقد انك لا تعي انها لم تحب رجلا قبلك .. انها اردت التغير من اجلك ... من مسترجلة لا تعرف حتى ما معنى عيد الحب لعاشقة لا تتوقف عن سرقة ملابسي كي تبدوا جميلة في عينيك ... حتى لو سامحتك انا لن افعل .. لن انسى الشعور الذي جعلتني اجربه و انا ارى حالتها ... هيا اذا كان لديك ذرة كرامة اخرج من حياتي و اخبر ذلك المسمى أبي ان لا يحاول مجددا .. سأقدم المعلومات لفلاميغوا و تبا لكم جميعا ... خذ هذا .. و رفعت اصبعها الاوسط واضعة اياه في يده : قدمه لأسياد منظمتك اللعينة و اخبرهم ان يحشروه في مؤخراتهم اللعينة
لم تنتظر كلمة اخرى منه فقك اعطته ظهرها بكل قسوة لم تعهدها في نفسها من قبل لا طالما كانت ضعيفة امام العائلة ... مهما علمت عن والدتها شيء بداخلها كان يسامحها ... حتى والدها شيء لعين كان يريد التعرف عليه و حلمت لعدة مرات بنفسه تمسك يده او تنام بجانبه تسند رأسها على صدره و هو يقص عليها قصصا كاذبة عن قصة حبه مع والدتها ... اجل كانت غبية لهذه الدرجة و لا زالت في الحقيقة .. نفس ذلك الشيء كان يريد الآن الالتفات للغبي خلفها و احتضانه بقوة تقبيل كل انش من وجهه و لكن منظر لينا و دموعها كان حاجزا بينها و بينه لآخر يوم في حياته .... التفتت خلفها بعد ذلك لتسقط دموعها و هي تراه غادر ... نظرت للأرض حيث كان واقفا لترى صورة على الارض ... حملتها لتنهار حرفيا جسدها لم يقوى حتى على الوقوف .. امسكت الجدار و هي ترى صورة جمعت والدتها و هي شابة في عقدها الثاني بينما تحتضن ليام .... ادارت الصورة من الوراء لتقرأ ما كتب هناك "انا آسف" .. و كأن ذلك سيغير شيء .. فقط اخفت الصورة في جيب بنطالها لتدخل تحت مرش المياه تغسل كل اوجاعها و كأن كل ما يحدث لا يكفيها لتتسلمها نفسها اللعينة تمزقها من الداخل .. حتى روحها الكلبة لم ترحمها .. جزء يخبرها ان توقف كل هذا الهراء و الدراما .. ان تخرج الآن و تهرب لأبعد مكان و جزء آخر يخبرها ان العالم بأكمله لن يكفي لتجد فيه مكان يأويها و يخفيها عن هذه الوحوش البشرية ... لم تكن اي شخص عادي كانت ممثلة مشهورة اينما ذهبت سيعثرون عليها ...سيتعرف عليها الناس و سينشرون صورها مع ذلك ارادت حقا ان تخرج من هذه الدوامة ارادت مجرد حل يضمن لها السعادة مع صغيرها و يبعد فلامينغوا عنها لأانه لا يتسبب الا بالألم لقلبها اللعين .... فكرت و فكرت و فكرت حتى احست عقلها يحترق بدون فائدة لتجلس ارضا تجمع ساقيها بين يديها دافنة وجهها بين ركبتيها تبكي بضعف ... كانت تعلم ان الحب من طرف واحد مؤلم و لكنها لم تعتقد انه مؤلم لهذه الدرجة ... الآن فقط احست بإيلام المسكين ... بعد ان جربت شعوره احست به ... قبل 8 سنوات كانت تستغرب سبب فعله كل ذلك بنفسه ...
سألته مالشيء الذي يجعله يتلقى رصاصة مباشرة للقلب من اجل حمايتها .. يجعله يأتي كل صباح من قرية تبعد خمس ساعات عن مكان التصوير فقط كي يراها لدقيقتين ... اجل سألته و كانت إجابته " ستعلمين ذلك يوم تكونين في مكاني مع اني لا اتمنى لك ذلك فقط فاليعش قلبك سعيدا و ليحمل قلبي كل الالم من اجلك " هذا ما قاله لها قبل 8 سنوات و كما قال تماما اليوم بعد ان ذاقت ما معنى الحب الحقيقي شعرت بكل شيء فعله من اجلها ... محاولاته للإنتحار العديدة فقط كي يوقف الم قلبه و يجد الراحة ... مكوثه في مشفى الامراض العقلية لمدة سنة بسبب ضربه بعض الشباب يكرهونها تحدثوا عنها بالسوء ...
بإختصار كان إيلام اكثر شخص احبها طوال حياتها ... مجرد معجب لها احبها منذ كان في الخامسة عشر من عمره و هي كانت في الثالثة عشر وقتها ... كانت في بداياتها كممثلة ... احبها من خلف شاشة تلفاز و لم يسمح للظروف القاسية ان تحرمه من رؤيتها في الحقيقة ... فتى فقير يعمل كراعي اغنام في قرية بعيدة جدا عن مدينتها عمل كثيرا فقط كي يستطيع زيارتها ... ابتسمت و هي تتذكر ما فعله اول مرة زارها فيها فقط كي يستطيع التكلم معها .. الاحمق رمى نفسه في الطابق الاول بجانب مكان التصوير و انتهى به الامر يتلقى كسر في ساقه اليسرى و رغم الالم فرح كثيرا لأنها أتت تزوره بنفسها .. صارحها بحبه ذلك اليوم و لكنها لم تتوقع ان يكون جاد .. كانت صغيرة جدا و هو كذلك اعتقدت انه حب مراهقة فقط كما اخبرتها مديرة اعمالها او ربما مجرد اعجاب قوي و لكنه لم يكن كذلك .. حالته اخذت تسوء كل يوم اكثر من الذي قبله ... اصبح يؤدي نفسه عن قصد فقط كي يحظى معها بدقيقتين لذلك اصبحت تطلب من الحراس ان يسمحوا له بالمرور كل يوم كي يبقى معها قليلا فترة راحتها ... يوما بعد يوم وجدت نفسها تتعلق به ربما لأنه الوحيد الذي يجيد رسم الابتسامة على وجهها كل مرة يتحدث عن قصص الاغنام و كيف تهتاج وقت التزاوج .... كانت نوعا ما انانية لأنها لم تهتم لمشاعره ناحيتها المهم انه بجانبها يرسم السعادة في يومها و لكنها فهمت خطئها في اليوم الذي اراد احد المجانين قتلها و اطلق الرصاص عليها ... رغم جميع الحراس الا انهم لم يتمكنوا من حمايتها جميعهم ابتعدوا عن مجال الرصاصة و انبطحوا ارضا الا هو حماها بجسده ... تنسى كل شيء الا النظرة التي نظر بها لها ذلك اليوم و الرصاصة تخترق قلبها ... اخبرها انه يحبها حتى الموت و هناك فقط فهمت كم انها دمرت حياة شاب في التاسعة عشر فقط من عمره .... لذلك ابتعدت عنه ... بدل ان تحطم حياته جعلته يعدها بأنه لن يتهور مجددا و سيعيش ليراها ناجحة و وعدته بأنها ستزوره كل شهر و بالفعل كانت تفعل ذلك الا غاية ان تزوجت من فلامينغوا ... بالفعل اشتاقت له كثيرا و كانت سعيدة بشدة لأنه زارها يوم عرض فيلمها ... مع انه آثار غضب زوجها مع ذلك فاليذهب للجحيم ما لم يستطع هو فعله كره ان يراه في عيون غيره ببساطة .. هكذا هو يكره ان يرى احدا يحبها مع انه لا يقدم لها ذرة حب فقط هوس و تملك و اشياء سخيفة ليست بحاجة لها ابدا
تنهدت بإرهاق تعود لموضوعها الاساسي و هو صغيرها و محاولة حمايته بدون يكتشف والده انه له .... مررت يديها على شعرها تتذكر انها وعدته بأن تقدم له المعلومات اي لا مهرب من هذا اليوم سيجن اذا غيرت كلامها و ربما تأخذ رصاصتها الثالثة لذلك لم يتبقى لها حل غير فعل ذلك اساسا عليها تخليصه من هذا العذاب ... لا تستطيع المخاطرة بحياته و هي لا تضمن حياتها حتى .... بقلة حيلة وقفت من الارض تلف جسدها بمنشفة ثم غيرت ملابسها لتخرج للغرفة تستلقي على السرير تريد ان تنال قسطا من الراحة على الاقل و لكن اين هي و اين الراحة ... عيناها كأنها فنجان توسعت لا ترغب في النوم لذلك فتحت شاشة التلفاز تبحث عن خبر تغير به الجو قليلا و كنها لم تعثر على شيء مميز او فضيحة لذلك اكتفت بمسلسل هندي دراما و مليء برفع ضغط الدم ... حرفيا لا تكره شيئا في الدراما الهندية مثل الالحان المبالغ فيها و تبطيء الحركة الممل... مشهد واحد تنتهي فيه الحلقة و هم ينظرون لبعضهم البعض ... لعنت اليوم الذي فتحت فيه شاشة التلفاز و كادت تغلق الا انها توقف و هي ترى شيئا لفت انتباهها بشدة ... كانت البطلة الثانوية في المسلسل حامل و اب الطفل سيرفضه لذلك كانت تخبر صديقتها البطلة ماذا ستفعل كي تخفي طفلها ... و بإختصار كانت الخطة انها ستتزوج برجل آخر و تكتب الصغير على اسمه .... انفجرت ضحكا على تلك الخطة السخيفة تغلق شاشة التلفاز بينما وقفت من مكانها لا تصدق ما كان عقلها يفكر فيه ... هيا بربك مالذي تقوله انت لست جاد اليس كذلك .. تلك خطة غبية فلامينغوا سيكتشفها ببساطة و لا تنسى انني لا امتلك رجلا اثق به لدرجة الزواج منه .. كما اني متزوجة ايها العقل الفارغ ... هيا بيبي عد لسباتك و لا تفكر مرة اخرى
حرفيا هذا ما كانت تردده لنفسها تحاول اقناع عقلها الغبي ان هذه اسوأ خطة في الكون و لكن كل جزء منها كان يشدها لتلك الخطة ... بقلة حيلة جلست تمسك رأسها بين يديها لاعنة حياتها الكريهة تضغط على جمجمتها بقوة ... حسنا لم تكن خطة غبية بل ينقصها طرف ثالث فقط و هو رجل وفي يحمي سرها و لا يبيعها مهما حدث ... رجل يموت من اجلها بدون ان يفكر حتى ... في تلك الثاينة فقط فتحت عينيها تنظر للارض و صورة إيلام ترتسم امام عينيها لتهز رأسها بقوة : لا لن احطم ما تبقى من حياته ... قالت ذلك لنفسها التي كانت تحاول اقناعها مرارا و تكرارا حتى استسلمت للفكرة تتذكر حياة صغيرها مما جعلها تقف من السرير ساحبة هاتفها تتصل بفيكتينا تطلب منها ان تأتيها بسرعة و هذا ما فعلته الاخرى في بضع ثواني كانت امامها تسأل بخوف : ماذا هناك راسيل
ابتلعت ريقها قبل ان تجيبها تنظر داخل عينيها : وجدت خطة و احتاج رأيك فيها
**
نظر نوكس لجده يملأ صحنه بالطعام ليتنهد بقلة حيلة موقفا اياه : جدي ارجوك حبا في خالقك توقف بطني ستنفجر من الطعام ... هيا دعني اخرج يوجد اجتماع لجمعية حقوق المرأة في كافيتريا بعيدة عنها هنا بما يقارب ساعة سأتأخر هكذا
هز الآخر رأسه يملأ الشوكة بقطعة لحم مقربا اياها من فمه : ستأكل اولا نوكس ... لماذا لا تريد ان تفهم انك اصبحت نحيف جدي هيا اذا كنت تحب جدك افتح فمك و دعك من النساء لا يأتي منهم سوى وجع الرأس
قلب الآخر عينيه فاتحا فمه ليتناول قطعة اللحم تلك معلقا على كلامك جده : النساء مركز الكون جدي ... النساء اجمل كائن خلقه الرب .. في ديانات اخرى يقال ان الجنة تحت اقدام الأمهات ... في الحقيقة النساء لا يجلبون وجع الرأس بل الرجال اغبياء يسببون يحتاجون لتقوييم
نظر له جده بتقزز معيدا حشر قطعة لحم اكبر كي يجعله يخرس : لو سمعك عمك آريكسو سيرطم وجهه بالشوكة و السكين ... لا تحاول اقناعي نوكس لا تحاول اقناعي ان النساء افضل من الرجال
مضغ قطعة اللحم مبتلعا اياها ليجيب جده بكل احترام : سؤال فقط جدي ... هل تحب آريكسوا؟ ... اومأ الآخر بدون ذرة تفكير ليقف نوكس من مقعده يحمل هاتفه مجيبا ايها بإبتسامة واسعة : من حملته في بطنها تسعة اشهر كانت إمرأة و لست أنت و الآن وداعا جدي سأعود في الليل لدي اجتماع مع السيد سافيدش بعد الانتهاء من الجمعية ... لا تنسى ادويتك ... و التفت الى زوجة جده آرما : يومم جميل لك سيدتي .. هذا فقط ليخرج ملقيا كلمات جميلة على كل خادمات المنزل حتى وصل لسيارته التي أخذته الى الكافيتريا التي سيقام بها الاجتماع ..... دخل بجسده الرياضي المنحوث لم يكن بضخامة عمه و لا بوشومه الكثيرة مع ذلك كان يمتلك هيكل عظمي ضخم كساه بالقليل من العضلات الرياضية كي لا يخيف النساء الرقيقات .... نظر لزميلته التي تكلمت مرحبة به : مرحبا سيد نوكس مقعدك هناك و أشارت لمقعد في قاعة دائرية ليبتسم لها مقبلا يدها بكل نبل جاعلا وجنتيها تحمر ...
بكل هدوء جلس على كرسيه يفتح سترة بدلته السوداء في العادة يكره ارتداء هذا اللون في الاجتماعات التي تقام برعاية الجمعية و لكن سافيدش نبه عليه ان يرتدي كل شيء اسود اليوم و كونه لا يمتلك الكثير من الوقت ليغير ملابسه قرر ان يحظر الاجتماع بهذه البدلة و القميص الاسود .. نظر لمساعده الذي جلس بجانبه هامسا له : تبقى مقعد واحد فقط سيدي لنبدأ الجلسة ... أومأ بتفهم مجيبا اياه : سيملأ لا تهتم يوجد العديد يريد مشاركة اوجاعه
تطلب الامر دقيقتين ليملأ آخر مقعد فارغ في تلك الحلقة المفرغة ... كانت عبارة عن كراسي مصفوفة بشكل دائري تجمع ما يقارب الثلاثين كرسي مخصصة للنساء اللواتي يريدن مشاركة اوجاعهن او على الاقل تجاربهن الفاشلة ليجدوا المساعدة او لينصحوا غيرهن من النساء كي لا يقعن في نفس الخطأ بينما على بعد من تلك الدائرة يتم وضع كراسي فراغة على شكل صفوف للناس الذين يرغبن في سماع مشاكل هؤلاء النساء لمساعدتهن او لأخذ العبرة من تجاربهن الفاشلة .. يشارك في الجلسة اطباء نفسانيين لمراجعة الحالة النفسية للمتضررات بالإضافة لأعضاء جمعية حقوق المرأة المتفرعة من جمعية حقوق الانسان و الحريات العالمية
حل الصمت تماما في المكان لينظر لتلك الحلقة المفرغة من النساء كل واحدة تنظر للأخرى بنوع من التوتر كأنهن يخجلن البدء في الكلام و هذا كان في الحسبان طبعا لذلك قاموا بإدراج ضحية سابقة لهم قاموا بمساعدتها و حل كل مشاكلها لذلك اصبحت متطوعة تبدأ الحديث عن تجربتها الفاشلة لتمنح باقي النساء بعض الآمان و الراحة النفسية و هذا ما حدث حقا ... في اقل من ساعة بدأت النساء تتحدث عن تجاربهن الفاشلة بينما كانت إمرأة منهن تبدوا في منتصف عقدها الثالث هادئة تماما تحك اصابع يديها مع بعض و الدموع تنزل من عينيها بغزارة ... لم يحتج الكثير من الذكاء ليفهم انها مرت بشيء بشع جدا لذلك همس لمساعده بصوت لم يسمعه غيره : المرأة الجالسة على الكرسي الخامس اريدها ان تتحدث
اومأ له الآخر ليتصل بالمتطوعة يخبرها عن طلبه ... التفتت لها المتطوعة تضع يدها على يد الاخرى بحنان هامسة لها : هل تريدين التحدث ؟ .... هزت المرأة رأسها بوجه محمر تماما و دموعها لم ترد ان تتوقف قبل ان تحتضنها المتطوعة تمسح على شعرها : سترتاحين صدقيني ... هنا نحن جميعا نمر بنفس الشيء .. هنا تحديدا لا احد سينظر لك بطريقة مقززة لأننا سواسية .. هيا قولي ما يوجد في قلبك و سترتاحين ... مسحت الاخرى دموعها تنظر لها ببعض الخوف لتبتسم في وجهها مطمئنة اياها قبل ان توميء رأسها تضغط على يديها مقررة ان تتكلم اخيرا ...
في ناحية اخرى من تلك الكافيتيريا وضعت إيفا طبق التقديم تمسح العرق من جبينها ... كان الجو ساخنا بشدة خاصة انهم في آخر فصل من الصيف و رغم وجودات مكيفات كبيرة الا انها لا تكفي حرفيا ... نظرت لهاتفها الذي رن لتسحبه من مأزر العمل و هذا جعلها تبتسم و هي ترى المتصل .. كانت جيفييا عميلة القوات الخاصة التي ساعدتها ذلك اليوم من الاغتصاب .... اصبحت تقريبا صديقة مقربة لها رغم انها اكبر منها بسبعة سنوات كل يوم تتصل بها لتطمئن على حالتها ... كما انها ساعدتها ماديا في فترة اكتئابها بعد ما حدث لها لم تستطع حتى الخروج من غرفتها .. و فوق ذلك تحدثت مع مديرة الكافيتيريا و طلبت منها ان تقبل عودتها للعمل كملخص هذه المرأة لا يوجد لها مثيل ... إمرأة حقيقية و ليست فقط مجرد احرف جمعت في كلمة واحدة .. مثال واضح لقوة المرأة و حنانها .. ردت بسرعة تضع السماعة على اذنها : مرحبا اختي جيفييا .. اجابتها الاخرى بأحن نبرة في الكون : كيف حال ايفا الجميلة ؟ ....
ايفا بإبتسامة واسعة : بخير اختي بفضلك انا بخير
جيفييا : ليس بفضلي عزيزتي بل لأنك شخص جميل انت بقلب رائع ايفا الرب هو من ساعدك ... و انا متأكدة ان الرب سيرسل لك نصيبك الحقيقي من الحياة حتى لو كام متأخرا
ذبلت ابتسامتها لتتحول لأخرى مليئة بالقهر : نصيبي اخذته اختي فقط سأعيش لأرى اخوتي في المكان الذي يستحقونه .. سأعيش لأفني حياتي من اجلهم و من اجل ابي لا احتاج شيئا آخر من الحياة فقط اريد ان احضى بالسلام
القهر الذي كان في نبرتها جعل دمعة تسقط من عيني جيفييا قلبها احست بنار داخله ... فقط نبرتها لوحدها جعلتها تتمنى الذهاب لذلك اللعين و تحطيم وجهه و لكن ايفا طلبت منها ان لا تفعل له شيء .. اخبرتها انها لا تريد الانتقام و ان جزاء الرب كفيل بشفاء جراح قلبها لذلك احترمت رغبتها الكاملة ... بهذا اجابت : انت صغيرة لا تفقدي الامل هكذا ستشيخين قبل الوقت لا يوجد داء بدون دواء صدقيني و اعتقد ان الدواء يكون بعدة اشكال منها اقراص و منها عمل او حرفة او يمكن ان يتجلى في انسان ... فقط انتظري انا حصلت على دوائي لذلك ستحصلين عليه ايضا
ابتسمت ايفا معلقة على كلامها : اوووه كيف نسيت ان اخبرك عن حال جاد ... اشتقت له
ككل أم اجابتها جيفييا تنظر لصورة صغيرها او بالاصح تعويض الرب لها ... طفلها صاحب الثلاث سنوات .. حملها من جلاد روحها الرجل الذي سرق منها اب و ستة اخوة و قدم لها طفل لا يعلم حتى بوجوده ... اجل كانت حامل في شهرها الثاني حين تم القبض عليه .. بمجرد ان علمت انها حامل طلبت من قائدا ان يسرع قليلا في القبض عليه قبل ان يكتشف ذلك .. شيء داخلها يتمزق كل مرة يسأل جاد عن اسم والده و تخبره انها نسته ربما شيء في اعماقها كان يعلم انه سيسأل لذلك قدمت له جزءا من اسم والده جادس : بخير كعادته كثير الحركة و الأسئلة ... و انفجرت ضحكا : هل تعلمين انه وقع قبل يومين على رأسه و لكنه لم يبكي اعتقدت ان شيء داخلي حدث له و لكن بعد ان فحصه الطبيب تبين ان جمجمته صلبة ... اللعين الصغير يشبه والده في كل شيء ... سكتت بعد ذلك تنظر لإنعكاسها في المرآة كيف كانت الابتسامة تشق وجهها و هي تتحدث عن ملك المخنثين لتخفيها بسرعة مبتلعة ريقها بتوتر : اقصد ان جمجمته متينة
ابستمت ايفا تهز رأسها بلا فائدة امضت يومين مع جيفييا و بالفعل لاحظت انها لا تنتبه حتى لنفسها كيف تتحدث عن جادس ... رغم كل كرهها لما فعله بها الا ان جزء كبير منها كان متيما بعشقه ... كانت ببساطة معيوبة بحب لا ينتهي مهما كذبت على نفسها : اختي اعتقد ان علي قول ذلك لك ... و ابتلعت ريقها قبل ان تكمل : هل انت متأكدة من انك تريدين اعدام جادس ؟ .. اقصد هو والد صغيرك و انت تعشقينه هل متأكدة انك تتحملين رؤيته يموت و جسده يثقب بالرصاص امام عينيك ... هل ستعيشين حياة عادية بعد ان تري ذلك المنظر ؟ ... اعتقد انك ستشعرين بالألم اكثر ربما تكتشفين انك سامحته بعد فوات الآوان
ضغطت الاخرى على اسنانها بقوة دموعها سقطت من عينيها كأنهار و شلالات مع ذلك لم يظهر شيء من نبرتها فقط سألت بكل هدوء : هل تحبين آريكسوا ايفا ؟ .... اغمضت عينيها بقهر توميء راسها قبل ان يجيب فمها : اجل احبه اختي .. سأكون كاذبة اذا قلت عكس ذلك ...
جيفييا : حسنا و هل تستطيعين مسامحته على ما فعله بك ؟ .... هزت رأسها بسرعة : لا .. حتى لو متت لن اسامحه مهما حدث لن انسى شيئا مما جعلني اعيشه ... جيفييا بهدوء : حسنا اذا لا تسألي مجددا عن مشاعري .. احب جادس اكثر من الهواء الذي اتنفسه و لكني لن اسامحه ما فقدته كثير جدا صدقيني
أومأت ايفا معلقة على كلامها كآخر محاولة لها لتمنح جاد المسكين و لو حياة يكون فيها والده امام عينيه : حالتي لا تشبه حالتك اختي ... اريكسوا راى حبي بأم عينيه ... شعر بكل انش من عشقي له .. امضى معي اشهر يرى كيف كان قلبي يقع له بدون حماية و لكنه فضل ان يرميني .. دعس على كل شيء رآه و احس به تحت قدميه و رماني لصديقه و كأني خرقة بالية ... اما جادس مختلف .. لم يكن يعرفك حين فعل ما فعله بعائلتك .. لم يتعمد جرحك خصوصا بل حدث ذلك بخطا و تهور منه .. انت جعلتني اسمع تسجيل اعترافه و كلانا سمع النبرة التي كان يتكلم بها عن فريقه كيف كان نادما .. حتى انه اخبرك بأن الكوابيس لم تتوقف عن زيارة لياليه ... اعتقد ان زوج اختي يستحق فرصة اخرى لأنه يحبك حقا
جيفييا بنبرة غاضبة : لا تقولي زوج اختي ليس زوجي
ابتسمت ايفا بسخرية : اجل ليس زوجك لذلك عقد الطلاق لا يزال في درج مكتبك لحد الآن يحتوي على توقيعه فقط ... انت لم توقعي اختي هذا يعني انه لا يزال زوجك ...... ارتبكت الاخرى لا تعلم ماذا تجيبها قبل ان تسمع صوت صاحبة الكافيتريا تنادي على ايفا لتتكلم بسرعة : هيا اذهبي للعمل عزيزتي سأتصل بك لاحقا ... و بسرعة انهت المكالمة تضع هاتفها على المكتب تنظر لصورة صغيرها الذي كان نسخة صغيرة عن والده .... مررت اصابعها على الصورة قبل ان تسحبها من الإيطار الخشبي و تظهر لها صورة جمعتها بجادس قبل اربعة سنوات ... صورة كانت فيها تبتسم بصدق ... اجل لم يكن تمثيل .. و لا شيء قالته سابقا لهذا الرجل كان كاذبا ... كل مرة اخبرته فيها انها تحبه كانت نابعة من اعماق قلبها .. كل مرة اهتمت لمرضه كانت قلقا حقيقي على صحته .. كل مرة قبلت قمصانه كانت مصحوبة بصلوات منها للرب ان يحميه ... بكت تحتضن صورة حبها الذي ستقتله بنفسها تتخيل يوم الاعدام ... ستموت قبل ذلك اليوم ... تعلم انها لا تستطيع العيش في حياة لا تستنشق فيها نفس هوائه ... شيء غبي داخلها كان يمزقها من الندم مع ذلك كل مرة تتذكر والدها و اخوتها تحقد بشدة اكبر ... ثلاث اخوة لها كانوا اباء و رجال لنساء تركوهم آرامل و اطفال ايتام ... حسنا يكفي فقط لا تتذكري ... هذا ما قالته داخلها قبل ان تتوجه لعملها تريد ان تلهي نفسها حتى يزول هذا الألم
بينما توجهت ايفا لصاحبة الكافيتريا تلبي ندائها .. قدمت لها الاخرى صينية من المشروبات الفاخرة قبل ان تشير لها بمكان اجتماع حقوق المرأة ... توجهت هناك لتجد المكان مكتظ بالناس بينما النساء تتكلم عن تجاربها و هذا حقا جعلها تبتسم بسخرية .. لن يفهم مشاعرهن اي شخص ... حرفيا اصبحنا في عالم تكون فيه المرأة عدوة المرأة و الرجل جلادها لذلك على الجميع ان يترك آلامه داخله .. لا فائدة من الافصاح و الظهور بمنظر الضعيف المثير للشفقة .. ربما شخص سيتعاطف معك و لكن غيره سيكشرون انيابهم بشدة ليستغلوا ضعفك فقط ... سمعت صوت إمرأة تتحدث بنبرة مزقت قلبها بينما يبدوا عليها التوتر تنظر للأرض بخجل شديد قبل ان تفتتح كلامها تخبرهم عن تجربتها الفاشلة و التي كان سببها رجل مخنث
لا اعلم كيف سأبدأ كلامي لأني حقا محرجة مما سأقوله ... انا تجربتي بدأت يوم زواجي من الرجل الذي احبه و انا في الخامسة و انا في الخامسة و العشرون من حياتي ... كان زميلي في الجامعة يكبرني بسنة واحدة و بسبب رسوبه في سنة اصبح يدرس معي في نفس الفصل ... اكثر ما شدني به هو لطفه و طريقته المحترمة في التعامل معي و الاهتمام بكل تفاصيلي الصغيرة و الكبيرة ... إعتقدت انه فارس الاحلام الذي تبحث عنه اي شابة في نفسي عمري و هكذا قبلت عرضه للزواج مني و لكن كل شيء تغير في اول ليلة لنا ... لا طالما رسمت عدة صور لتلك الليلة .. شموع و ورود حمراء .. سرير دافيء و مشاعر مشتركة و بالفعل وجدت الشموع .. الورود و السرير لكنه لم يكن دافئا كما تخيلت .. المشاعر لم تكن مشتركة بل كانت عبارة عن متعة له و ألم لي ... و سقطت دموعها اكثر من عينيها لتمسحها لها المتطوعة بجانبها تضغط على يدها تحفزها على الإكمال و التشجع و هذا ما فعلته المرأة بكل قهر الكون في نبرتها : لم يهتم لشيء من احاسيسي و مشاعري فقط عاملني كحيوان او وعاء جنس .. ضربني بشدة و عنفني بطريقة قاسية كل مرة اتألم او اعترض حتى فتك بعذريتي و وجد ما يحتاجه هو من متعة ... بعد ذلك نام و تركني احترق من شدة الالم .. في صباح الغد اردت الانفصال و جهزت كل اغراضي و لكنه اصبح يبكي و يتوسلني للبقاء اخبرني ان ذلك نتج عن حماسه فقط و من شدة حبه لي لم يصدق انني اصبحت ملكا له ... و انا كنت غبية تمسكت بتلك الكلمات معتقدة انه صادق فيما يقوله لي و لكن لا شيء كان حقيقي ... يوما بعد يوم حول حياتي الحميمية الى جحيم ملطخ بالدم بقوة الاكراه .. اصبح يواقعني بشتى السبل و الوضعيات التي يحصل بها على متعته و حتى محاولاتي للرحيل باثت فاشلة .. كل مرة ينظر لي بعيونه الدامعة انسى كل دموعي ... كل مرة تتصل بي امي تسأل عن حالتي كنت و لا زلت اكذب اخبرها اني سعيدة عكس حياتي الحقيقية .. انا فقط تمسكت بأمل ان يشعر بي و هو ببساطة دمرني تماما حتى اتت تلك الليلة ... ارتجف جسدها تماما و هي تتذكر ما فعله بها مبتلعة ريقها بتوتر بينما كانت المتطوعة تشجعها اكثر على الافصاح عما حدث معها و هذا جعل عروق ايفا تبرز من شذة غضبها و هي ترى بعض الاشخاص يصورون المسكينة و هي تسرد مأساتها .. بكل غضب الكون وضعت الصينية فوق الطاولة لتهجم وسط تلك الحلقة تسحب المرأة من ذراعها بقوة صارخة في وجهها دموعها لم تشأ ان تتوقف : اخرسي .. لا تقولي شيء هل فهمت
صدم جميع من كان جالسا هناك و اولهم المرأة التي لم تتحمل فقط اصبحت ترتجف اكثر .. وقفت المتطوعة تسحب يد ايفا عن المرأة : آنستي ابعدي يدك عنها هذا ليس من شأنك ... التفتت لها الاخرى تدفعها بعيدا عنها بهمجية : لن ابعد يدي عنها .. هل تعتقدين ان مشاركتها اشياء كهذه ستجعلها تنسى ما حدث معها .. و التفتت للمرأة تبكي بقهر على حالتها مكملة كلامها بنبرة قهر مصحوبة ببحة شخص فتكت به الحياة : لن يساعدك اي احد هل فهمتي ... انت من ستساعدين نفسك .. اكملي الكلام و في النهاية سينظر لك الجميع على انك ضعيفة .. انك عار على جنس حواء فقط لأنك احببت الرجل الخاطيء و تمسكتي بذلك الحب.... من لم يجربوا الحب سيفتحون افواههم الكريهة و يقولون شيئا واحدا .. تستحقين كل ما حدث لك لأنك غبية .. كان عليك تركه و الدعس على قلبك يعتقدون ان ذلك سهل .. عاهرات لم يجربوا حتى مواعدة رجل سيتحولون لأخصائيات في علم النفس و يخبرونك بأنهم لو كانوا مكانك لقتلوا هذا الحب و يستشرفون عليك بخبرتهم المعدومة ... لن يفهمك احد هنا صدقيني .. نحن نعيش في مجتمع يضع اللوم دائما على المرأة .. هذا ببساطة مجمع ذكوري بحت .... المرأة الثلاثنية يطلقون عليها عجوز و تلك الغبية التي تقول هذا حين تصبح في عقدها الثالث ستكره ان يناديها احد هكذا ... المرأة التي تتعرض للإغتصاب سيقولون ان لها دور في ذلك و هي من لفتت الرجل اما بإرتيادها مكان فارغ او بإرتدائها ملابس اثارت غريزته الحيوانية .... فقط عودي لمنزلك إذا استطعت تخلصي من هذا الحب و اذا لم تتمكني لا تشاركي احدا اوجاعك بل اعتادي عليها .... لا يوجد حقوق للمرأة في هذا العالم .. هذا مجرد حبر على الورق جمعية تجمع الاموال عن طريق اوجاع النساء
قالت كل ذلك بنفس واحد بقلب احترق من شدة الالم جاعلة صمت تام يسود بعد كلامها انفجرت فيه تلك المرأة تبكي محتضنة اياها بقوة تخبرها ان شيء داخلها لا يستطيع التخلي عنه ... انها تريد التخلص من هذا الحب و لكن الامر اقوى منها و من كل تجاربها .. اجل انهارت تماما مما جعل ايفا تحتضنها بقوة تمسح على شعرها بحنان تشاركها الدموع متذكرة ما حدث لها من ألم قبل ان تنظر المتطوعة لنوكس الذي كان يراقب كل ما حدث بهدوء ... الجميع كان يتهامس فيما بينهم ان كلام ايفا خاطيء و انها تشجع المرأة على تحمل الذل و الاهانة بينما كان هو ينظر لحالة ايفا و اذنيه تردد نبرتها الممزقة و هي تصرخ و تتكلم من اعماق جوارحها ... نظر للمتطوعة مومئا رأسه لها ان لا تتدخل و هذا ما فعلته الاخرى قبل ان تنسحب ايفا بالمرأة للخارج و تلاها اغلب النساء اللواتي تشاركن نفس الحالة ينسحبون واحدة تلوى الاخرى .... همس مساعده بجانبه : سيدي هل نبلغ عنها ؟
هز نوكس رأسه يحك ذقنه مجيبا اياه : احتاج اسم تلك الشابة هل تستطيع احضاره لي ؟