الاسماك 🐠

63 32 6
                                    


الفصل الخامس

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.




الفصل الخامس

فضلت اليوم الغوص في قاع البحر إلى جانب الاسماك ، والتسكع بجوارها ، وملاعبة صغارها ، والاختلاط مع بهاء ألوانها .

في الواقع ، إن الاسماك هي من اكثر الحيوانات التي اجتاحت قلبي ، لكأنها كل يوم تغطس في أدنى قاع اعماقي ، وتبعث إلي بالعديد من الوان فقاعاتها البهيجة .
احب الاسماك كثيراً ! حتى ان اغلب لوحاتي الفنية قد تطرزت خيوطها بها .

بعد قليل خرجت من قاع البحر وانتقلت اطفو إلى السطح ، احسست وكأنني رميت مجموعة كاملة من همومي كطعم للاسماك ، حتى ابتلعتها وحولتها إلى رماد داخل جوفها .

غادرت شاطئ البحر يوم أصبحت أشعة الشمس حارقة ، وهرولت خطاي مسرعة نحو السكن قبل أن تلتهم اشعة الشمس راسي .

دخلت إلى السكن ، وتوجهت نحو غرفة المكتب ، التي عادة ما نستقبل طلبات العملاء فيها والتي تتضمن : الرسم ، الموسيقى ، الغناء ، الاعلانات .

إن ثمار الفضل كلها ترجع إلى انامل أبي ، في إنشاء هذا السكن وهذا المكتب .
لقد قام ابي بتأسيس فريق كامل من الموسيقيين المبدعين ، وجعل هذا السكن مأوى لهم يحتويهم ويحتوي مواهبهم .

عاد أبي اليوم من رحلة السفر والتي امتدت جذورها إلى أسبوعين .
لكن مع الاسف ، احضر في طريقه بعضاً من الخضروات الفاسدة ظن منه انها طازجة .

إنه يشتري على استعجال ، وكأنما هنالك مجموعة ضخمة من الاشباح قد أنطلقت نحوه وتريد إلتهام لحمه على عجل .

بعد وقت قصير ، دخل علينا عزيز في غرفة المكتب ضاحكاً .
انزعج ابي من صخب ضحكته وكأنه يعرف ما وراءها ، بينما انا قد أجتاحني الفضول لمعرفة سببها وسألته بتطفل :

- لماذا تضحك ؟

اجاب عزيز والضحكة لا تزال معلقة في فمة :
- اباك يامنال اباك هو من اضحكني .

ثم واصل حديثة وهو يحاول قمع صوت ضحكاته ، مما جعلني انضم إليه واشاطره بعضاً من ألوان ضحكاتي :

- قبل اسبوعين ، مازحته وانا اطلب منه إن يقرضني بعضاً من امواله ، ولم يلبث إلا القليل حتى فر هارباً يجوب أنحاء الكرة الارضية .

- اطلبوا اي شئ مني بإستثناء اموالي ، كي لا تجعلوني افر هارباً منكم كغزال مسكين يهرب من اعدائه .
نطق ابي يدافع عن نفسه وسط هجوم ضحكاتنا الساخرة عليه .

لم اكن أعلم بأن ابي على أستعداد لسفر فوق السماء وبين الكواكب والنجوم ، في حال إذا طلبنا منه إن يقرضنا بعضاً من امواله ! هو الذي لا يحب السفر كثيراً ، يصبح محباً وعاشقاً له في هذه الحالة فقط !

يوميات رسامة 👩🏻‍🎨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن