قضت مديحة ليلتها دون أن يغمض لها
جفن و هي تفكر في تلك المصيبة التي
إكتشفتها مؤخرا فرغم طبيعتها القاسية
و جفاءها إلا أنها تتحول إلى لبؤة شرسة
إذا تعلق الأمر بأحد أبناءها...منظر ذلك الحقير مالك لا يزال مترسخا
في ذاكرتها عندما رأته يخرج من جناح
عمار و قميصه مفتوح...
عقلها الان في صراع و فوضى لا يهدأ أبدا
خاصة و إن عمار سيعود اليوم من سفره
بعد غياب دام لأربعة أيام... تعرف انه يعشق
زوجته بجنون لكنها لن تستطيع السكوت
و تركه مخدوعا فيها....
لكنها حائرة كيف و ماذا ستخبره.. أن زوجته
التي تظن أنها مثال للبراءة و الرقة تخدعك
و تخونك مع قريبك بالتأكيد لن يصدقها
كما انها هي أيضا لم ترهما بعينيها لذلك
لن تستطيع إتهامها لكن هيئة مالك البارحة
و ملابسه المبعثرة
لا تحتاج لتفسير فكل شيئ واضح وضوح
الشمس بالإضافة إلى إعترافه "بعظمة
لسانه" بعلاقته بمريم .....تنهدت بحيرة عندما تذكرت أمر النقود
التي كانت ترسلها له مع شقيقته حتى
يفتتح مقهاه الخاصة لكن رغم ذلك
لا تزال لا تمتلك دليلا ملموسا على
خيانتها تقنع به إبنها.....
قامت من فراشها حتى تتوضأ و تصلي
صلاة الفجر مأجلة تلك الأفكار إلى بعد حين.....بعد سويعات قليلة كانت مريم تجلس في الحمام
على حافة حوض الاستحمام بعد أن أفاقت
منذ قليل تشعر بصداع يفتك برأسها
تقيأت للمرة الثالثة حتى كادت احشاءها
تتمزق بداخلها ثم وقفت بانهاك كي
تغسل وجهها بكل أنواع الصابون الموجودة
لديها...
نزلت دموعها من شدة الآلام
التي تشعر بها في رأسها حتى أخمص
قدميها بدون سبب...تمنت لو أن عمار كان
هنا لعالجها على الفور كما فعل منذ أيام
تلك الفكرة زادت من سوء حالتها لتنفجر
باكية بصوت عال...إلتفتت نحو باب الحمام عندما سمعت الدادا
سناء تناديها لتتحامل على نفسها بصعوبة
و تستند على الجدار حتى وصلت لها...
شهقت سناء و هي تراها هكذا لتسارع
بمساعدتها و أخذها إلى فراشها لترتاح
و هي تقول :
- معلش يا حبيبتي إتحملي هو الحمل كده
بيبقى صعب في الأيام الأولى بس بعدين
هترتاحي...أنا هنزل أعملك حاجة دافية
تشربيها....أمسكت مريم بيدها لتمنعها من المغادرة
هامسة بصوت ضعيف :
-خليكي معايا يا دادا... أنا مش عاوزة
حاجة ثانية".
جلست سناء بجانبها ثم بدأت تمسح على
رأسها هاتفة بحنان :
- كبرتي يا حبيبتي و تجوزتي و قريب
جدا هتبقي أم... ياااه أنا لسه مش مصدقة
إن السنين جريت بالسرعة دي...تنهدت بحنين و هي تتذكر الماضي و بالتحديد
ذلك اليوم الذي أتت فيه إلى هذه الفيلا
لتعمل عند محمود البحيري والد مريم
و زوجته السيدة خديجة التي توفيت
عندما بلغت مريم امن عمرها خمس
سنوات فقط...أفاقت من ذكرياتها على صوت
شهقات مريم التي كانت لا تزال تبكي لتنتفض
بهلع و تسألها بلهفة:
- حاسة بإيه يا ضنايا... لو حابة اطلبك
الدكتورة انا لسه معايا نمرتها ".
![](https://img.wattpad.com/cover/336059374-288-k928328.jpg)
أنت تقرأ
بعد الفراق
Romanceكانت بريئة وساذجة عندما ظنت ان الحب وحده سيكفي، احبته حتى بلغ العشق منتهاه و لم تهتم بالفروق الاجتماعية بينهما