33

2.5K 41 0
                                    



**

نظرت فيكتينا بصدمة للموظفة التي اخبرتها ان سافيدش أتى للشركة اخيرا لتركض بأقصى سرعتها ناحية مكتبه تريد ان تحصل على اي خبرمتعلق بأورا و راسيل ما ان وصلت امام باب مكتبه استجمعت انفاسها تسيطر على حالتها المبعثرة تذكر نفسها انها عدوة راسيل و لا تطيقها اجل انت عدوتها فيكيتنا و بهذا فقط فتحت باب مكتبه بعد سمعت صوته يسمح لها بالدخول ابتسمت تقترب من مكتبه تلاحظ كيف ازداد ضخامة بدلته كانت تجاهد للتنفس فوقه: مرحبا بعودتك سيدي .. همست بكل احترام لتحصل على ايمائة منه بينما جلس على مقعده يفتح حاسوبه الموضوع امامه و بدون مقدمات بدأ اسئلته: كم شخص حاول التمرد في فترة غيابي

جلست مقابلة له تجيبه بسرعة: بعض كبار مجلس الشيوخ و لكن لينا تدبرت الأمر اعطيتها اسماء الجميع و قامت بوضع حد للتمردات الاخرى حتى من كان ينوي في خيانتنا غير رأيه

أومأ رأسه بتفهم مردفا بهدوء: جهزي لي قائمة بمن ارادوا فعل ذلك ايضا عقدت حاجبيها بعدم فهم: لماذا سيدي؟ لقد غيروا رأيهم بعد ا.. قاطعها رافعا نظره ناحيتها جاعلا الدماء تجف في عروقها: قلت لك جهزي قائمة بأسمائهم فيكتينا أتت نبرته آمرة غير قابلة للنقاش لذلك أومأت بكل احترام تضغط باصابعها على مسند الاريكة حتى اصبحت اصرافها بالون الابيض من شدة توترها اخرجها من صمتها صوته: كيف اخبار القصر؟

فيكتينا : في الحقيقة الاوضاع ليست جيدة أبدا هذا لفت انتباهه ليبعد عيناه عن الحاسوب مشابكا اصابعه ببعض يصغي لها بكا اهتمام: داليدا خسرت جنينها بعد ما حدث معك و لا اعلم تحديدا ما حدث و لكن احدهم وضع لها وثيقة تؤكد ان السيد جورج قام بتحويل كل اموالها لسحابها يبدوا انه خانها بمجرد ما حصل على اول فرصة في غيابك جيف اصبح غير طبيعي فجأة عاد جيف القديم يدرس و لا يخرج من غرفته طوال اليوم الوحيدة التي كانت بحالة ثابتة هي لينا اخذت مكانك و بمساعدة ابن خالك مانويل تمكنا من السيطرة علة الوضع ابتسمت بسخرية تتذكر ما فعله ذلك المجنون: ارسل لكل عضو من مجلس الشيوخ عضو ذكري مقطوع في علبة مرفوقة برسالة تحذير

لاحظت ان ما سمعه لم يعجبه نهائيا خاصة ما تعلق بداليدا مع ذلك لم يعلق بحرف التزم الصمت التام مومئا برأسه مشيرا لها بالمغادرة و ذلك ما وقفت تريد فعله و لكن رغبتها في معرفة اي خبر متعلق بأورا و راسيل جعلاها تلتفت له مجددا تسأله بهدوء: سيدي هل تمتلك أي خبر عن راسيل و صغيرتها نسيت إسمها؟

أومأ لها معيدا ظهره للخلف يرسم ابتسامة ثعبانية جعلتها تبتلع ريقها بهدوء بينما نظراته كانت غريبة لم ينظر بها من قبل فقط اعطاها اجابتها بكل هدوء: اجل الاثنان معي استطعت من اعادة الصغيرة و لكن عقدت حاجبيها حين سكت يسحب سيجارة من جيب سترته آخذا كل الوقت الموجود في العالم غير مراعي ان حركته كانت مستفزة بطريقة لعينة اخرجت روحها: و لكني اشك في ان الصغيرة ابنتي فيكتينا لذلك اريد ان اعيد فحوصات الحمض النووي

تصريحه صدمها حقا لا تصدق ان راسيل لاتزال لحد الآن تخفي عنه ان الصغيرة منه لذلك وجدت نفسها تدعي عدم العلم بشيء: لا اعلم سيدي هل تريد مني اعادة الفحص؟

أومأ لها يخرج من جيبه كيس بلاستيكي يحمل شعرتين تقدمت ناحيته لتأخذ الكيس و بصمت تام خرجت من المكتب بدون ان تضيف حرفا آخر في طريقها اصطدمت بآرون الذي تكلم لاعنا بأعلى صوته: مابك فيكتينا هل اصبت بالعمى؟ لم تجبه فقط اكملت طريقها بوجه شاحب جعله يستغرب مع ذلك لم يهتم استمر في طريقه حتى وصل إلى مكتب سافيدش ليدخل راسما ابتسامة واسعة: و انا اقول لماذا الشركة أنارت اليوم

اجابه الآخر ببرود: اجلس قبل ان اجعلها سوداء في وجهك

فهم انه ليس في مزاجه اليوم ككل يوم لذلك جلس بصمت يلاحظ جسده الذي لا يدل على انه عاد من الموت بأعجوبة قبل ان يتحدث مفتتحا الكلام: اين زوجتك و صغيرتها؟ نظر له الآخر بطرف عينه مصححا ما قاله بنبرة مميتة: ابنتي آرون أورا ابنتي تحدث عنها على هذا الاساس من اليوم رفع آرون حاجبيه يتأكد الآن من شكوك مانويل حول هذا الموضوع سبق و ان ذكر شيء كهذا و لكنه لم يتوقع ان يكون صحيحا اعني مانويل مشهور بأكثر رجل مجنون على وجه الكرة الارضية لذلك لا احد يأخذ بكلامه على محمل الجد

علق بإعجاب كبير: ارفع لها القبعة حقا يا رجل تبين ان زوجتك ليست سهلة ابدا خدعتنا جميعا

تدارك ما قاله بسرعة يرسم ابتسامة هادئة على وجهه: اقصد انها ذكية شكر خالقه ان زعيمه تخطى الموضوع بسرعة يسأله بفضول: من فعل ذلك بجورج؟ اخبرتني فيكتينا عن موضوعه مع داليدا و للحقيقة الأمر لم يدخل لعقلي اشم رائحة نتنة في الامر جورج لا يحتاج ثروة داليدا بنوك العالم لا تستطيع جمع امواله لذلك لا يوجد سبب منطقي لخيانتها هل لديك فكرة حول الموضوع

من سؤاله علم جيدا اين يتجه قصده و لم يجد نفسه إلا يصلي كي لا يكون للأمر علاقة باللعين دايف حرفيا اذا خرج اسمه في الموضوع سيكون آخر يوم في حياته سافيدش لا يرحم الخونة مهما كان وصفهم هز كتفيه بلا أعلم قبل ان يطرق الباب و لم تكن سوى ثواني حتى دخل آريكسو برفقته دايف نظر بطرف عينه لسافيدش الذي تمركزت عيناه على دايف يراقب تحركاته حتى جلس على الاريكة يرحب به هنا فقط أومأ بصمت مبعدا نظراته عنه معيدا ظهره للخلف يطرق بذلك القلم على طاولة مكتبه الخشبية جاعلا الجو مشحون تماما بتوتر غير طبيعي نظر ثلاثتهم لبعض يحبسون انفاسهم لعدة ساعات لم ينطق فيها بحرف فقط كان يمرر بركه السوداء عليهم محرقا جلدهم بنظراته كأنه ينظر لروحهم اللعينة من منظره بدى انه ينتظر شيئا لم يعلموا ما هو

حتى طرق الباب قاطعا ذلك الصمت لتدخل فيكتينا تحمل في يدها ورقة هنا فقط وقف من مكانه شادا كامل انتباههم يتبعونه بأعينهم حين توجه ناحيتها واضعا يديه وسط جيوب بنطاله بينما تحدثت تقدم له الملف: النتائج سلبية سيدي

لم يفهموا شيئا مما يحدث حولهم حتى فتح سافيدش الملف يرمي نظرة متفحصة و سريعة على الورقة الموجودة في الداخل قبل ان يعيد رفع عينيه ناظرا لها بحاجب مرفوع: نتائج سلبية؟ أومأت فيكتينا تكمل بهدوء تام كأنها لا تكذب في وجه أشرس الرجال على وجه الإطلاق: أجل سيدي التحاليل توضح أن أورا ليست ابنتك

أغمض آرون عينيه بحسرة على المسكينة لا يجد طريقة كي يخبرها بها انه يعلم بأن الصغيرة هي ابنته اجل أراد حمايتها بطريقة ما و لكن مع الأسف لم يكن الحظ في صفها هذه المرة و تأكد من ذلك حين تكلم سافيدش لافا الملف على شكل اسطوانة داخل قبضته: هل أنت متأكدة من النتائج فيكتينا؟

بللت شفتيها ليظهر عليها بعض التوتر خاصة انها لم تجرب من قبل مثل هذا الشعور أعني لاطالما كان يتقبل أي شيء يصدر عن عملها لم يؤكد عليها من قبل و لم يسبق له ان شكك في كمال عملها لذلك كانت تشعر ببعض الغرابة مع ذلك اخفت ما يحدث بداخلها بلمح البصر لاعنة راسيل الغبية لا تصدق انها لم تخبره لحد الآن مع ان كل جزء فيها يتوسلها ان تخبره الحقيقة و تخرج من الموضوع كالشعرة من العجين و لكنها لم تكن من قبل خائنة حين تقطع وعودا على شخص احبته بصدق ابتسمت بسرعة تعطيه اجابته حين رأت أنه انزعج من تأخرها في الرد: أجل سيدي أنا متأكدة

و هذه المرة لم يكتفي بالوقوف على بعد منها بل اقترب ساحبا كل انفاسها لثانية احست ان الدماء جفت في عروقها بينما قرب الملف من وجهها في الهواء يسأل بنبرة هادئة و لكن لم تحمل شيئا من الهدوء الذي بدى عليها: كيف تكون النتائج سلبية بينما الشعر الموجود في الكيس كان لراسيل و أورا؟ هل هذا يعني ان اورا ليست ابنة راسيل او ان احدهم لعب بنتائج الفحص لإعتقاده ان الشعرة هي شعرتي انا؟

فتحت عينيها على مصرعهما بعد آخر حرف قاله بينما جفت الدماء في وجهها الذي تحول للون الاصفر عقلها يترجم كل كلمة قالها ببطء شديد و كل ما فكرت فيه هل كان يعلم؟ هل كان يتأكد إذا ما كانت قد خانته او لا؟ حرفيا هذا كل ما بدر على عقلها في تلك اللحظات القليلة قبل ان يهتز جسدها على صوته يصرخ بنبرة اوقفت قلبها: تكلمي عليك اللعنة

و تبا كم تمنت ان تستطيع الكلام كم بحثت عن حل تنقذ به نفسها من هذا الموقف بدون فائدة فقط اغمضت عينيها كدليل على عدم وجود اجابة شافية لديها قبل ان تشعر بذلك الملف يصفع وجهها بقوة جاعلا جسدها يسقط على الارض بينما انفجرت شفاهها بالدماء .. كانت تلك مجرد صفعة بالملف فقط اجل ذلك لم يكن شيئا أمام ما سيفعله بها احست بالخوف احست انها تموت من شدة رعبها مع ذلك لم تندم على شيء مما فعلته لتساعد راسيل احبتها حقا كصديقة لها و احبت أورا كإبنة أخت لذلك اجابته تمسح الدماء عن فمها: اجل سيدي انا كنت اعلم بأنها ابنتك و اخفيت ذلك عنك

رمت عينيها على كل من آرون و دايف اضافة إلى آريكسوا ترى نظرة الشفقة التي ملأت أعينهم ينظرون بها ناحيتها قبل ان تعيد نظرها لسافيدش الذي امسك شعرها بقوة مقربا وجهها من وجهه حتى اصبحت برك عيناه السوداء هو كل ما يقابلها بينما تكلم بخيبة أمل كبيرة: لآخر ثانية اقنعت نفسي أنك لم تفعلي بي شيء كذلك كنت اكثر حيوانة وثقت بها اكثر من آرون حتى اخبرتك كل شيء عما عشته اخبرتك اشياء لا تعرفها عني حتى داليدا و في النهاية اخفيتِ عني موضوع مهم مثل هذا .. شد يده بقوة على شعرها حتى فر انين ألم من بين شفتيها: ألم تفكري في امكانية موتها و هي مع راسيل؟ اتفهم ان الأخرى فكرت بطريقة سطحية بسبب مشاعر الامومة ماذا عنك أنت؟ أين المرأة الرزينة التي قدمت لها مكانة لم اقدمها حتى لأفضل رجالي تكلمي ضغط على احرف آخر كلمة جاعلا قلبها يحترق

لا فائدة من اخباره الحقيقة لن يفهمها رجل مثله لن يشعر بها إلا إمرأة جربت شعورها حرمت من الأمومة اجل لن يفهمها لذلك لم تشرح له شيء التزمت الصمت التام مما استفزه اكثر مع ذلك ابعد يديه عنها ماسحا دمائها العالقة في يده بتقزز قبل ان يعيدهم في جيوبه: من ساعدك في ذلك؟

ابتلعت ريقها تهز رأسها بلا احد مع ذلك لم يصدقها بدأ بطريقة عشوائية يلقي الاسماء: ايلام، داليدا؟ من تكلمي دايف؟ من كان يعلم بأن أورا ابنتي ايضا و اخفى الأمر عني؟ جمعت شفتيها مع بعض بإحكام مما جعله يبتسم: رونان؟ هل ساعدك رونان؟

هزت رأسها بسرعة و رعب كبيرين تجيبه: لا سيدي رونان لا يعلم صدقني لم تكذب كان حقا لا يعلم بأن أورا ابنته ببساطة هي استغلت المسكين منذ اليوم الذي بدأت في مواعدته و لم ترد ان يتعرض لأي أذى بسببها و لكن يبدوا انها فشلت خاصة حين أومأ سافيدش بتفهم ينظر ناحية الباب: روناااان نادى عليه لتنظر بسرعة ناحية الباب لا تفهم مالذي يريده منه وقفت بسرعة تمسح الدماء عنها حين دخل رونان بسرعة يلبي نداء زعيمه

نظر لسافيدش لثانية قبل ان يلتفت ناحيتها فاتحا عينيه بصدمة من منظرها المرعب اعاد نظره لزعيمه الذي تكلم بنبرة آمرة: أخرج سلاحك لم يفهم قصده مع ذلك فعل ذلك مذعنا و مجبرا فقط اخرج سلاحه يصغي لما قاله الآخر مكملا أوامره: أطلق على هذه الخائنة الآن هذا جعله يبتسم بسخرية من شدة صدمته معترضا لأول مرة على قرار يخص هذا الرجل: مالذي تقوله سيدي كيف أطلق عليها ماذا فعلت ح قاطعه سافيدش بنبرة هادئة و مميتة: قلت اطلق عليها الآن اذا اردت تأكيد ولائك لي اطلق لأني سأفعل ذلك بنفسي في كل الاحوال

اغمضت عينيها بقهر ترى الدموع مجتمعة في عيون المسكين بينما يهز رأسه بغضب و عدم تقبل للأمر يصغي لما كان يقوله سافيدش: اللعينة استغلتك طوال هذه الفترة كانت تتقرب منك كي تحصل على اهدافها هيا اطلق عليها بسرعة لا تجعلني انتظر نظرت لرونان حين حدق في وجهها بصدمة من عينيه رأت انه كان يتذكر كل شيء حدث بينهم طوال هذه الفترة كانت اكبر منه بعدة سنوات و لم يكن اساسا نوعها المفضل كل ما جمعها به كان حقا مجرد استغلال رغم علمها التام انه يحبها كثيرا لذلك أومأت له رأسها كأنها تطلب منه بهذه الحركة ان يطلق ستموت في كل الاحوال إذن لماذا تجعله يموت بسببها ايضا فقط سينتهي هذا بطلقة رصاص و كان ذلك ما سيحدث حقا

رؤيته يرفع سلاحه في وجهها و نظرات عينيه الغاضبة أكدت لها أنه سيفعل و لكنه صدمها يوجه سلاحه ناحية سافيدش مفرغا خزانه فيه بدون ان يرمش عينا واحدة حتى .. اجل كان ذلك ليس إلا باب جحيم و فتحه على كلاهما كان عليه ان يطلق عليها ان يقتلها و لكنه بدل ذلك وقع معها في نفس خدعة فلامينغوا الذي اكتفى بالنظر له حين لم يصدر من السلاح أي رصاصة يبدوا انه تأكد من افراغ سلاح رونان قبل ان يناديه حتى و هذا إذا دل سيدل على شيء واحد فقط انه أتى ليتأكد من شكوكه و لم يأتي ليسأل عنها

في الثانية التي انزل فيها رونان السلاح بصدمة تزامنا مع رفع آرون و دايف لأسلحتهم ناحيته يريدون حماية زعيمهم في تلك اللحظة ابتسم سافيدش بطريقة مرعبة و متوقعة رافعا حاجبه الايمن بينما يده اخذت تسحب سلاحه من خصره يسأل رونان بكل فضول العالم: هل أردت فعل هذا رونان؟ أنهى كلامه يضغط على زناده مطلقا كل الرصاص الموجود في سلاحه على جسد رونان الذي صرخ يسقط ارضا متلقي اربعة رصاصات غارقا وسط دماءه

صرخت بأعلى صوتها تزحف ناحيته ترى كيف كان يجاهد كي يتنفس بصعوبة و كل ما صدر منها كانت دموع حارقة لا تصدق انه يموت الآن بسببها ليس كما لو انها تحبه او ذات قلب رحيم مات الآلاف بسببها منذ دخلت هذا المجال و لكن لم يسبق لها من قبل ان احست بهذا الشعور ببساطة لأن رونان مختلف كان صغير جدا في الخامسة و العشرين فقط كل ذنبه انه احب إمرأة مثلها كان عليه الآن ان يكون مع حب حياته ربما يفكر في انجاب اطفال و ليس الموت بسببها دفنت وجهها في صدره تتوسله ان لا يفعل بها ذلك بينما سمعت صوت سافيدش يأمر دايف: ارميهما في قبو الشركة دع الجرذان تأكل اجسادهما و تأكد من تعذيبها جيدا

أومأ دايف يبتلع ريقه بصعوبة بينما تحرك بخطوات متوترة ناحية فيكتينا و رونان اللعين كيف فعل ذلك تبا كان عليه ان يطلق عليها بدل ان يحدث له كل هذا حسنا علم انه لن يموت زعيمه تعمد اصابة المناطق الغير حيوية في جسده مع ذلك لن يخرج من الغيبوبة إلا بعد اكثر من عدة شهور هذا اذا لم يصل الأمر لسنوات و طبعا في حالة اشفق عليهم و سمح لهم بنقله للمشفى لثانية و هو يخطوا بخطواته ناحيتهم تخيل ان يكون محل فيكتينا الآن بعد ما فعله بداليدا سيكون عقابه اكبر من عقاب فيكيتينا الجميع يعلم كم يثق بها سافيدش و كم كانت مقربة منه تبا شهد على عدة مرات اخرج فيها قلوب رجال فقط لأنهم فكروا في تسميمها او اختطافها من اجل الحصول على المعلومات تجمد في طريقه و هو يسمع ما قاله زعيمه يملء سلاحه بكل برود كما لو انه لم يحول جسد رجل لشبكة صيد: حين تنتهي منهم ابحث لي في موضوع داليدا و جورج اريد اسم من فعل ذلك فوق طاولتي في غضون اسبوعين

اجل نهايتك اقتربت دايف هذا كل ما همس به في عقله ليلتفت له مومئا بإحترام غير قادر على النظر داخل عينيه حتى فقط سحب جسد رونان الدامي بينما تبعته فيكتينا تبكي و تصرخ تتوسله ان يساعده لا تعلم انه لا يستطيع مساعدة نفسه حتى كي يساعدهم تبا لي
**

حركت راسيل عينيها تحت جفونها بصعوبة تشعر بكامل جسدها مخدر بسبب النوم لا تعلم حتى كم امضت من الوقت نائمة لتفتح عينيها تنظر لأورا النائمة بجانبها كالملائكة ابتسمت بوهن كبير قبل ان تشعر بثقل على خصرها نظرت بسرعة ليد سافيدش التي كانت تحاوطها ملتفتة له بفرحة: هل عدت؟

كان مغمض العينين مع ذلك كانت متأكدة انه مستيقظ بسبب اصابعه التي تضغط الآن على جلدها أومأ بهدوء كإجابة لها بينما نزلت بعينيها لصدره العاري دافنة وجهها وسطه لا تصدق انها نامت كل هذا الوقت الطويل قبلت احدى عضلاته تسأله بعد ان تذكرت ما حدث اليوم: أين كراو؟

اجابها يمرر اصابعه داخل شعرها جاعلا وجهها يلتصق بصدره اكثر: غادر فور ان أتيت لم يسمح لها بقول شيء آخر بعد ذلك وجدته يسأل: هل تشعرين بتحسن؟ أومأت بنعم تصغي لما كان يريد قوله: هيا إذن دعينا نعود لكوبا الطائرة تنتظرنا في الخارج احست بالسعادة لأنها ستعود اخيرا للقصر و ترى ايلام و ستستطيع التواصل مع فيكتينا و احتضان لولي اجل كانت بغاية السعادة و لكن ليس بعد ما صرح به: لن نعود للقصر يوجد كوخ سنبقى فيه لفترة من الوقت و لكن احتاج وجودك هناك بجانبي لا استطيع تركك هنا دائما و اكمال الاعمال هناك الوضع مؤقت سنعود لاحقا للقصر هذا وعد

اختفى كل حماسها الأول مع ذلك فكرت بمنطقية اعني بقائهم سالمين اهم حاليا من تواجدها بينهم على الأقل سيكون الخطر أقل بالنسبة لهم ابتعدت عنه تبتسم في وجهه ثم بهدوء تام وقفت من مكانها تجهز نفسها بينما تكفل بأمر أورا و ايقاظها من النوم تطلبت السفرة اقل من اربع ساعات متواصلة لتنزل اخيرا لأراضي كوبا و من المطار مباشرة توجهوا لكوخ آخر أخذهم له بسيارته المكان كان اكبر من كوخ تكساس و اكثر آمانا منه حتى الزجاج كان مقاوم للرصاص يوجد انظمة مراقبة في كل جزء من الكوخ و بإختصار الوضع كان جيدا مع ذلك لم تعلم من الشخص الذي سيتركه معهم هذه المرة من اجل الحراسة لذلك سألت و هي تراه يجهز نفسه بمجرد ما حل الصباح يريد الذهاب الى الشركة: مع من ستتركنا هذه المرة؟ هل مع آرون؟

هز رأسه ينظر لإنعكاسه في المرآة و كل تركيزه مصوب على ربطة عنقه التي كان يربطها بكل هدوء: لا ستأتون معي للشركة سنبقى مع بعض طوال الوقت ثم نعود الى هنا بعد ان انهي اعمالي لا آرون و لا غيره قادر على حمايتكم اذا حدث اي شيء خارج السيطرة استغربت كلامه لأنها رأت كم كان يثق بمهارات آرون و باقي رجاله مع ذلك تفهمت ان الأمر اكبر من استطاعة اي واحد منهم كان لا يثق سوى بنفسه و مهاراته

كانت بالفعل ترتدي ملابسها التي سافرت بها و أورا ايضا كانت جاهزة مع انها بالكاد تستطيع فتح عينيها الصغيرتين يبدوا انها لا تزال ترغب في النوم حملتها تخرج بها من المكان ليتجهوا للشركة و لعدة ثواني قبل نزولها من السيارة احست بخوف من كل الناس حولها و لكن يده التي ضغطت على يدها جعلتها تتجرأ اخيرا لتخرج رامية كل ثقتها عليه طوال الطريق كانت تبحث بعينيها عن فيكتينا و لكنها لم تكن موجودة ارادت ان تراها و تتحدث معها قليلا كي يتفقا على كذبة بخصوص اخفائها لموضوع أورا و لكن بدل ذلك قابلت آراندا التي كانت تخرج لتوها من المصعد تتحدث في الهاتف

ما إن رأتهم احست انها ماتت في مكانها حتى الهاتف وقع من يدها و الخوف هو كل ما ظهر عليها لم تعرف سببه رفعت هاتفها من الارض ترسم ابتسامة هادئة لتقترب من سافيدش تلقي عليه التحية: مرحبا سيدي ا قاطعها يسأل بكل هدوء: اين كنتِ أمس؟ اجابته بسرعة مع ذلك لم تستطع اخفاء ارتباكها: كنت في سفرة عمل و لم يخبرني احد انك عدت آسفة أومأ لها بإبتسامة غريبة قبل ان يتكلم مجددا و مهما حاولت ان تفهم سبب ذلك الطلب لم تستطع: حسنا اذهبي لسيارتي و احضري لي شيء من الصندوق نسيته هناك

أومأت له بتفهم لتغادر بسرعة لا تعلم ما هذا الشيء الذي ستأتي به بينما صعدت راسيل برفقته الى مكتبه سألت في الطريق بفضول: ماذا يوجد في صندوق سيارتك؟ الابتسامة التي ارتسمت على وجهه جعلتها تبتلع ريقها و لم تصر اكثر على اخذ الاجابة لأنها حصلت عليها حين فتح باب المصعد لترى جميع من في الشركة يلقون بنظرهم من النوافذ الزجاجية يصغون لصوت أنثوي يصرخ بأعلى صوت ابتلعت ريقها تركض ناحية النافذة ترى آراندا واقعة ارضا تصرخ و تبكي بينما كان هناك جثة رجل و إمرأة مقطوعي الرأس امامها

عقدت حاجبيها و قلبها تسابق مع سباق الخيول في السرعة لا تفهم مالذي يحدث حولها الرجال كانوا يسحبونها كما لو انها كيس قمامة من شعرها و يركلونها على وجهها و بطنها بقوة بينما كانت تبكي و تصرخ بإسم والدتها و والدها و تسألهم عن اختها آيدا تتوسلهم ان لا يقتلوها نظرت لسافيدش الذي تكلم بنبرة آمرة جعلت كل من في الشركة يركض لعمله: إلى العمل بسرعة ما ان اختفى الموظفون من امامها اتجهت ناحيته تهز رأسها بإستغراب: مالذي يحدث هنا لماذا الرجال يعاملون آراندا هكذا

ارتبكت حين تقدم منها فجأة معدما المساحة الموجودة بينهما حتى اصبح ظهرها على الحائط خلفها و صدره كل ما يقابلها بللت شفتيها تمرر عينيها في المكان من شدة احراجها تراقب الطريقة البطيئة التي قرب بها وجهه من وجهها حتى اختلطت انفاسهما: لماذا تهتمين لأمرها سأل مقربا شفاهه اكثر من شفاهها و يده اخذت تبعد شعرها عن كتفها دافنا وجهه هناك مكملا كلامه غير مهتم حتى لكونهما في رواق الشركة و قد يأتي اي شخص في اي لحظة ركزت معه بصعوبة بسبب قربه الذي كان يشتتها: أخطأت خطأ لا يغتفر و ستأخذ عقابها لا أكثر و لا أقل ابتلعت ريقها تحاول ان تحصل على اجابة لذلك السؤال الذي مر على عقلها وسط تبعثراتها: هل بسببي؟

احست بإبتسامته الساخنة يهز رأسه للميلتين مكتفي بتلك الحركة كإجابة على سؤالها مع ذلك علمت انه يكذب هكذا هو اذا لم يشأ ان يجيب على سؤال يصمت او يعطي ايماءة كاذبة و مبهمة كشخصيته و هذا زادها يقينا ان آراندا فعلت شيء سيء جدا و يبدوا ان هذا الشيء سيجعلها تجن لذلك كان يتعمد تجنب اخبارها عنه ابتعد عنها حين فتح باب المصعد ليمسك يدها يسحبها ناحية مكتبه دخل بها الى الداخل و توقف امام الباب يمسك ايطاره بينما رأت خلفه جيش من الرجال ضخام الاجساد: لدي اجتماع مهم في تلك القاعة .. أشار لقاعة موجودة في نهاية الرواق: سأنهي الاجتماع في ساعتين إبقي في الداخل مع أورا الرجال في حراستك و انا موجود هنا لا تقلقي النوافذ محكمة الاغلاق و فيها اجهزة أمن عالية لن تستطيع النملة الدخول بدون علمي

أومأت بتفهم ترى كيف كان ينظر لهم بإرتباك كأن جزء منه لا يريد المغادرة و تركهم لوحدهم لذلك وجدت نفسها مضطرة لفعل شيء و كان بكل بساطة انها وضعت أورا على الطاولة ثم توجهت ناحيته غير مهتمة للرجال الذين يحيطونهم من كل اتجاه بكل جرأة وقفت على اصابع قدميها محاوطة عنقه بكلتا ذراعيه مقربة شفاهها من شفاهه تقبله بهدوء و شغف جعل يده تمسك خصرها بشدة يبادلها قبلتها حتى فصلتها هامسة له بإبتسامة مطمئنة: سنكون بخير لا تقلق أنهي اجتماعك بسرعة كي تكون بجانبنا قبل ان نشتاق لك

ابتسم شبح ابتسامة و رغم انه لم يبدي اعجابه بما قالته امام رجاله مع ذلك كانت متأكدة انه أثر به خاصة و هي تراه يبعد يده عن خصرها معدلا ربطة عنقه للمرة الاخيرة: حسنا إذن لا تتحركي من هنا أومأت بتفهم ليعطيها ظهره يريد الخروج و لكن ليس قبل ان ينظر لأورا التي تكلمت بجانبهم

تلوح بيديها في الهواء راسمة ابتسامة جميلة اظهرت غمازاتها الكبيرة: بابا ... باي

أجل هذا حتما كان له تأثير كبير عليه لم يستطع اخفائه مهما حاول كانت نظراته و ابتسامته يغلبانه و ببساطة سمح لنفسه ان يبتسم ككل بشر ككل انسان طبيعي لعدة لحظات يشبع عينيه بالنظر لملاكه الصغيرة قبل ان يخفي ذلك الجزء الصغير من البشرية تحت جلده الذي غلف به نفسه لسنوات طويلة يعود في ثانية لوضعية الرجل البارد المرعب يخرج من الغرفة راميا نظرات مميتة على كل حارس تاركا لهم مجرد جملة واحدة لم تعلم معناها مع ذلك كانت متأكدة انها أخافت كل واحد منهم:Se trovo una formica in ufficio, vi brucio tutti (اذا وجدت نملة في المكتب سأحرقكم جميعا)

و كل ما صدر منهم كان كلمة واحدة مخفضين رؤوسهم ارضا: si

ما إن غادر أغلق عليها احد الحراس الباب و أوصده جيدا لتجد نفسها وحيدة مع صغيرتها التي كانت تحمل أوراق والدها و تحاول قرائتها كما لو انها ستستطيع فعل ذلك جلست بجانبها لفترة طويلة من الوقت لا تمتلك شيئا لفعله غير مراقبتها و هي تتحدث مع نفسها بأشياء تافهة و عشوائية مع كل دقيقة تمر كانت تنتظر قدوم فيكتينا بدون فائدة اشتاقت لها كثيرا و كانت متأكدة ان الأخرى مشتاقة لأورا و تريد اللعب معها قليلا مع ذلك لم يكن لها اي أثر في الشركة بأكملها ألم تأتي اليوم أو ماذا؟ اخرجها من شرودها تحرك أورا تريد النزول من الطاولة لذلك ساعدتها

بينما ركضت الاخرى في غرفة المكتب تصرخ و تحاول الهرب منها فهمت انها تريد اللعب لذلك شاركتها تركض خلفها من مكان لآخر و احيانا تلعب معها لعبة الحمار و احيانا اخرى تغني لها و تدور بها حول نفسها حتى انتهى بها الحال الآن تغمض عينيها و الأخرى تختبأ فتحت عينيها لتبتسم بسخرية ترى شعرها الحلزوني ظاهرا مثل اشعة الشمس من خلف الطاولة مع ذلك ادعت انها لم تراها و بدأت تتجول في الغرفة تنظر لكل شيء عدا المكان الذي كانت تختبيء فيه تسأل بصوت مسموع: أورا؟؟ أين أورا الجميلة؟ صرخت بحماس حين خرجت صغيرتها تحاول اخافتها لتسقط ارضا تدعي انها امسكتها و تخبرها انها بطلة صغيرة

لم يخرجهم من ذلك الجو الجميل سوى صوت فلامينغوا في الخارج يتحدث مع الرجال لتجد ان الساعتين انتهت اخيرا و سيكون معهم الآن لذلك وقفت تريد التوجه للباب و لكن أورا سحبتها من يدها بسرعة تطلب منها ان تختبيء احست بالحماس للحظة و كأنها طفلة صغيرة حملتها تركض بها ناحية حمام غرفته و إختبأت برفقتها هناك تسمع صوت باب المكتب يفتح بينما دخل هو يهمس بعد ثانية من الصمت: راسيل؟

عضت شفتها بقوة و قلبها كان ينبض بجنون تسمع صوته و هو يسأل عنها ككل زوج يعود للمنزل ينادي بإسم زوجته لم ترد اخافته عليهما اكثر حين نادى بإسمها للمرة الثانية لذلك كادت تجيبه و لكن يدي أورا اغلقت لها فمها يبدوا انها احبت لعبة الاختباء على والدها كثيرا تحرك مجددا في المكتب يعاود الهمس بصوت اكثر حدة هذه المرة: أوراااا؟

ما إن سمعت اللعينة الصغيرة اسمها خرجت بسرعة من مخبأهما تركض لوالدها تناديه بابا بابا تاركة إياها متصنمة مكانها لا تصدق انها قامت بحركة نذالة مثل هذه خرجت تنظر لها بصدمة في حين كانت الاخرى تحتضنه بقوة نظر لها بطريقة غريبة هازا رأسه بلافائدة: هل هذه ألعاب تلعبينها راسيل؟ كنت اظن انك اكبر من هذا و نظر لثعبانه الصغير يقبل شفاهها بطريقة سطحية: كوني دائما هكذا أورا حين أناديكِ تعالي هل اتفقنا قبل عنقها بينما هزت رأسها بنعم تمرر اصابعها الصغيرة في خصلات شعره تبعثرها له بعشوائية و بكل وقاحة كانت تنظر في وجهها فاتحة فمها بإبتسامة واسعة اظهرت اسنان الارنب خاصتها

خبيثة هذه الصغيرة خبيثة و كل يوم تكبر فيه تتأكد أنها انجبت عدوتها في الحياة تنهدت تقترب منه طبعا بعد ان سمحت لها اميرة والدها بذلك ..فتحت له ربطة عنقه ترخيها قليلا كي يكون مرتاح اكثر بينما سألته بملل: ماذا سنفعل الآن؟ ابتسم بطريقة ماكرة جعلتها تنفجر ضحكا مجيبا على سؤالها بكل بساطة: سيحضرون الغداء الآن ستتناولون طعامكم أورا ستنام بعد ذلك و انت اختاري ماذا نفعل لمعت عيناه بنظرة خبث مشيرا برأسه ناحية الغرفة الخاصة به في المكتب: يوجد سرير في الداخل

هزت رأسها بلافائدة متذكرة انه لم يفعل شيئا ليلة امس حتى حين عاد لم يشأ ايقاظها من اجل رغباته مع انها متأكدة ألف بالمئة أنه لايزال لحد الآن يتوق لأن تكون بين يديه تعلم انه لم يكتفي بعد منها و على حسب طريقته هذه لا تظن انه سيفعل أومأت بإحراج هامسة له بصوت منخفض كما لو أن صغيرتها ستفهم ذلك مع هذا لم تردها ان تسمعه : حسنا كما تريد قرب فمه يريد تقبيلها و لكن الباب الذي طرق اوقفه ليلتفت ناحيته .. دخلت شابة لا تتعدى الثلاثون سنة كانت متأنقة و تحمل في يدها مجموعة من الاوراق بينما تبعها حارسين يحملان الكثير من الطعام

وضعوا الطعام فوق الطاولة الزجاجية ثم خرجا في حين تكلمت تلك الشابة تنظر للأوراق في ملفها: سيدي لديك اجتماع على السابعة ه قاطعها بسرعة: أجليه للغد و حاولي وضع برنامج للإجتماعات كل يوم اجتماع و في اوقات غير متشابهة أومأت الأخرى قبل ان تخرج بسرعة و هنا وجدت نفسها تسأل بإستغراب: من هذه؟ ابعد ربطة عنقه عنه يرميها على جنب ثم حمل صغيرتهم متجها بها ناحية الطعام: تعالي لتتناولي طعامك راسيل أمرها بذلك متجنبا الاجابة عن سؤالها و كي لا تخرج الامور عن السيطرة جلست تتناول طعامها بصمت تام في حين اهتم هو بطعام أورا حتى شبعت و بدون عذاب نامت بسرعة بعد أن أمرها بذلك

راقبته يحملها من فوق الاريكة متجها بها الى الغرفة لتلحقه الى هناك غير متناسية موضوع تلك الشابة الغريب من تلك و لماذا كانت تتحدث كما لو انها مساعدته الشخصية أين فيكتينا و من هذه التي تمسك مكانها الأسئلة ازدحمت في عقلها و لم تجد سوى الثانية التي رمى فيها قميصه ساحبا اياها لصدره كأفضل توقيت كي تسأل و هو تحت تأثير لمساتها على جسده: من تلك الشابة لم تجبني؟

تنهد يدفن وجهه في صدرها و مجددا اراد تجنب الاجابة و لكنها منعته هذه المرة تخرج وجهه من هناك تنظر له داخل عينيه مما اضطره ان يجيب بملل: سكرتيرة جديدة بحاجبين معقودان سألت تهز رأسها بعدم فهم: و لماذا أتيت بواحدة جديدة أين فيكتينا؟ ما إن نطقت اسمها لاحظت كيف أظلمت عيناه و نظراته ازدادت سوداوية رأت الخيبة و الغضب في عينيه مجيبا بهمجية مبعدا يديها عن وجهه: انتهى عملها معي لا يعمل تحت خدمتي الخونة

انقطعت عنها انفاسها و عيناها إمتلأتا بالدموع تستفسر عن الموضوع اكثر داخلها كان يصلي ان تكون بخير و بقوة اعادت امساك وجهها و لكن هذه المرة كانت تحفر اظافرها في جلده من شدة رعبها: ماذا فعلت لها؟ نزلت دموعها تضغط بقوة اكبر تاركة علامات على وجهه: أين فيكتينا؟ امسك يديها بقوة رافعا حاجبه بطريقة محذرة: ابعدي يديكِ راسيل قلت اني انهيت عملها معي و الآن هي تأخذ عقابها على خيانتي لذلك أغلقي الموضوع لانه يزعجني لا اريد سماع اسمها مجددا

هزت رأسها برعب تتخيل شكل العذاب الذي تتلقاه المسكينة الآن بسببها و لماذا؟ لأانها ساعدتها لأنها كانت الوحيدة التي احست بها حين لم يشعر بها أحد لأنها وقفت معها رغم عداوتهما وقفت خلف ظهرها حين لم يساندها حتى من هم مِن لحمها و دمها حرفيا هذا جعلها تجن لتصرخ بأعلى صوتها منفجرة في وجهه بالدموع: عقاب ماذا؟ مالذي تتفوه به هل جننت او ماذا سافيدش؟ لماذا تعاقبها ما ذنبها و مالذي فعلته حتى تكافئها بهذه الطريقة

وقف من السرير ملامحه تحولت تماما مع ذلك حافظ على هدوءه يبدوا انه لم يرد إيقاظ أورا: اخفت عني ابنتي ساعدتك في خطتك الغبية و كادت تتسبب في موت صغيرتي تلك العاهرة كانت اكثر لعينة وثقت بها و خانتني لذلك أنهي موضوعها الآن راسيل و لاداعي للبكاء و التوسل لن اسامحها و لن ارحمها اطلاقا ستتعذب حتى تموت بعذابها أنا هكذا لا اسامح الخونة ايا كان نوعهم

كورت قبضتها بقوة تضغط على اصابعها مصرة على هز رأسها غير متقبلة الوضع بتاتا: يوجد شخص واحد يحتاج عقاب في هذا الموضوع و هو أنا .. انا من اجبرتها على ذلك هددتها اني سكتت تبحث عن كذبة بينما ابتسم بسخرية يهز رأسه بإستهزاء كأنه يخبرها بهذه الحركة انه لا يصدقها و لن يصدقها مهما قالت لذلك وجدت نفسها تتخذ طريقة اخرى اقتربت منه بسرعة تمسك يده تريد تقبيلها: ارجوك اتركها إذا كنت تحبني حقا سامحها سافيدش لا تقتلها فيكتينا شخص وفي حقا و لم ترد يوما ان تخدعك كانت مضطرة المسكينة خسرت قدرتها على الانجاب بسبب عملية اجهاض و لم تشأ ان يحدث معي نفس الشيء أتوسلك سامحها

بكل قسوة ابعد يده عنها مصرا على موقفه: قلت لك لن اسامحها اي شخص وثقت به و خانني في هذا الموضوع سيموت هل فهمتِ لن اسامح اي شخص

هنا ابتسمت توميء رأسها بنعم تمسح دموعها بسرعة: اي شخص سيموت أليس كذلك؟ أومأ رأسه لتكمل: عقابك إما يسري على الجميع ان تعفو عليهم أليس كلامي صحيح أغمض عينيه كدليل على موافقته لكلامها لذلك بزقت ما كان موجودا في فمها من كلام تنظر له بكل هدوء: إذن أقتل أختك لينا عقد حاجبيه بعدم فهم لتشرح اكثر واجدة ذلك الحل الوحيد لإنقاذ فيكتينا: لينا ايضا كانت تعلم و ساعدتني كثيرا حتى انها كانت ستخبرك ان أورا هي ابنتها بعد ان تلد و تخبر الجميع انها تمتلك توأم و لكن اجهاض جنينها غير كل شيء في آخر لحظة هيا اذهب و اقتلها الآن أرني كيف يسير عقابك على الجميع

كانت متأكدة تماما أنه لن يفعل تعرفه جيدا حتى لو رموه اخوته وسط اعدائه لن يرفع اصبعا واحدا ضدهم حتى لو اخرجوا قلبه و أكلوه أمام عينيه لن يتردد لثانية في الموت من اجلهم لذلك وضعته في موضع عجز جعل ملامحه تتحول تماما رأت انه صدم بمعرفة لينا بالأمر و اخفائها عنه و لكن لم يستطع قول شيء لأنها ببساطة حاصرته تماما مما جعله يغمض عينيه بإستسلام معاودا الجلوس على حافة السرير يتنفس بصعوبة من شدة غضبه حتى مرت بضع دقائق قبل ان يسحب هاتفه من جيبه اتصل بأحدهم ثم وضع السماعة على اذنه معطيا آوامره: اسمحوا لهم بالخروج

اغلق الخط راميا الهاتف بقوة ضد الحائط و مع انها كانت مدركة لشدة غضبه الآن مع ذلك لم تتردد في الإقتراب منه و بكل هدوء ابعدت يديه عن جمجمته ممسكة وجهه بين يديها لم يفتح عيناه و لم ينظر لها و لكنها تكلمت رغم ذلك تقبل شفاهه بين كل كلمة و الأخرى: لا تغضب مني و قبلته مرة اخرى تحرك يديها نزولا الى عنقه: لم اقصد ذلك صدقني و لكن حياتها تهمني كثيرا احست بتصلب عضلاته حين مررت يديها على اكتافه العريضة: رغم انها كانت تكرهني في باديء الأمر و لكنها لم تتردد و لو لمرة في مساعدتي فيكتينا مختلفة صدقني كما ان اورا تحبها كثيرا هيا لا تغضب انتظرت ان يفتح عينيه و لكنه لم يفعل لذلك دفنت وجهها في عنقه تقبل عروقه البارزة جاعلة انفاسه تحتضر من شدة رغبته.. همس بنبرة منتشية يضغط بقبضته على خصرها: توقفي عن فعل هذا لقد حصلتِ على ما تريدينه

حركت شفاهها ببطء معذب هامسة بانفاسها الساخنة ضد جلده: لا لم احصل بعد على ما اريده ابتسمت و هي تشعر به يستسلم اخيرا لاعنا إياها تحت انفاسه قبل ان تدفعه من صدره ملقية إياه على السرير.....

بعد فترة ارتدت ملابسها بصعوبة من ألم جسدها بينما كان جالسا على حافة السرير عاري الصدر ينظر لأورا النائمة واضعا يده على قلبها تارة و تارة اخرى يضع اصابعه على عنقها يتحسس نبضها و انفاسها كان يبدوا كمهووس و لم تلمه حسب ما فهمته ان صغيرتها عاشت شيء بشع في ذلك المختبر اللعين و يبدوا انه لم يتخطى ما رآه بعد في الحقيقة فكرت تخطي ذلك كانت صعبة تشعر كل مرة تنظر فيها لصغيرتها ان احدهم طعنها بسكين في قلبها كان أقوى رجل رأته في حياتها من كل النواحي تقسم انها لو كانت مكانه و رأت أورا تتعذب ربما لم تكن موجودة الآن بينهم كانت ستقتل نفسها من صدمتها

زحفت على ركبتيها فوق السرير حتى اصبحت خلفه تماما لتضع يديها على عضلات ظهره تتحسس ندوبه و وشومه هامسة له بجانب اذنه: هل استطيع رؤية فيكتينا قليلا؟ نظرت بسرعة لمكان آخر حين التفت لها بطرف وجهه بسرعة متجنبة النظر لنظراته المميتة تعلم انها تمادت في الموضوع و لكنها ارادت رؤيتها قليلا فقط تريد ان تقول لها شيئا واحدا على الأقل و لكنه رفض كعادته: لا

لم تستسلم لأنها بالفعل وجدت نقطة ضعفه حاوطت جزئه العلوي بذراعيها هامسة له بنبرة باكية: احتاج لذلك قد لا اعيش لأراها مرة اخرى دعني اتحدث معها ارجوك نزلت دموعها على كتفه مما جعله يغضب لاعنا مرة اخرى: تبا لمن يتزوج بممثلة ابتسمت بمكر تعض شفتها السفلى تمسح دموع التماسيح عن عينيها بينما وقف يرتدي قميصه بهمجية.. ايقظت صغيرتها لتخرج برفقته من غرفة المكتب تمشي خلفه بحماس كبير حتى وصلت لقبو أسفل الشركة

اشار لها بالدخول بينما اكتفى بالبقاء في الخارج مع ذلك لم تلح عليه كانت متأكدة انه غاضب منها و ربما رؤيتها في هذا الوقت ستجعله يغضب اكثر لذلك دخلت بدونه و فور ما وقعت عينيها على المسكينة احست قلبها تمزق كان جسدها بأكمله مليء بآثار الضرب و كدمات قوية غطت نصف وجهها نظرت لها فيكتينا بسرعة حين دخلت لتبتسم فاتحة فمها بسعادة: أورااا؟

سحبت يدها من يد تلك الطبيبة التي كانت تعالج جروحها لتتجه بسرعة ناحية اورا اخذتها من يدي راسيل دافنة وجهها في عنقها تقبلها و تشم رائحتها كأنها مدمن بينما كانت الصغيرة تضحك و تخبرها انها جولي رفعت دقنها بغرور تعيد شعرها الاحمر للخلف: بالطبع انا جولي في كل الاحوال .. نظرت لراسيل التي كانت عيناها مليئتان بالدموع لتختفي ابتسامتها بحزن: هيا لا داعي للبكاء راسيل اخذت عقابي انا استحق ذلك سيدي وثق بي حقا و انا خذلته و قبل ان تهتاج دموع الاخرى اكملت تعيد نظرها لأورا: و لكني سأخونه دائما من اجل أورا الجميلة

تمنت ان يكفي ذلك لجعل راسيل تضحك و لكن بدون فائدة وجدتها تبكي بحرقة محتضنة اياها تردد لها انها آسفة اغمضت عينيها بقهر تشعر بقلبها سيتمزق لم ترد ان تبكي مع ذلك فعلت لأنها لم تكن بخير رغم انه عذبها ليوم واحد فقط مع ذلك تألمت كثيرا علمت أن دايف لم يشأ ايذائها كثيرا و لم يكن قاسٍ عليها و لكن ما عاشته في الساعات الماضية لن تستطيع نسيانه ابدا خاصة انها لا تعلم لحد الآن ما وضع رونان المسكين وعدت ربها انها ستتزوجه اذا نجوا من هذا كان يحبها حقا و يكفيها ما عاشته وحيدة ستتزوج و لن تهتم لكونها عقيمة اخرجها من شرودها صوت راسيل تهمس لها بنبرة باكية: لدي طلب أخير منك

نظرت لها بعدم فهم لتكمل الأخرى صادمة إياها تماما: إذا حدث لي شيء تزوجي سافيدش و كوني أما لأورا

هذا جعلها تبتسم بسخرية و عيون مليئة بالدموع لا تصدق ما كانت تسمعه و مِن مَن؟ من راسيل الفتاة التي فعلت كل هذا كي لا تكون صغيرتها بين يدي أم أخرى هزت رأسها بعدم تصديق لا تفهم حتى ما مناسبة هذا الكلام: مالذي تقولينه راسيل زواج ماذا و موت ماذا اولا انت لن تموتي ثانيا حتى اذا متتي سأقتل كل عاهرة يفكر سيدي في الزواج منه هيا لن يكون هناك أم غيرك لأورا لا تعيدي هذا الكلام

احترق قلبها و هي ترى ملامح راسيل تتجعد تبكي كأنها تعتصر روحها ارادت الموت بدل رؤيتها بتلك الحالة منهارة و خائفة يائسة و ضعيفة تماما: ستعدينني فيكتينا ارجوكِ افعلي انا لن أعيش هذا شيء مفروغ من أمره حياتي مهددة في كل ثانية بالخطر حتى سافيدش لن يستطيع انقاذي هذه المرة و لا اريد ان اموت بدون ان اضمن حياة أورا انا متأكدة من حبك لها لذلك عديني انك ستكونين أمها بعدي و شيء آخر إياكِ ان يحدث شيء لإيلام اسجنوه قيدوه افعلوا له اي شيء و لكن لا تسمحوا له بقتل نفسه حياته تهمني كثيرا

تبا لي هذا ما قالته فيكتينا في اعماقها و دموعها تنزل على وجهها كالأمطار الغزيرة لا تنكر انها احبت سافيدش في مرحلة من حياتها كانت تتمنى ان يكون زوجا لها حلمت بعائلة معه ان يأتي لها بطفل و يطلب منها ان تربيه له كان لها قسط من هذه الاحلام في فترة سابقة و لكن ليس بعد صداقتها مع راسيل نست كل تلك الاحلام الغبية اصبح بالنسبة لها مجرد شخص وثق بها و اعطاها مكانة كبيرة في حياته ماتت كل مشاعرها من ناحيته حين رأت ما ضحت هذه الغبية به من اجله حين رأت كيف احبته راسيل اصبحت ترى مشاعرها مجرد نزوة عابرة هي من تألمت من اجله هي من بكت هي من حاربت و تحملت كل شيء لذلك كانت هي الوحيدة من لها الحق ان تعيش تلك السعادة انفجرت بالبكاء توميء رأسها حين بدأت الاخرى تتوسلها بذلك الوعد غير قادرة على مساعدتها بشيء آخر ارادت اخبارها انها ستنال السعادة التي تمنتها و لكنها لم تستطع لذلك اكتفت بدفن وجهها في كتفها تبكي بحرقة كأنها آخر مرة ستراها فيها

لم تتوقف عن البكاء إلا بعد فترة مقدمة أورا لوالدتها التي ابتسمت تمسح دموعها بسرعة: حسنا فيكتينا سأذهب الآن كوني بخير سأحاول
جعل سافيدش يعيدك للعمل في اقرب وقت دعي ذلك لي هل اتفقنا أومأت لها الاخرى لتسحب نفسا عميقا ثم خرجت من القبو تبتسم كأنها لا تموت من الداخل نظرت بجانبها لتجد سافيدش مستندا بظهرها على الحائط بينما يعيد رأسه للخلف يدخن سيجارته بهدوء تام كان يظهر عليه الغضب و كادت تطلب منه أن يغادروا و لكنها توقفت تراه يرفع سيجارته يأخذ نفسا عميقا منها و يده كانت مليئة بالدماء كأنه ضربها عدة مرات على الحائط
لم تفهم سبب غضبه ذلك مع هذا لم تقل شيء فقط نظرت له يدخن سيجارته حتى انهاها ليسحبها من يدها يخرج بها من القبو و من الشركة بأكملها

**

تنهدت فيولا بقهر تنظر لصغيرتها من خارج غرفتها كيف كانت تجمع ملابسها بحزن كبير تصارع دموعها مانعة اياها على النزول منها تعلم انها كانت حزينة و تمنت لو كان بإمكانها مساعدتها و لكن بدون فائدة كل شيء حدث لم يكن كافِ ليجعلها تسامح آرون على دقيقة حزن واحدة عاشتها بسببه حياتها لم تكن رواية تحت عنوان أحببت معذبي لا يوجد واقع يجعل امرأة تسامح رجلا فعل بها مثلما فعله آرون خاصة انها لم تحمل مشاعر حب في حياتها من قبل له لو كانت تحبه ربما كانت تستطيع تخطي و لو جزء بسيط و لكنها لم تفعل و لن تستطيع حب رجل قتل عائلتها شوه سمعتها و اغتصبها بعد ان كسر لها كل اطرافها

وحشيته و قسوته ترسخت في عقلها و لم تعد تراه سوى وحشا سينهي حياتها لذلك عليها ان تبتعد عنه كل ما عليها فعله هو العودة للمكسيك كي يمسك آري الزعامة بعد شقيقها إيثان و ستعيش هناك متمنية ان يصلح الزمن ما كسره آرون في قلبها و روحها دخلت لغرفة صغيرتها ثم جلست على الارض و اخذت تساعدها في طوي ملابسها بسرعة بدل تلك المماطلة التي كانت تقوم بها الاخرى بضع دقائق او ساعات لن يغير من انهم سيغادرون كوبا عاجلا او آجلا

ما إن انتهت من جمع ملابسها تكلمت تقف من الارض: ارتدي ملابسك فيينا ثم قدمي الحقائب لآري سيضعها في السيارة أومأت لها الصغيرة بصمت و حزن كبير مع ذلك لم تسمح لمشاعرها ان تتدخل في قرارها ستغادر تعني ستغادر عادت لغرفتها بعد ذلك لتبتسم في وجه إيثان الصغير كان ابن ميردا مرت على ولادته ثلاثة اسابيع و بالفعل فتح عينيه الجميلتين عضت شفتها السفلى بقوة تقترب منه حتى اصبح وجهها مقابلا لوجهه الآن هامسة له بحب بينما تمسك يديه الصغيرتين بين يديها: بيبي الجميل هل استيقظ ابني؟

فتح فمه يبتسم لها كالملائكة سارقا قلبها من صدرها تبا كان وسيم جدا و لذيذ تستطيع تناوله من شدة جماله لا يشبه والدته في اي شيء يبدوا انه أتى لوالده كان والده احد حراس آرون تنازل لهم عنه لأنه بالفعل كان متزوج و يمتلك طفلة اساسا لم تكن ستقدمه له حتى لو طالب به هذا صغيرها هي هذا الملاك كان تعويض الرب لها ستربيه ليصبح افضل رجل في العالم سيحمل اسم شقيقها ايثان و يكون اخ رائعا لصغيرتها فيينا

اخرجها من شرودها صوت جرس الباب يرن لتبتعد عن صغيرها تخرج من غرفتها و لكن سبقتها فيينا تركض ناحية الباب بحماس و ما ان فتحته صرخت بأعلى صوتها من شدة سعادتها ترمي بجسدها الصغير على آخاها ماندي تحتضنه بقوة و تخبره انها اشتاقت له كثيرا تنهدت تنظر لها من بعيد بصمت تام تراقب خضوعها الغير طبيعي لكل شيء يتعلق بآرون و لا تلومها في الحقيقة كان والدها و هذا الذي تحتضنه آخاها الذي كبرت تنام بين يديه و تتجول فوق اكتافه بعيدا عن كل شيء كان ماندي أخ رائع رأته طوال تلك الفترة كل مرة كان آرون يفقد عقله و يحاول خنق فيينا هو من كان ينقذها يتشاجر مع والده من اجلها

ابتعدت الصغيرة عن آخاها حين دخل والدها تركض له بسرعة تحتضنه بقوة و تبكي تتوسله ان يأتي معهم مسح الأخير على شعرها بحنان ثم دخل للمنزل ينظر لها بنظرات ملأها القهر تعلم انه يحبها و كان له أمل كبير بعد الفترة الاخيرة التي امضوها مع بعض كي تسامحه و تنسى كل شيء فعله بها و لكنها لم تستطع جروحها لن تشفى بالبقاء معه و رؤيته يحاول جعلها تحبه جراحها لن يشفيها شيء غير البعد نظرت ليده التي مدها يسحب بها سيجارة من سترته قبل ان يستند بكتفه على ايطار الباب الذي كانت تقف امامه: هل انهيتم جمع الحقائب؟

اجابته بهدوءها المعتاد: أجل فعلنا تبقى فقط ان نقوم بنقلها للسيارة

أومأ بتفهم يحدق في ملامحها التي عشقها بكل ذرة من قلبه لا تعلم ماذا كان عليها ان تفعل في تلك اللحظة تحت نظرات عينيه كان الوضع غريب و الجميع ينظر لها على أمل ان تبقى لثانية احست أنها قاسية او عديمة القلب لأنها لم تعشق معذبها لأنها لم تسامح من أهانها و مزق قلبها و لأنها لم تكن أميرة ديزني التي تريد النهاية السعيدة و البعيدة كل البعد عن واقعها اجل نظراتهم جعلتها تشعر بتلك الاحاسيس اللعينة و لكنها طردت كل شيء لأبعد نقطة داخل ظلام صدرها لا احد منهم عاش ما عاشته و لا واحد منهم تألم مكانها بكى و اشتاق لا يوجد فرد منهم من حقه اجبارها على البقاء مع رجل دمرها و حطم كل شيء حولها لذلك تنهدت تعطيه ظهرها تدخل مجددا للداخل

حملت الصغير بين يديها بينما حمل آرون حقائبها يخرج بها من الغرفة أولا لم ينطق بحرف لم يتوسلها ان تبقى او تعطيه فرصة اخرى طوال هذه الفترة تركها على راحتها تفعل ما تريده بالطريقة التي تناسبها لم يطالبها حتى بفيينا او اجبرها على البقاء معه و إلا اخذها منها مثلما فعل جادس مع المسكينة جيفييا ببساطة آرون احترم عدم رغبتها في البقاء معه و فضل ان يكون انفصالهم سلمي و هاديء عكس الحروب التي عاشوها طوال تلك الفترة السابقة

احست ببعض التعب و هي تصل اخيرا للنهاية ستغادر اخيرا و تعود لمسقط رأسها ستزور قبر شقيقها و والدها و ستخبرهم كل يوم قصصا جديدة ستعرفهم على ابنها الجديد و الذي لم تحمله في رحمها ستبني الاسرة الجميلة التي تمنتها منذ طفولتها ابتسمت تجلس على حافة السرير تستجمع ما تبقى من قوتها كي تكمل تلك المسافة المتبقية لها للحرية و السعادة لا يهم ان كانت سعادة جزئية المهم انها افضل من الحزن الأبدي احيانا يجد الانسان نفسه مضطرا لقطع اصبع كي ينقذ اليد و هذا ما فعلته بكل بساطة

اخرجها من شرودها دخول ماندي لغرفتها يحرك كرسيه الدوار بجهاز التحكم لحد الآن لا تصدق انه نجى من الموت المؤكد رغم كرهها لما فعله بها و لكنها لم ترد له ان يموت من قبل و من حسن الحظ انه لا يزال حيا يرزق لاحظت نظرات الخجل في وجهه لذلك تكلمت بسرعة تحتضن إيثان الصغير لصدرها: هل احتجت لشيء ماندي؟

أومأ لها رأسه بصعوبة بسبب اعاقته كان مصاب بشلل نصفي اي ان نصف جسده لا يستطيع استعماله او تحريكه مع ذلك السنتين اللتان امضاهما مختبيء مع إيما في الجنوب ساعدته كثيرا في الشفاء كان يخضع لتمرينات و العديد من الحصص العلاجية و بالفعل تمكن من تحريك فمه و رأسه كاملا حتى يده المشلولة اصبح بإمكانه تحريك اصابعها لا يزال لديه مشكل مع ساقه اليسرى فقط اي انه يحتاج لسنة او سنتين ثانيتين ليتمكن من المشي مجددا توقفت عن التفكير حين تكلم بنبرة محرجة جدا: اردت الحديث معك قليلا لن آخذ من وقتك الكثير

سمحت له بذلك مشجعة إياه برأسها ليستطيع اكمال ما لديه: اولا انا مدين لك باعتذار على كل شيء فعلته لكِ و لكن موضوعي متعلق بأبي نظرت للارض بهدوء تجمع شفتيها مع بعض بقوة كي لا تقاطعه تاركة اياه يكمل رغم معرفتها المسبقة بما اراد قوله: ابي يحبك حقا فيولا لم آراه يتحدث عن امرأة مثلما يتحدث عنك اعلم انه أخطأ كثيرا في حقك و سلب منك سنوات حياتك مع ذلك كل شيء حدث بسبب عمتي هي من كانت تعبث بعقل أبي حطمته منذ طفولته جندته على طريقتها و زرعت في قلبه حقد كبير ضد كل النساء لم يكن الامر معك شخصي ابي عذب كل إمرأة مرت في حياته

سكت قليلا يرى هدوءها التام كعادتها لا تعكس شيئا مما يدور داخلها مع ذلك اكمل على أمل كبير ان تكون لكلماته هذه تأثير عليها: أبي الآن يخضع لجلسات علاج نفسي طبيبته تعالجني ايضا كي اتخطى ما حدث لي بسبب عمتي اذا اردت سأقدم لك رقمها تحدثي معها و ستشرح لك كل شيء متعلق بأبي حين اخبرتها انك تريدين الرحيل طلبت مني ان اعطيكِ رقمها ربما تستطيع اقناعك بالبقاء ما رأيك هل...

لم تسمح له ان يكمل عرضه اجابته بهز الرأس: لا اريد ماندي ... نظرت له بعيون خالية لا يوجد فيها اي تأثر او شفقة: لو كنت احب والدك ربما كنت سأقبل بهذا و لكني لم احمل اي مشاعر و لا اريد ذلك معالجته أمر يخصه هو لن اساعد في اي شيء متعلق بذلك لا اريد شيئا غير ان يبتعد عني و لا تقلق مثلما احب والدتك و احبني سيحب أنثى اخرى و لكن هذه المرة سيعوضها عن كل القسوة التي جعلنا نشعر بها لا تقلق والدك سيجد السعادة يوما ما و لكن بعيدا عني

نظر ليديه العاجزتين عن مساعدة والده يشعر انه يتألم من الداخل ما كان يخشاه هو ان يتحطم والده بعد رحيل فيولا رآه طوال هذه الفترة كان يعيش على امل ان تسامحه و تعطيه فرصة جديدة لذلك رحيلها الآن سيجعله يضيع ليس و كأنه سيكون وفيا لوعوده كان متأكدا انه سيسافر لها سيراقبها من بعيد سيتألم في غيابها سيجد الحجج بفيينا كي يقابلها قليلا مع ذلك لم يجد نفسه إلا يوميء رأسه لها بتفهم مكتفي بذلك القدر من الحديث قبل ان يخرج من غرفتها سامحا لها ببعض الخصوصية

ما إن خرج من الغرفة نظرت لذلك الصغير بين يديها تتذكر شقيقها الذي قتله لها آرون بدون رحمة تذكر نفسها ان هذا الرجل سلب منها الكثير لذلك لا يحق له فرصة ثانية وقفت بعد ذلك من السرير تخرج من منزلها لتلتحق بهم في السيارة كان آرون يسوق بهم بينما كانت تجلس في الخلف بجانبها فيينا و آري و في المقعد الامامي كان هناك ماندي طوال الطريق لم ينبس و لا واحد منهم بحرف الجو كان كئيب و صغيرتها تبكي بدون صوت كل ما كان يخرج منها دموع حارة جاهدت كي تخفيها عنها قدر المستطاع

حتى وصلوا للميناء هنا فقط ابتسمت تنزل من السيارة تنظر لتلك الباخرة الكبيرة التي سأخذهم للمكسيك أصرت ان تكون السفرة في الباخرة كي تحصل على رحلة بحرية تنسيها كل ما عاشته ارادت بعض الهواء النقي وسط البحر كي يطرد من جسدها تلك الطاقة السلبية التي خيمت عليها كأنها غيوم لندن التي لا تتبلد

التفتت ناحية فيينا التي احتضنت والدها بقوة تقبل خده و تخبره انها تحبه ممزقة لها قلبها بذلك رأت نفسها فيها لثانية بينما كان آرون يخبرها انه سيزورها في كل مناسبة و سيتصل بها يوميا صوت و صورة حتى ابتعدت عنه اخيرا تقف بجانب آري الذي كان يحاول جاهدا مسح دموعها و لكنها لم تقابله سوى بالرفض غير سامحة له ان يلمس جزءا من جسدها نظرت لآرون الذي ابتسم اخيرا ساحبا نفسا عميقا: حسنا فيولا وصلنا للنهاية

أومأت رأسها بنعم تبتسم بدون سعادة كان عليها ان تكون في اشد حالاتها سرورا الآن ان تطير من الفرحة و لكن اي فرحة هذه و فلذة كبدها تتمزق امامها من شدة الحزن مع ذلك كررت لنفسها انها ستنسى ستكبر و ستنسى مهما كلفها الأمر اجابته تخلع الخاتم من يدها: اجل وصلنا للنهاية .. خذ هذه حريتك قدمت له الخاتم لتلاحظ الطريقة التي عض بها شفته السفلى بينما كور قبضته كأنه لا يريد أخذ الخاتم منها تكلم ينظر لها: هل ستتزوجين؟

هزت رأسها بسرعة: لا سأعيش من اجل صغاري و لكن اتوقع انك لن تستطيع الزواج و انا مكتوبة على إسمك لذلك اهتم بإجراءات الطلاق ما إن انهت آخر كلمة هز رأسه بسرعة بدوره يدفع يدها التي كانت تحمل الخاتم: انا ايضا لن اتزوج بعدك اتركِ الخاتم معك و ابقي زوجتي قانونا هكذا لن يتجرأ اي واحد من الاقتراب منكم ستكونون بآمان بما انكم تحملون اسمي

رفعت حاجبها الايمن بإستغراب لا تصدق انه يائس لهذه الدرجة و رغم ان الوضع كان غريب مع ذلك لم تجد مشكلة في ان تبقى زوجته قانونا و امام الناس بعد كل شيء هذا الرجل من اخطر رجال المافيا في المسكيك لولا الظروف التي اضطرته للسفر الى كوبا و البقاء برفقة زعيمه لما استطاع اغلب رجال المافيا في المسكيك ان يصلوا لذلك الجبروت الذي وصلوا له مع ذلك يبقى لإسمه ذلك الوقع المرعب بالنسبة لهم في وجوده او عدم وجوده

ابتسمت بهدوء في النهاية تحترم طلبه ليقابلها بابتسامة مشابهة يقترب منها اكثر حتى تعدى مساحتها الشخصية احست ببعض التوتر حين دنى بطوله الفارع يقرب فمه من اذنها هامسا لها بصوت منخفض: إذا احتجت لأي شيء اتصلي بي سأكون عندك فورا و بخصوص ذلك الشيء لا تخجلي اذا احتجت لرجل

احست وجهها سينصهر من شدة الاحراج لا تصدق انه يقول شيئا مثل ذلك لتنظر له بصدمة فاتحة عينيها على مصرعهما ارتبكت تريد اخراج كلمة واحدة على الأقل و لكنها فشلت بينما تحدث هو يشرح بكل اريحية: لا داعي للإحراج فيولا انت لازلتِ صغيرة جدا سبعة و عشرون سنة فقط الفتيات في عمرك يفكرن الآن في الزواج لذلك اعلم انك قد تحتاجين لرجل في اي وقت ربما ليس الآن و لكن بعد فترة ستفعلين و بما انك زوجتي لا يوجد غيري لفعل ذلك اعتبري الامر مجرد رغبة جسدية لن تغير شيء من قرارنا سابقى بعيدا عنك بالقدر الذي تريدينه و سأقترب بالقدر الذي تريدينه ايضا فقط لا تخجلي في طلب اي شيء

إبتسم بمكر حين لاحظ تحول لون وجهها و لم تبقى فيولا الهادئة كانت الآن ستنفجر من شدة الاحراج و بدل ان تنطق بأي شيء كالرفض او اخباره انها لن تحتاج له ابدا وجدها توميء رأسها بنعم كأنها لا تريد سوى الهرب من امامه الآن امسكت يد صغيرتها بقوة تتجه بها ناحية الباخرة بينما كان يراقبهم بعيون مليئة بالندم مع كل خطوة كانت تبتعد فيها عنه كان يسأل نفسه ماذا لو اعادها للمنزل حقا ذلك اليوم بدل ان يغتصبها و يكسر قدميها ماذا لو جعلها تعشقه و كان لها اول حب ماذا لو طلب يدها من والدها و تزوجا في حفل زفاف اسطوري لو كان شهر العسل في احدى الجزر لو كانت الليلة التي انجبت فيها صغيرتهما اجمل ليلة في حياتها ماذا لو كانوا الآن في المنزل هو يلعب مع اطفالهم و هي تطبخ لهم الطعام بينما تغني بصوتها الجميل

اجل كانت اسئلة بدرت على ذهنه لآخر لحظة و هو يراها تصعد ذلك الدرج بينما صغيرته فيينا تنظر له و تبكي تتوسله بعينيها ان لا يبقى واقفا هناك ان يفعل شيئا و لكنه لم يستطع سينتظر ربما يأتي يوم و تتمكن من مسامحته ربما تتصل به مجددا تطلب منه ان يأتي لها و تشاركه نفسها برضاها ربما تحدث معجزة و تحبه من يدري كل شيء معلق على طرف القدر كل ما عليه هو ان يتمنى ذلك و من يدري ايضا ربما الآماني تتحقق

بهذا إلتفت يبتعد عنهم عيناه لم تتحمل رؤيتها تبتعد للأبد تاركا صغيرته تبكي بحرقة و هي تراه يغادر احست بالقهر تمسك في يد والدتها بقوة متوقفة في مكانها و بدون ان تستطيع التحكم في صوتها هذه المرة انفجرت تبكي بأعلى صوتها دافنة وجهها في ساق فيولا تحاول كتم بكائها نظرت لها فيولا بحزن لتقدم الصغير لآري ثم جلست القرفصاء امام فيينا تمسك كتفيها بقوة: لماذا تبكين هكذا فيينا سيزوركِ و سيتصل بك كل يوم لن احرمك من رؤيته متى ما اردتِ ستسافرين له و ستبقين معه كما تريدين

هزت الصغيرة رأسها تبكي بحرقة و قهر تجيبها بكل مخاوفها: سينساني سيتزوج و ينجب اطفال آخرين ثم سينساني سأكون دائما بعيدة عن عينيه و مع الوقت سأبتعد عن قلبه زميلتي في المدرسة اخبرتني ان والدها تزوج و حصل على اطفال و الآن لا يتصل بها ابدا حتى اذا اتصلت يتحدث معها قليلا و يغلق ابي ايضا سينساني ماما و ماندي سيحب اخوته الآخرين اكثر مني

احضتنها بقوة تدفن وجهها في عنقها تكمل نوبة بكائها الهستيرية: اريد البقاء معهم اريد ابي و اخي سامحيني ماما لا اريد الذهاب معكِ

نظرت لآري الذي رفع حاجبيه بقلة حيلة مكتفي بالصمت قبل ان تتنهد دافنة وجهها في شعر صغيرتها سامحة لها ان تبكي كما تريد ان تفرغ قلبها حتى ترتاح قليلا

نظر ماندي لآرون الذي صعد للسيارة بهدوء ليبتسم بقهر على حاله معلقا بسخرية يحاول تخفيف الجو: إذن حبي إلى اين ستأخذني

اجابه آرون يشغل محرك السيارة: إلى بطن امك رمقه بنظرة جانبية حين زفر بملل معيدا راسه على مسند السيارة: تبا لي دعنا نأخذ راحة قليلا و نسافر لإحدى الجزر كي نطرد غبار السنين علينا ثم عالجني كما تريد

أرون: اخرس عليك اللعنة لا يوجد جزيرة و لا سفر حتى تقف على قدميك مجددا تبا لي المدربين الذين وضعتهم للإشراف على حالتك لا افهم مالذي كانوا يفعلونه طوال ذلك الوقت من اليوم سأهتم بنفسي بكل شيء يخصك و لن اكون آرونيس اذا لم تركض في ستة اشهر

لعن ماندي في سره يشفق على نفسه من المستقبل تبا والده لا يرحم سيجعله كالآلة حتى يقف على قدميه عاد معه الى المنزل كانت شقة اشتراها مؤخرا ليبقوا فيها كي يستطيع الاهتمام به جيدا و كان فيها غرفة كبيرة جدا بحجم خمسة غرف مليئة بالمكينات الرياضية التي سيعذبه بها نظر لآرون الذي خلع قميصه مكتفي ببنطاله الرسمي مطقطقا فقرات عنقه و اصابعه هامسا له بجدية: هيا سنبدأ

سلم أمره لخالقه حين دفع به الكرسي الدوار يدخل لتلك الغرفة اللعينة و كل خمس دقائق كان صوته يملء المكان من شدة صراخه بعد ان يتلقى ضربة قوية من والده لم يكن يدربه بل يعذبه و لم ينقذه من بين يديه سوى صوت جرس الباب الذي سمح له ببعض الراحة قليلا في حين توجه آرون إلى الباب كي يرى من هذا اللعين الذي قطع عليه اعادة تربية مسخه الغبي

ما ان فتح الباب احس بالصدمة و هو يرى فيولا واقفة امامه تحمل في يديها ابن ميردا بينما قفزت عليه فيينا تحتضن ساقيه بقوة لم يفهم شيئا كان قد تركهم امام الباخرة سيسافرون للمكسيك اذن مالذي تفعله هنا الآن نظر لصغيرته التي تكلمت بحماس و سعادة: اين اخي؟ اشار لها برأسه للداخل لتركض بسرعة متجهة له تريد اخباره بأنها عادت بينما تبعها آري في صمت تاركا اياه مع فيولا فقط اراد ان يبادر في الكلام و لكنها تشجعت اخيرا تشرح له الوضع بهدوء: اخبرتني انها لا تريد السفر معي و انها تريد البقاء معك هنا لذلك اضطررت للعودة

نظرت خلفها لباب الشقة المقابلة شقته مكملة: اشتريت هذه الشقة المقابلة لك سأعيش هنا مع اطفالي و في نفس الوقت ستكون صغيرتك قريبة منك و من آخاها سنكمل في نفس قرارنا الأول لن تقترب مني إلا اذا اردت انا لن تجبرني على اي شيء بدون رغبة مني و اذا اردتُ في المستقبل ان اسافر للمكسيك ستسمح لي بذلك هل اتفقنا؟

أومأ لها بسرعة يرسم ابتسامة خبيثة على شفتيه علمت من خلالها انه لم يسمع شيئا مما قالته له نظراته كانت تقول لها شيئا واحد انه سيحارب حتى آخر نفس في جسده كي يجتمع بها مجددا و يحصل على مكان في قلبها بأي طريقة و لم تمنعه عن ذلك اذا استطاع يوما ان يحصل على قلبها و يعوضها عن كل شيء لن تمنعه اما اذا لم يستطع فلا لوم عليها كانت هذه بداية قصتهما لا نهايتها من هنا سيبدأن كشخصان مختلفان مستقلان تماما عن ذواتهم السابقة لذلك ابتسمت حين مد لها يده لتصافحه بدورها تسمع ما قاله: مرحبا بك مجددا

هزت رأسها بسخرية تشعر به يضع شيئا في يدها و ما ان غادر نظرت لها لتجدها ضمادة طبية تشبه التي قدمها لها في اول لقاء لهما قبل سبعة سنوات الفرق ان تلك كانت لتعالج بها جروح اصابعها و هذه يبدوا انه يريد ان يشفي بها جروح قلبها

بعد عدة اسابيع*** |ليلة الكريسماس|

ابتسمت راسيل بحماس تنهي آخر اللمسات التي كانت تضعها على كعكة عيد ميلاد أورا لتبتعد قليلا تلقي بنظرة شاملة للكعكة عاضة شفتها بقوة هامسة لنفسها انها طباخة ماهرة و لم تخلق بعد من تقوم بكعكة مثل التي قامت بها احست بالفخر من نفسها كأنها انجزت انجاز عظيم ليخرجها من نوبة غرورها دخول سافيدش للصالون المطل على المطبخ يحمل في يده أورا التي كانت ترتدي فستان جميل جدا به جناحين باللون الوردي

رفعت حاجبها بفخر تعلق بحسد كبير: هل ساعدك والدك في ارتداء فستانك princess aura (اميرة اورا)

ابتسمت اللعينة الصغيرة بإحراج تنظر لوالدها بطرف عينها و لثانية بدت كأنها ملاك صغير تبتسم بسرور بينما كان يقابلها بإبتسامة صغيرة و هادئة ليس لأنه لم يرد ان يضحك لها و لكن منذ اليوم الذي نزلت فيه للقبو كي تتحدث مع فيكتينا احست انه ليس على ما يرام مرت بالفعل عدة اسابيع رأت فيها داليدا و لينا حتى انها قابلت إيلام و جلست معه لفترة طويلة و لكن لم يتغير مزاجه اصبح كثير الشرود و لا يبتسم الا ناذرا في وجه أورا بالغصب

كانت متأكدة انه حدث له شيء ما مع ذلك لم تسأله لأنها مدركة جيدا انه لن يجيبها بالحقيقة لذلك اكتفت بالعيش كل يوم كأنه آخر يوم في حياتها بدون التفكير في المستقبل بما ان الموت هو الشيء الوحيد الذي ستحصل عليه إذن ستعيش آخر ايامها بسعادة وسط من تحبهم حتى تسرقها حياتها منهم ابتسمت بفرحة حين اشارت أورا لكعكة عيد ميلادها تخبر والدها انها جولي بينما كان يوميء لها بصمت يقبل فروة شعرها

انزلها بعد ذلك ارضا ليتجه الى الاريكة جلس عليها بهدوء يدخن سيجارته بينما نظر لها ينادي إسمها كي تقترب فعلت ذلك بإستغراب حتى جلست بجانبه تصغي لما اراد قوله بإبتسامة هادئة: اردت الحديث معكِ في موضوع مهم راسيل و لكن ستعيدينني اولا انكِ لن تصرخي ستسمعينني للنهاية ثم سأسمعكِ ايضا شحب وجهها بينما ابتلعت ريقها بصعوبة تمرر عينيها على وجهه بخوف و بدون شعور منها أومأت بنعم تعد دقات قلبها المتسارعة في حين بدأ كلامه ساحبا نفسا عميقا من سيجارته

سافيدش: انظري الأمر متعلق بالمعلومات التي تمتلكينها عقدت حاجبيها بعدم فهم لأنه لم يسبق له ان سألها عن المعلومات ابدا مع ذلك سمحت له ان يكمل مكتفية بالإيماء بصمت: الحل الوحيد كي نعيش مع بعض حياة طويلة و هادئة هي تقديم المعلومات لهم ستجمعين كل شيء في شريحة ذاكرة و سأقدمها لهم و هكذا لن يفكر اي واحد منهم في الاقتراب منك اعلم ان هذا صعب عليكِ بطريقة ما لا استطيع تفهمها و لكن فكري من ناحية اخرى هذه المعلومات ستجعل بعض العينات المحتجزة في تلك المختبرات تتحرر ليس الجميع لديهم مشاكل في العيش كخدم عند المنظمة لذلك انت هكذا ستساعدينهم صدقيني

تقوست شفتها للأسفل بغيض كبير تنظر له بعيون دامعة لا تصدق انه يقول مثل هذا الكلام لها بعد كل شيء عانته بعد كل الحروب التي خاضتها و كل شيء خسرته يطلب منها ان تقدم آخر ما تبقى لها من نفسها القديمة و هو ضميرها ان تشتري حياتها مقابل حياة الآلاف و بكل هدوء عكس الغضب الذي كان يتملكها اجابته تهز رأسها للميلتين: لا لن افعل فتح فمه يريد ان يتحدث و لكنها اوقفته ترفع يدها في الهواء: لا تحاول سافيدش لن افعل ذلك كما اني لست طفلة صغيرة كي تخدعني ببعض الكلمات أعلم جيدا ان المختبرات متوقفة حاليا عن تأهيل الأطفال منذ ماتت أمي لعدم حصولهم على المعلومات المطلوبة لصنع الشرائح يوجد دفعة واحدة تنتظر زرع الشرائح و اذا قدمت لهم المعلومات ربما سيتحررون و لكن هذا يعني ايضا ان المختبرات ستسعى لإنتاج عينات جديدة و سيكون ذنبهم عالقا في عنقي لذلك لن افعل

اغمض عينيه كأنه يصارع نفسه كي لا يصرخ في وجهها محاولا معها مجددا: انا عاجز راسيل لا امتلك حل غير هذا كي نكون مع بعض هذه الحرب لن تنتهي إلا بموتنا جميعا هل تستطيعين فعل ذلك بنا من اجل معلومات لعينة اي شخص مكانك كان سيقدمها و يرتاح لماذا انت مصرة على فتح جبهات قوتي ليست كافية لإغلاقها

اجابته بتأسف و قهر: آسفة و لكني لا استطيع اعلم اني اضعك في موقف لا تحسد عليه اعلم ايضا اني قد اكون متهورة او انانية حسب ما تراه و لكني أم و لن استطيع العيش في حياة كل مرة ارى فيها أم تبكي على صغيرها اسأل نفسي هل انا سبب في هذه الدموع؟ حتى اذا قدمت المعلومات سأموت يوما من شدة حزني و تأنيب ضميري لذلك اعذرني لا استطيع فعل ذلك

أومأ لها ما إن انهت كلامها بإستسلام كأنه كان يعلم انها سترفض احست انه فتح هذا النقاش كآخر فرصة لهما على امل ان يستطيع اقناعها و لم يصر بعد ذلك فقط التزم الصمت ينظر ليديه العاجزتين بهدوء حاله كسر قلبها حقا خاصة و هي تغلق في وجهه آخر سبيل و تصفع في وجهه آخر باب من الأمل حتى اخرجهم من صمتهم ذلك صوت الباب يدق لتنظر له بإستغراب: من هناك؟

اجابها يهز رأسه بهدوء تام: ضيوف افتحي لهم الباب

عقدت حاجبيها لا تفهم قصده من ذلك مع هذا وقفت تتجه ناحية الباب تريد ان تعرف من أتى؟ هل هم عائلته عزمهم على عيد ميلاد اورا او ماذا.. هذا كل ما كانت تفكر فيه و هي تفتح باب المنزل ترسم ابتسامة هادئة على وجهها قبل ان تختفي في نفس اللحظة التي توقف فيها قلبها عن النبض و هي ترى من كان يقف خلف الباب احست
بانفاسها تختفي و النظرة اصبحت مشوشة دموعها اجتمعت في عينيها ترى والدها يقف مبتسما لها بينما خلفه كان يقف اخوتها الذكور ليام خلفه تماما بينما على جانبيه كان هناك كروك شقيقها الاكبر و جيراك في الجهة الاخرى و من على بعد لا بأس به استطاعت لمح عمها مايكل يجلس على مقدمة السيارة
كانت عدة ثواني التي ترجم فيها عقلها كل شيء يحدث بالعرض البطيء هدوءه طوال هذه الفترة محاولته الاخيرة ان تقدم لهم المعلومات طواعية وجود عائلتها و الأشخاص الذي سيجلدون منها انسانيتها اجل كانت مجرد لحظات نظرت فيها لهم بعيون دامعة و خائفة لتلتفت له بعد ذلك تنظر بقهر تراقب الطريقة التي أظلمت بها عيناه حين سقطت دموعها على خدها كانت المرة الاولى التي خافت فيها رغم وجوده بجانبها المرة الوحيدة التي ارادت ان تهرب من الجميع و هو اولهم و لكنها كانت محاصرة لذلك اعادت نظرها بإستسلام لوالدها كل ما تردد في عقلها انها ستقتل نفسها لأنها ستموت في كل الاحوال كان ذلك آخر ما همست به في سرها قبل ان يتكلم والدها بإبتسامة هادئة ينظر داخل عينيها: مرحبا راسيل

سافيدش وراسيل 333 only half devilحيث تعيش القصص. اكتشف الآن