الفصل الرابع و العشرون

3.2K 69 7
                                    

عاد عمار إلى الفيلا في تلك الليلة... دلف غرفة
شقيقته زينة ليجدها نائمة و على وجهها آثار
الدموع ليعلم انها قضت ليلتها تبكي...تأمل
وجهها الشاحب و عظام وجنتيها البارزتين
بوضوح من شدة نحافتها... كيف لم يلاحظ
تغيرها طوال الفترة الماضية، لا بد انها كانت
تعاني كثيرا بسبب ذلك الحقير مالك و الحية
اخته...

مسح على رأسها بحنان قبل أن ينحني
بوجهه و يقبل جبينها برقة، صحيح انه
غاضب منها لفعلتها التي لا تغتفر لكن
في الاخير تبقى شقيقته الوحيدة.. لا طالما
كانت ساذجة و بسيطة و تصدق كل شيئ
يقال لها و في الماضي كان دائما يحميها
و يراقبها حتى لا تختلط بالأشخاص
الغلط الذين من الممكن أن يستغلوها
لكن بعد أن طلق مريم إنشغل بنفسه
و إعتزل الجميع حتى عائلته مما جعل
سالي تنتهز الفرصة و توقع بها....

تنهد بألم يغزو قلبه و هو يشعر انه فشل
في حماية أقرب الناس إليه..والدته ، شقيقته
و كذلك زوجته...كيف إستطاع ترك الشك
يتغلل بداخله و يتحكم به حتى أفسد
حياته بأكملها...

سوف يصحح كل شيئ أولا و بعدها سيعاقبها
على طريقته...أصلا حياته كلها في حالة فوضى
و تحتاج إلى التصليح....
غطاها جيدا ثم خرج بهدوء كما دخل، في تلك
الأثناء فتحت زينة عينيها تنظر في أثر
شقيقها، هي لم تكن نائمة منذ البداية
بل تظاهرت بالنوم حتى تتحاشى مواجهته
مرة أخرى كما حصل صباح اليوم...

كانت محرجة كثيرا و تشعر بالندم و الذنب
بسبب ما إرتكبته في حق نفسها و شقيقها
فهو كما قال لها صباحا غبية فرطت في
شرفها بلا مقابل...
مسحت دموعها التي لم تجف من عينيها
منذ زواجها المشؤوم من مالك ثم تنهدت
بحرقة من تصرف عمار فهو أظهر لها انه
غاضب منها و لكنه بداخله لازال يحبها
و لن يتركها تضيع....لذلك هي قررت
أن تطيعه دون نقاش مهما طلب منها ان تفعل ...

خرج عمار من غرفة زينة ثم دلف جناحه
القديم أين تقيم سالي...أنار الغرفة و نظر
نحو الفراش لتجدها نائمة...ضغط على
أسنانه و لمعت عينيه بنار الانتقام متوعدا
لها في سره بأنه سوف يحاسبها على كل
شيئ فعلته...

كان غارقا في هواجسه و لم ينتبه أنها
قد إستيقظت بسبب النور الذي أزعج
نومها...قطبت حاجبيها و ترفع رأسها
عن الوسادة حتى ترى من هذا الدخيل
الذي تجرأ على دخول جناحها في هذه الساعة
المتأخرة من النوم...
إنتفضت من مكانها و هي تبتسم بسعادة
عندما وجدت عمار يقف أمامها و ينظر لها
عقلها المريض جعلها تتخيل انه قد إشتاق
إليها...
أخفى عمار ضيقه ببراعة عندما رأى
إبتسامتها الذي أصبحت تستفزه بشدة
ثم توجه نحو غرفة الملابس و يتظاهر
بأنه يبحث عن احد أغراضه التي نسيت
عفاف نقلها إلى غرفته...

لحقته سالي للداخل و هي تقول بلهفة :
- حبيبي إنت جيت.. وحشتني اوي
يا عمار، إنت هترجع تنام في جناحنا
صح...

بعد الفراق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن