الفصل التاسع عشر

3.1K 89 0
                                    

إستمرت مريم في مقابلة مالك فترة من
الزمن حتى إستطاعت جعله يثق بها و يحكي
لها عن ما حصل و كيف أن شقيقته هي
التي دبرت تلك الخطة حتى تحصل على
زوجها و ثروتها...
لم تدر لما شعرت مريم ببعض الارتياح لأن
عمار بريئ و لم يخيب ظن والدها او يكسر
ثقته فيه...لكن هذا لا يعني انها ستغفر له
ما فعله فيها....

إبتسمت بخبث و هي تستمع إلى
إعترافات مالك من جديد التي حرصت
على تسجيل كل كلمة في هاتفها...إحتضنت
صغيرها و هي تقبله بحرارة قبل أن تغمض
عينيها و تنام  تلك الليلة ملئ جفونها
فقريبا جدا سوف تحقق إنتقامها....

إستيقظت صباحا على لمسات
محمود الرقيقة و هو يداعب وجهها
بيديه الصغيرين...إبتسمت قبل أن
تفتح عينيها ثم هجمت عليه
تقبله و تلاعبه لتتعالى ضحكاته
البريئة...
حملته بين يديها و هي لا تكف عن
دغدته و تقبيله في كل مكان...
إنتهت من تحميمه و ألبسته ثيابه
ثم خرجت لتعطيه لسناء التي كان
قد سبقتها للمطبخ تعد فطور الصباح....

إلتقطته مقبلة وجنته الحمراء هاتفة
بحنو : حبيب قلبي يا ناس...صباح
الخير يا عسل ممم إيه الريحة الحلوة
دي...

كركر الصغير ضاحكا و هو يمد أصابعه
الضئيلة حتى يجذب لها شعرها من تحت
حجابها التي كانت ترتديه حتى في المنزل....
ظلت تلاعبه حتى إنظمت إليهم والدته
بعد أن إيتحمت و غيرت  ملابسها
لاحظت سناء ان مريم كانت ترتدي
نقابها لكنها لم تعلق و فضلت ان تدعها
تفعل ما تشاء...

جلست مريم و اخذت محمود و أجلسته
فوق ساقيها و هي تقول :
- دادا.. أنا عايزاكي تلمي هدومك كلها
و تحطيها في شنط عشان هننقل لشقة
جديدة...

ذهلت سناء و تملكتها الدهشة لكن
مريم لم تمهلها حتى تستوعب و أضافت :
- إحنا هننقل مؤقتا بس لغاية ما أخلص
من العقربة سالي و أخوها...أنا بكرة إن شاء الله
هروح المستشفى عشان أواجه عمار
و مش ضامنة هتكون ردة فعله إيه...

سناء بتفهم : حاضر...كمان شوية و هدخل
ألم حاجتي...

توقفت  مريم عن إطعام صغيرها ثم
ربتت على يدها هاتفة بإعتذار :
- أنا آسفة يا دادا... دايما معذباكي معايا
بس هعمل إيه أنا مضطرة أعمل كده
عشان أحمي محمود... مفيش حل ثاني
غير المواجهة...

سناء بابتسامة مطمئنة : انا عارفة يا حبيبتي.
و أوعدك إني هفضل جنبك و ادعمك لآخر
نفس فيا، إنت كنتي عاوزة تنتقمي منهم
و انا وقفت في طريقك و منعتك و إنت
إضطريتي إنك تسكتي و تكملي حياتك
بعيد عنهم بس للأسف الظاهر إن قدرك
لازم تواجهيهم....

تنهدت مريم بصوت عال قبل أن تعود لإطعام
صغيرها من جديد قائلة :
- أيوا فعلا بس مش عاوزاكي تقلقي من حاجة
انا عارفة كويس انا بعمل إيه...و بإذن الله
قريب جدا هخليهم يوقعوا في شر أعمالهم...
و من بكرة هختفي خالص و اقعد اراقبهم
من بعيد إزاي بيدمروا في بعض...

بعد الفراق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن