الاشجار والحب 🌳❤️

89 55 7
                                    


الفصل الرابع

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



الفصل الرابع

ان الحب مثل الاعصار الذي يبتلعنا ولا نبتلعه ، ويقتلعنا ولا نقتلعه ، ويعصف بنا ولا نعصف به .

ان الحب كما الطبيعة تخلق ولا تُخلق ، وتُشكل ولا تتشكل ، وتعبث ولا يعبث بها .

هاقد فرش الحب أشجاره اليانعة حول قلبي ، وطوقني بها من جميع الزوايا  ، حتى لا اتمكن من الهرب منه .

انتقت فرشاة ألواني اليوم ، رسم الاشجار ، وصبت نقش أوراقها الخضراء على لوحتي .
ولم البث إلا القليل ، حتى إنتهيت من رش الطلاء الاخضر على كافة اللوحة حتى بعثت فيها الحياة والنور .

كان صديقي سليمان يجلس في زواية تبعد عني قليلاً ، وكنت أنظر إليه بينما كان يلاعب قطته ، كما لو إنها طفلته الصغيرة المدللة .

رفع سليمان بصره نحوي حينما شعر أن عيناي قد تدحرجت إليه وكأنها تريد إن تزرع بعضاً من الاشجار الخضراء حول قلبه وتحاوطه بها كي تشرع الوان بهجتها المتلألأة على طلته الخلابة .

ثم راحت عيناه تتزحلق نحوي بألوانها الدافئة ، واقبلت علي كشجرة وَضَاءَة ، قد كساها الحسن والروعة في كل جهه من أوراقها المتفتحة اللامعة .

ثمة شئ يجتاح إنتباهي إلى عيناه !
اهي ملامحي التي قد رُسمت بحَذَاقَة داخل جوفها ! وكأنها تصرخ دون إستحياء بحبها لي ؟!

لم ينطق لسانه بالحب يوماً ، لكن عيناه قد فعلت ، يوم زحفت إلي بأشجارها المثمرة كي تزرعها في روضة قلبي ، وتسقيها من بحيرة اعماقي ، حتى تغدو صلبة مما يصعب اقتلاعها من جذورها .

إن الحب كما الاشجار ينمو ويزدهر في البقعة المناسبة له .
وقد نمى حبه في قلبي مثل شجرة شاهقة الارتفاع ، استظل تحت ظلها يوم يهزمني التعب ، واستنشق الهواء النقي بين اوراقها يوم أعيد تأثيث حيويتي من جديد .

ان المحب احاسيسه دائماً تسبق صوته .
هذا ما شعرت به إتجاهه ، يوم هزمت احاسيسه صوته وتكلمت نيابة عنه .

- لوحة جميلة !
قالها سليمان وهو يتأمل بإنبهار لوحتي الموضوعة فوق الطاولة .

ثم التقط اللوحة بكلتا يديه وغدا يتأملها بعمق ، وفجأة احسست بقشعريرة تصب في قلبي ، شعرت وكأنه يتأملني عن طريق لوحتي ويرى روحي القابعة داخلها تبادله نظرات الحب وسط الاشجار .

يوميات رسامة 👩🏻‍🎨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن