تجمع الاصدقاء 💞

33 6 0
                                    



الفصل التاسع


أجتمعنا اليوم نحن الاصدقاء مع بعضنا في السكن الذي نقطن فيه .

وفضلنا الجلوس جنباً إلى جنب في صاله المنزل ، والتي أحسست بأنها أمست مكتظة بنا ، ومكتظة بنغمات اصواتنا ، والحان ضحكاتنا التي لاتكف عن الانقطاع .

يجيء صوت صديقنا عمر مسروراً ، وهو يعبر عن شدة حبه لفصل الشتاء قائلاً :
- كم أحب نسمات الشتاء البارده ! وكم أود ألا تنقطع رياح برودته عنا بعد اليوم  . من منكم يارفاق لديه هذا الحب لطقس الشتاء ؟

رفع عمر بصره نحونا كمن يبحث عن من يشاطره الرأي ، وإذ به يجد ان الاغلب يتفق معه ، بإستثناء صديقنا سليمان الذي لطالما كانت له أراء صادمة يتمرد بها عن البقية .

حينئذ عبر سليمان عن رأيه المتمرد ، وقال بينما يخلخل أصابعة بسلاسه ونعومة بين شعر قطته النائمة على حضنه :

- لقد أشتقتُ لفصل الصيف كثيراً ، أشتقتُ إلى الملابس الخفيفة ، وإلى السُمره الجميلة التي أكتسبها عادة من شعاع الشمس .

كانت صديقتنا سندس هي الوحيدة من بيننا التي هزت رأسها بالموافقة على كل حرف نطق به سليمان تمجيداً وتعظيماً لحرارة الصيف .

يوم رأى سليمان تعابير وجه الاغلبيه لا تتفق مع ما يقوله  ، راح يعاند ويزيد من مفردات الثناء والتعظيم لطقس الصيف ، حتى جاء صوت صديقنا فردوس منزعجاً :

- أتمنى أن يحرق فصل الصيف جلدك .

بعد ذالك ، أنضمت امتنان بجانب صوت حبيبها فردوس وأرسلت بعضاً من كلماتها الساخرة نحو سليمان  :
- إذا أطل علينا فصل الصيف ، سنحرص جيداً على أن نرمي سريرك هناك في العراء ، وحينئذ يمكنك أن تتغزل بحرارة الصيف وتكتسب بعض السُمرة اللطيفة التي تريدها ايها القط البشري .

ثم أنضم عزيز إلى أخته امتنان وبعث صوته بنغمة ساخرة هو الاخر :
- سليمان جيد إن الطقس ليس بيدك ، وإلا كنت سترسل علينا نفحة من لهب جنهم حتى تساعدنا على أكتساب سُمره سريعة .

حين شاهد سليمان كيف إن ألسنة الجميع باتت تتحد ضده وتهاجمه ، نطق ببراءة وهو يعانق قطته كطفل صغير يطلب النجدة :
- لماذا لا أحد يدافع عني يا أصدقاء ؟

قال فردوس :
- هل تعلم ! لسانك بمفرده قادر على حرق جزيرة كاملة .
أشار فردوس على أن سليمان يمتلك لسان لاذع ، ويصعب على أي أحد النجاة من لسع حروفه .

لكن عوضاً عن ذالك ، فإن سليمان يحمل بداخل قلبة حديقة كاملة من الزهور اليانعة ، ويحب إن يزرع بعضاً من بذورها في قلب كل شخص يصادفه في طريقه حتى لو كان عابراً .

لقد حرث العديد من الزهور على سطح قلوبنا ، وسكب الالوان الزاهية عليها مما تسبب في جعل البهجة تتدحرج نحو قلوبنا .

يوميات رسامة 👩🏻‍🎨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن