الفصل التاسعأجتمعنا اليوم نحن الاصدقاء مع بعضنا في السكن الذي نقطن فيه .
وفضلنا الجلوس جنباً إلى جنب في صاله المنزل ، والتي أحسست بأنها أمست مكتظة بنا ، ومكتظة بنغمات اصواتنا ، والحان ضحكاتنا التي لاتكف عن الانقطاع .
يجيء صوت صديقنا عمر مسروراً ، وهو يعبر عن شدة حبه لفصل الشتاء قائلاً :
- كم أحب نسمات الشتاء البارده ! وكم أود ألا تنقطع رياح برودته عنا بعد اليوم . من منكم يارفاق لديه هذا الحب لطقس الشتاء ؟رفع عمر بصره نحونا كمن يبحث عن من يشاطره الرأي ، وإذ به يجد ان الاغلب يتفق معه ، بإستثناء صديقنا سليمان الذي لطالما كانت له أراء صادمة يتمرد بها عن البقية .
حينئذ عبر سليمان عن رأيه المتمرد ، وقال بينما يخلخل أصابعة بسلاسه ونعومة بين شعر قطته النائمة على حضنه :
- لقد أشتقتُ لفصل الصيف كثيراً ، أشتقتُ إلى الملابس الخفيفة ، وإلى السُمره الجميلة التي أكتسبها عادة من شعاع الشمس .
كانت صديقتنا سندس هي الوحيدة من بيننا التي هزت رأسها بالموافقة على كل حرف نطق به سليمان تمجيداً وتعظيماً لحرارة الصيف .
يوم رأى سليمان تعابير وجه الاغلبيه لا تتفق مع ما يقوله ، راح يعاند ويزيد من مفردات الثناء والتعظيم لطقس الصيف ، حتى جاء صوت صديقنا فردوس منزعجاً :
- أتمنى أن يحرق فصل الصيف جلدك .
بعد ذالك ، أنضمت امتنان بجانب صوت حبيبها فردوس وأرسلت بعضاً من كلماتها الساخرة نحو سليمان :
- إذا أطل علينا فصل الصيف ، سنحرص جيداً على أن نرمي سريرك هناك في العراء ، وحينئذ يمكنك أن تتغزل بحرارة الصيف وتكتسب بعض السُمرة اللطيفة التي تريدها ايها القط البشري .ثم أنضم عزيز إلى أخته امتنان وبعث صوته بنغمة ساخرة هو الاخر :
- سليمان جيد إن الطقس ليس بيدك ، وإلا كنت سترسل علينا نفحة من لهب جنهم حتى تساعدنا على أكتساب سُمره سريعة .حين شاهد سليمان كيف إن ألسنة الجميع باتت تتحد ضده وتهاجمه ، نطق ببراءة وهو يعانق قطته كطفل صغير يطلب النجدة :
- لماذا لا أحد يدافع عني يا أصدقاء ؟قال فردوس :
- هل تعلم ! لسانك بمفرده قادر على حرق جزيرة كاملة .
أشار فردوس على أن سليمان يمتلك لسان لاذع ، ويصعب على أي أحد النجاة من لسع حروفه .لكن عوضاً عن ذالك ، فإن سليمان يحمل بداخل قلبة حديقة كاملة من الزهور اليانعة ، ويحب إن يزرع بعضاً من بذورها في قلب كل شخص يصادفه في طريقه حتى لو كان عابراً .
لقد حرث العديد من الزهور على سطح قلوبنا ، وسكب الالوان الزاهية عليها مما تسبب في جعل البهجة تتدحرج نحو قلوبنا .
أنت تقرأ
يوميات رسامة 👩🏻🎨
Romanceنحن الرسامين حينما نرسم أحباءنا واصدقاءنا ، فإننا نطوق ملامحهم وذكراهم بداخلنا للابد ، كأننا لانريد منهم إن يغادرونا او نغادرهم ، وهذه هي ضريبتنا . ملاحظة مهمة : غلاف الرواية من تصميمي ، والرواية كتبتها من مخيلتي ، وما أحلل الاقتباس او التقليد .