الفصل الثالثلم تختلط روحي مع ألوان الرسم فحسب ، بل أمتزجت مع إيقاع الموسيقى ، وصوت الغناء .
لقد امسيتُ كلوحة إبداعية تسربت بداخلها العديد من ألوان الفنون وبهجتها .رحت أغني اليوم امام شاطئ البحر ، واطلقتُ سراح صوتي في عنان السماء ، وكأنني أريد إن اتحرر من شئ ما ، شيئا عالق وسط حنجرتي يصعب إبتلاعه ، ربما تكون كلمات يصعب نطقها ، ولكن من السهل غناءها .
حين أغني أشعر وكأنني ابتلع حروفي المكبلة في جوفي ، كما يبتلع البحر جزيرة كاملة دون خسارة شيئاً من قطرات مياهه .
بعد ما أنتهيت من الغناء ، احسست لبرهه إن البحر بات يتسكع على سطح أعماقي ، ويبتلع الشوائب المتلصقة بي .
حينئذ استوقفني ، منظر صديقي عمر الواقف امام لوحتي الفنية ، والتي ابتعدت عنها قليلاً حينما هممت بالغناء .
كان يتأملها كما لو أنه يتأمل اخر مصباح مضيء انقذ حياته من ألوان العتمة المظلمة .قال عمر مبتسماً وهو يراني اركض نحوه والابتسامة تتسلق إلى ثغري :
- لا يوجد رسام واحد ، قادر على التفوق عليك يامنال في رسم البحر !قلت بإبتهاج :
- اسعدني إطرءك كثيراً ياعمر ! وكأنك للتو ناديت البحر كي يجتاحني ، وينثر ألوانه الزاهيه حول روحي .تبادلنا بعضاً من جوانب الحديث ، وضحكنا سوياً ، ولم يلبث عمر إلا القليل ثم غادر بعد ما جعل امواج البحر ترش على قلبي بعضاً من مياه سعادتها .
وبقيت انا ، جالسه على رمال الشاطئ اتأمل البحر بعمق ، وكأنني بذالك أطلب منه إن يسقي أعماقي ويسبح فوق جدران قلبي كي يزيل بعضاً من اتربه التوتر والقلق ، قبل إن تطوقني بالعديد من شوائبها ، وتحولني إلى غبار يصعب مسحه وتنظيفه .
أنت تقرأ
يوميات رسامة 👩🏻🎨
Romansنحن الرسامين حينما نرسم أحباءنا واصدقاءنا ، فإننا نطوق ملامحهم وذكراهم بداخلنا للابد ، كأننا لانريد منهم إن يغادرونا او نغادرهم ، وهذه هي ضريبتنا . ملاحظة مهمة : غلاف الرواية من تصميمي ، والرواية كتبتها من مخيلتي ، وما أحلل الاقتباس او التقليد .