ch.3

1.8K 80 10
                                    

MAY

لا أعلم لم تسلل الخوف لي فجأه...تحدثت الأشجار ... الأشجار لا تتحدث ...في الوضع الطبيعي...هذا غيرطبيعي البته...هل هذا حلم...هلوسة...هل انا نائمه...
..لم البث كثيرا بالتفكير...حتى هبت رياح كنسيم لطيف لكن بارد اعدت ارتداء معطفي..ثم ما لبث ان رأيت جذوع الأشجار وافرعها تتوجه نحوي ...لقد كانت تلاحقني ركضت باسرع ما امكنني....حتى تعثرت...ولخيبتي ...أمسكت بي...والتفت غصونها وافرعها على جسدي ...لقد أصابني الهلع ..من المفترض أن هذا حلم...كابوس ...لكني اتألم...ولم اصحو بعد...هل يمكن التألم في الأحلام...

'لا يمكنك الهرب بعد الان ايها البشري...سارق ...ستنال ما تستحقه'

تلك كانت آخر كلمات اسمعها مع نسيم الرياح...انا خائفه اريد الاستيقاظ...

لم أعلم كم من الوقت غبت عن وعيي...كنت كالحالم الغائب...هل هذا حلم ضمن حلم ....تعقدت حاجباي

ثم صدح صوت جدي برأسي...كذكرى من طفولتي...

'كان ملك قوي شديد البأس...لا يرحم...صوت زئيره مخيف يخضع الجميع...كان دائم الغضب...لم ير احد يوما ما جانبه اللين...قاس وبارد ...لكنه عادل....ربما بنظرهم...لاني كنت أرى حكمه ظالمه...'

"ثم ماذا حدث يا جدي...هل سامحه عندما سمع عذره؟"جاء صوتها الطفولي موجها لجدها.

'للاأسف يا مايو...لم يشفع له عذره...أمر بافتراسه...جعل منه وجبه عشاء لأفراد شعبه الذين امسكوا به...كان جائزتهم...'

"هذا فظيع...انه ظالم"

'في عالمنا...لكن في عالمهم...انه العدل...هو سارق...رغم ان ما سرقه لا يتعدى حفنه من القمح...لكنها كانت سبب فناءه'

"والملك يا جدي...هل ندم...ألم يندم لفعل ذلك؟"

'لا يا مايو...لا تجري الحياه هكذا...هناك العالم مختلف...القوي يفترس الضعيف...لا وجود للعاطفه في عالمهم...لا حب...لا تبادل للمشاعر هناك..'

"ماذا...كيف لا يتبادلون المشاعر...لا حب..لا حياة ياجدي...انا وليده حب والداي...الا يحبون اطفالهم؟"

'مايو...لا يوجد شيئا كهذا...عندهم ...حسنا يسمونه الاخلاص ...الواجب...ليس الحب ...والوفاء..فتزواجهم وانجابهم لا يبنى على الحب...انهم انصاف حيوانات...متوحشه غابت عنها العواطف'

"انا اشفق على زوجه هذا الملك الاسد المتوحش...
سوف تموت معه بالتأكيد..
انا احب نوح فهو يجلب لي السكاكر دوما في المدرسه وانا اجلب له سندويشا اضافيا معي..سنتزوج عندما نكبر...فانا لن اتزوج شخصا لا احبه ولا يحبني"

'طفلتي ما زلتي في السادسه من عمرك..رغم هذا انتي تغمرين الجميع بعطفتك...جميلتي مايو...انتِ ستكونين اجمل شخص عرفه العالم....

تلاشى صوت جدي شيئا فشيئا ...انا افتقدك جدا يا جدي...لقد يئست الحياه.. لم اعد اشعر بالحب...ملأ الكره قلبي...لقد تحطمت عواطفي...بت اريد الموت واتوسله...جدي..

'استيقظ ايها السارق...لقد حان وقت عقابك...استيقظ لقد جاء الملك...'صدح صوت نسيم الشجر بأذني مايو وهي ترخي عنها افرعها لتسقط.

ما ان صدم جسدها الارض حتى فتحت عيناها...لم تتحرك...بقيت على حالها ممده..يتلحف جسدها الصغير العشب والاوراق المتساقطه...وشعرها. قد غطى وجهها...

'هل هو مستيقظ؟'كان صوت عميق مخيف يهز الاوصال بسماعه...

"نعم مولاي...."

لم استطع ان ارى الا ارجل ...عدد كبير من الارجل تحيط المكان الذي اوجه نحوه نظري ..لم ارد رفع رأسي
سماع ذلك الصوت ارعبني...انا اريد الموت...استسلم ...لحظات وتقدم احدهم نحوي..كان رجلا عملاقا. او ربما لوضعي الممدد..ظننته كذلك .بحذاء عسكري بني اللون.....عندما ركع امام وجهي...استطع ان ارى ملامحه...كان شابا...مفتول العضلات ...القميص الذي يرتديه لم يستطع الا تفصيل عضلاته التي يغطيها...قميصا اسود..بازارا ثلاثه ربما اربعه مفتوحه ليظهر اسفلها شعر عضلات صدره المغطاه بقلادتين...او ثلاثه...كان منهم الجلدي ومنهم الفضي...والاخير كانه خيط بسبله قمح ...لم ارتجف عندما اقترب مني ..كنت ارتعب لكن لسبب ما لم استطع الخوف منه...عندما رفعت نظري نحو وجهه...كان يصعب وصفه...كان غاضبا...والنار تنفث من عيناه بلون البندق...كان وسيما على نحو ما لو لم يملئ تعبير الغضب وجهه...يملك شعرا طويلا يربطه للخلف...لم يضع قرطا...لكن اسفل اذنه وشم بوشم وجه اسد يزأر ....زاد جماله وهيبته... يغطي وجهه لحيه ...كان ملتح بشكل جميل...

'هل انت مستيقظ'زأر بصوته نحوي..

لم اجفل...لكن عندما رفعني اغمضت عيناي..كنت معلقه بالهواء وهو يمسك ذراعاي...ضرب نفسه الساخن وجهي...لم اشعر به الا وهو يزأر....مع ذلك لم اخف...لا اشعر بالخوف منه...ربما مات خوفي مع كسر قلبي...فجأه صدم ظهري بشيء قاس...لم اعلم اهو جذع الشجره...ام حائط متيبس بنتوءات....لوهله كتف ذراعاي بيده...كانت يدا واحد ...منه تمسك ذراعاي متشابكتان...لقد آالمني...وعندما اردت اطلاق انين الم من فمي...وجدت انه يضغط على عنقي...بيده الاخرى...لقد كان يخنقني....فتحت عيناي لاواجهه...رايت نظره القاسي والبارد نحوي ...ارتجفت شفتاه لوهله..وعاد يضغط على فكه..لماذا يقتلني ...انا لا اعرفه ولم افعل له شيئا...كنت مستسلمه...اردت الموت...كنت اريد الموت

'مولاااااااااي'

لم اعرف من اين جاء صوت الصراخ والنداء هذا ....كان سمعي يتلاشى...يبدو ضبابيا...لكنه لم يبتعد بنظره عن عيناي...كان قاس...كان باردا...يريد موتي اكثر مني..هذا ما رأيته في عيناه..لم اشعرالا بالجوهره التي مازلت اشدها بيدي الا وتسقط من ارتخاء اصابعي حولها...لحظات وجاء الصوت يصرخ مره اخرى...لم اتبين معالم ما قاله هذا الصوت ..الا ان اليد التي تلتف حول عنقي ارتخت قليل...ثوان واضاء المكان...كما اضاء في السقيفه...ايقنت ان الجوهره لامست الارض ....فجأه اختفى المشهد...وجدت نفسي اقع في السقيفه...واجهتني ارضيتها...امسكت بعنقي ...كان مؤلما حد اللعنه...لم يكن حلما ...لم يكن...لقد كان شخص يقوم بخنقي بيده العاريه...كدت اصل الموت ...او اني مت...

Once upon a time Mayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن