البحر والغناء 🎼

110 61 14
                                    

الفصل الثالث

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.





الفصل الثالث


لم تختلط روحي مع ألوان الرسم فحسب ، بل أمتزجت مع إيقاع الموسيقى ، وصوت الغناء .
لقد امسيتُ كلوحة إبداعية تسربت بداخلها العديد من ألوان الفنون وبهجتها .

رحت أغني اليوم امام شاطئ البحر ، واطلقتُ سراح صوتي في عنان السماء ، وكأنني أريد إن اتحرر من شئ ما ، شيئا عالق وسط حنجرتي يصعب إبتلاعه ، ربما تكون كلمات يصعب نطقها ، ولكن من السهل غناءها .

حين أغني أشعر وكأنني ابتلع حروفي المكبلة في جوفي ، كما يبتلع البحر جزيرة كاملة دون خسارة شيئاً من قطرات مياهه .

بعد ما أنتهيت من الغناء ، احسست لبرهه إن البحر بات يتسكع على سطح أعماقي ، ويبتلع الشوائب المتلصقة بي .

حينئذ استوقفني ، منظر صديقي عمر الواقف امام لوحتي الفنية ، والتي ابتعدت عنها قليلاً حينما هممت بالغناء .
كان يتأملها كما لو أنه يتأمل اخر مصباح مضيء انقذ حياته من ألوان العتمة المظلمة .

قال عمر مبتسماً وهو يراني اركض نحوه والابتسامة تتسلق إلى ثغري  :
‏- لا يوجد رسام واحد ، قادر على التفوق عليك يامنال في رسم البحر !

قلت بإبتهاج :
‏- اسعدني إطرءك كثيراً ياعمر ! وكأنك للتو ناديت البحر كي يجتاحني ، وينثر ألوانه الزاهيه حول روحي .

تبادلنا بعضاً من جوانب الحديث ، وضحكنا سوياً ، ولم يلبث عمر إلا القليل ثم غادر بعد ما جعل امواج البحر ترش على قلبي بعضاً من مياه سعادتها .

وبقيت انا ، جالسه على رمال الشاطئ اتأمل البحر بعمق ، وكأنني بذالك أطلب منه إن يسقي أعماقي ويسبح فوق جدران قلبي كي يزيل بعضاً من اتربه التوتر والقلق ، قبل إن تطوقني بالعديد من شوائبها ، وتحولني إلى غبار يصعب مسحه وتنظيفه .

يوميات رسامة 👩🏻‍🎨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن