في اليوم التالي...
كانت مريم ترتدي ملابسها و هي تبتسم
بسعادة فاليوم سوف تخرج هي و عمار
و يقضيان بعض الوقت خارجا لأول مرة
منذ زواجها أي منذ شهرين تقريبا..عدلت من ياقة فستانها الكلاسيكي
ذو اللون الوردي الهادئ اللذي يتوسطه
حزام جلدي باللون الأبيض ثم إرتدت قفازات
شفافة بنفس اللون شبيهة بالتي كانت
ترتديها سيدات الطبقة الثرية في حقبة
الستينات ثم رشت بعضا من عطرها المفضل
و خرجت من الجناح متوجهة نحو الاسفل
حيث ينتظرها عمار...نزلت الدرج بخطوات أنيقة لتجد زوجها
في الأسفل يترقب نزولها بفارغ الصبر..
سمع خطواتها ليلتفت وراءه مصفرا باعجاب
بجمالها الذي يخطف الأبصار....تناول يدها ليقبلها متمتما بلباقة :
- إيه الجمال داه كله يا ميري هانم ".ضحكت برقة و هي تجيبه شاكرة :
- ميرسي عمار باشا".لفت يدها حول ذراعه ليسيرا معا
نحو الباب تحت أنظار مديحة و زينة
التي كانت ترشقها بنظرات حاقدة...
حركت مديحة شفتيها بحركة شعبية
معلقة عما رأته :
- هو إيه اللي عملاه في نفسها داه
فاكرة نفسها سعاد حسني... أما عجايب
البت مرات أخوكي دي أكيد مخها ضارب
اهي آخرة الدلع...كزت زينة على أسنانها بيننا كانت أنظارها
لاتزال مثبة على باب الفيلا هاتفة بغل :
- دي حتى ما قالتش لينا صباح الخير
فاكرانا مش قد المقام..رمقتها مديحة باستغراب قبل أن تسألها :
- الله.. هو إيه اللي حصل بينكوا... مش كانت
صاحبتك ".لم تستطع زينة كتم إنفعالها و هي تجيبها :
- لا مش صاحبتي...و لا عمرها هتبقى
عن إذنك يا ماما أنا هطلع اوضتي عشان
عندي مذاكرة كثير".مديحة بشك: و أخيرا افتكرتي إن
عندك مذاكرة.. و إنت طول النهار قدام
المدعوق اللي إسمه موبايل داه ".دلفت زينة جناح شقيقها و أخذت تفتش
بين أغراض مريم عن أي شيئ يدل
على أن لديها علاقة بمالك لكنها لم تجد...
أخذت نفسا عميقا قبل أن تغادر الجناح
متوعدة لمريم في سرها....في أحد المقاهي الفاخرة....
كانت مريم تجلس مع عمار يتناولان
طعام الإفطار، هتفت و هي تحدق بالمكان
حولها :
- المكان تحفة إنت عرفتوا إزاي؟ ".
أجابها عمار و هو يرتشف كوب قهوته:
- خليت حد مخصوص يدورلي على كافيه
يكون ديكوره من زمن الخمسينات اللي
بتحبيه".إبتسمت له مريم و هي تربت على يده
و عيناها تلمعان بحب خالص :
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي.. أنا بجد مبسوطة
اوي يا ريت اليوم ميخلصش و تفضل معايا
على طول".ضحك عمار على تفكيرها البريئ معلقا :
- يعني أسيب المستشفى و أقعد جنبك
و نعيش إزاي بقى؟
مريم بامتعاض : مش مهم... مش عاوزة حاجة
غير إنك تكون جنبي".
أنت تقرأ
بعد الفراق
Romanceكانت بريئة وساذجة عندما ظنت ان الحب وحده سيكفي، احبته حتى بلغ العشق منتهاه و لم تهتم بالفروق الاجتماعية بينهما