كان الطقس في إيطاليا حار قليلا، وأول ما نزلت كارولينا من طائرة ترافيس الخاصة تلقتها موجة دافئة وعبير رائحة البحر المتوسط، الطقس في اثإيطاليا واسبانيا متشابه، إلا إنه في إيطاليا يبدو أكثر رطوبة فشعرت بالاختناق قليلا في سروالها الجينز وقميصها وتمنت لو إنها ارتدت ملابس قطنية بدل من البلوزة الحريرية.
"هل تشعرين بالضيق من الطقس؟" قال ترافيس.
ابتسمت له وقالت: "قليلا!"
"سنصل بعد قليل لمنزلي، هناك يمكنك تغيير ملابسك"
رمشت كارولينا وقالت:
"منزلك؟ كنت أعتقد إنك حجزت لي في فندق!"
نزل من درجات الطائرة وقال:
"أجل بالفعل! ولكن أن نذهب لمنزلي أسرع، تبدلين ثيابك ثم نذهب لمنزل العائلة لتلتقي بالعروس!"استرخت كارولينا وابتسمت ورمت شكوكها خلف ظهرها وقالت:
"حسنا إذا، هذا يبدو جيد"
صعدت في السيارة الليموزين التي كانت في انتظارهما، وسرحت في المناظر الطبيعية التي تراها من النافذة، ثم غرقت في أفكارها حول كيف كانت حياتها في عالمها الآخر، كاثرين الصحفية، المتميزة في عملها والتي حصدت مؤخرا على نجاح كبير وواسع وأصبحت صحفية مشهورة بشكل كبير.ولكنها أبدا لم تنعم بهذه الرفاهية التي تنعم بها الآن، غزا تفكيرها جراهام حين كانا في الملجأ وعن آخر يوم التقت فيه به عندما ودعها ووعدها بأنه سيعود من أجلها ولم يفعل.
علمت وأخيرا سبب عدم عودته لها، شعرت فجأة بالحنين والشوق لسيباستيان، ربما قدومها هنا لإيطاليا كان خطأ، ربما كان يجب أن تخبره فلابد إنه يبحث عنها الآن!
ولكن هل تريد فعلا العودة إليه، غريزيا وضعت يدها على بطنها، في فترة ما كان طفلها في آمان في احشائها وشعرت بنبضه مرتين، وهذا سبب عدم قدرتها للمغفرة له، كانت تحتاج حمايته ولم يحميها، في الملجأ غادر ولم يحميها وعندما خطفتها سمانتا لم يحميها، ورغم إدراكها إن كل شيء فوق طاقته، إلا إنها تخاف أن تنتظر حمايته مجددا، تخاف أن تضع كل حياتها بين يديه مجددا.
"لقد وصلنا!" قال ترافيس وقد أخرجها من شرودها.
نظرت حولها ثم ابتسمت باعتذار وهي تقول:
"لقد كنت رفيقة مملة!"ضحك ترافيس وأجاب:
"ربما أنا الذي لم استحوذ على تفكيرك!!"
شاركته الضحك ثم نزلوا من السيارة واتجهوا إلى داخل منزله، الذي يبدو كقصر أكثر منه كمنزل، بشرفاته البيضاء المطلة على الحديقة، لم يتسنى لكارولينا الوقت بإمتاع ناظريها برؤية تفاصيل المنزل بل توجهت للغرفة التي ستغير فيها ملابسها برفقة الخادمة، والتي يبدو إنها غرفة الضيوف.كل ما شد انتباهها صور لإمراء بارعة الجمال وبصحبتها فتاة صغيرة في موالي الرابعة من عمرها، فخمنت كارولينا إنها زوجته وابنته المتوفيتان.
وفي طريق ذهابهما لمنزل عائلة ترافيس الكبيرة، لم تتجرأ أن تسأله عن الصور التي شاهدتها، لم تشأ أن تكون متطفلة، بل لم تسأله عن أي شيء حول منزله البارد والخاوي، خوفا من فتح الجراح بالنسبة له، فهي مجرد ضيفة لبضعة أيام.
أنت تقرأ
البليونير الذي يحاول إذلالي (الجزء الثاني)
ChickLitبعد كشف الحقائق وتعرية الأسرار في الجزء الأول.. يلتقي أبطالنا مرة ثانية بعد الفراق وتنشأ بينهما عداوة قوية ولكنها تنقلب لحب عاصف.. ولكن لحظة!!.. ماذا سيحدث لأبطالنا عند انتهاء الرواية التي يعيشون داخلها ويصلون للفصل الأخير؟؟