الفصل الثامنحين تتدحرج عيناي لرؤية الجبال ، أشعر وكأن روحي تزحف لمعانقة ذُرْوَة السماء .
ها أنا اليوم ، على متن قاربي الصغير ، أجدف بتريث ، وأتنزة بين الجبال المتناثرة وسط سطح البحر .
بعضها شاهقة الارتفاع ، والبعض الاخر يدنو إلى الارض كما لو إنه يعلن إستسلامة من العلو والرفعة .
أحب الجبال كثيراً ، واخترت اليوم أن أخلط ألوانه في دفتر رسمي الذي أصطحبه دائماً معي ، عندما أتسكع بين نهج الطبيعة ومباهجها ، لكأنه مثل أداة ألتقاط الصور بالنسبة لي !
نحن الرسامين نلتقط الصور بأرواحنا ، وهذا مايميزنا عن آلات التصوير الخاوية .
وبينما كنت التقط صور للطبيعة بفرشاة ألواني ، ألتقطت بشكل مفاجئ هيئة صديقي عزيز القابع على متن قاربه .
من وضعية جلوسه عرفت إنه كان شارد الذهن ، ولم يكن يتأمل الطبيعة التي كانت تحيط به من كل ناحية .
أخذت آله العود التي أحضرتها معي سابقاً ، وناديت عليه عن طريق إحدى المعزوفات المحببة إلى قلبه .
قصصت أوراق شروده بمقص الموسيقى ، وجعلت بصره ينساق نحوي دون أن أصرخ بإسمه واتسبب في إزعاجه .
يوم رآني ، أرتسمت على ثغرة إبتسامة طفيفة ، ولكن بدا عليه إنه لايريد الحديث بشكل قاطع ، لذالك فضلتُ جعل الموسيقى وحدها من تنطق بيننا بأوتارها .
رائعة هي الموسيقى في تكوينها ، لان بإمكانها إن ترسم الاحرف بألحانها وتنطق بها عوضاً عن ألسنتنا .
أنت تقرأ
يوميات رسامة 👩🏻🎨
Romanceنحن الرسامين حينما نرسم أحباءنا واصدقاءنا ، فإننا نطوق ملامحهم وذكراهم بداخلنا للابد ، كأننا لانريد منهم إن يغادرونا او نغادرهم ، وهذه هي ضريبتنا . ملاحظة مهمة : غلاف الرواية من تصميمي ، والرواية كتبتها من مخيلتي ، وما أحلل الاقتباس او التقليد .